المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17599 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

الكلمات التي تشفي من المستحيل
30-4-2017
استقلالية إجراءات الدعوى الإدارية عن إجراءات الدعوى المدنية
16-1-2023
هل الأمور بهذا السوء حقاً؟
17-5-2021
Fricative release
13-7-2022
شروط اصدار وثيقة التأمين العائمة
4-5-2017
التقدير وتخمين الكلفة
10-1-2023


التوحيد  
  
1808   09:30 صباحاً   التاريخ: 23-09-2014
المؤلف : محمد جواد مغنية
الكتاب أو المصدر : تفسير الكاشف
الجزء والصفحة : ج1/ ص59ـ64
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / أصول / التوحيد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2015 2016
التاريخ: 11-12-2015 2212
التاريخ: 11-12-2015 1511
التاريخ: 11-12-2015 1260

 ترتكز الأديان السماوية كلها على أصول ثلاثة : التوحيد ، والنبوة ، والبعث ، وما من نبي من آدم إلى محمد ( صلى الله عليه واله ) إلا وتقوم دعوته على هذه الأصول ، وما عداها يتفرع عنها ، فعدالة اللَّه وقدرته وحكمته فرع عن التوحيد ، والإمامة والقرآن فرع عن النبوة ، والحساب والجنة والنار فرع عن البعث .

وابتدأ القرآن الكريم بالأصل الأول ، وأرشد إلى دلائله ، لأنه الأساس ، وخاطب الناس بقوله : {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ} [البقرة: 21] الخ . . وبديهة ان عبادته تستدعي معرفته أولا بطريق القطع والجزم ، لا بطريق التخمين والظن (1) لأن الظن لا يغني عن الحق شيئا بشهادة القرآن نفسه . فما هو الطريق الذي يؤدي قطعا إلى معرفة اللَّه جل وعلا ؟

لقد اختلف العلماء في نوعية هذا الطريق ، وقرره كل بما رآه صوابا . . فمنهم من اعتمد على الدليل الكوني ، وأورده على هذه الصورة : ان الطبيعة وحوادثها المتكررة المتجددة تتطلب وجود علة لها ، ولا يصح أن تكون العلة هي الطبيعة نفسها ، وإلا لزم أن يكون الشيء علة ومعلولا في آن واحد ، وهذا هو الدور الباطل الذي أوضحناه في الفقرة السابقة {يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ } [البقرة: 4] ، وان كانت العلة خارجة عن الطبيعة نقلنا إليها الكلام وسألنا : هل هي نتيجة لعلة سابقة ، أو انها وجدت لذاتها من غير علة ، وعلى الأول يأتي الكلام والسؤال عن كل علة سابقة ، وهكذا دواليك . . وهذا هو التسلسل المحال ، فتعين الثاني ، أي وجود علة بذاتها ، واليها تنتهي جميع العلل ، ولا تنتهي هي إلى غيرها ، وهي كلمة اللَّه ، وقوله للشيء كن فيكون .

- ملحوظة - هذا الدليل يقوم على التسليم بنظرية العلية ، وهي ان كل أثر يستلزم مؤثرا ، وكل معلول لا بد له من علة ، تماما كالعلم يستدعي وجود العالم ، والكتابة وجود الكاتب (2) .

ولكي تتضح لديك فكرة التسلسل وبطلانها ، ووجوب الانتهاء إلى علة لا علة لها نضرب إليك مثلا من هذه التصاميم التي يضعها المهندسون للطائرات والسيارات ، وغيرها من الآلات والبنايات فإنها جميعا لا بد أن تنتهي إلى المخترع الأول الذي وضع التصميم من تلقائه ، يأخذ الغير منه ، ولم يأخذه هو من أحد ، ولو افترض انه لا مخترع أول للتصميم لزم أن لا يوجد اختراع ولا شيء يمت إلى التصميم على الإطلاق .

وعلى هذا فليس لأحد أن يقول ويسأل : ممن أخذ المخترع الأول هذا التصميم ، لأن معنى مخترع انه لم يتلق من الغير ، وهذه الحقيقة تدل على صحتها بنفسها ، تماما كما تدل الشمس على ضوئها . . وهكذا الحال بالنسبة إلى الخالق

والرازق ، فان معناه انه يخلق ، ولم يخلق ، ويرزق ، ولم يرزق . . لذا كان ليبنتز يسمي اللَّه المهندس ، أي المخترع ، وأفلاطون يسميه الصانع ، إشارة إلى أنه خالق غير مخلوق .

ومنهم من استدل على وجود اللَّه بنظام العالم وتنسيقه واطراد هذا النظام والتنسيق ، ويسمى هذا الدليل بالدليل الغائي .

