المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Proton NMR Spectroscopy
11-8-2018
LOGIC IN THINKING
2024-09-12
شروك  r.r. schrock
28-4-2016
الطريق إلى تحصيل التوبة.
2024-03-12
حفظ الأسرار الزوجية
11-8-2018
ماهي مميزات مبيدات الادغال المثبطة لعملية التركيب الضوئي؟
16-12-2021


تكريم الفتيات في الإسلام  
  
3181   01:06 مساءً   التاريخ: 12-8-2017
المؤلف : الشيخ مجيد الصائغ
الكتاب أو المصدر : تربية الفتاة في الإسلام
الجزء والصفحة : ص128ـ131
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

لاشك أن تكريم الإنسان يترك أثراً إيجابياً في نفسه ، علماً أن للهداية سحراً في قلوب المهداة إليه ، لأنها تعبير عن الحب والودِّ والاحترام والعرفان ؛ ولذا فإن القاعدة العامة من المنظور الإسلامي تكريم الأولاد وتحسين أدبهم وعدم احتقارهم والاعتناء بهم غاية الاعتناء داخل محيط الأسرة على الخصوص .

يقول الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله سلم) (أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم).

ذلك لأن عهد الطفولة يحتل الأهمية العظمى في تقرير أساس الحياة ، وإن السلوك المفضِّل  أو المفسد للبنين يعود إلى الأساليب التربوية الصالحة أو الفاسدة .

فتكريم الفتاة واحترامها لا يعني الخضوع لرغباتها ، بل قد يكون العكس هو الصحيح  ، فحينما تُمنح الثقةَ والاحترام لابدَّ أن يُجعل من هذه الثقة بالذات وسيلةً وأداة للتربية النموذجية ؛ فالمطلوب لدى التعامل مع البنات داخل الأسرة إبداء الاحترام ، وهذا يستدعي التحدث بصراحة  وعفوية نظير ما يحملنه من براءة وعفوية .

فالاحترام لا يعني الاسترسال مع الخطأ ومع الرغبات الخاطئة بل إن ضبط علاقة الطفل بالحياة والمحيط من حوله بناء على الصدق والاحترام والثقة هو الكفيل بصقل الشخصية والسلوك الجيد في المستقبل . وقد أشار العلماء المعاصرون في الكتب النفسية والتربوية إلى هذين الأمرين وهما احترام الأولاد وعدم تحقيرهم .

وإذا نظرنا إلى سيرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) فقد كان يمارس عملياً الرعاية التربوية لأطفال المسلمين عامة وينبِّه الآباء على واجباتهم في الحالة المناسبة ، وكذلك الأم كي تكون أعرف (بميكانيكية) تربية الأولاد وطريقة احترامهم وزرع الثقة بنفوسهم فقد جاء في الحديث الشريف كان يؤتى اليه (صلى الله عليه واله وسلم) بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة أو ليسمِّيه فيأخذه فيضعه في حجره تكرمةً لأهله ، فربما بال الصبي عليه ،فيصيح بعض من رآه حين بال ، فيقول (صلى الله عليه واله وسلم) (لا ترزموا بالصبي) فيدعه حتى يقضي بوله ثم يفرغ من دعائه أو تسميته فيبلغ سرور أهله به مبلغاً كبيراً ، ولا يرون أنه يتأذى ببول صبيِّهم ، فإذا انصرفوا غسل ثوبه (1).

في الحديث ثلاثة أبعاد تربوية جديرة بالملاحظة :

البعد الأول : أن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) كان يستعمل جميع الأساليب والوسائل لاحترام المسلمين وتكريمهم، ومن ذلك احتضان أطفالهم بكل حنان وعطف ومعاملتهم بالشفقة ؛ فأحد أهداف النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في عمله هذا هو تكريم أولياء الطفل كما ورد التصريح بالحديث الشريف تكرمة لأهله .

البعد الثاني: أن الطفل يبول طبقاً لحاجته الطبيعية وأداء العمل الفطري ولا يدرك في عمله هذا استهجان المجتمع واستيائه؛ ولذلك فإن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) يقول :

(لا تغلظوا معه ولا تمنعوه من التبول دعوه حرّاً ).

