المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الأنشطة الاتصالية للعلاقات العامة- ثانيا: النشاط الاتصالي الإعلاني
2023-02-09
انتاج النحل ودوره في التغذية والعلاج
30-6-2021
Parkinson Disease
9-7-2019
منافع سورة الانعام
2023-08-22
حكم الشرط الفاسد
2024-08-04
معنى كلمة أيك‌
1-2-2016


ضرورة وجود مشروع وبرنامج للتأهيل  
  
2048   01:17 مساءً   التاريخ: 24-4-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص102ـ105
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-9-2019 2331
التاريخ: 6-1-2023 1271
التاريخ: 20-4-2017 2003
التاريخ: 30-12-2016 5133

إن تأهيل الأطفال بحاجة لتنفيذ برنامج وتكتيك صحيح، ودون ذلك يصبح عمل المربي صعباً، بل وحتى غير مثمر أحياناً. فما أكثر الجهود التي تبذل دون وعي وإدراك للأساليب الصحيحة، ولا نقطف منها سوى التعب والعناء، ويهدر المربي عمره فيها، دون ان يتغير الطفل.

فالمربي الذي يريد إرشاد الطفل الى طريقة عمل أو توجيهه الى اتجاه معين عليه أن يمتلك خطة وبرنامجاً، وأن يعلم ماذا يفعل، وأين هي مشكلة الطفل، وأي ضوابط واصول يجب أن يحددها للطفل، وما هي السيرة التي نريدها للطفل، وكيف نريد نقل الآداب والعادات واساليب الحياة الصحيحة الى الطفل، وغير ذلك من مستلزمات اية خطة.

فوجود مشروع وخطة وبرنامج للتربية يمكّن الوالدين والمربين من تذكر ما قد لا يخطر ببالهم، أو ما هم غافلون عنه، ويبين لهم ما يفعلون وما يجب ان يفعلوا.

فالمربي الذي يمتلك برنامجاً بين يديه لا يحتار ولا يتردد في سيرة تربيته للطفل، فعمله وتنفيذه لبرنامجه يكون طبقاً للحسابات، ولن يعيش حياته في اضطراب.

ـ ماذا يشمل البرنامج :

الأمور اللازمة لأي مشروع أو برنامج تأهيل واعادة تربية وإعداد هي: أن نعرف أولاً ما هو هدفنا من إعادة تأهيل الطفل؟ في أي اتجاه وناحية نريد توجيه الطفل؟ أي فرد نريد ان نعد؟ ما هي الطرق والاساليب التي نريد إتباعها في عملنا هذا؟ أي برنامج يجب أن ننفذه في إعداده؟ وما هو البرنامج الذي سنتبعه في تربيته؟ وما هي المواقف التي يجب أن نتخذها لمواجهة المشاكل والمصاعب التي قد تبرز في هذا الطريق؟

ـ التعرّف عليه :

قلنا من قبل ان معرفة الطفل هي من المسائل المهمة في عملية تربيته وتأهيله، فلا بد للمربي ان يعرف سبب مخالفة الطفل وانحرافه، هل سببها أخلاقي ام نفسي؟ وما هو منشأ تلك المخالفة؟ وهل سببها وجود نقص جسدي أم نفسي ام فكري ام ديني؟ ومن اين ظهرت المخالفة؟ ومنذ متى ابتلي الطفل به؟ وما هو دور الأصدقاء ومن حوله والمعلمين وجيله في وجودها؟ ما هي العوامل التي تؤثر في ارتكابه للمخالفة؟ من هم الأشخاص المؤثرون على الطفل؟ ما هي الفرص والثغرات والمجالات التي يمكن الاستفادة منها لإصلاحه وإعادة تأهيله؟

ـ المعلومات اللازمة :

هذه مضافة (إن أراد المربي أن) يقوم بعملية إعداد صحيحة وشاملة للطفل المخالف، فإنه بحاجة لمعلومات كثيرة وشاملة، معلومات حول الظروف العائلية، أمراضه الجسدية الحالية والسابقة، أمراضه النفسية، علاقاته الاجتماعية، الوضع الاقتصادي لأسرته، الجو السياسي المسيطر على حياته وغير ذلك.