- ملحوظة - يرى الكثير من علماء الطبيعة الجدد أن ظواهر الطبيعة لا يجوز تفسيرها بالعلة الغائية ، بل يتحتم تفسيرها بالعلة الفاعلية .

والجواب : انّا نستكشف وجود العلة الفاعلية من وجود العلة الغائية ، تماما كما نستكشف من ترتيب السرير ترتيبا هندسيا وجود النجار الخبير . ويتضح الجواب أكثر من تقرير الفرض الضروري فيما يلي :

ومنهم من اعتمد الفرض الضروري الذي يعتمده علماء الطبيعة وغيرهم في اكتشاف العديد من الحقائق ، ومن هذا الفرض نظرة الجاذبية التي اكتشفها نيوتن من سقوط التفاحة على الأرض . . فان جميع الافتراضات غير الجاذبية خاطئة ، وافتراض الجاذبية صحيح ، ومن هنا جزم نيوتن بوجودها .

أما تطبيق هذا الدليل على ما نحن فيه فهو انّا نشاهد نظام العالم وتماسكه واطراده ، وكل ما نفترضه لوجود هذا النظام غير الخالق الحكيم فهو فرض فاسد يرفضه العقل ، ولا يتقبل العقل إلا وجود خالق حكيم هو الذي نظَّم ورتب ، واليك هذا المثال :

إذا رأيت اسمك مكتوبا في الفضاء بأحرف من نور ، ثم بحثت في كل جهة فلم تر أحدا ، فلا بد ان تفترض ان إنسانا عاقلا يوجد في مكان ما يملك آلة يستطيع بواسطتها أن يرسم أحرفا في الفضاء من نور متماسكة منسجمة . . وأي فرض غير هذا ، كالصدفة ، أو اصطدام سيارتين ، أو وجود بركان ، كل ذلك وما إليه يجرك إلى الخطأ ، وعلى الأقل لا يركن إليه عقلك الا إذا افترضت وجود الشخص الذي يملك الآلة . . وهكذا الحال بالنسبة إلى نظام الكون .

وأخطر كلمة وأوضحها كلمة « فولتر » ، حيث يقول : « ان فكرة وجود اللَّه فرض ضروري ، لأن الفكرة المضادة حماقات » . وقرأت في كتاب الظاهرة القرآنية ص 91 طبعة 1958 : « ان نوعا من النمل في أمريكا يغادر مساكنه قبل اندلاع الحريق فيها بليلة » . ومهما فرضت لذلك من الفروض والتفاسير فلا تركن النفس أبدا الا بفرض وجود مدبر حكيم أعطى لكل نفس هداها .

ومنهم من يعتمد البرهان الخلقي ، ويقول : لو لا الايمان بوجود اللَّه لانهارت المقاييس الخلقية ، ولم يكن من رادع يردع الناس عن الشر ، ولا وازع يبعثهم على عمل الخير .

وهذا الدليل في واقعه أقرب إلى انكار الخالق من الاعتراف به ، إذ يكون الايمان باللَّه ، والحال هذه ، وسيلة لا غاية ، بحيث لو افترض وجود انسان يفعل من تلقائه ما ينبغي فعله ، ويترك ما ينبغي تركه لما وجب عليه الايمان باللَّه . .

وليس من شك ان جعل اللَّه أداة أقبح من إنكاره .

ومنهم من يعتمد الدليل اللدني ، وهو الشعور والاحساس القلبي مباشرة ، ويقول : ان قلب الإنسان يدرك وجود الخالق مباشرة من غير براهين ، ومقدمات ، تماما كما يحس الحب والبغض ، وتقدم الكلام عن ذلك مفصلا عند تفسير الآية 3 {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} فقرة المعرفة ، رقم 4 .

وأفضل الطرق كلها هو الطريق الذي استدل به اللَّه سبحانه على وجوده ، ويتلخص بالنظر والتفكير في خلق السماوات والأرض ، وفي الإنسان والموت والحياة ، والنعم الجلَّى ، وما إلى ذاك مما جاء في القرآن الكريم ، والسنة النبوية ، ونهج البلاغة .

وهذا الطريق ، وان رجع في حقيقته إلى الدليل الكوني والغائي الا أن تقريره في هذا الأسلوب يبعده عن التكلف والتعسف ، ويقربه إلى افهام الخواص والعوام . .

ومن لا يقتنع من اللَّه سبحانه بما أورده هو جل وعلا من الأدلة على وجوده ، فهل يقتنع من عبد مثله ؟ .

