أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2022
2194
التاريخ: 24-4-2017
2203
التاريخ: 17-2-2017
7689
التاريخ: 19-4-2017
1797
|
التربية الاسلامية تعبير يقصد به تنشئة الفرد المسلم والمجتمع الاسلامي، تنشئة متكاملة يراعى فيها الجانب الروحي والمادي، في ضوء الرؤية الاسلامية الشاملة، وهي تعني بالفرد واعداده لحل مشاكله، ومدى نجاحه في تحقيق رغباته المشروعة والممكنة التي تضمن له حياة هانئة في الدنيا والاخرة. تركزت التربية الاسلامية في الحقبة الاولى بعد ظهور الاسلامي على الناحية الدينية والاخلاقية. فقد ظل الرسول (صلى الله عليه واله) في الحقبة المكية قبل الهجرة النبوية يربي اتباعه على القيم الجديدة التي اتى بها الاسلام، وظل الجانب العقائدي والاخلاقي هو المهم حتى بعد ان اعتنى فيما بعد بجانب المعارف والمهارات. وفي زمن ازدهار الحضارة الاسلامية زاد الاهتمام بجانب المعرفة والمهارات، ونشطت الحركة العلمية في التربية، وازدهرت حركة التأليف والترجمة، وانفتحت التربية الاسلامية في العصور المتأخرة وخبت روح العقيدة الاسلامية في تنظيمات الحياة الاخرى. فتوقفت الحركة العلمية في التربية، وتدهورت الحياة الاسلامية في جوانب مختلفة، حتى تعرض العالم الاسلامي لموجة من الاستعمار الغربي الذي فصل فصلا تاما بين عقيدة الامة وتنظيمات الحياة ما عدا نظام العبادات والاحوال الشخصية، واوجد تعليما مدنيا على وفق فلسفته هو، كما اوجد تنظيمات حيوية مدنية اخرى تنبثق من العامة ويبعد الدين عن توجيهها، وفي الوقت الذي فعل فيه المستعمر كل ذلك لإخماد روح الدين وفصله عن جسد الامة الاسلامية، حرص على بقاء التربية الاسلامية في شكل مادة دراسية محددة في جدول المدرسة، تدرس فيها اصول الدين فقط، ويفصل بينها وبين السلوكيات في مجالات الحياة العامة المختلفة ولقد حاولت بعض المجتمعات المسلمة سواء تلك التي استقلت او تلك التي لم تستعمر اصلا ان تعيد التربية الاسلامية الى وضعها الطبيعي على اساس انها هي النظام التربوي الذي يعبر عن روح العقيدة الاسلامية، وهي تنشئة الفرد المسلم والمجتمع المسلم وبسبب هذا التطور تبلور معنى اوسع للتربية الاسلامية بوصفها التربية التي لم تعد مجرد مادة في جدول المدرسة تدرس الاصول الاسلامية نظرا، وانما اصبحت تعني كل النشاط التربوي الذي يمكن ان يحدث فعلا في المجتمع المسلم بشكل حيوي. فباتت التربية الاسلامية تتصل بكل عمليات التنمية والحفظ والتنشئة والارشاد والتوجيه والاصلاح والتقويم وتعليم الحقائق العلمية والدينية والتدريب على المهارات العصرية المختلفة. وقد صارت لها صلة وثيقة بكل عمليات نقل التراث العلمي والتقني المحايد وتطوره. وبذلك التوازن المطلوب بين اصالة التربية الاسلامية في انتمائها لأصول العقيدة الاسلامية واداء وظيفتها في بناء الانسان المسلم والمجتمع المسلم على دعائم من العقيدة وبين وجوب انفتاح التربية الاسلامية في جانبها العلمي على التراث العلمي والتقني العالمي المحايد حتى تواكب التطور المادي، وفي نطاق هذا المفهوم الواسع للتربية الاسلامية عرفت التربية الاسلامية المعاصرة بانها تنشئة انسان متكامل من الناحية الصحية والعقلية والروحية والاعتقادية والاخلاقية والابداعية، في ضوء المبادئ العامة التي جاء بها الاسلام، والقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هما مصدر التربية الاسلامية في اطارها الفلسفي والتطبيقي.
والتربية الاسلامية منفتحة على التراث الانساني في المجال العلمي البحثي والتقني المحايد
وملتزمة بالاطار النظري الذي ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فيما يتعلق بقضايا اساسية مثل الالوهية والعبودية، ومفهوم الانسان، والكون والمعرفة والاخلاق. والتصور الاسلامي للحياة بشقيها المادي والروحي ينسحب على برنامج التربية الاسلامية، اذ يهتم بالكيان الروحي للفرد بجانب الكيان المادي، واعداده لحل مشاكله المادية والروحية، وللوفاء بمتطلبات حياته في الدنيا والاخرة. الرؤيا الاسلامية ترى ان الانسان ليس سلطة عليا في الحياة وانما هو عبد الله ، وان له كيانا روحيا ومستقبلا خالدا، وان مهمته هي عمارة الارض ماديا واخلاقياً، وان الاخلاق والتوجيهات الكلية في تنظيم الحياة انما هي من عند الله ولا يصنعها الانسان، وان الانسان مخلوق مكرم له قدر من الحريات الاساس في اطار العبودية لله. اما التصور الاسلامي للمعرفة فيقرر ان للمعرفة جانبين: مادي وغير مادي، وان هناك وسائل مختلفة للتحقق من صدق هذه المعرفة. فالمعرفة المادية معترف بها في الاسلام، وهناك دعوة للأخذ بها وتنميتها والتحقيق فيها عبر المنهج العلمي، الذي يقوم على استعمال الحواس والتجربة، اما المعرفة غير المادية كالقيم والمعتقدات التي جاء بها القرآن الكريم فهي صادقة، ويمكن اكمال العقل فيها للتأكيد من صدقها، وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تجيب عن التساؤلات الاساس في النظرية التربوية مثل : من نعلم؟ وماذا نعلم؟ ومتى نعلم؟ وترتبط الاجابات عن مثل هذه الاسئلة الاساس ارتباطا وثيقا بتصور الاسلام للكون والحياة وللإنسان واثره في اعمار الكون بوصفه مستخلفا في الارض.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|