المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

سطح المروحة من حيث نوع الارسابات وحجومها - الرواسب فوق أرضية المجاري عند رأس المروحة
27-8-2019
يونس وغرق السفينة
10-10-2014
الصناعة في اسيا
2024-09-05
ولادة و كنى والقاب الامام الباقر
15-04-2015
A burger by fraction
21/9/2022
Type IV Secretory Systems
27-8-2020


سفير النبيّ (صلى الله عليه واله) في أرض الذكريات الحبشة  
  
6006   12:50 مساءً   التاريخ: 15-6-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏2،ص375-377.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2017 2928
التاريخ: 6-4-2022 1932
التاريخ: 30-3-2017 2889
التاريخ: 8-4-2022 2668

تقع الحبشة  في آخر إفريقيا الشرقية وتبلغ مساحتها 1800 كيلومترا مربعا، وعاصمتها اليوم : أديس أبابا.

ولقد تعرّف الشرقيون على هذه الأرض قبل ظهور الاسلام بقرن، وذلك على أثر هجوم الجيش الايراني الذي تمّ في عهد حكومة الملك الفارسي انوشيروان ، وبلغ هذا التعرّف والتردد ذروته في هجرة المسلمين من مكة إلى الحبشة ( الهجرة الأولى والهجرة الثانية ).

ويوم قرر رسول الله (صلى الله عليه واله) أن يبعث ستة من خيرة رجاله الشجعان إلى نقاط مختلفة، ونائية من العالم لإبلاغ نداء رسالته العالميّة كلّف : عمرو بن اميّة الضميري  بأن يأخذ كتابه إلى الحبشة، ويسلّمه إلى النجاشيّ ملكها العادل الطيب.

على أن الكتاب الذي ستقرأ نصّه قريبا ليس هو الكتاب الوحيد الذي بعثه رسول الاسلام (صلى الله عليه واله) إلى النجاشي، بل سبق أن كتب (صلى الله عليه واله) إليه قبل هذا يوصيه بالمهاجرين المسلمين، ويطلب منه فيه أن يلطف بهم، ويرعاهم، ولا يزال نصّ هذين الكتابين موجودا في المصادر التاريخية الاسلامية.

وربما حصل اشتباه بين هذين الكتابين ( الرسالة التي بعثها النبي لابلاغ دعوته العالمية، والرسالة التي أوصى فيها النجاشي بالمهاجرين ) فخلط بعض المؤرخين بين عبارتيهما.

ويوم قدم سفير النبي بكتاب الدعوة إلى الاسلام، الحبشة على النجاشي كان بعض المهاجرين المسلمين لا يزالون في أرض الحبشة، يعيشون في كنف النجاشي وحمايته، بينما عاد بعضهم من قبل إلى المدينة، وهم يحملون أجمل الذكريات والخواطر عن عدل حاكمها الطيب النجاشي ، ولطفه، وحسن وفادته.

من هنا كانت أرض الحبشة في نظر المسلمين تعتبر أرض الذكريات الجميلة والخواطر الحلوة، وكانوا يمدحون حاكمها ويصفونهم بالعدل والاستقامة. ولو اننا لا حظنا في كتاب النبي (صلى الله عليه واله) إليه نوعا من اللطف، واللين في القول فان ذلك مردّه إلى معرفة رسول الله (صلى الله عليه واله) بنفسية النجاشي وخلقه وحسن موقفه.

فانك لا تجد لتهديدات رسول الله (صلى الله عليه واله) في كتبه ورسائله الاخرى إلى الملوك والزعماء، بالعقاب الالهي إن رفضوا القبول بدعوته، وحمّلهم مسئولية شعوبهم في عبارات صريحة وقاطعة، أيّ أثر في هذا الكتاب.

فقد كتب رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى النجاشي ما يلي :

بسم الله الرّحمن الرّحيم. من محمّد رسول الله إلى النجاشي ملك الحبشة. سلام عليك، أحمد الله الذي لا إله إلاّ هو الملك القدّوس السلام المؤمن المهيمن، وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيّبة الحصينة فحملت بعيسى، حملته من روحه، ونفخه، كما خلق آدم بيده، وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له والموالاة على طاعته، وأن تتبعني وتوقن بالذي جاءني، فإني رسول الله (صلى الله عليه واله)، وإنّي أدعوك وجنودك وقد بلّغت ونصحت فاقبلوا نصيحتي والسلام على من اتبع الهدى .

لقد بدأ رسول الله (صلى الله عليه واله) كتابه بالتسليم على حاكم الحبشة وأرسل إليه بتحياته الشخصية، ولكنه لم يفعل هذا في كتاب غيره، فلم يرسل بتحياته الشخصية الى كسرى  و قيصر  و المقوقس  حكّام إيران والروم ومصر، بل بدأ كتبه إليهم بالسلام العام حيث قال : السلام على من اتبع الهدى.

ولكنه (صلى الله عليه واله) سلّم في كتابه هذا، على النجاشي نفسه، وقال : السلام عليك ، وبهذا خصّه دون غيره من الزعماء والملوك باحترام وتكريم خاصّين.

ولقد أشار (صلى الله عليه واله) في هذا الكتاب الى جملة من صفات الله البارزة التي تدلّ جميعها على تنزهه سبحانه، وعظمته وجلاله.

ثم أشار إلى مسألة ألوهية المسيح ( التي هي من ولائد التفكير الكنسي المنحطّ ) وردّ على ذلك باستدلال قويّ خاصّ مستلهم من القرآن الكريم. حيث قايس ولادة المسيح (عليه السلام) بخلقة آدم، وأثبت ان ولادة شخص من دون أب لو كان دليلا على ألوهيّته، أو كونه ابنا لله، لصحّ ذلك في حق آدم، الذي خلق من غير أب ولا أمّ، ولكن لا يرى أحد فيه مثل هذا الرأي.

ثم ختم (صلى الله عليه واله) كتابه هذا باخراج دعوته في لباس النصح والموعظة، تجنبا من إظهار نفسه بمظهر الآمر.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.