وغريبة الغرائب ان الجاحد يؤمن ويعتقد بأن القميص الذي يلبسه - مثلا - قد زرع بذره الفلاح بانتظام ، ثم غزله وحاكه العامل بإتقان ، ثم باعه التاجر بمعرفة ، ثم فصّله وخاطه الخياط على القدر المطلوب ، انه يعتقد بهذا كله ، ثم لا يعتقد بوجود من اتقن وصنع كل شيء ؟ .

وبالإضافة إلى الأدلة على وجود اللَّه التي تدخل تحت ضابط عام ، وقاعدة كلية ، فإنه سبحانه قد أعطى كل انسان دليلا خاصا به وحده على وجوده جل وعز لا يشاركه فيه سواه ، فما من انسان أيا كان إذا رجع إلى ما مر به من حوادث وتجارب ، وتأملها بإمعان إلا ويجد في حياته أشياء لا تفسير لها إلا إرادة اللَّه ومشيئته .

واني أستبعد كل البعد أن يعيش انسان ، أي انسان ، ولو كان كافرا ، يعيش حينا من الدهر دون أن تمر لحظة واحدة في حياته ، ولا يرجع فيها إلى اللَّه تلقائيا ومن غير قصد وشعور ، وإلى من يتجه في أحلك لحظات الشدة ؟

انه من غير شك يعود إلى فطرة اللَّه التي فطر الناس عليها ، وطبعت كل مولود بطابعها ، حيث لا أب يعلمه ، ولا أم تلقنه ، ولا محيط يكيفه .

قال زنديق للإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) : ما الدليل على وجود الصانع ؟

قال الإمام : لو ركبت البحر ، وهاجت الرياح ، وغرقت السفينة والملاحون ، وبقيت أنت حيا ، فهل ترجو النجاة لنفسك ؟

قال الزنديق : أجل .

قال الإمام : ان الصانع هو الذي ترجوه آنذاك .

وبالتالي ، فاني أنصح من يشك في وجود اللَّه أن يقرأ أدلة الجاحدين والماديين ، فإنه سينتهي حتما إلى الإيمان باللَّه ، إذ لا يجد دليلا على انكارهم إلا انهم يريدون ان يروا اللَّه بالعين ، ويلمسوه باليد ، ويشموه بالأنف .

وقد ذكرت الكثير الكثير من أدلة هذا الباب في كتاب « اللَّه والعقل » .

وكتاب « فلسفة المبدأ والمعاد » الذي وضعته خاصة للرد على الفلسفة المادية ، وكتاب « بين اللَّه والإنسان » . وكتاب « معالم الفلسفة » . وكتاب « الإسلام مع الحياة » وكتاب « إمامة علي والعقل » (3) . وغير هذه المؤلفات من الكتب والمقالات . . واللَّه سبحانه المسؤول أن يطهر نفوسنا من الشك والريب ، وأن يشملها بتوفيقه ورضوانه .

وأطلنا الكلام في الأصل الأول ، وهو التوحيد ، ليكون كالضابط العام الذي يرجع إليه في كل ما يتصل به من الآيات .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الاسلام عقيدة وشريعة ,والعقيدة كالإيمان بالله وصفاته, والنبي وعصمته, والبعث وما اليه من الغيب ,ولا يثبت شيء من مسائل العقيدة الا بطريق القطع ,ومن هنا لم تكن محلا للاجتهاد. والشريعة كالعبادات والمعاملات والجنايات ,ويجوز اثبات مسائلها بطريق الظن والاجتهاد ,على شريطة ان يقوم دليل قطعي على صحة العمل بهذا الطريق الظني الخاص .بحيث يكون القطع مصدراً للعمل بالظن .

2ـ ان الفيلسوف الانكليزي هيوم ينكر مبدأ العلية : لا دليل على ان وجود شيء يستلزم وجود شيء اخر .وانما العادة جرت ان يحدثا معا دون ان يكون بينهما تلازم قهري ..وليس لدينا شيء لرد به هذا القول سوى ان الغاء مبدأ العلية الغاء لبديهية العقل عند جميع الناس . فما من احد يتصور وجوداً من غير سبب موجب .. هذا , الى أن تكرار وجود الحادثين معاً ,وعدم تخلف احدهما عن الاخر ,ولو بحسب العادة يجعل العادة من القوة ما للتجربة الي هي الطريق الوحيد للمعرفة عند التجربيين. 

3ـ أسطر هذه الكلمات في اليوم السابع من الشهر الثالث  من سنة 1967, وفيه قدمت دار العلم للملايين 5 كتب من مؤلفاتي , الى المطبعة لتعيد كبعها , وتجمعها في كتاب واحد باسم ((الاسلام والعقل )) وهذه الكتب الخمسة هي الله والعقل . النبوة والعقل . والاخرة والعقل . إمامة علي والعقل . المهدي المنتظر والعقل .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .