الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
رحلة ملكوتيه عن الاطمئنان
المؤلف:
محمد باقر الدلفي
المصدر:
كل ما يحتاجه المؤمن لترك الذنوب
الجزء والصفحة:
ص 156 ــ 171
2025-07-14
26
أفضل شيء هو التكلم عن النفس المطمئنة لأنها هدف كل المؤمنين.
أعظم الأهداف التي يجب أن يضعها المؤمن وطالب العلم هو الوصول إلى النفس المطمئنة.
عندما يصل الأنسان إلى النفس المطمئنة ويصل إلى مرحلة عالية من الخشوع يكون لديه رهبة وخشوع وخوف من الله.
أكثر الذين تمكنوا من الوصول إلى النفس المطمئنة كان اتصالهم بالله وأهل البيت أتصال روحي عظيم ويمكنهم باي وقت التواصل مع أهل البيت ورؤيتهم أضافة إلى أن هنالك بعض الأشخاص بسبب اطمئنان أنفسهم وبالتأكيد لا تطمئن النفس ألا بترك الذنوب لفترة أكثر من أربعين يوماً مع الاستمرار بالعبادات والتسبيحات.
بعض الأشخاص الذين تمكنوا من الوصول إلى هذه النفس أصبح بإمكانهم التواصل مع أهل البيت من خلال الرؤيا والمكاشفات وايضاً البعض عندما يريد أن يتكلم مع أهل البيت لا يحتاج ألا للوضوء والسجود والتكلم معهم فيسمع صوتهم صوت عظيم يهز الأبدان ذو طاقة عالية تقشعر له الأبدان هذا الصوت هو صوت أحد أهل البيت.
بعض أصحاب النفس المطمئنة تمكنوا من الاتصال بالأمام القائم فأصبحوا لا يتحركون أي خطوة أو لا يتخذون أي قرار ألا باستشارة الأمام القائم فهو يكلمهم ويكلمونه ولديهم اتصال عالي بأهل البيت.
كان أحد أجدادي لا يخطوا أي خطوة قبل استشارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
في يوم من الايام كان جدي يمتلك الكثير من الاغنام وكان نظام حياتهم الانتقال من دار إلى دار كل شهر أو أقل للانتقال إلى مكان أكثر خضار من أجل الاغنام
في يوم من الايام اتفقوا على الانتقال إلى مكان باتجاه الجبل من أجل الزروع الكثيرة على الجبال وعندما قالوا لجدي قال لهم:
أنا لا اذهب حتى أستشير أمير المؤمنين (عليه السلام)
توضئ وصلى ونام وفي الرؤيا أتاه أمير المؤمنين وقال له:
لا تذهب معهم في هذا الاتجاه حذره من الذهاب معهم لأنه سيخسر
قال لهم أني لا اذهب معكم لان أمير المؤمنين نهاني عن الذهاب إلى مثل هذا المكان ولكن الناس وأهله أصروا عليه وطلبوا منه أن يعيد استشارة الامام مرة أخرى لعل الاولى تكون من الشيطان
ذهب جدي وأعاد الصلة وطلب من أمير المؤمنين أن يدله على أي أتجاه يذهب ونام
أتاه أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال له لا تذهب معهم وأذهب باتجاه قبيلة فلان
أستيقظ من النوم وقال لهم أن أمير المؤمنين قال لي أذهب وأسكن عند قبيلة فلان
والناس وأهله انصدموا لان القبيلة التي أشير اليها هي من أكبر قبائل اللصوص والغير أمنين والناس تبتعد منهم كثيراً لأنهم يسرقون الأغنام ويقتلون الابناء ويزنون بالنساء ...!
