المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

هل ان ولادة الامام المهدي عليه السلام ثابته في روايات متواترة ؟
12/10/2022
إذا لم تتوصّل المرأة إلى قناعة تامّة بالحجاب فهل يسقط الفرض؟!
15-10-2020
معنى كلمة حوب‌
10-12-2015
William Wager Cooper
17-12-2017
r-sounds
2023-12-13
Glycine Betaine
27-6-2018


مجالات الافراط والتفريط  
  
2526   12:39 مساءً   التاريخ: 19-4-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص340ـ344
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-2-2017 2414
التاريخ: 12-2-2017 2257
التاريخ: 10-4-2022 1975
التاريخ: 11-1-2016 2129

ثمة مواضيع عديدة يمكن الاشارة اليها ضمن هذا العنوان، وهناك عدة أعراض سيئة تصيب الاطفال خاصة عندما يغفل الاباء عنها. وسوف نشير فيما يلي إلى بعض الموارد كنماذج في هذا المجال :

1ـ المحبة: لو تعمقتم في المعنى الصحيح للمحبة لادركتم حتما تلك المضار الناشئة بسبب الافراط والتفريط التي تصيب الاطفال عادة. فالإفراط في المحبة يمهد الاجواء لدلال الطفل وزيادة توقعاتهم منكم، فنراه يستغل المحبة لتحقيق العديد من اهدافه اللا مشروعة، بل ان بعض التجارب اثبتت بان الطفل سيشعر بالحقارة في حياته المستقبلية بسبب الافراط في المحبة لأنه سيفتقدها في تعامله مع الاخرين.

اما التفريط بالمحبة وعدم حصول حالة الاشباع فانه يمهد الاجواء لظهور العديد من الجرائم والانحرافات المختلفة. فقد يسلك الطفل الذي لا يحصل على الحب الكافي من امه وابيه سلوكا انفعالياً يؤدي به إلى الاستسلام للآخرين، او اللجوء إلى ممارسة العنف والانتقام مع المجتمع.

2ـ الاهتمامات: لا بد من الاهتمام بالطفل، وهذا احد حقوقه اذ يجب ان يهتم الاب بسلامته الجسمية والنفسية لكي لا تهدده الاخطار. غير ان الملاحظة المهمة هي حالة الافراط والتفريط التي يلجأ اليها الوالدان احياناً.

فالإفراط والتفريط في الاهتمام بالطفل يؤدي إلى ارتباطه الشديد بوالده واتكاله عليه وفقدانه للاستقلالية في الحياة. اما التفريط في الاهتمام فانه يدفع الطفل لممارسات خاطئة ومنحرفة او ان يعرض سلامته للخطر.

3ـ الدعم: كما ويحتاج الطفل إلى الدعم ايضا، وينبغي ان يواصل طريقه في الحياة معتمدا على دعم ابيه او امه، وان يطمئن بانه سينال دعمهما فيما لو تعرض لأية مشكلة في طريقه.

اننا نشاهد - مع الاسف- بعض الاباء الذين يتوقفون عن دعم الطفل من اجل ان يحقق اولادهم استقلالهم السريع، اوانهم يمارسون الدعم بشكل مفرط فينشأ الطفل متكلا عليهم بشكل كامل ويفقد استقلاله مما يشكل خطأ كبيرا ومضراً في الوقت نفسه.

4ـ الارتباط : إن من اخطاء الاب ان يدفع اولاده إلى الارتباط به بشدة فلا يتمكنوا من التحرك بملء ارادتهم وعندما يبعدهم عنه يشعرون بالغربة.

ان من غير الصحيح ان يطرد الاب ولده بسبب اثارته للضوضاء او شيطنته، وكذلك ليس صحيحا ان يرتبط به بشدة بسبب حبه المفرط. فقد تبرز في الحياة اليومية صعوبات عديدة مشاكل جمة لا يمكن التنبؤ بها مما تؤثر بقوة على الاطفال المرتبطين بآبائهم. كما انه سيشعر بالغربة والوحدة بسبب تلك المشاكل مما يؤثر عليه سلبا ما لم تمتد اليه يد العون والدعم. ولا بد ان يستعين الاب بخبرته وكفاءته فيلجأ إلى مراعاة حد الاعتدال في هذا الأمر.

5ـ توقعاتنا من الطفل: ينسى بعض الاباء من خلال عملهم ان لهم اطفالا صغارا وقاصرين، فلا يتمكنون مثلا من رفع حاجات ثقيلة بأيديهم الصغيرة، ولا يملكون القدرة على اتقان بعض الاعمال، لكننا نرى ان اولئك الاباء يشددون على اطفالهم ويحملونهم فوق طاقاتهم مما يدفعهم ذلك إلى التشرد والهروب او انهيار معنوياتهم وتحطيم شخصياتهم .كما انه من غير الصحيح ايضاً ان لا نتوقع من الاطفال شيئا فتتركهم بذريعة صغر سنهم. فالمهم هو ان نكلفهم بمستوى ذكائهم واستطاعتهم وقدرتهم.

