المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الذوق الوسيلة الثانية للاكتساب  
  
2077   11:23 صباحاً   التاريخ: 28-8-2017
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص85-87
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2017 2320
التاريخ: 29-4-2017 4050
التاريخ: 14-8-2019 1748
التاريخ: 21-4-2017 3890

يعتبر الذوق الحاسة الثانية بالأهمية بعد السمع, ولذلك رأينا الحث على إرضاع الولد وخاصة من ثدي أمه لما في ذلك من أثر على تكوين الشخصية الإنسانية للطفل, وإذا لم يجد الأهل إمكانية لإرضاع ابنهم بواسطة الأم مباشرة تم التأكيد على اختيار المرضعة على أن تكون مسلمة مؤمنة من أصل محترم , وأن تكون متوضئة حال الإرضاع , كل ذلك كي يتذوق الطفل لبن أمه , أو مرضعته بشكل جيد لا يؤثر عليه سلبا , بل يفيده ويطوره إيجابا, , وبملاحظة أي طفل أصبح قادرا على التناول تراه يضع كل ما يتناوله في فمه مباشرة فهو يتعرف على العالم الخارجي , أو الأشياء المجهولة لديه من خلال الذوق ...

ويحضرني في هذا المجال القصة التي حصلت مع نبينا موسى (عليه السلام) وفرعون عليه لعنة الله عز وجل , فقد روى الإمام الباقر (عليه السلام) عن هذه القصة طويلة نقتطع منها هذا المقطع :(فلما درج موسى كان يوما عند فرعون فعطس موسى فقال: الحمد لله رب العالمين ، فأنكر فرعون ذلك عليه ولطمه وقال : ما هذا الذي تقول ؟ فوثب موسى على لحيته وكان طويل اللحية فهلبها أي قلعها , فهم فرعون بقتله , فقالت امرأته : غلامٌ حدث لا يدري ما يقول , وقد آلمته بلطمتك إياه , فقال فرعون : بل يدري , فقالت له : ضع بين يديه تمرا وجمرا , فإن ميز بينهما فهو الذي تقول , فوضع بين يديه تمرا وجمرا فقال لك : كل , فمد يده الى التمر فجاء جبرائيل فصرفها الى الجمر في فيه فاحترق لسانه فصاح وبكى , فقالت آسية لفرعون : ألم أقل لك أنه لا يعقل ؟ فعفا عنه)(1) .

فمن خلال هذه الرواية يظهر لنا أن الطفل يتعرف على العالم الخارجي من خلال عدة حواس منها حاسة الذوق على أساس أن أول شيء يقع بين يديه ويستطيع الوصول إليه يبادر فورا الى تذوقه كي يعرف ما هو فما طاب له طلبه دائما وما لم يطب له يتركه دائما , فمن خلال الذوق يتم التعرف على العالم الخارجي فهذا طعمه حلو , وذلك طعمه مر , وهذا حار , وذلك بارد . وعندما يصبح الطفل قادرا على التمييز بين هذه الأشياء يكون قد بلغ سن التمييز وهذا ما أراد فرعون لعنه الله أن يختبر به موس (عليه السلام) بأنه أصبح مميزا فيحاسبه على ما قال وإلا يتركه.

____________

1ـ بحار الأنوار ج 13، ص 26 – 27 .

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.