الناس رفضوا الذهاب مع جدي إلى هذا المكان وذهبوا باتجاه الجبل وكانوا كثيرين ويمتلكون الكثير من الأغنام
وجدي وأهله ذهبوا إلى قبيلة اللصوص وكان الجميع في حالة رعب وهلع وخوف من هذه الخطوة ولكن جدي كان على اطمئنان تام لأنه يعلم أن أمير المؤمنين لا يدله على طريق خاطئ أبداً
وصل جدي إلى مكان القبيلة في وقت الليل وكانت القبيلة فارغة من الرجال فقط النساء لان الرجال يذهبون في الليل من أجل السرقة
عندما وصل جدي إلى هذه القبيلة نصب البيت بطرف القبيلة وقام بأحضار أكبر الخراف لديه وذبحه وطلب من أهله أن يطبخوه وعند الفجر رأى الرجال وهم مقبلون على القبيلة لأنهم يأتون وقت الفجر عندما أتو استقبلهم جدي ورحب بهم وطلب منهم أن يجلسوا عنده من أجل الوليمة (يقال إنهم عندما أقبلوا على القبيلة ونظروا إلى هذا الضيف الجديد فرحوا كثيراً لأنه يمتلك الكثير من الأغنام أضافة إلى أنه يمتلك بعض البنات فرحوا كثيراً واحدهم يقول للآخر ها قد أتانا الرزق من دون أن نتعب ونبحث عنه أتانا للقبيلة)
عندما رحب بهم وأضافهم في بيته وهم مستغربين ووضع لهم الوليمة واكلوا حتى شبعوا:
اخرج كبيرهم الخنجر ووضعه في بيت جدي وقال:
أن أهلك وحلالك أي أغنامك حرم علينا وأنت من اليوم من قبيلتنا ولا يمسك أي أحد أبدأ
علما أن جدي لم يكلمهم أبدأ ولم يقل لهم أنه رأى أمر المؤمنين ولكن كبير القبيلة لوحده أعطى هذا القرار.
وبقي جدي في هذا المكان مدة من الزمن حتى أنه يقال أصبح أغنى من القبيلة بالكامل وملك الكثير من المال والأغنام وبعد ثلاث أشهر وصل الخبر أن الناس الذين قصدوا الجبل أتاهم السيل (الماء النازل من الجبل الذي يحمل معه الكثير من الصخور)
أتاهم السيل وجرف أغنامهم وهدم بيوتهم وأصبحوا فقراء لا يمتلكون أي شيء ولو ذهب جدي معهم لأصبح مثلهم
وأيضاً من القصص المنقولة عن جدي
أنه في يوم من الأيام أصطاد سمكة كبيرة وأخذها لأهله ولكنه حزن كثيراً لأنه يعزب وحده وليس لديه أي أحد من أقاربه فطلب من أمير المؤمنين أن يكون لديه أحد أقاربه ليتناول معه هذه السمكة
يقول ما هي ألا دقائق وأتاه ضيوف يبحثون عنه وأكتشف أنهم أقاربه أنضر إلى اطمئنان هذا الرجل وكيف علاقته باهل البيت وثقته بهم أنقل لك قصة أخيرة عن ثقة هذا الرجل بأمير المؤمنين (عليه السلام)
في يوم من الأيام أصاب جدي جزء بسيط من العمى أصبحت أحد عيناه ضعيفة النضر ذهب جدي وتوضئ وطلب من أمير المؤمنين أن لا يجعله ذليل لأي أحد وأن يميته قبل أن يحتاج إلى مساعدة أحد
وكان يمتلك قوة ونشاط عجيب، عند الظهيرة أكل مع أبنائه وصلى الظهر والعصر كالعادة وليس فيه أي تعب أو خمول ولكن عند الغروب طلب من أهله أن يضعوا فراشه باتجاه القبلة وجلس على فراشه وطلب من أهله أن يحضروا له أحد أبنائه وقال لهم أنه سيموت ولكنهم كانوا يضحكون عندما قال لهم أنه سيموت بعد لحظات لأنه لا يعاني من أي مرض سوى مرض العين والمعروف أن الأنسان قبل أن يموت يعاني وتظهر عليه علامات الموت ويتعب وينحل ولكن جدي قال لهم أني سأموت أفرشوا فراشي باتجاه القبلة وقال لهم أني أنتظر أن أرى ولدي حتى أموت وما أن أتى ولده ورآه وأوصاه وما هي ألا لحظات وانتقل إلى جوار ربه!
هذه القصة عجيبة تأخذك إلى عالم آخر وهي ثقة هذا الرجل بالله وبأمير المؤمنين وبدعائه عندما دعا الله وطلب من أمير المؤمنين أن لا يجعله ذليل لأي أحد ولا يحتاج أي أحد كانت لديه ثقة عالية بدعائه ونفسه مطمئنة ولربما أمير المؤمنين أخبره أنه سيموت عند الغروب لذلك لم يهتم لكلام أهله وضحاكهم وبقي على يقين أنه سينتقل إلى جوار ربه بعد عدة لحظات
أنظر إلى اطمئنان هذا الرجل ووثوقه بدعائه وبأمير المؤمنين (عليه السلام).
