المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



ضع اهدافاً محددة  
  
2157   01:18 مساءً   التاريخ: 24-4-2017
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص91-92
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-12-2021 2263
التاريخ: 26-7-2016 2125
التاريخ: 24-4-2017 1996
التاريخ: 17-2-2017 8206

انني استقي تلك القاعدة من عالم الاعمال، وهي قاعدة مفيدة حقا؛ فالمدراء المتميزون يعملون دوما على وضع اهداف محددة، ويحددون كيفية الوصول اليها، وهم في هذا محقون للغاية؛ فمن المحبط للغاية ان يخبرك رئيسك بانه يرغب منك ان (تبيع اكثر) او ان تعلم ان نسبة العشرة بالمائة الاضافية في المبيعات التي حققتها هذا الشهر سوف تحبطه او تجعله يطير فرحا. وسوف تظن انه ليس لديه فكرة هو الاخر، والا لكان قد قال لك : (اريدك ان تبيع بنسبة 10%اكثر).

إننا جميعا نعلم ان وضع اهداف محددة شيء يبعث على الارتياح؛ حيث تتعلم عندئذ المطلوب منك تحديداً وان رئيسك يهتم بأدائك كذلك. حسنا، لماذا اذن نقول لأطفالنا : (نظموا حجراتكم بصورة اكبر)، او (عليكم بتنظيف الارنب بصورة اكثر من هذا)، او (لا تقض كل هذا الوقت امام جهاز الكمبيوتر).

ألا تدرك ان مثل هذه العبارات توحي بشدة بانك غير مهتم حقا كما تدعي؟ أي العبارتين التاليتين اكثر اقناعا لك : (لا تقض وقتا طويلا اما الكمبيوتر) او (يمكنك قضاء ساعتين يوميا امام الكمبيوتر)؟ وايهما اسهل لطفلك ان يفهمها؟

اننا، احيانا، لا نبذل القدر الكافي من الجهد، لكن احيانا اخرى لا نتوقف لنفكر فيما اذا كان اطفالنا يفهمون حقا ما نريد منهم؛ فعبارة مثل (عليك بتنظيف الارنب بصورة اكثر من هذا) قد تبدو واضحة لك ،لكن طفلك قد لا يدرك ما تعني بها تحديداً. هل تعني ان ينظفه مرة اسبوعياً ام شهرياً؟ ام تمنى ان يغير له القش مرتين اسبوعيا ام يستبدل النشارة كل اسبوعين؟ لابد ان تحدد ما تطلب حتى يشعر طفلك بالحماس لتأدية ما تطلبه منه ،ولكي يشعر انك تهتم به حقا، والاهم من ذلك ان ينفذ حقاً ما تطلبه منه.

هذه القاعدة بدأت في اتباعها في منزلي منذ بضع سنين، حينما طلبت من احدى بناتي ان تنظم حجرتها؛ وحين صعدت الى غرفتها لاحقا وجدت الحجرة على نفس حالة الفوضى التي كانت عليها من قبل تقريبا. وحينما بدأت في تعنيفها على هذا بدت مجروحة بحق وقالت : (لكني قمت بتنظيمها بحق، انظر!). وفي الواقع كانت قد ازالت كل الاشياء الملقاة على الارض... وهذا كل ما في الامر. لكنها كانت تؤمن بحق ان هذا هو ما كنت اريده منها. حينئذ ادركت ان الخطأ كان خطئي أنا، وانني لم اتسبب في عدم ترتيبها للحجرة وحسب، بل لم اكن منصفاً معها كذلك

أحياناً لا نبذل القدر الكافي من الجهد، لكن احيانا اخرى لا نتوقف لنفكر.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.