المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



انواع الانضباط في تربية الطفل  
  
3882   10:54 صباحاً   التاريخ: 21-4-2017
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص220-223
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2017 2254
التاريخ: 17-2-2017 55099
التاريخ: 19-4-2016 26445
التاريخ: 18-9-2019 1814

للانضباط اشكال متعددة، ولها حيّز هام من الاهتمام والتطبيق العملي، وعلينا هنا معرفة الشكل الذي يحبذه الإسلام ويؤكد عليه لتتم تربية الطفل على اساسه.

فربما كان الانضباط مبنياً على اساس الحرية المطلقة من غير قيد او شرط، كأن نسمح للطفل بالقيام بأي عمل يحب ويرغب، ولكن لا مصلحة في ذلك لا للطفل ولا للأسرة ولا للمجتمع والمحيط، لأن ذلك سيلحق ضرراً به وبالآخرين، فالطفل الذي لا يعرف صلاحه ومصلحته، ويريد ان يقدم فائدة لنفسه وللآخرين سيلحق الضرر بكليهما.

وقد يكون الانضباط مبنياً على التشدد والتحكم الكامل، بحيث نسلب من الطفل إرادته الذاتية ونجعله تابعاً للغير على شكل تقليد محض واعمى. من جهة نظرنا فإن هذا الاسلوب ليس مناسب ايضاً لأن طفلاً كهذا لن ينضج ابداً، ولن تتكون له شخصية او اخلاق او عواطف، ولن يتمكن ابداً من إظهار قدراته الذاتية ما هي عليها، ولربما ذهب الكثير من هؤلاء الاطفال ضحية العقد، وسرعان ما ينزلقون الى مهاوي التحرر الفوضوي بشكل خطير عندما يشعرون بزوال الضغط وتلاشي التشدد، وهذا الامر يعد من اهم اسباب الانحراف والضلال.

ورأي عقيدتنا وديننا في هذا المجال هو ان افضل انواع الانضباط هو النوع الثالث التي يتوسط بين هذين النوعين فلا يطيع الولد طاعة عمياء، ودون قيد او شرط؛ ولا يتحرر كلياً من كل شيء، بل علينا ان نمنحه الحرية بما يتناسب مع لياقته واستعداده للاستفادة منها بشكل مشروع وحتى ان نرشده الى كيفية الاستفادة من هذه الحرية، فالقوانين والواجبات الجافة والمتشددة هي التي قد تؤدي لاحقاً الى الكثير من الانحراف والضلال وقد تسبب احياناً ابتعاد الطفل عنا وتعرض مصيره للخطر، فيتمرد الطفل ويعلن العصيان ويقوم بضرب خططك وبرامجك في عرض الحائط.

ـ اعداد الاسس الانضباطية وتنفيذها :

لحسن الحظ فإن الشرع الاسلامي فيه تعاليم يمكننا من خلال الاستفادة منها إعداد اصول واسس انضباط الاطفال وضبطهم وإخضاعهم لها منذ الولادة، وهذه التعاليم كثيرة ونجدها في المجامع الروائية في ابواب (النكاح والطلاق وحقوق الاولاد واحكام العشرة والمحافظة والمباحث الاخلاقية) ولدينا الكثير من النماذج:

- يجب أن يتناسب الانضباط مع سن الطفل وإدراكه وفهمه بحيث لا يشعر بثقل وعبء كبير في تحملها.

- يجب ان يكون الانضباط منطقياً، ويتمتع باستحكام فكري اكثر ليتمكن الطفل من فهمه الى درجة معينة.

- يجب ان يتناسب الانضباط مع نمو الطفل بحيث لا يؤدي الى توقف نموه ونضجه الجسمي والفكري والعاطفي.

- يجب ان يرتكز الانضباط على اساس حقوق الطفل، وفي ظل ذلك لا يجوز التفريط بأي حق من حقوقه.

 - يجب ان تكون قواعد الانضباط صريحة وواضحة وثابتة ليعرف الطفل ما الذي عليه القيام

به.

- يجب ان تبتعد قواعد الانضباط والتفريط بحيث لا توقع الطفل في حيرة وتردد فيما عليه ان يفعل.

- يجب ان يكون الانضباط في جو الاسرة ومحيطها واحداً ومنبعثاً عن مصدر واحد، مثلاً يقوم الطفل بإطاعة اوامر امه وليس لأخوته واخواته الاكبر سناً منه الحق في إصدار الاوامر والقوانين.

- يجب ان يقترن الانضباط بحب الخير والمحبة والانصاف بعيداً عن الاستبداد والانانية.

- يجب مراعاة امر المرونة في الانضباط لا ان تنفذ القوانين مائة بالمائة ودون اي سؤال او استفسار.

ـ الانضباط ومسؤولية ذلك :

يجب تطبيق اسس واصول الانضباط بشكل تدريجي منذ الاشهر الاولى من حياة الطفل، وخصوصاً في الشهر الرابع من عمر الطفل عندما يشرع الطفل بالمبادلة العاطفية، حيث على الام ان تطبق بعض المقررات والضوابط بحقه، كأن تحذر مثلاً من ان يجعل الطفل البكاء والعناد وسيلة للوصول الى ما يريد، وان تمنعه حينما يبدأ بالنطق والكلام من تكرار الكلمات الركيكة وغير المناسبة التي تعلمها من الآخرين، وأن لا يتطاول عليها او يهينها، وأن لا يعتمد على الآخرين كثيراً، وأن لا يتوقع بأن تقوم الام بإنجاز كافة اعماله ليتعلم الاعتماد على نفسه، وتنظيم اوقات نومه واستيقاظه واكله بشكل تدريجي، كذلك ينبغي تقييد اسلوب تعامله مع الآخرين بمقررات واسس معينة.

تقع على عاتق الامهات في هذا المجال مسؤولية عظيمة، ولا يصار ابداً الى غض النظر عن بعض الامور حبّاً وودّاً، لأن سعادة الطفل مرتبطة بهذا الامر، فلو صدر عن الطفل خطأ وانحراف معين فلا تنتظري الفرصة التالية، ومجيء فلان وفلان، بل اتخذي قرارك المناسب في اللحظة نفسها وافهميه مدى الغلط والخطأ الذي ارتكبه وما هو جزاؤه...




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.