أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-11-2020
2030
التاريخ: 28-7-2021
4609
التاريخ: 1-1-2017
1904
التاريخ: 27-3-2022
2205
|
إن توجيه النقد اللاذع الى الآخرين وسيلة اخرى من الوسائل التي يستخدمها المندحرون والمصابون بعقدة الحقارة لغرض الانتقام وتدارك الحقارة التي هم عليها :
ولنعترف سلفاً بأن النقد(1) يعتبر من أفضل وأهم وسائل التكامل الفردي والاجتماعي. إذ لا شك في أن الأمة التي يستطيع الأفراد فيها توجيه النقد المفيد الى الآخرين وتذكيرهم على نواقصهم وعيوبهم، سالكة طريق التقدم والتكامل.
قال الإمام الصادق (عليه السلام): (أحب إخواني إليّ من أهدى إليّ عيوبي)(2).
وللإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) حديث حول تقسيم ساعات الليل والنهار ، يقول فيه : (وساعة لمعاشرة الإخوان والثقات الذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن )(3).
يعتبر موضوع النقد من المسائل الاجتماعية المهمة التي لسنا بصددها الآن. إلا أننا نريد القول بأن الأفراد يتخذون من هذا العامل الكبير المؤدي الى السعادة، حربة للانتقام وسلاحاً لحل عقدة الحقارة من ضمائرهم وهذا أمر شائع بين الأفراد ، أطفالاً وشباباً ، وشيوخاً ...
لنتصور طفلاً ضعيفاً يلعب مع عدة أطفال أقوياء ونشطين. إنه يفشل في اللعب بسبب من ضعفه أو نقصه العضوي أو تكاسله، وبذلك يشعر بالحقارة في نفسه فينزوي عنهم ويترك اللعب. ولكن حين يسأله أبوه أو باقي أفراد الأسرة عن سبب تركه اللعب معهم فإنه يجيب بأنهم سيئو الأخلاق... يتكلمون بكلمات بذيئة... يغمطون حقي... وبصورة موجزة فإنه ينتقدهم ويجبر بذلك فشله وانهياره.
كذلك التلميذ الذي لم يجهد نفسه في الدراسة، والذي يعجز على أثر ذلك من الإجابة على الأسئلة التحريرية أو الشفوية للمعلم ، يحصل على درجة واطئة فيندحر أمام زملائه ويشعر بالحقارة والدونية، يأتي الى البيت باكياً ويقول لأمه: سوف لن أذهب الى هذه المدرسة. وعندما يُسأل عن السبب يقول : إن المعلم يتصعب كثيراً ، ويتعمد إيذائي ... له عداء شخصي معي. إن التلميذ يستر فشله بهذه الكلمات المشوبة بالنقد اللاذع الباطل.
شاب متفرغ من الدراسة الإعدادية يقدم على الجامعة ، ويشترك في امتحان القبول ولكنه بالنظر الى انخفاض مستواه العلمي يجيب على بعض الأسئلة إجابات خاطئة ويرسب في النهاية، إنه يتألم لنقص معلوماته ورسوبه أمام زملائه وأصدقائه وأقاربه فيشعر بالحقارة ولكنه لا يرضى بالاعتراف بانخفاض مستواه العلمي، فيبدأ بالانتقاد لتدارك الانهيار النفسي. يقول : لا توجد مقاييس في بلادنا، إن التقدم منوط بالوسائط ، والرشوة... الخ وأنا لا أملك صديقا ولا واسطة فمن البديهي أن أرسب. وبهذه الكلمات التافهة يخفي حقارته وينتقم من الأشخاص الذين تسببوا في منعه من الدخول في الجامعة.
كذلك الرجل الكاسب الذي كان توقيعه معتبراً في البنوك، وكان يشتري البضائع والأجناس من المتاجر بأجل، عندما تضطرب أحواله المادية وتسقط كمبيالاته عن الاعتبار يمتنع التجار من بيعه البضاعة الى أجل. وهذا يؤدي الى تحطيم شخصيته ، فيشعر بالحقارة ويحاول الانتقام. فيبحث عن عيوب التاجر الذي سلب الثقة عنه. إنه يقول عنه : إنه متجاوز ، إنه يأكل الربا أضعافاً مضاعفة ، إن متجره مقر للمنحرفين والعاطلين وما شاكل ذلك من العبارات التي يحاول بها أن يتدارك الحقارة التي هو عليها.
_____________
1ـ لا بد من الإشارة هنا الى أن النقد نوعان : بنّاء وهدّام.
أ ـ النقد البنّاء : هو الذي يهدف الى تدارك النواقص الموجودة في سلوك الآخرين ، حتى تتآزر القوى الاجتماعية في بناء الشخصيات المتكاملة. وهذا هو الممدوح ، والمقصود من أنه أحد وسائل التكامل الفردي والاجتماعي.
ب ـ النقد الهدام : وهو الذي يهدف الى تتبع نقائص الآخرين لغرض السخرية منهم ، أو التندر بأفعالهم. وهذا مذموم بلا شك وهو المقصود بكونه أحد وسائل الانتقام لتدارك الحقارة.
2ـ تحف العقول عن ال الرسول ص 409.
3ـ نفس المصدر السابق ص 366.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|