علما أنه ليس من العلويين السادة ولا ينتمي لأبناء أحد الأئمة حتى نقول إنه من السادة، والمعروف أن السادة علاقتهم بأمير المؤمنين قوية ولكن الحقيقة أنه رجل بسيط دلفي النسب وتوفي في إحدى مناطق الكوت التي تسمى بناحية واسط أو الدجيلي قرب أثار الحجاج بن يوسف الثقفي.
أنت يمكنك أن تصل إلى هذه المرحلة ولكن هنالك الكثير من الحروب التي يجب عليك أن تخوضها.
صاحب النفس المطمئنة تمتنع نفسه عن الذنوب وهي التي ترفض الذنوب عكس النفس الأمارة التي تزين الأعمال القبيحة بمساعدة الشيطان.
النفس المطمئنة تنفر من الذنوب كنفور الشخص من الأقذار أيحب أحدكم أن يأكل من الأقذار بالتأكيد لا؟
كذلك النفس المطمئنة تنفر من هذه الذنوب كنفور أحدنا من أكل الأقذار.
***
حكمة أعجبتني عن الاطمئنان تقول:
تسترخي في الحافلة وأنت لا تعلم السائق!
تسترخي في الطائرة وأنت لا تعلم الطيار!
تسترخي في القطار وأنت لا تعلم الكابتن!
تسترخي في السفينة وأنت لا تعرف القبطان!
لماذا لا نسترخي في الحياة ونحن نعلم أن الله هو المسيطر؟
الكثير من الناس لا يسترخي ولا يثق بالله!
لماذا لا تثق بالله في كل أعمالك وأنت تعلم أنه يسمع ويرى كل شيء وأنت تعلم تقدير الله وحكمته.
النفس المطمئنة هي التي لا تفزع من المصائب ولا تفرح بزوال النعم بل تسكن إلى الله في السراء والضراء.
النفس المطمئنة لا تمل ولا تكل من العبادة، ولا تلتفت إلى متاع الدنيا الفاني.
النفس المطمئنة هي التي لا تفزع من المصائب ولا تفرح بزوال النعم بل تسكن إلى الله في السراء والضراء.
النفس المطمئنة هو الأنسان الذي يطمئن ويسكن عند كل المصائب في السراء والضراء لأنه يعلم أنه تحت رحمة الباري (عز وجل) لا يخاف من أحد ولا يخاف الفقر ولا يخاف الموت مؤمن بالله لا يتزعزع ولا يشك بقدرة الله.
نبي الله أيوب صاحب نفس مطمئنة على الرغم من مرضه الشديد وفقده أمواله وأولاده ألا أنه لم يعترض على أحكام الله أبداً.
كذلك نبي الله إبراهيم على الرغم من كثرة الكفار وعبّاد الأصنام الا أنه لم يخافهم أبداً وبقي على يقين بالله (عز وجل) وحتى أنه لم يخف النار أرادوا أن يلقونه في النار، هبط جبرائيل على أبراهيم فقال له:
يا أبراهيم الك حاجة؟
فقال له: أما لك فلا
فقال جبرائيل سل ربك:
فقال حسبي من سؤالي علمه بحالي أو علمه بحالي يغني عن سؤالي! انظر إلى درجة يقين ابراهيم في أشد الظروف لم يحتاج إلى مساعدة أي أحد حتى جبرائيل
لم يتمسك بغير الله أبدأ وهذا دليل عظيم على أن صاحب النفس المطمئنة لا يحتاج إلى غير الله أبداً.
أن كنت تريد أن تزيد يقينك واطمئنانك بالله فما عليك ألا أن تنظر إلى عظيم خلقه وقدرته وأنا أعهد اليك أنك ستنتقل إلى عالم آخر هنالك الكثير من الأمور المطمورة بداخلك ولم تبحث عنها وأهمها هي الروح والنفس وما هي حقيقة النفس وماذا يعني علي بن أبي طالب (عليه السلام) بقوله: (وتحسب أنك جرم صغير، وفيك انطوى العالم الأكبر).
تحسب أنك أنسان بسيط لا تملك أي قدرة وفيك أنطوي العالم الأكبر لو أراد الأنسان أن ينظر إلى نفسه إلى حقيقتها سيدخل عالم آخر من الصدمة لان حقيقة الأنسان كبيرة أكبر من أن توصف وأنا لا أقول أني تمكنت من الوصول اليها لان الوصول اليها أمر في غاية الصعوبة ولكن هنالك الكثير من الكلام الذي يزيد يقينك بالله ويثبت أن بداخلك عالم كبير جداً جداً
فعندما تنظر إلى نعمة وجود السمع والبصر واليدين والأقدام وهذا الجسد العظيم الذي لولاه لما تستطيع أن تؤدي أي مهام.