فقد يكون منشأ المخالفة أمر جسدي، وقد يكون نفسي، وقد يكون اجتماعي، وفي بعض الأحيان قد يكون ذو جانب اقتصادي أيضاً، أو سياسي، أو ثقافي. فمعرفة بعض الأمور عند الطفل كذكائه وقدراته الذهنية، أو صراعاته الداخلية، أو خوفه واضطرابه، والوضع الثقافي لأسرته، واخطاء والديه، ووضعهم الاجتماعي والاقتصادي، وحاجات الطفل الأساسية طوال مدة نموه، والتلوث الحاصل من خلال علاقاته السرية مع أفراد غير صالحين، وعشرات الأمور الأخرى كلها تؤثر في إمكانية إصلاحه.

يجب أن يستفيد المربي – خلال سعيه للتعرف على الطفل – من الخصوصيات التي تظهر عند الطفل في مراحله المختلفة، من دور العادات والتقاليد التي تحكم مجتمعه، من توجهات والديه، من الأهداف التي يرسمها والداه لإيصال طفلهما إليها. فإذا لم يطلع المربي على هذه الأمور يكون حينها قد اتلف طاقته وضيع الفرصة.

ويحتاج المربي إلى لسان ولغة يتمكن من خلالهما من إدراك الأمور وتوضيحها، ليساعده ذلك في فهم الأمور وترجمتها، ليتمكن من إظهار واقعيات الطفل الخافية، وأن يبرز الحقائق بحيث تتخذ القرارات على أساسها.

ـ مرحلة العلاج :

في هذا الجانب أيضاً يحتاج المربي الى برنامج ومعلومات؛ لأن بعض المخالفات قد تعالج بتغيير الجو والمحيط، وبعضها عبر تأمين الحاجات وحل العقد، وبعضها عن طريق التنبيه والنصيحة والإنذار والتشجيع والمحبة والتوبيخ وما الى ذلك.

فالطفل الذي يعيش في جو سالم يمكن إعادته الى ذاته، ومن خلال تأمين جو هادئ يمكن قطع جذور المخالفة والالتواء لديه، وسوقه نحو حياة صحيحة. وهذا الأمر ضروري لعمل المربي وخطته، ودونه لن يكون موفقاً.

فالحوادث المهمة التي تقع خلال حياة الطفل قد تخرج الطفل أحياناً عن طوره، مثل:ـ موت الوالد أو الوالدة، فقدانه لألعاب كان يحبها كثيراً، فقدانه لأصدقاء وزملاء لعب اعزاء عليه. كل هذه الأمور تؤلم الطفل، لكنها قد تُنسى إذا تغير محيط الطفل، طبعاً مع جبران النقص، وتحقيق بعض الأمنيات التي لم تكن متحققة من قبل. فبعض المخالفات تعالج بحل المشاكل العاطفية، مثل :ـ المسح باليد على راسه بمحبة وحنان، ملاعبته، الدفاع عنه. كما إن اللعب معه يحل أحياناً كثيراً من مخالفاته وانحرافاته.

ـ الإصلاحات اللازمة :

يقوم المربون أحياناً باستخدام اساليب خاطئة مع الطفل، فتنطبع في ذهن الطفل تصورات سيئة عن نفسه. مثلاً:ـ الطفل الذي يتعرض دوماً الى التوبيخ والإهانات، أو الذي يتعرض للخسارة دوماً في ساحة المنافسة، لا يثق بنفسه ويحتقرها ويعتبر نفسه ليس أهلاً.

على المربي هنا ان يرفع من معنويات ذلك الطفل، ان يسعى لاكتشاف النقاط الإيجابية في حياة الطفل ويهنئه عليها، يمكنه ان يحملّه بعض المسؤوليات البسيطة، ويدفعه لتأديتها، ثم يشجعه عند تحملها، ويدفعه بذلك تدريجياً الى الثقة بنفسه، ليصلح فيه تصوراته الخاطئة عن نفسه.

وقد يكون الأمر على العكس من ذلك، مثلاً: طفل كان ينال محبة مفرطة، وتملقاً شديداً حول جماله، قد يصاب بحالة من الغلو بنفسه، فيظن نفسه أقوى واكبر مما هو عليه. لا بد من عرض بعض الواجبات عليه لإفهامه انه اقل مما يقوله الآخرون عنه، وإفهامه بنقاط ضعفه، ليتعاون مع المربي في سد ذلك.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.