المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

إشكاليات اقتصاد المعرفة وتحدياته- تكريس ثقافة الاستهلاك
13-6-2022
Weakening of intervocalic unvoiced stops
2024-01-03
Biocatalyst Selection
5-1-2021
Graph Distance Matrix
14-4-2022
التعارض بين وظائف القضاء الجزائي
15-5-2017
Bioenergetics and Oxidative Phosphorylation
11-9-2021


دعوة الاسلام لغرس الحب والحنان في قلوب الفتيات  
  
2746   11:07 صباحاً   التاريخ: 28-7-2017
المؤلف : الشيخ مجيد الصائغ
الكتاب أو المصدر : تربية الفتاة في الإسلام
الجزء والصفحة : ص80ـ83
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2020 3981
التاريخ: 19-11-2017 6450
التاريخ: 15-5-2018 1994
التاريخ: 2024-03-23 872

من الميول الفطرية للفتيات حاجتهن الى غرس العطف والحنان في نفوسهن وقلوبهن ، والاستجابة لهذا الميل الطبيعي لديهن ، فإشباع هذه الحاجة جزء مهم من المنهج الفطري ؛ والفتيات المحرومات من الحب العائلي وعطف الوالدين يملكن ارواحاً ملؤها الياس ،والتشاؤم يجعلها عرضة للانحراف.

فغرس الحب والحنان في نفوسهن له اهمية في اسس التربية الصحيحة والسليمة ومن يتخلف عن القوانين الفطرية التي هي من سنن الله عزوجل في هذا الكون يلق جزاءه الصارم بلا شك .

فالأطفال الايتام الذين فقدوا ابائهم  وامهاتهم مصابون بعقدتين:

العقدة الاولى هي العوز المادي .

والعقدة الثانية :هي الحرمان من العطف والحنان .وقلما يصادف ان يعيش اليتيم في اسرة ينعم فيها بالعطف والحنان .

فالتنمية المهمة لعواطف الفتيات وتوجيهها الوجهة الصحيحة يشكلان احد الفصول التربوية الاساسية ويعدان من الواجبات المهمة للوالدين .

ومن افضل وسائل تنمية عواطف البنات مناغاتهن ومعاملتهن بالرفق والحنان ؛ فان العطف اطيب الاطعمة النفسية للبنات بصورة خاصة.

والحب اساس البناء الخلقي والفضائل .ان حب  الله للناس وحب الناس لله، وحب النبي والامام للامة وحب الامة للنبي والامام، وتحاب المسلمين، اساس الدين الاسلامي . وقد ورد تأكيد الحب في القران الكريم والروايات عن اهل البيت في نصوص كثيرة ،ومن ذلك ما ورد عن الامام الصادق عليه السلام في قوله :

(هل الدين الا الحب ؟!).

ان جميع الجهود التي يبذلها الانبياء في تبليغ رسالاتهم للناس وجميع التضحيات التي تحملها المجاهدون في ميادين الحرب وجميع العبادات والمساعدات التي يقوم بها المحسنون تصب في واد واحد الا وهو الحب .

حب الله.... حب دين الله.

الحب هو الذي يحيل المرارة الى حلاوة.

والحب هو الذي يهدئ الآلام.

والحب هو الذي يحول الاشواك الى أزهار.

والحب هو الذي يجعل من السجن روضة.

والحب هو الذي يحول النار نوراً .

والحب هو الذي يزيل المآسي.

والحب هو الذي يجعل من الصفعة دغدغة.

والحب هو الذي يحيي الموتى.

والحب هو الذي يجعل الملك عبداً (1).

والفتاة التي تتلقى مقداراً كافياً من الحب والحنان من الابوين تملك روحاً غضة ونشطة ولا

تحس  باطناً بالحرمان ، ولا تصاب بالعقد النفسية وتتفتح أزاهير الفضائل في قلبها بسهولة وتنشأ انسانة عطوفة فاضلة تكن الخير والصلاح للجميع.

وقد وردت تأكيدات العطف على الأولاد ذكوراً وإناثاً .

1ـ عن الامام الصادق عليه السلام قال : (ان الله (عزوجل) ليرحم الرجل لشدة حبه لولده).

2ـ جاء في بيان صفاته صلى الله عليه واله وسلم: وكان النبي صلى الله عليه واله وسلم: اذا اصبح مسح على رؤوس ولده.

3ـ عن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : (من قبل ولده كتب الله عزوجل له حسنة ومن فرحه فرحه الله يوم القيامة).

4ـ وعن الامام الصادق عليه السلام قال:(اكثروا من تقبيل اولادكم فان لكم بكل قبلة درجة).

5ـ وفي حديث له صلى الله عليه واله وسلم: قبل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الحسن والحسين، فقال الأقرع بن حابس: ان لي عشرة من الأولاد  ما قبلت واحداً منهم، فقال ما عليّ ان نزع الله الرحمة منك.

6ـ قال امير المؤمنين عليه السلام: قبلة الولد رحمة و قبلة المرأة شهوة وقبلة الوالدين عبادة وقبلة الرجل أخاه دين.

ويستفاد من خلال الروايات الشريفة أن لغرس العطف والحب في قلوب الفتيان والفتيات واشباعهم روحياً وتكاملهم نفسياً بالمحبة والحنان، كل ذلك يترك أعظم الأثر في شخصيتهم في الوقت الحاضر والحياة المستقبلية، لأن كل فتى سوف يصبح اباً وكل فتاة ستصبح اماً. واذا الفتيان والفتيات هذه العواطف لم يتمكنوا من اعطائها في مستقبل حياتهم، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

ومما لاشك فيه أن الحب والعواطف من الأمور المتأصلة في النفس البشرية، وهي اكثر ما يحتاج الاطفال اليه في بداية اعمارهم ؛ ولذلك، اذا فقدوها أصيبوا بالعقد النفسية . والأسرة التي لا يشع فيها نور العطف والتفاهم والتسامح تتولد لدى افرادها كثير من الآلام الروحية والأضرار الاجتماعية. لذا فان الوالدين اللذين يبذلان العطف والحنان لطفلهما يستطيعان أن يفهماه كيف يحب الآخرين ؛ أما الطفل الذي لم يُرَ عطفاً من أحد ولم يذق طعم الحنان فانه لا يفهم معنىً للحب ولا يدرك هذه الحقيقة الروحية الطيبة أصلاً.

ان العطف والحنان في الأسرة أحد الأركان الأساسية لسعادة البشرية أجمعها ، وهو بعدُ رمز للتكامل الروحي وأبرز صفات العاطفة الانسانية.

رُوي عن أبي الحسن عليه السلام قال:

(ان أهل الأرض لمرحومون  ما تحابوا  وأدوا الأمانة وعملوا الحق) .

_____________

1ـ الطفل بين الوراثة والتعليم،ج:2،ص:144-145.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.