اما توقعاتنا المفرطة فتؤدي إلى ظهور حالة الهيجان عندهم فيحتقرون انفسهم فيما لو لم يحققوا ذلك

الأمر. وان عدم تكليفهم بأي شيء يضرهم في الوقت نفسه ويؤثر سلباً على حياتهم المستقبلية.

6ـ التدخل: ينبغي ان يراقب الاب طفله في عمله، بل ان يراقبه في لعبه ايضا لكي لا يصاب بمشكلة معينة غير انه من غير الصحيح التدخل في جميع اموره وشؤونه.

فالتدخل في جميع امور الطفل وابداء وجهات النظر بشأن لعبه ونوعه يؤدي إلى عدم تحقق نمو الارادة عند الطفل وتؤثر على قابلية اتخاذه للقرار وتجعله لا يطور عمله ابداً. كما يؤدي هذا الامر احيانا إلى نفاذ صبر الطفل والعمل في الخفاء .يخضع الاطفال عادة لضعاف النفوس ممن لا ارادة لهم، لذا يجب الاهتمام بهم ومراقبتهم دون التدخل بشؤونهم الا عند الضرورية وفي حالة وجود اخطار تهدد اجسامهم او نفوسهم.

7ـ الخضوع للقانون : يحتاج الطفل في نموه وتكامله إلى النظم والقانون، وانه مضطر للالتزام ببعض الضوابط. وان عدم تطبيق القانون بشأن الطفل يؤدي إلى ظهور حالة الاهمال عنده، وان القسوة في ذلك تبعده عنكم.

ومن اخطاء الاب ان ينادي باستمرار بتطبيق القانون في البيت ويطالب بالالتزام بالنظم فنراه يضغط بشدة على اولاده غافلا عن ان هذا الاجراء يؤدي إلى توقف عملية النمو في جميع ابعادها.

فحاكمية الاب ضرورية ولكن بشرط ان لا تكون مطلقة لأنها تؤدي إلى تبعية عمياء من قبل الطفل فيستسلم لوالده دون ارادة منه وهذا ليس صحيحاً من الناحية التربوية.

8ـ الغضب وممارسة الاقتدار : ليس صعبا ان نفرض على الطفل شيئا ما او ان نغضب عليه، ولكن علينا ان نحذر ذلك كثيرا، فقد ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) قوله : (الغضب مفتاح كل شر).

وثمة اثار سيئة اخرى للغضب كما وردت في الحديث الشريف : (شدة الغضب تغير المنطق وتقطع مادة الحجة وتفرق الفهم).وعادة، فانه من غير الصحيح ان يكون الاب كائنا مخيفا ويجب على الطفل ان يخشاه ويحذره، بل عليه ان يكون مثالا للاقتدار، وفي الوقت نفسه قدوة في الحب والاعتدال والعطف، وهذا يحتاج إلى فن خاص. فقد جاء عن الإمام علي (عليه السلام) قوله : (سوء الخُلق يوحش القريب وينفّر البعيد).

9ـ التهديدات: ينبغي ان يخشى الطفل اباه، ويقيم له وزنا غير ان هذا لا يعني ان يرتجف امامه باستمرار فلا يرغب بلقائه ابدا. وليس صحيحا ان يكون الاب لينا في الوقت نفسه فيفقد شأنه عند الطفل او ان يهدده باستمرار ويخوفه .

ان حالة الاعتدال معرضة للاهتزاز في البيت فيما لو اقدم الوالدان على استخدام الصراخ مع اولادهما وخلقا وضعا ارهابيا في الاسرة. مع العلم ان الصراخ لا ينفع دوما لتطبع الاولاد عليه اولا لأنه مجرد صراخ، وانهم سوف لا يكترثون به ثانيا عندما يصبحون احداثا ومراهقين.

10- العقاب: ليس صحيحا ان لا نعاقب الطفل ابدا، او ان نعرضه لعقاب مستمر دائما.

يعتقد بعض الاباء ان قدرتهم نازلة من السماء، وعليهم ان يمارسوا قوتهم مع اولادهم غافلين بانهم مكلفون بهداية اطفالهم وابنائهم، لا ان يمارسوا معهم القوة والاقتدار.

والمهم في الموضوع هو ان نعي موارد العقاب وحدوده، فمتى يحق لنا ان نعاقب الطفل، ومتى لا يحق لنا ذلك؟ ثم هل ان العقاب هو من اجل ان يشفي غليلنا ام من اجل بناء الطفل؟ وهل ان المطلوب من العقاب هو تنبيه الطفل ام جعله يشعر بالأذى والالم ؟

ينبغي ان يفكر الاب بهذه الأمور جيداً. واسلاميا، فان العقاب هو كالدواء الذي يجب ان لا يستخدم الا عند الضرورة وبمقدار محدد ايضاً.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.