أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-1-2017
2305
التاريخ: 18-8-2022
1740
التاريخ: 2024-06-24
679
التاريخ: 15-4-2016
2171
|
الاسلام بقواعده التشريعية الشاملة، ومبادئه التربوية الخالدة، وضع حلولا ومناهج في تنمية شخص الطفل، سواء اكانت هذه التنمية دينية أو أخلاقية أو جسمية أو عقلية أو نفسية أو اجتماعية (1).
وهذه الاصول والمناهج هي مبادئ واضحة المعالم سهلة التنفيذ نبيلة المقصد لو انتهجها المربون في تكوين الاجيال وتربية الاطفال لتبدلت الامة غير الامة والاجيال غير الاجيال ولبلغت الذروة في متانة العقيدة وسمو الاخلاق وقوة الجسم ونضج العقل وجمال الادب ولكي يتحقق ذلك لابد من توفر صفات اساسية عن معلمة الروضة حتى يكون تأثيرها ابلغ في الاطفال واستجابتهم لها اقوى.
السمات الاساسية لمعلمة الروضة
1ـ الإخلاص :
على المعلمة ان تخلص في عملها داخل حجرة النشاط وخارجها في الروضة، سواء أكان هذا العمل امرا أو نهيا أو نصحا أو ملاحظة أو عقوبة.... الخ.
والاخلاص في القول والعمل هو اساس الايمان ولا يقبل الله الا به، فالله لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا له لذلك على المعلمة في الروضة ان تتقن عملها وتخلص فيه وتقوم بأداء انشطتها وتنفيذ برامجها المختلفة على الوجه الاكمل ولا ينبغي من وراء ذلك العمل أيا كان نوعه مطلب اساسي كما قال (صلى الله عليه وسلم) (ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه) فإتقان المعلمة لعملها واخلاصها فيه ينعكس ايجابيا على تربيتها الاطفال حيث سيقلدون المعلمة في افعالهم واقوالهم لانها بمثابة القدوة والمثل والرمز بالنسبة لهم.
2ـ التقوى :
وهي من الصفات الاساسية التي يجب ان تتصف بها معلمة الروضة وعندما تتقي المعلمة الله في عملها في السر والعلن تكون قد التزمت بما امر به الدين الاسلامي، والسنة النبوية المطهرة، إنها تتعامل مع ناشئة يقلدون ما يحدث امامهم وهي بذلك - اي المعلمة ـ يقع عليها العبء الاكبر في تشكيل شخصيات هؤلاء الاطفال في تعلمهم ومعاملتهم فهي القدوة التي يقلدها الاطفال وينظرون اليها نظرة إكبار وإعجاب.
ومن المؤكد ان المعلمة اذا كانت تتصف بالتقوى وتلتزم في سلوكها ومعاملتها للأطفال بمنهج الاسلام فان الطفل ينشأ على التقوى والقدوة والالتزام.
والمربي إذا لم يكن متحققا ومتصفا بالتقوى وملتزما في سلوكه ومعاملته بمنهج الاسلام فان الطفل سينشأ على الانحراف والانحلال والفساد لانه وجد من يقوم على تربيته وتوجيهه وقد تلوث في أوحال المنكرات وتخبط في خضم الشهوات وليس له من الله رادع ومن مراقبته زاجر ومن ضميره اعتصام، وبالتالي سوف يشذ الطفل وينحرف فعلى المربية ان تفهم هذه الحقيقة اذا ارادت لأطفالها الخير والهدى والصلاح والنقاء.
3ـ العلم :
حيث يجب أن تكون المعلمة واعية بأصول التربية التي جاءت بها الشريعة الاسلامية، وأن
تكون محيطة بأمور الحلال والحرام وأن تكون على دراية تامة بمبادئ الاخلاق، وأن تكون واعية بخصوص نمو الاطفال وكيفية التعامل معهم وعلاج جوانب القصور التي قد تظهر في اي طفل وان تكون موطدة للصلة مع أولياء أمور الأطفال حتى يتسنى لها الاطلاع على الظروف الاجتماعية والثقافية والنفسية للطفل وكيفية تعامل الاسرة معه والمشاكل التي تعترضه.
واذا كانت المعلمة جاهلة بالقواعد الاساسية في تربية الاطفال، فإن كثيرا منهم يتعقد نفسيا وينحرف خلقيا ويضعف اجتماعيا، ويصبح الطفل هشا ضعيفا لا وزن له في الحياة، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فعلى المعلمة ان تتزود بالعلوم النافعة في مجال تربية الطفل وتقرأ المناهج التربوية الصالحة من اجل تربية جيل قوي الهمة صحيح البدن عالي التفكير.
4ـ الحلم :
فالمعلمة يجب أن تتصف بالاتزان والحلم وعدم الانفعال على اقل الاسباب حتى ينجذب اطفالها نحوها ويستجيبوا لنصائحها وتعليماتها والحلم من اعظم الصفات النفسية والخلقية التي تجعل المعلمة مصدر احترام وثقة من الأطفال وأولياء الامور وعلى المعلمة ان تضبط نفسها وتسيطر عليها دون غضب أو انفعال في تقويم الاعوجاج واصلاح الاخلاق.
وعلى المعلمة ان تتدرج في عقاب الطفل المعوج والعدواني والعنيد فتستنفد كل السبل الودية وطرق النصح والارشاد معه أولا ثم تلجا الى التهديد بكشف امره امام اقرانه واذا لم يرتدع فالحرمان من التدعيم المادي والمعنوي ثم التهديد بالعقاب البدني وهكذا.
5ـ الشعور بالمسؤولية :
ومن الامور التي يجب أن تدركها معلمة الروضة جيداً، وتتأصل في بؤرة شعورها ووجدانها استشعارها بمسؤوليتها العظمى في تربية الاطفال علميا وايمانيا وسلوكيا، وتكوينهم جسميا ونفسيا ، وإعدادهم عقليا واجتماعيا، لان هذا الشعور يدفعها دائما لمراقبة الطفل وملاحظته وتوجيهه وارشاده.
فمعلمة الروضة تقع عليها مسؤولية كبرى وامانة عظمى في تنشئة الاطفال وتهذيبهم وتربيتهم وصقل مواهبهم وعلاج جوانب الخلل والقصور التي قد تظهر عند بعض الاطفال. فاذا ما كانت نموذجا وقدوة صالحة، فسيقلدها الاطفال ويكونون نماذج سوية تستوي شخصياتهم وتستقيم حياتهم ويكونون افراد صالحين نافعين لمجتمعاتهم وامتهم.
___________
1ـ انظر: عبد الله ناصح علوان: تربية الأولاد في الإسلام 1997.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|