المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

إعلانات الخدمة العامة
25-7-2022
Schemas and scripts
21-2-2022
التفكر و التدبّر
21-7-2016
مثال تطبيقي لصفحة الشكر والتقدير في البحث
2025-02-17
أحكام الكم
1-07-2015
محمد بن الحسين النصيبي
21-8-2016


يجب أن يكون هدف البيت والمدرسة تنمية شخصية الطفل والفتى  
  
2295   01:20 مساءً   التاريخ: 11-6-2017
المؤلف : سيد احمد زرهاني
الكتاب أو المصدر : الدور التربوي للبيت والمدرسة
الجزء والصفحة : ص15-16
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-8-2022 1443
التاريخ: 8-6-2017 2340
التاريخ: 12-4-2017 4416
التاريخ: 26-7-2016 22286

يأتي مفهوم البيت والاسرة دائماً مع وجود الابناء, فالهدف من تكوين الاسرة حصول الوالدين على الابناء.

فكل أب أو اُم يشعر بالحاجة إلى وجود الابناء, وهذا الشعور يجلب له نوعاً من الطمأنينة والرضا, إلاّ أنّ هذا الاحساس بالطمأنينة والرضا لا يكتمل إلاّ إذا كانت نشاطات الاسرة والجهود المبذولة داخل البيت تحوي غاية تنشدها , وإذا سألنا أي والدٍ أو والدة : هل انّ جهودكم للأسرة والابناء تستهدف غايةً معينة ؟ لأجابوا بالإيجاب , وإذا سألنا عن ماهيّة الهدف لقالوا : تربية الابناء وضمان سعادتهم .

هذا الجواب في غاية الجودة والصحة , لكنه لا يكفي لإرشاد الوالدين إلى ما يلزم عليهما فعله من أجل الحصول على الهدف المطلوب , فعلينا اذن أن نتبنّى هدفاً واضحاً في تربية الابناء, والهدف الأهم انما هو نمو وتكامل شخصيتهم والحديث عن نمو الشخصية وتكاملها يعني ان الطفل من أول ولادته له مواهب خاصة به التي ترشد الوالدين والمربين في جهدهم لتعليم الابناء وتربيتهم .                    

فالانسان في طفولته يملك مواهب فكرية ونفسية , وعاطفية وجسمية ألهمه اياها الباري سبحانه وتعالى, ووظيفة المربي هي تنمية هذه المواهب, على المربّي أولاً أن يكتشف الصفات والقدرات التي يملكها ابنه أو تلميذه باعتباره انساناً , ثم يتعرّف على نقاط القوة والضعف فيه باعتباره احد افراد النوع البشري.

فمعرفة المربي للمواهب الوجودية في المربَّى تعتبر الخطوة الاولى في التعليم والتربية, والعمل من أجل تحقق هذه المواهب وفعليتها, وفي النهاية تكاملها الوجودي هو بالضرورة الهدف الأول والأهم لجميع النشاطات التربوية للأسرة والمدرسة .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.