عندما خلق الله الروح خلق لها جسداً من طين حتى تتمكن من استخدامه فخلق تصميم هذا الجسد بقدمين حتى يتمكن من السير بطريقة جيدة ولو خلقه بقدم واحدة تعاق حركته ولو خلق الجسد بثلاث اقدام ايضاً تعيق حركته وكذلك الرأس وضعه في أعلى الجسد حتى يتمكن من السيطرة على الأمور والسيطرة على الجسد ويرى المسافات أطول كذلك لو كان الرأس أسفل الجسد فانه سيتأثر في الكثير من الأمور ويُضرب ويتأذى وكذلك اليدين لولاهما لما تمكنا من الأكل والشرب ولولا اليدين لأصبحنا مثل البهائم ننزل للطعام ونأكله من الأرض وايضا نعمة الأصابع فلولاهما لما تمكنا من مسك الأشياء كذلك نعمة السمع لولاه لما تمكنا أن نعيش حياتنا برفاهة وسعادة ولولا السمع لتعطل لدينا الكثير من الأمور وأنت ترى الأنسان الذي لا يسمع يصبح معاق في الكثير من الأمور وايضاً نعمة اللسان والتكلم وكذلك نعمة الإحساس نستطيع أن نستشعر الحر من البرد والليل من النهار وايضاً المر من المالح والناعم من الخشن والكثير من الأمور وايضاً نعمة العقل التي تميز الأنسان عن سائر المخلوقات وأضافه إلى كل الوجود والخلق مسخر للإنسان مسخر لخدمة الأنسان والنبات والحيوان والشمس والقمر والنجوم والملائكة والأرض والماء والرياح وكل شيء مسخر لأجل خدمة الأنسان لأجل خدمتك ولكن الأنسان جهول يجهل هذه الحقائق يجهل حقيقته ومن هو ينسى أنه عظيم وفيه انطوى عالم أعظم.
ولو تكلمنا عن العقل فقط سيدخلنا الى بحر عميق جداً وايضاً لو أردنا التكلم عن الروح والجسد وكيف أنهما انسجما معاً ندخل في بحر أعمق فكيف يمكن لروح حمل هذا الجسد المخلوق من الطين الذي يبلغ من الوزن أكثر من (50 كيلوا غرام) عجيب قدرة هذه الروح والأعجب أن هذه الروح تتحكم بالجسد بكل حرية وطلاقة حتى أنها تتمكن ايضاً من حمل الأثقال والانتقال والتحكم بالجسد كيف تريد فعندما تريد أن تمشي لا تعطي أمر للقدم بانها تقدمي خطوة لا مباشرة القدم تتقدم إلى الأمام وعندما تريد أن تتكلم فلا تقل للسانك تكلم لا طبعاً فهو يتكلم عندما تريد أن تتكلم وكذلك العين ترى عندما تريد أن ترى لا تقل لها أنظري ولو كانت هكذا لأصبح التحكم بالجسد أمر في غاية الصعوبة.
على سبيل المثال:
أن أردت أن تركض فلا يمكنك التوازن يجب أن تقول للقدم اليمنى تقدمي والقدم اليسرى تقدمي وهذا يأخذ وقت كثير ولربما تفقد أو بالتأكيد تفقد التحكم وتسقط على الأرض وكذلك القلب لو فرضنا أنك انت من تعطي له الأوامر فسوف تموت وتتعب ويجب أن تعطي كل ثانية أمر للقلب بأن ينبض حتى لا تموت وكذلك تعطي الأوامر للكبد والطحال والرئة وبقية أعضاء الجسد للعمل ولكن رحمة الله جعلت هذه الأمور تعمل من تلقاء نفسها وجعل قدرة الروح على الجسد كقدرة الله على الخلق يقل للشيء كن فيكون وكذلك الروح عندما تريد شيء من الجسد تقل له كن فيكون
أنت الآن لا تقل لاذنك أن تسمع فتسمع لا فهي تسمع عندما تريد أن تسمع وكذلك لا تحتاج أن تقل لقدميك بالجري والتحرك فهي تتحرك عندما تريد أنت أن تتحرك وكذلك عندما تريد أن تمسك بشيء بيدك فلا تحتاج أن تقول ليدك أمسكي هذا وهذا فهي تفعل ما تريد عندما تريد أن تفعله فقط
عندما تريد أن تمسك بشيء فأن يدك تمسك به بسرعة عجيبة وبأقل من ثانية وهذه هي قدرة الروح تقل للشيء كن فيكون
الجسد عندما يتعب أو يجوع تشعر بذلك ولو لم نشعر لمتنا أنظر الى نفسك كيف بك أن جعت وأصبح لديك الم ولا تعرف لماذا ولولا شعورنا بالجوع لمتنا وكذلك عندما تريد أن تقضي الحاجة فان هنالك جهاز أنذار ينبهك بأنك بحاجة إلى دخول الحمام
ووووو والكثير من الأمور التي لو أردت أن أتحدث عنها فأني أحتاج إلى الوف الصفحات لان هذه من نعم الله ونعم الله لا تحصى ولا تعد: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل: 18].
