المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



علامات ولادة النبي في بلاد فارس  
  
4869   11:22 صباحاً   التاريخ: 13-12-2014
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص49.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / الولادة والنشأة /

 روى الصدوق في (الاكمال) وغيره، قال : لما كانت ليلة ولد رسول الله ارتجس ايوان كسرى وسقطت منه أربعة عشرة شرفة، وغاضت بحيرة ساوة، وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك الف سنة، ورأى الموبذان و هم أعلم علماء الفرس ابلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها فلما أصبح كسرى هاله ما رأى، فتبصر عليها تشجعا، ثم رأى ان يسر ذلك الى بعض وزرائه، فلبس تاجه وجلس على سريره وجمعهم فاخبرهم بما راى، فبينما هم كذلك، اذ ورد عليهم كتاب بخمود النار، فازدادوا غما، فقال الموبذان : وانا  اصلح الله الملك قد رايت في هذه الليلة، ثم قص عليه رؤياه في الابل والخيل، فقال : أي شيء يكون هذا يا موبذان  وكان اعلمهم في انفسهم  ؟.

قال : حادث يكون في ناحية العرب، فكتب عند ذلك : من كسرى الملك الى النعمان بن المنذر : اما بعد .. فوجه الي برجل عالم بما اريد ان اساله عنه، فوجه اليه بعيد المسيح بن عمرو بن حيان بن بقيلة الغساني، فلما قدم عليه قال : عندك علم ما يعلمه، فاخبره بما رأى فقال : علم ذلك كله عند خال لي يسكن بمشارف الشأم يقال له سطيح، قال : فاته فأساله وأخبرني بما يرد عليك، فخرج عبد المسيح حتى ورد على سطيح وقد اشرف على الموت، فسلم عليه وحياه، فلم يرد عليه سطيح جوابا، فأنشأ عبد المسيح يقول :

أصم ام غطريف اليمن                  أم فاز فأزلهم به شأو  العنن

يا فاصل الخطة أعيت من ومن        وكاشف الكربة في والوجه الغضن

اتاك شيخ الحي من آل سنن          وامه من ال ذئب بن حجن

أرزق ضخم الناب صرار الاذن        أبيض فضفاض الرداء والبدن

رسول قيل العجم  يسري للوسن      لا يرهب الرعد ولا ريب الزمن

تجوب بي الارض علنداة شجن        ترفعني طورا وتهوى بي دجن

حتى أتى عاري الجئاجي والقطن     تلفه في الريح بوغاء الدمن

فلما سمع سطيح شعره فتح عينه فقال : عبد المسيح على جمل يسيح الى سطيح، وقد اوفى على الضريح بعثك ملك بني ساسان لارتجاس الايوان، وخمود النيران، ورؤيا الموبذان، رأى ابلا صعابا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها، وغاضت بحيرة ساوة، فقل يا عبد المسيح اذا كثرت التلاوة، وبعث صاحب الهراوة، وفاض وادي السماوة، وغاضت بحيرة ساوة، فليس الشام لسطح شاما، يملك منهم ملوك وملكات، على عدد الشرفات، وكل ما هو آت آت، ثم قضى سطيح مكانه فنهض عبد المسيح الى رحلة وهو يقول :

شمر فانك ماضي العزم شمير       لا يفزعنك تفريق وتغيير

ان يمس ملك بني ساسان افرطهم    فان ذا الدهر اطوار دهارير

وربما كان قد اضحوا بمنزلة         تهاب صولهم الاسد المهاصير

فيهم اخو الصرح بهرام وإخوته     والهرمزان وسابور وسابور

والناس اولاد علات فمن علموا       ان قد اقل فمحقور ومهجور

وهم بنو الام ام ان راوا نشبا         فاذك بالغيب محفوظ ومنصور

والخير والشر مقرونان في قرن       والخير متبع والشر محذور

قال : فلما قدم على كسرى اخبره بما قال سطيح، فقال : الى ان يملك منا اربعة عشر ملكة قد كانت امور، قال : فملك منهم عشرة في أربع سنين وملك الباقون الى امارة عثمان، وكان سطيح ولد في سيل العرم، فعاش الى ملك ذي نواس وذلك أكثر من ثلاثين قرنا.

وفي (الخرائج) انه سئل ابن عباس : انك تذكر سطيحا، وتزعم ان الله خلقه ولم يخلق من ولد ادم شيئا يشبهه، قال : نعم، ان الله خلق سطيحا الغساني لحما على وضم، وكان يحمل على وضم ويؤتي به حيث يشاء ولم يكن فيه عظم ولا عصب الا الجمجمة والعنق، وكان يطوي من رجليه الى ترقوته كما يطوى الثوب، ولم يكن يتحرك منه شيء سوى لسانه، فلما اراد الخروج الى مكة حمل على وضمة فآتي به مكة فخرج اليه اربعة من قريش فقالوا : اتيناك لنزورك لما بلغنا من علمك، فاخبرنا عما يكون في زماننا، وما يكون من بعد؟.

قال : يا معشر العرب، لا علم عندكم ولا فهم، ولينشأن من بعدكم قوم يطلبون انواع العلم، يكسرون الصنم ويقتلون العجم ويطلبون الغنم.

قالوا : يا سطيح، من يكونون اولئك؟.

قال : والبيت ذي الاركان لينشأن من عقبكم ولدان يوحدون الرحمن، ويتركون عبادة الشيطان. قالوا : فمن نسل من يكونون أولئك؟.

قال : أشرف الاشراف من عبد مناف، قالوا : من أي بلدة يخرج؟.

قال : والباقي في الابد ليخرجن من ذي البلد يهدي الى الرشد يعبد ربا انفرد.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.