المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

اهميـة المنافـذ التوزيعيـة
26-3-2019
عدد الائمة
26-2-2018
مفاد الهيئة بالنهي
9-8-2016
النبي محمد (صلى الله عليه واله ) ليس هو المقصود في شأن الأسرى
13-3-2022
Axiom of Infinity
18-2-2022
غسله (صلى اللّه عليه وآله)
10-12-2014


منزلة النبي ووصيه بالحق يوم القيامة  
  
3488   02:36 صباحاً   التاريخ: 13-12-2014
المؤلف : ابي جعفر محمد بن ابي القاسم الطبري
الكتاب أو المصدر : بشارة المصطفى "ص" لشيعة المرتضى "ع"
الجزء والصفحة : ج1,ص46-47.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

عن أبي جعفر ، قال : حدّثني أبي ( رحمه الله ) قال : حدّثنا سعد بن عبد الله  قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى ، قال : حدّثنا العباس بن معروف ، قال : حدّثنا أبو حفص العبدي ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله : إذا سألتم الله عزّ وجلّ فاسألوه ليّ الوسيلة  .

قال : فسألت النبيّ عن الوسيلة ، فقال : هي درجتي في الجنّة وهي ألف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفَرس الجواد شهراً ، وهي ما بين مرقاة جوهرة إلى مرقاة زبرجد ، ومرقاة ياقوتة إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضّة ، فيؤتى بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين ، فهي في درج النبيين كالقمر بين الكواكب ، فلا يبقى يومئذٍ نبيّ ولا صدّيق ولا شهيد إلاّ قال : طوبى لمن كانت هذه الدرجة درجته ، فيأتي النداء من عند الله عزّ وجلّ يسمع النبيين وجميع الخلق : هذه درجة محمد .

فأقبِلُ وأنا يومئذٍ متّزر  بريطة [ من نور ] وعليَّ تاج الملك وإكليل الكرامة ، وعلي بن أبي طالب أمامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد ، مكتوب عليه : لا إله إلاّ الله المفلحون هم الفائزون بالله ، وإذا مررنا بالنبيين قالوا : هذان ملكان [ كريمان ] مقرّبان ولم نعرفهما ولم نرهما ، وإذا مررنا بالملائكة قالوا : هذان نبيان مرسلان حتى أعلو الدرجة وعلي يتبعني ، حتى إذا صرت في أعلى درجة منها وعلي أسفل منّي بدرجة ، ولا يبقى يومئذٍ نبيّ ولا صدّيق ولا شهيد إلاّ قال : طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله ، فيأتي النداء من قِبل الله عزّ وجلّ يسمع النبيين والصدّيقين والشهداء والمؤمنين : هذا حبيبي محمد وهذا وليي علي ، طوبى لمن أحبّه والويل لمن أبغضه وكذب عليه .

ثمّ قال رسول الله : فلا يبقى يومئذٍ أحدٌ أحبّك يا علي إلاّ استروح إلى هذا الكلام وابيضّ وجهه وفرح قلبه ، ولا يبقى أحدٌ ممّن عاداك أو نصب لك حرباً

 [ أو جَحَد لك حقّاً ] إلاّ اسودّ وجهه واضطربت قدماه .

وبينا أنا كذلك إذا ملكان قد أقبلا إليَّ ، أمّا أحدهما رضوان خازن الجنان ، وأمّا الآخر فمالك خازن النار  ، فيأتي  رضوان فيقول : السلام عليك يا أحمد ؛ فأقول : السلام عليك ( أيها الملك ) مَن أنت ؟ فما أحسن وجهك وأطيب ريحك ! فيقول : أنا رضوان خازن الجنان وهذه مفاتيح الجنّة ، بعث بها إليك ربّ العزّة فخذها يا أحمد ؛ فأقول : قد قبِلت ذلك من ربّي له الحمد على ما فضّلني به ، أدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؛ ثمّ يرجع فيدنو مالك فيقول : السلام عليك يا أحمد ؛ فأقول : السلام عليك أيها الملك ، مَن أنت ؟ فما أقبح وجهك وأنكر رؤيتك ! فيقول : أنا مالك خازن النار وهذه مقاليد النار ، بعث بها إليك ربّ العزّة فخذها يا أحمد ؛ فأقول : قد قبِلت ذلك من ربّي فله الحمد على ما فضّلني به ، أدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب ؛ ثمّ يرجع مالك فيُقبِل علي بن أبي طالب ومعه مفاتيح الجنّة ومقاليد النار حتى يقف على حجرة  جهنّم وقد تطاير شررها وعلا زفيرها واشتدّ حرّها ، وعلي آخذ بزمامها ، فتقول [ له جهنّم ]: جزني يا علي فقد أطفأ نورك لهبي . فيقول لها علي : قرّي يا جهنّم ، خذي هذا واتركي هذا ، خذي هذا عدوّي واتركي هذا وليي ، فجهنّم يومئذ أشدّ مطاوعة لعلي من غلام أحدكم لصاحبه ، وإن شاء يذهبها يمنة وإن شاء يذهبها يسرة ، ولجهنّم يومئذٍ أشدّ مطاوعة لعلي فيما يأمرها به من جميع الخلائق.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.