هذه الروح تحمل الجسد المخلوق من الطين طيلة حياتك في الليل والنهار كل يوم إلى أن تموت تذهب هذه الروح من الجسد فتتوقف جميع الأجهزة ويصبح الجسد لا يعمل كأنه تمثال، العين والفم والرأس والقدم كلها تتوقف عن العمل لان الروح مع النفس انتزعت من هذا الجسد وهي مشابهة للطاقة عند دخول الروح للجسد يعمل وعندما تذهب من الجسد يتوقف عن العمل ويصبح الجسد بلا فائدة
(أعلم أن كل أجهزة الجسد تعمل أو تحت سيطرة الدماغ ولكن كل هذه الأجهزة تنتمي إلى قدرة الروح الطاقة الكهربائية للجسد بالكامل)
والأعظم من ذلك عندما تخرج الروح من الجسد نحتاج إلى خمسة أشخاص أو أقل أو أكثر من أجل حمل جسد هذا الشخص ونشعر بثقل هذا الجسد عجيب!
كيف كانت هذه الروح تحمل هذا الجسد بكل سلاسة وحرية وتتحكم به كيف تشاء والأعجب أنك عندما تحمل جسدك لا تشعر بأي تعب أو ثقل وتستطيع أن تحمل أثقل من جسدك بمرتين أو مرة.
أخبرني بالله عليك كم هو وزن يدك؟
نفترض أن وزنها خمسة كيلوا الآن أرفع يدك وانزلها وأخبرني هل شعرت بانك تحمل هذا الوزن أو أنك بالأساس لا تشعر بأي ثقل وكأنك ترفع ورقة من الأرض
بالله عليك اليس هذه نعمة كبيرة ولكن ما هي الروح؟
ولماذا تملك كل هذه القدرة وما هو طعام الروح حتى أقويها؟
بالله عليك أخبرني هل جسد علي بن أبي طالب (عليه السلام) خلع باب خيبر أم روحه التي خلعت هذا الباب؟
أخبرني عن عودة الشمس هل قدرة الجسد أعادها أم قدرة الروح؟
أخبرني عن قدرتك في حمل الأثقال تستطيع أن تحمل وزن أكثر من ثلاثين كيلوا أليس هذا صحيح؟
أخبرني هل جسدك من حمل هذا الثقل أم روحك؟
بالتأكيد روحك التي حملت هذا الثقل ولكن بواسطة الجسد لان الروح شفافة لا يمكنها مسك الأشياء لذلك خلق الله لها هذا الغلاف من أجل مساعدتها على التنقل والحياة والعمل
الروح هي التي تنقل الأشياء من مكان إلى مكان، الروح هي التي تستشعر الأشياء حرها وبردها حلوها ومرها الخشن والناعم ولكن باستخدام هذا الجسد المخلوق من الطين (أقصد بالروح النفس مع الروح سوياً، عندما أقول الروح أعني كلاهما الروح مع النفس).
اذن الجسد هو عبارة عن جهاز حافظ أو عبارة عن جسد لحفظ الروح ولمساعدتها على التنقل والعيش مشابه لمركبة تنقلك من مكان إلى مكان
اذن سؤال؟
من الأفضل الروح أم الجسد؟
بالتأكيد الروح
ولكن لماذا الناس تهتم للجسد وتترك الروح؟
لماذا الأنسان يهتم بمظهره وملابسه وبطعامه وشرابه وهي كلها من أجل الجسد فقط وكلها تنتهي بوفاة الأنسان، القصور والأموال والجسد الجميل والثراء وكل شيء متعلق بالجسد ينتهي عند خروج الروح من الجسد لماذا كل هذا الاهتمام إلى الجسد والأعجب من ذلك أن حياة الأنسان في الآخرة لا تعتمد على الجسد لأنه عبارة عن كتلة طين من الأرض والى الأرض تعود.
