المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

ميزر غازي gas maser
12-7-2019
هل يذنب النبي (صلى الله عليه واله)
8-11-2014
المحلول الملحي الفسلجي Physiological Saline
14-8-2019
صلة الأرحام
22-10-2017
الإضاءة الأساسية Key Light
26-12-2021
معنى الأمن Defensibility و الأمان Safety
21-6-2021


العوامل البناءة للإنسان  
  
2162   10:35 صباحاً   التاريخ: 21-4-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص339ـ341
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

 بعد الخلقة ورؤية النور في هذا العالم يتأثر الإنسان بعشرات العوامل المادية وغير المادية على صعيد الثقافة والمجتمع والبيئة... القصد من الثقافة مجموعة الرؤى والأفكار والآمال والمهارات والوسائل والادوات والتقاليد والآداب و.. وعموماً فللثقافة بعد مفصلي في بناء الإنسان حيث يمكن ان تنجب أشخاصاً سالمين ومستقيمين أو مرضى وفاسدين.

إن مجتمعنا يتأثر بأدوات الثقافة من قبيل الكتاب واللغة والنظم والفنون والاساليب والمقررات والمؤسسات الدينية والاقتصادية والاجتماعية والمؤسسات الصناعية والعسكرية والحكومية حيث تتبادل التأثير والتأثر. كما ان التيارات الاجتماعية المنبثقة عن ثقافة المجتمع أو التي أصبحت فيما بعد جزءاً من الثقافة تترك أثرها فينا وتمارس ضغطها علينا الى الحد الذي ندمن عليها بالتدريج.

ـ تصرفات الإنسان :

 إن تصرفات الإنسان سواء أكانت جيدة أو سلبية، صحيحة أو خاطئة تنبع من القيم السائدة في المجتمع والمتوائمة مع الثقافات بنسب متباينة؛ فكل من الطهارة والجد والاجتهاد وإسداء الخدمات والخيانة والهجوم والدفاع مكتسبة من المجتمع والثقافة.

يعد الإنسان في المفهوم الثقافي لبنة الثقافة السائدة في المجتمع، يتعلم منه الغاية والمنهجية والواجب والعقائد والصداقة والعداوة والمجاملات والحيل والخداع كما يستلهم من ثقافة المجتمع الآداب والمراسيم وطريقة التفكير بل وحتى طريقة النمو.

من هنا فإن كثيراً من صور الانحراف والحالات الشاذة ناجم عن انحرافات موروثة أو تقليد لسلوك غلط سائد في المجتمع وأن الطفل تعلمها بصورة مباشرة أو غير مباشرة من أبناء المجتمع ونماذج القدوة والاقران والإصحاب ثم ترسخت فيه.. على هذا فإن أريد إصلاح المجتمع فلا بد أولاً من إصلاح ثقافة المجتمع.

ـ دور البيئة :

المقصود من البيئة كافة العوامل والظروف التي يعوم فيها الشخص.. هذه العوامل ربما كانت مادية وقد تكون معنوية أو غذائية أو جغرافية أو اجتماعية أو سياسية أو ثقافية أو عسكرية أو متعلقة بالدواء أو.. وقد تكون نابعة من المنزل أو المدرسة أو المجتمع وغير ذلك. كما يمكن القول إن المراد من البيئة مجموعة العلل والأسباب التي تولد لدى الأشخاص نوعاً خاصاً من الاحاسيس والأفكار الخاصة المكونة لشخصية الفرد في الحياة.

البيئة تبني الإنسان وأحياناً تحطمه؛ فالبيئة التي يكثر فيها الازدحام والتلوث والفساد والانحراف يستحيل فيها الإصلاح والبناء وإن حصل فبمقدار قليل جداً كما ان البيئة المريضة تستحيل فيها السلامة وبذلك فإن الإصلاح والسلامة تستلزمان بالطبع إزالة عوامل التلوث منها كثير هم الأشخاص النزيهون والطاهرون الذين جرفهم التيار بعد عيشهم في بيئة طالحة فيما انضم كثير من الفاسدين والمنحرفين الى صنف الصلحاء والنزيهين بعد ان عاشوا في بيئة صالحة.

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.