المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



ابن نباتة المصري  
  
4923   01:26 مساءً   التاريخ: 4-6-2017
المؤلف : ناظم رشيد
الكتاب أو المصدر : في أدب العصور المتأخرة
الجزء والصفحة : ص140-146
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2015 8856
التاريخ: 10-04-2015 2752
التاريخ: 11-3-2016 4787
التاريخ: 13-08-2015 1747

عرف باسم (ابن نباتة) شاعران كبيران، أولهما ابن نباتة السعدي، عبد العزيز بن عمر (1) أحد شعراء سيف الدولة الحمداني المتوفى سنة 405هـ وثانيهما ابن نباتة المصري، محمد بن شمس الدين محمد بن شرف الدين محمد الملقب بجمال الدين الذي نحن بصدد التعريف به (2).

ولد ابن نباتة المصري في القاهرة سنة 686هـ في أسرة عريقة مشهورة بالعلم والأدب، يتصل نسبها بعبد الرحيم بن محمد بن اسماعيل (ت 374هـ) صاحب الخطب المشهورة، وقد فخر في شعره بالانتساب اليها بقوله (3):

ورثت اللفظ عن سلفي وأكرم     بآل نباتة الغر السراة

فلا عجب للفظي حين يحلو       فهذا القطر من ذاك النبات

تفرغ منذ الصغر لدراسة العلوم والآداب، واستكمل ثقافته في وقت مبكر، وأخذ من كبار العلماء والأدباء في عصره، ذكرهم في إجازته للصفدي (4). وبعد أن ذاعت شهرته سافر الى الشام سنة 717هـ واستقر في كنف العالم الأديب أبي الفداء علي بن اسماعيل الأيوبي ملك حماغة، وألف باسمه أغلب كتبه، ونظم فيه شعراً كثيراً، وكانت مدة إقامته في حماة من أجمل الأيام وأحلاها، ردد في شعره شكره لهذا الملك العطوف مثل قوله (5):

فلا شكرن جميل ما أوليتني      شكر الرياض الزهر للماء الغدق

بمدائح أهلتني لنظامها      فغدت محررة وعنقي مسترق

أصبح صفياً للملك المؤيد وخليلاً، وتفتحت أكمام شاعريته في ظله، وأخرج ألطف أشعاره وأعذبها في حماة، وأقر بذلك في قوله (6):

لولاك ما أمست قريـ        ـحتي الكليلة شاعره

أنت الذي روت غما        ئمه رباي العاطره

فلقد وجدت ديار ملـ         ـكك بالسعادة عامرة

قهرت حماة لي العدا        فحماة عندي القاهرة

ولم يكن ابن نباتة الشاعر الوحيد في حمى هذا الملك، بل هناك آخرون أمثال صفي الدين الحلي، وشهاب الدين محمود الحلبي، وأمير الزجل ابن مقاتل.

انقضت حياة ابن نباتة الهانئة بوفاة الملك المؤيد سنة 632هـ، ولم يستطع الملك الجديد الأفضل محمد بن الملك المؤيد حفظ ملك بني أيوب في حماة، وسقطت دولته سنة 643هـ، وراح ابن نباتة يسعى في الأرض ليجد مكاناً أميناً لحياته، وأخيراً استقر في دمشق وصحب الوزير أمين الدين عبدالله، ولم تمض فترة من الزمن حتى قرره هذا الوزير (ناظر القمامة) بالقدس أيام زيارة النصارى، فكان يتوجه اليها ويباشر عمله ويعود الى دمشق، وبعد مدة اعتزل هذا العمل وباشر عملاً آخر وهو كتابة التوقيع في ديوان الانشاء، ومن يقرأ توقيعاته يدرك مدى تمكنه من الأساليب الديوانية آنذاك، ولا سيما أنه عرف بطريقته الرمزية في كتابة النثر التي هي في الحقيقة تطور جديد للنثر الفني العربي نحو التصنع والتصنيع (7).

بعد نصف قرن من الزمن في أرض الشام عاوده الحنين الى مصر مسقط رأسه وملعب صباه وأخيراً ارتحل اليها باعانة السلطان الناصر حسن، ووصلها في ربيع الأول سنة 761هـ ولم يكن بمقدوره مزاولة العمل لكبر سنه ونحول جسمه، واشفق عليه السلطان وأمر له راتباً مقطوعاً وأصبح شاعره المفضل، وطلب منه أن ينسخ له ديوان شعره، وألف له ديوان خطب جمعية منبرية بعدد أسابيع السنة.

