المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

النشــاط الاجـرامـي للاشتراك
24-3-2016
الية اصدار الشيك الالكتروني
7-1-2022
sp3 Hybrid Orbitals and the Structure of Methane
26-1-2016
آداب المجلس/ عدم مضايقة الجالسين
2023-03-29
أحوال انقضاء الدعوى الادارية
31-1-2023
محمد رفيع الجيلاني.
20-7-2016


التعاون والإحسان  
  
2489   11:32 صباحاً   التاريخ: 24-5-2017
المؤلف : عباس ذهيبات
الكتاب أو المصدر : التكافل الاجتماعي في مدرسة اهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص21
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

في الإسلام رصيد معرفي ضخم يدعو إلى قيم التعاون والإحسان في أكثر من اتجاه وعلى أكثر من صعيد، الأمر الذي يرسي أساس التكافل ويعمّق من مساره ، فالقرآن وهو المصدر المعرفي الأساسي يحثّ في آيات عديدة على التعاون، يقول في هذا الصدد :{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة:2].

وقال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وسلم): (من مشى في عون أخيه ومنفعته ، فله ثواب المجاهدين في سبيل الله)(1).

تجدر الإشارة إلى أن الإنسان خلق وحده ضعيفاً لا يقدر على شيء إلاّ إذا توفرت له ظروف التعاون مع غيره، والقليل إلى القليل كثير، والضعيف إذا ساند الضعيف قوى، فالحياة الاجتماعية ما هي إلا تعاون أفراد المجتمع في سبيل توفير الطمأنينة النفسية لأفراده الذين يقعون تحت تأثير الحاجة أو الفزع أو القلق أو الاضطراب أو العجز عن تهيئة الامكانيات التي تعيد الطمأنينة النفسية إليهم، من هنا تظل الحاجة إلى التعاون ماسة عبر الزمن.

يروي إسحاق بن عمّار أنّه سمع الإمام الصادق (عليه السلام) يقول : (يأتي على الناس زمان من سأل الناس عاش، ومن سكت مات، قلت : فما أصنع إنّ أدركت ذلك الزمان ؟ قال : تعينهم بما عندك ، فإن لم تجد فبجاهك)(2).

فالدعوة إلى التعاون ـ إذن ـ لازمة مهما تغير الزمان ، وتعاقبت الأجيال ، وتغيرت العادات والتقاليد واختلفت الظروف.

أما الإحسان فهو قيمة عليا تؤدي إلى تنمية روح التكافل، وتطلق الفرد من عقال الأنا أو (الذات) إلى مدارات إجتماعية رحبة، وتجعله متضامناً مع إخوته وأبناء جنسه. وحقيقة الإحسان: هي التطوع بأعمال الخير التي لم يلزم بها الشارع المقدس.

إن الإنسان المحسن هو الذي يمارس العطاء المالي، أو يبذل جهوداً إضافية في خدمة الناس، والقرآن يحثّ على ذلك بقوله :{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى}[النحل:90] فنجد العطاء هنا مقروناً بالإحسان ، ونجد دائرة القرابة هي الأقرب من حيث الاستحقاق.

ويقول الإمام علي (عليه السلام) : (رأس الإيمان الإحسان إلى الناس)(3).

وينبغي التنويه على أن الحضارة المادية قد جعلت مقابل أيّ إحسان ثمناً مادياً يتلقّاه المحسن مقابل إحسانه، أما الإسلام فلا يرى ذلك سليماً ، لأنّه يدعو إلى إسقاط قيم الإيمان بالله ورجاء ثوابه في اليوم الآخر، ويؤدي إلى تضييع فكرة الإخوّة ، من هنا فقد جعل الإسلام معايير خاصة لتثمين جهود المحسن من خلال الدعوة إلى احترامه في وسط المجتمع، وتقديره لإحسانه، وفوق ذلك الثواب الجزيل الذي ينتظره في دار المعاد، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) (نِعمَ زاد المعاد الإحسان إلى العباد)(4).

وكان آل البيت (عليهم السلام) : يحثون أتباعهم على الإحسان بقدر الاستطاعة انطلاقا من حرصهم الدائم على توفير الأجواء المعيشية الكريمة بعيداً عن مبدأ الرّبح والخسارة الذي يشكل حجر الزاوية في الحضارة المادية المعاصرة.

ومن الشواهد ذات الدلالة على تنمية أهل البيت (عليهم السلام) : للشعور الاجتماعي تجاه

المؤمنين ، ما قاله الإمام الصادق (عليه السلام): (لأن أطعم مؤمناً محتاجاً أحبّ إليّ من أن أزوره ، ولأن أزوره أحبّ إليّ من أن أعتق عشر رقاب)(5).

إذن هنالك أولوية وتقدم رتبي لبعض أعمال الإحسان على بعض ، وإنّ لكلِّ عمل خيري ثوابه الخاص به حسب أهميته وبمقدار ما يدخله من نفع أو خدمة على المؤمنين ، والمثير في الأمر هنا أنّ الإمام الصادق (عليه السلام) ينظر إلىٰ قضية الإحسان من منظار أعمق وأرحب ، فهو يرى أنّ فضل المحتاجين عند الإحسان إليهم يكون أعظم من فضل المحسنين أنفسهم !. تمعّن جيداً في المحاورة التالية : عن حسين بن نعيم الصحّاف قال : قال أبو عبدالله (عليه السلام) : (أتحبّ إخوانك يا حسين ؟ قلت: نعم ، قال: تنفع فقراءهم ؟ قلت: نعم ، قال: أما إنه يحقّ عليك أن تحبّ من يحبّ الله ، أما والله لا تنفع منهم أحدا حتى تحبه. أتدعوهم إلى منزلك ؟ قلت: نعم ، ما آكل إلاّ ومعي منهم الرجلان والثلاثة والأقلّ والأكثر، فقال أبو عبدالله : أما إنّ فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم، فقلت: أطعمهم طعامي وأوطئهم رحلي ويكون فضلهم عليّ أعظم ؟! قال: نعم ، إنّهم إذا دخلوا منزلك دخلوا بمغفرتك ومغفرة عيالك، وإذا خرجوا من منزلك خرجوا بذنوبك وذنوب عيالك)(6).

_____________

1- ثواب الأعمال / الشيخ الصدوق : 288.

2- الكافي 4 : 46 / 1 ، باب النوادر من كتاب الزكاة.

3- عيون الحكم والمواعظ : 264.

4- عيون الحكم والمواعظ : 494.

5- اُصول الكافي 2 : 203 / 18 ، باب إطعام المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.

6- اُصول الكافي 2 : 201 ـ 202 / 8 ، باب إطعام المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.