أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2018
2130
التاريخ: 28-6-2017
637
التاريخ: 31-1-2018
4264
التاريخ: 27-6-2017
1199
|
من أجل أن نلم بموقف كل خليفة منهم على حدة من أبناء عمهم العلويين، نقول:
أما السفاح:
فقد قال عنه أحمد أمين: «.. وكانت حياته حياة سفك للدماء، وقضاء على المعارضين..» (1).
وقال عنه الجنرال جلوب: «.. وكان السفاح والمنصور قد نُشِئا نشأة المتآمرين، ولذا وطدا ملكهما ـ بعد نجاح الثورة ـ بكثير من سفك الدما، ولا سيما من دماء أولاد أعمامهم، من بني أمية، وبني علي بن أبي طالب..»(2).
ويقول الخوارزمي عن السفاح: «.. وسلط عليهم [يعني على العلويين] أبا مجرم، لا أبا مسلم، يقتلهم تحت كل حجر ومدر، ويطلبهم في كل سهل، وجبل..»(3).
ومن ذلك يعلم أن إظهاره اللين اتجاههم أمام الناس ما كان إلا من أجل تثبيت دعائم حكمه، وتحكيم قواعد سلطانه، لكنه لم يغفل لحظة واحدة عن مراقبتهم، والتجسس على أحوالهم، بل وقتلهم، إذا ما سنحت الفرصة له لذلك.
وأما المنصور:
الذي لم يتورع عن قتل ابن أخيه السفاح (4)، وعمه عبد الله بن علي. وأبي مسلم. مؤسس دولته. والذي سافر سنة 148 ه. إلى الحج، وعزم على القبض على الإمام الصادق (عليه السلام)، إن كان لم يتم له ذلك (5).
والذي سمى نفسه المنصور بعد انتصاره على العلويين (6).
أما المنصور هذا. فهو أول من أوقع الفتنة بين العباسيين والعلويين (7). وقد اعترف عندما عزم على قتل الإمام الصادق (عليه السلام)، بعدد ضخم من ضحاياه من العلويين، حيث قال: «.. قتلت من ذرية فاطمة ألفاً، أو يزيدون، وتركت سيدهم، ومولاهم، وإمامهم، جعفر بن محمد» (8).
ولقد كان هذا القول منه في حياة الإمام الصادق (عليه السلام)، أي في صدر خلافة المنصور. فكيف بمن قتلهم بعد ذلك!!
وقد ترك خزانة رؤوس ميراثاً لولده المهدي، كلها من العلويين، وقد علق بكل رأس ورقة كتب فيها ما يستدل به على صاحبه، ومن بينها رؤوس شيوخ، وشبان، وأطفال (9).
وهو الذي يقول لعمه عبد الصمد بن علي، عندما لامه على أنه يعاجل بالعقوبة، حتى كأنه لم يسمع بالعفو ـ يقول له ـ: «إن بني مروان لم تبل رممهم، وآل أبي طالب لم تغمد سيوفهم ـ ونحن بين قوم رأونا بالأمس سوقة، واليوم خلفاء، فليس تتمهد هيبتنا إلا بنسيان العفو، واستعمال العقوبة..» (10).
وهو الذي يقول للإمام الصادق (عليه السلام): «لأقتلنك، ولأقتلن أهلك، حتى لا أبقي على الأرض منكم قامة سوط..» (11).
وعندما قال المنصور للمسيب بن زهرة: إنه رأى أن الحجاج أنصح لبني مروان. أجابه المسيب: «يا أمير المؤمنين، ما سبقنا الحجاج إلى أمر، فتخلفنا عنه، والله، ما خلق الله على جديد الأرض خلقاً أعز علينا من نبينا (صلى الله عليه وآله)، وقد أمرتنا بقتل أولاده، فأطعناك، وفعلنا، فهل نصحناك؟!» (12).
وهو أول من سن هدم قبر الحسين (عليه السلام) في كربلاء (13).
وهو الذي كان يضع العلويين في الأسطوانات، ويسمرهم في الحيطان ـ كما نص عليه اليعقوبي، وغيره ـ ويتركهم يموتون في المطبق جوعاً، وتقتلهم الروائح الكريهة، حيث لم يكن لهم مكان يخرجون إليه لإزالة الضرورة، وكان يموت أحدهم، فيترك معهم، حتى يبلى من غير دفن، ثم يهدم المطبق على من تبقى منهم حيا، وهم في أغلالهم ـ كما فعل ببني حسن، كما هو معروف ومشهور.
ولقد قال أحد العلويين، وهو أبو القاسم الرسي بن إبراهيم بن طباطبا، إسماعيل الديباج. عندما هرب من المنصور إلى السند:
في كل أرض فلم يقصر من الطلب *** لم يروه ما أراق البغي من دمنا
أن لا يــرى فــوقها ابن لبنت نبي (14) *** وليس يشفي غليلا في حشاه سوى
وعلى كل: فإن معاملة المنصور لأولاد علي، تعتبر من أسوأ صفحات التاريخ العباسي (15).
____________
(1) ضحى الإسلام ج 1 ص 105.
(2) إمبراطورية العرب ص 499.
(3) رسائل الخوارزمي ص 130، وضحى الإسلام ج 3 ص 296، 297، وسيأتي شطر من هذه الرسالة. راجع ما علقناه على هذه الفقرة في فصل: قيام الدولة العباسية.
(4) تاريخ التمدن الإسلامي المجلد الثاني جزء 4 ص 494، نقلاً عن: نفح الطيب ج 2 ص 715.
(5) النجوم الزاهرة ج 2 ص 6.
(6) التنبيه والإشراف ص 295، وطبيعة الدعوة العباسية ص 119.
(7) تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 261، ومروج الذهب ج 4 ص 222. وشرح ميمية أبي فراس ص 117، ومشاكلة الناس لزمانهم لليعقوبي ص 22، 23.
(8) شرح ميمية أبي فراس ص 159، والأدب في ظل التشيع ص 68.
(9) تاريخ الطبري ج 10 ص 446، والنزاع والتخاصم للمقريزي ص 52، وغير ذلك.
(10) تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 267، وإمبراطورية العرب ص 491، والإمام الصادق والمذاهب الأربعة، المجلد الأول جزء 2 ص 534.
(11) مناقب ابن شهرآشوب ج 3 ص 357، والبحار ج 47 ص 178.
(12) مروج الذهب ج 3 ص 224.
(13) تاريخ كربلاء، لعبد الجواد الكليدار آل طعمه ص 193.
(14) النزاع والتخاصم للمقريزي ص 51.
(15) مختصر تاريخ العرب، للسيد أمير علي ص 184
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|