وفي أخريات أيامه أصابه الهزال والمرض، وأخذ ينظم شعراً حزيناً مثل قوله وهو يذكر اولاده الذين دفنهم في حياته وعددهم ستة عشر ولداً، ويذكر أباه، ويترحم عليه (8):

تأخرت عنكم يا بني، ويا أبي     وما أنا إلا البعض ماض جميعه

وعود نباتي متى يرتجى بقسا؟      وقد مات منه أصله وفروعه

ذبل عود ابن نباتة، وانطفأت شمعته في القاهرة يوم الثلاثاء، السابع من شهر صفر سنة 768 هـ بمنزله بزقاق القناديل.

آثاره:

ترك ابن نباتة مجموعة كبيرة من الآثار طبع قسم منها وبقي القسم الآخر مخطوطاً، نذكر هنا أهمها:

1- ديوان شعره، وهو مطبوع من غير تحقيق .

2- القطر النباتي وهو مقاطيع مختارة من شعره، مخطوط في دار الكتب الوطنية في باريس ضمن مجموع رقم 2234.

3- منتخب الهدية في المدائح المؤيدية، وهو قصائد في مدح الملك المؤيد اسماعيل طبع في بيروت سنة 1304هـ.

4- نظم السلوك في مصايد الملوك، وهي ارجوزة في وصف رحلة صيد، عدد أبياتها 167 بيتاً نشرها الدكتور أسعد طلس في مجلة المجمع العلمي العراقي ج2 ص302 – 310.

5- سوق الرقيق، قصائد في الغزل والنسيب، منه نسخة في المكتبة الوطنية في باريس ضمن مجموع رقم 3362.

6- مختار ديوان ابن الرومي، منه نسخة في مكتبة أيا صوفيا، وله مصورة بدار الكتب المصرية رقم 5222.

7- مختار ديوان ابن قلاقس، طبع سنة 1323 هـ.

8- مطلع الفوائد ومجمع الفرائد، طبع في دمشق سنة 1972.

9- سجع المطوق، مخطوط بدار الكتب المصرية رقم 9766 أدب.

10- سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون، له عدة طبعات .

11-الفاضل من انشاء الفاضل، له نسخ خطية كثيرة في يال هافن في أمريكا، والمتحف البريطاني، والمكتبة الأزهرية...

12-شعائر البيت التقوى، نسبة الى تقي الدين عمر الأيوبي جد الأسرة التي حكمت حماة، طبع في بيروت سنة 1302هـ.

13- المفاخرة بين السيف والقلم، طبعت في بيروت 1302 هـ، وفي خزانة الأدب للحموي 104 – 109.

14- سلوك دول الملوك، منه نسخة خطية في أ:اديمية فينا.

15- حظيرة الأنس الى حضرة القدس، وصف فيها رحلة الى بيت المقدس، وردت في (ثمرات الأوراق) لابن حجة الحموي.

143

16- تعليق الديوان، جمع فيه ما أنشأه في أثناء عمله في الديوان، منه نسخة في مكتبة برلين.

17-ديوان خطب جمعية، له طبعات كثيرة.

18-خبز الشعير، جمع فيه كل ما سرق منه تلميذه الصفدي أو عارضه به. أوردها ابن حجة في خزانته 13، 14.

وثمة كتب أخرى وصلت الينا أسماؤها يمكن للدارس أن يقف عليها ويتعرف على مضامين بعض منها (9).

نثره:

برز ابن نباتة المصري في ميدان الشعر والنثر، وأثنى عليه الباحثون وأشادوا بقدرته العالية في التأليف، قال أحدهم (10): (وله الشعر الرائق، والنثر الفائق، وهو أحد من حذا حذو القاضي الفاضل، وسلك طريقه، وأجاد فيما سلك، وكان خطه في غاية الحسن).

ان اعجابه بالقاضي الفاضل واضح في أسلوبه، وقد اختار – كما ذكرنا – مختارات من نثره في مجلد سماه (الفاضل من انشاء الفاضل). والمعروف عن القاضي الفاضل أنه صاحب قلم رفيع في الكتابة، قال النويري (11) (إلى القاضي الفاضل انتهت صناعة الانشاء ووقفت، وبفضله أقرت أبناء البيات واعترفت، ومن بحر علمه رويت ذوو الفضائل واغترفت، وأمام فضله ألقت البلاغة عصاها، وبين يديه استقرت نواها، فهو كاتب الشرق والغرب في زمانه وعصره، وناشر ألوية الفضل في مصره وغير مصره، ورافع علم البيان لا محالة والفاضل بغير إطالة).

