المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

البايرازول Pyrazole
2024-08-18
حلية لباس المرأة وتزينها
25-11-2014
اصطلاح «الإمام» في اللغة والقرآن
10-12-2015
The magnetic periodic table
12-2-2021
أسماء الله تعالى وصفاته
6-8-2019
دار الإمارة
7-12-2017


النقد اللاذع : حربة للانتقام  
  
4485   11:50 صباحاً   التاريخ: 30-4-2017
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الطفل بين الوراثة والتربية
الجزء والصفحة : ج2، ص305ـ307
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-11-2020 2030
التاريخ: 28-7-2021 4609
التاريخ: 1-1-2017 1904
التاريخ: 27-3-2022 2205

إن توجيه النقد اللاذع الى الآخرين وسيلة اخرى من الوسائل التي  يستخدمها المندحرون والمصابون بعقدة الحقارة لغرض الانتقام وتدارك الحقارة التي هم عليها :

ولنعترف سلفاً بأن النقد(1)  يعتبر من أفضل وأهم وسائل التكامل الفردي والاجتماعي. إذ لا شك في أن الأمة التي يستطيع الأفراد فيها توجيه النقد المفيد الى الآخرين وتذكيرهم على نواقصهم وعيوبهم، سالكة طريق التقدم والتكامل.

قال الإمام الصادق (عليه السلام): (أحب إخواني إليّ من أهدى إليّ عيوبي)(2).

وللإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) حديث حول تقسيم ساعات الليل والنهار ، يقول فيه : (وساعة لمعاشرة الإخوان والثقات الذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن )(3).

يعتبر موضوع النقد من المسائل الاجتماعية المهمة التي لسنا بصددها الآن. إلا أننا نريد القول بأن الأفراد يتخذون من هذا العامل الكبير المؤدي الى السعادة، حربة للانتقام وسلاحاً لحل عقدة الحقارة من ضمائرهم وهذا أمر شائع بين الأفراد ، أطفالاً وشباباً ، وشيوخاً ...

لنتصور طفلاً ضعيفاً يلعب مع عدة أطفال أقوياء ونشطين. إنه يفشل في اللعب بسبب من ضعفه أو نقصه العضوي أو تكاسله، وبذلك يشعر بالحقارة في نفسه فينزوي عنهم ويترك اللعب. ولكن حين يسأله أبوه أو باقي أفراد الأسرة عن سبب تركه اللعب معهم فإنه يجيب بأنهم سيئو الأخلاق... يتكلمون بكلمات بذيئة... يغمطون حقي... وبصورة موجزة فإنه ينتقدهم ويجبر بذلك فشله وانهياره.

كذلك التلميذ الذي لم يجهد نفسه في الدراسة، والذي يعجز على أثر ذلك من الإجابة على الأسئلة التحريرية أو الشفوية للمعلم ، يحصل على درجة واطئة فيندحر أمام زملائه ويشعر بالحقارة والدونية، يأتي الى البيت باكياً ويقول لأمه: سوف لن أذهب الى هذه المدرسة. وعندما يُسأل عن السبب يقول : إن المعلم يتصعب كثيراً ، ويتعمد إيذائي ... له عداء شخصي معي. إن التلميذ يستر فشله بهذه الكلمات المشوبة بالنقد اللاذع الباطل.

شاب متفرغ من الدراسة الإعدادية يقدم على الجامعة ، ويشترك في امتحان القبول ولكنه بالنظر الى انخفاض مستواه العلمي يجيب على بعض الأسئلة إجابات خاطئة ويرسب في النهاية، إنه يتألم لنقص معلوماته ورسوبه أمام زملائه وأصدقائه وأقاربه فيشعر بالحقارة ولكنه لا يرضى بالاعتراف بانخفاض مستواه العلمي، فيبدأ بالانتقاد لتدارك الانهيار النفسي. يقول : لا توجد مقاييس في بلادنا، إن التقدم منوط بالوسائط ، والرشوة... الخ وأنا لا أملك صديقا ولا واسطة فمن البديهي أن أرسب. وبهذه الكلمات التافهة يخفي حقارته وينتقم من الأشخاص الذين تسببوا في منعه من الدخول في الجامعة.

كذلك الرجل الكاسب الذي كان توقيعه معتبراً في البنوك، وكان يشتري البضائع والأجناس من المتاجر بأجل، عندما تضطرب أحواله المادية وتسقط كمبيالاته عن الاعتبار يمتنع التجار من بيعه البضاعة الى أجل. وهذا يؤدي الى تحطيم شخصيته ، فيشعر بالحقارة ويحاول الانتقام. فيبحث عن عيوب التاجر الذي سلب الثقة عنه. إنه يقول عنه : إنه متجاوز ، إنه يأكل الربا أضعافاً مضاعفة ، إن متجره مقر للمنحرفين والعاطلين وما شاكل ذلك من العبارات التي يحاول بها أن يتدارك الحقارة التي هو عليها.

_____________

1ـ لا بد من الإشارة هنا الى أن النقد نوعان : بنّاء وهدّام.

أ ـ النقد البنّاء : هو الذي يهدف الى تدارك النواقص الموجودة في سلوك الآخرين ، حتى تتآزر القوى الاجتماعية في بناء الشخصيات المتكاملة. وهذا هو الممدوح ، والمقصود من أنه أحد وسائل التكامل الفردي والاجتماعي.

ب ـ النقد الهدام : وهو الذي يهدف الى تتبع نقائص الآخرين لغرض السخرية منهم ، أو التندر بأفعالهم. وهذا مذموم بلا شك وهو المقصود بكونه أحد وسائل الانتقام لتدارك الحقارة.

2ـ تحف العقول عن ال الرسول ص 409.

3ـ نفس المصدر السابق ص 366.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.