فإن إجبار الطفل على إمساك ما تبقى من بوله يخالف القواعد الصحية .

البعد الثالث : أن خشونة الوالدين وغلظتهما تؤدي الى تحقير الأولاد سواء أكانوا ذكوراً إم إناثاً

وتؤذيهم ، وإن الانهيار النفسي يؤدي إلى نتائج سيئة طوالَ أيام العمل ؛ فعلى الراغبين في تنشئة أطفالهم بصورة صحيحة أن يَحذروا من إثارة غبار التألم والاستياء في الضمير الباطن لهم ؛ فقد ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال :(طُبعت القلوب على حبّ من أحسن إليها وبغض من أساء إليها ).

وعنه (عليه السلام) أنه قال :( جُبلت القلوب على حب مَن نفعها وبُغض من ضرَّها )(2).

وبصورة عامة فإن النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) كان يعامل جميع الأطفال سواء أكانوا أبناءه أم غير أبناء بالشفقة والعطف والحنان ، حتى ورد في الحديث :

(والتلطف بالصبيان من عادة الرسول )(3).

وهناك أحاديث أخرى للرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم ) في خصوص البنت وتكريمها وإدخال السرور الى قلبها.

فقد ورد عن ابن عباس انه قال: قال النبي (صلى الله عليه واله): (من فرَّح ابنه فكأنما أعتق رقبة من ولد إسماعيل ومن أقرَّ عين ابنٍ فكأنما بكى من خشية الله)(4).

وعنه (صلى الله عليه واله) انه قال: (من ولدت له ابنه فلم يؤذها ولم يُهِنها ولم يُؤثر ولده عليها، ادخله الله بها الجنة).

وعنه (صلى الله عليه واله) انه قال: (من كانت له أبنه فأدبها وأحسن أدبها وعلّمها فأحسن تعليمها وأوسع عليها من نعم الله تعالى كانت له منعة وستراً من النار).

وفي حديث آخر: (أُخبر رجل كان عند رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بمولود أصابه فتغيَّر وجه الرجل فقال له النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : مالك؟ فقال: خير ، فقال: قل . قال خرجت والمرأة تمخض فأُخبرتُ أنها ولدت جارية (أي بنتاً) ، فقال له النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : الأرض تقلُّها والسماء تظُّلها والله يرزقها ، وهي ريحانة تشمُّها)(5).

وعن الامام الصادق (عليه السلام) قال: (أن الله ليرحم العبد لشدة حبه لولده ذكراً كان أو أنثى . ولعل من أول واجبات الأبوين نحو ابنتهما حتى تخرج الى الدنيا : أن يحسنا اسمها لأن هنالك أسماء مباركة وميمونة فلا يسميها اسماً يكاد يكون قبيحاً ، وأن يعقَّا في اليوم السابع لكي تسلم من الأمراض والأدران).

وإنما ورد تأكيد حب البنات واحترامهن والتأكيد على تربيتهن ، لما للفتاة من أهمية مستقبلية ؛ فإذا تربّت على الكمالات النفسية والأسس السليمة أصبحت امرأة بإمكانها أن تؤدي واجبها كزوجة وأم تستطيع أن تربي أجيالاً صالحة تكون قدوة في المجتمع ومفخرة للإنسانية جمعاء ، وإذا كان العكس من ذلك وكان البناء غير قويم  فإنها لا تستطيع أن تؤدي واجبها التربوي نحو أطفالها ، وبالتالي يسود مجتمعنا الفشل ونقصان الكمال ؛ ولذا عبّر الشعراء عن الأم المثالية بأنها مدرسة بكل ما لهذه الكلمة من معنى .

____________

1ـ البحار،ج:6،ص:153.

2ـ كلا الحديثين في وسائل الشيعة، ج:4 ،ص:74.

3ـ المحجة البيضاء،ج:3 ،ص:316.

4ـ مكارم الاخلاق.

5ـ فروع الكافي ، ج :6




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.