كان القاضي الفاضل يميل الى تشخيص المعاني، والتوفر على ألوان البديع لا سيما الجناس والتورية وتضمين الشعر والاقتباس من آي الذكر الحكيم والاكثار من العطف والترادف. والجنوح الى الاطناب. ولم يلتزم ابن نباتة المصري بهذه الطريقة كل الالتزام، فقد تخفف منها في كثير من الاحيان ومال الى الاسلوب المطلق، مثال ذلك ما نراه في كتابه (سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون) ونقتبس هنا طرفاً منه، قال في ولادة بنت المستكفي (12): (كانت بقرطبة امرأة ظريفة من بنات خلفاء الغرب الأمويين المنسوبين الى عبد الرحمن بن الحكم المعروف بالداخل، من بني عبد الملك بن مروان، تسمى ولادة بنت المستكفي بالله محمد بن المستظهر بالله عبد الرحمن؛ ابتذل حجابها بعد نكبة أبيها وقتله؛ وتغلب ملوك الطوائف عليه، في خبر يطول شرحه. وصارت تجلس للشعراء والكتاب وتعاشرهم وتحاضرهم، ويتعشقها الكبراء منهم، وكانت ذات خلق جميل، وأدب غض، ونوادر عجيبة ونظم جيد... وكان ابن زيدون كثير الشغف بها، والميل اليها؛ وأكثر غزل شعره فيها وفي اسمها).

ولا بأس أن نذكر هنا أيضاً جزءاً من رسالته (مفاخرة بين السيف والقلم لنقف على أسلوبه المسجوع الذي جانب فيه التعقيد الميت، قال على لسان القلم يرد على السيف (13):

(أتفاخرني وأنا للوصل وأنت للقطع، وأنا للعطاء وأنت للمنع، وأنا للصلح وأنت للضراب، وأنا للعمارة وأنت للخراب.. أعلى مثلي يشق القول ويرفع الصوت والصول، وأنا ذو اللفظ المكين، وأنت ممن دخل تحت قوله تعالى: (أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين)(14).

فقد تعديت حدك: وطلبت ما لم تبلغ به جهدك هيهات أنا القائم بمصالح الدول وأنت في الغمد طريح، والمتعب في تمهيدها وأنت غافل مستريح والساعي في تدبير حال القوم، والمفني لنفعهم العمر، إذا كان نفعك يوماً أو بعض يوم، فاقطع عنك أسباب المفاخرة، واستر أنيابك عند المكاشرة فما يحسن بالصامت محاورة المفصح، والله يعلم المفسد من المصلح.

م/10/1.ع.م

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) طبع ديوانه في دار الحرية للطباعة – بغداد 1977.

(2) ترجمته في الوافي بالوفيات 1: 311، البداية والنهاية 14: 322، تاريخ ابن اياس 1: 211، طبقات الشافعية للسيكي 6: 31، النجوم الزاهرة 11: 50، خزانة الأدب للحموي ص289، ثمرات الأوراق 48 – 49، حسن المحاضرة 1: 245، شذرات الذهب 6: 212، البدر الطالع 2: 252، تاريخ آداب اللغة العربية 3: 123، ابن نباتة المصري أمير شعراء المشرق للدكتور عمر موسى باشا، الأدب في العصر الملوكي للدكتور محمد زغلول سلام 3: 221. مقدمة ديوانه المطبوع سنة 1323هـ.

(3) الديوان ص80.

(4) الوافي بالوفيات 1: 317، خزانة الأدب للحموي ص 291، الدرر الكامنة 4: 221.

(5) الديوان ص338.

(6) الديوان ص 187.

(7) ينظر ابن نباتة المصري أمير شعراء المشرق ص209.

(8) الديوان ص 220.

(9) تنظر مقدمة كتاب (مسرح العيون) تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم 18-24.

(10) النجوم الزاهرة 11: 95.

(11) نهاية الأرب 8: 1

(12) شرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون ص22.

(13) خزانة الأدب لابن حجة الحموي ص106.

(14) سورة الزخرف، الآية 18.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.