المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



وصية النبي لأبن عباس (صلى الله عليه واله)  
  
5411   02:38 صباحاً   التاريخ: 13-12-2014
المؤلف : ابي جعفر محمد بن ابي القاسم الطبري
الكتاب أو المصدر : بشارة المصطفى "ص" لشيعة المرتضى "ع"
الجزء والصفحة : ج2,ص77-79.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / التراث النبوي الشريف /

أخبرنا الشيخ المؤيّد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( رحمه الله ) بمشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بقراءتي عليه في سنة إحدى عشرة وخمسمئة ، قال : حدّثنا السعيد الوالد ( رحمه الله ) ، قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن ، قال : حدّثني أبي ، عن سعد بن عبد الله بن موسى ، قال : حدّثنا محمد بن عبد الله العزرمي ، قال : حدّثنا المعلّى بن هلال ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يقول : ( أعطاني الله تبارك وتعالى خمساً وأعطى علياً خمساً : أعطاني جوامع الكلم وأعطى علياً جوامع العلم ، وجعلني نبيّاً وجعله وصيّاً ، وأعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل ، وأعطاني الوحي وأعطاه الإلهام ، وأسرى بي إليه وفتح له أبواب السماء والحجب حتى نظر إليّ ونظرت إليه ؛قال : ثمّ بكى رسول الله ، فقلت له : ما يبكيك فداك أبي وأُمي؟.

 قال : يا بن عباس ، إنّ أوّل ما كلّمني به ربّي عزّ وجلّ ، فقال  : يا محمد ، انظر [ إلى ] تحتك ، فنظرتُ إلى الحجب قد انخرقت وإلى أبواب السماء قد فُتحت ، ونظرتُ إلى علي وهو رافع [ إليّ ] فكلّمني وكلّمته ( وكلّمني ربّي ) .

فقلت : يا رسول الله ، بِمَ كلّمك ربّك ؟ فقال : قال لي : يا محمد إنّي جعلت علياً وصيّك ووزيرك وخليفتك من بعدك ، فاعلمه فها هو يسمع كلامك .

فأعلمته وأنا بين يدي ربّي عزّ وجلّ ، قال [ لي ] : قد قبلت وأطعت .

فأمر الله الملائكة أن تسلّم عليه ففعلت ، فردّ عليهم السلام ، ورأيت الملائكة يتباشرون به ، وما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلاّ هنؤوني وقالوا : يا محمد ، والذي بعثك بالحق لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عزّ وجلّ لك ابن عمّك ، ورأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم إلى الأرض فقلت : يا جبرئيل ، لِمَ نكس حملة العرش رؤوسهم ؟ فقال : يا محمد ، ما من ملك من الملائكة إلاّ وقد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب استبشاراً به ما خلا حملة العرش ، فإنّهم استأذنوا الله عزّ اسمه في هذه الساعة فأذِن لهم أن ينظروا إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فنظروا إليه ، فلمّا هبطتُ جعلت أخبره بذلك وهو يخبرني به ، فعلمت أنّي لم أطأ موطناً إلاّ وقد كُشِف لعلي عنه حتى نظر إليه .

قال ابن عباس : فقلت يا رسول الله ، أوصني ، فقال : يا بن عباس ، عليك بحبّ علي بن أبي طالب .

قلت : يا رسول الله ، أوصني ، قال : عليك بمودّة علي بن أبي طالب ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حبّ علي بن أبي طالب وهو تعالى أعلم ، فإن جاء بولايته قُبِل عمله على ما كان منه ، وإن لم يأتِ بولايته لم يسأله عن شيء ، ثمّ أمر به إلى النار ، يا بن عباس ، والذي بعثني بالحق نبيّاً إنّ النار لأشدّ غضباً على مبغضي  علي منها على مَن زعم أنّ لله ولداً ، يا بن عباس لو أنّ الملائكة المقرّبين والأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغضه ، ولن يفعلوا ، لعذّبهم الله تعالى بالنار .

قلت : يا رسول الله ، وهل يبغضه أحد ؟ قال : يا بن عباس ، نعم ، يبغضه قوم يذكرون أنّهم من أُمتي ، لم يجعل الله لهم في الإسلام نصيباً ، يا بن عباس ، إنّ من علامات بغضهم له تفضيلهم مَن هو دونه عليه ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً ما بعث الله نبيّاً أكرم عليه منّي ولا وصيّاً أكرم عليه من وصيي علي.

قال ابن عباس : فلم أزل محبّاً له كما أمرني رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ووصّاني  بمودّته وإنّه لأكبر  عملي عندي .

قال ابن عباس : ثمّ مضى من الزمان ما مضى ، وحضرت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) الوفاة فحضرته ، فقلت : فداك أبي وأُمي يا رسول الله قد دنا أجلك فما تأمرني ؟ فقال : يا بن عباس ، خالف مَن خالف علياً ، ولا تكوننّ لهم ظهيراً ولا وليّاً .

فقلت : يا رسول الله ، فلِمَ لا تأمر الناس بترك مخالفته ؟ قال : فبكى ( صلّى الله عليه وآله ) حتى أُغمي عليه ، ثمّ قال : يا بن عباس ، سبق فيهم علم ربّي ، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً لا يخرج أحدٌ ممّن خالفه من الدنيا وأنكر حقّه حتى يغيّر الله تعالى ما به من نعمة ، يا بن عباس ، إذا أردت أن تلقى الله وهو عنك راضٍ فاسلُك طريقة علي بن أبي طالب ومِلْ معه حيثما مال وأرض به إماماً وعاد مَن عاداه ووالِ مَن والاه ، يا بن عباس ، احذر أن يدخلك شكّ فيه فإنّ الشك في علي كفر بالله تعالى.

قال محمد بن أبي القاسم : هذا الخبر يدلّ على أنّ مَن يقدّم على علي غيره ويفضّل عليه أحداً فهو عدوّ لعلي وإن ادّعى أنّه يحبّه ويقول به ، فليس الأمر على ما يدّعي ، ويدلّ أيضاً على أنّ مَن شكّ في تقديمه وتفضيله  ووجوب طاعته وولايته محكوم بكفره ، وإن أظهر الإسلام وأُجري  عليه أحكامه ، ويدلّ أيضاً على أشياء كثيرة لا يحتمل ذكرها هذا الموضع .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.