عندما نقول لشخص أنتبه لنفسك فأنه من الغباء أن يبدأ بالاهتمام بجسده بدل روحه أجل يجب الاهتمام بالجسد ومظاهره ونظافته لان النظافة من الأيمان والله يحب المتطهرين ولكن ليس للقدر الذي يجعل اهتمامك للجسد يفوق اهتمامك للروح.
للجسد غذاء خاص وهو الأكل والشرب والنوم والراحة وغيرها والروح ايضاً لها طعام وهو الأيمان بالله والتسبيح والصلاة وغيرها من الأمور التي تهتم بجانبك الملكوتي، ويجب على كل مؤمن أن يهتم إلى الجانب الملكوتي بدل الجانب الجسدي لذلك فإن الدين الإسلامي يأمرنا وايضاً يجبرنا على تغذية الروح يجبرنا من خلال الصلاة والصوم وهي تغذية للروح.
الصلاة هي غذاء للروح والجسد معاً فأن فائدتها للجسد مفيدة للحفاظ على نشاط الأنسان والحفاظ على حركته وعموده الفقري وغيرها
وللروح فهي تغذية للروح ايضاً الصوم تغذية للروح لان منع الجسد من الأكل يعتبر تغذية للروح كذلك فأن أكبر العارفين منهم أهل البيت كانوا قليلين الطعام والشراب حتى أنه روي عن أهل البيت (عليهم السلام) وخاصتا عن الأمام الباقر (عليه السلام) قال: (ما من عبادة أفضل عند الله من عفة بطن وفرج) (1).
قلة الأكل لها تأثير عجيب على طاقة الأنسان الروحية لذلك حتى أنه روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان قليل الأكل وفي أكثر الأحيان يأكل الخبز فقط وكذلك في قصص الأنبياء والأولياء أيضاً كانوا قليلين الأكل والكلام لأنه يحافظ على اتزان طاقة الروح وايضاً لأنهم كانوا يهتمون إلى غذاء الروح أكثر من غذاء الجسد في الكثير من الروايات التي تعطي صفات الشيعي الحقيقي تذكر فيها (أن شيعتنا الذابلون الناحلون الشاحبون، وغيرها من الصفات التي تدل على أن من صفات الأولياء قلة الأكل).
أضافة الى كل هذا فأنهم يمتلكون قوة هائلة لان روحهم مؤمنة بالله والروح أقوى بكثير من الجسد حتى أن علي بن ابي طالب خلع باب خيبر بواسطة روحه القوية وأيمانه بالله لا بسبب جسده لان جسده ذهب إلى الطين ولكن نوره وروحه هي التي حملت هذا الباب وكذلك كل انسان مؤمن تكون روحه قوية ومؤمنة بالله والمؤمن بالله هو الأنسان الذي يهتم بتغذية روحه أكثر من جسده ويهتم بأخرته أكثر من دنياه لذلك دائما ما يكون المؤمن يمتلك قدرة وقوة هائلة أكثر من الكافر صاحب الروح الميتة
ورد في كتاب الله (عز وجل) آية تحدثك عن هذا المطلب: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 249].
{إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} [الأنفال: 65].
{الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 66].
بالتأكيد نصر وتأييد الله للمؤمن وللحق يجعله ينتصر أضافة إلى ذلك المؤمن تكون روحه اقوى أنظر كيف العشرون الصابرون يغلبون مائتين وكذلك المئة يغلبون ألف لماذا هذا؟
بالتأكيد لان نصر الله يكون لروح المؤمن لان الروح متصلة بالله والأنسان المؤمن يحرر روحه عكس الكافر الذي يحبس روحه داخل هذا الجسد من الطين الذي يطمس هويته وحقيقته بالآثام والذنوب والأخطاء مثل شرب الخمر والفساد والقتل
عكس المؤمن الذي يؤدب نفسه ويروضها على طاعة الله لذلك تكون الروح متحررة لدى كل مؤمن أهتم بجانبه الروحي بدل جانبه الجسدي.
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): (إذا الهمك ربك الاستغفار فاعلم أنه يريد أن يغفر لك).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الكافي، ج 2، ص 80.
الاكثر قراءة في التربية الروحية والدينية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
