المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



مفهوم الموت عند الطفل  
  
5449   01:37 مساءً   التاريخ: 17-2-2017
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص34-37
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-4-2017 7162
التاريخ: 15-1-2018 4095
التاريخ: 17-2-2017 2143
التاريخ: 24-5-2017 7137

ـ مسألة الموت :

الموت اسم موحش ومخيف للأشخاص الذين لم يهيئوا انفسهم له، ولم يحسبوا الحساب للحياة التي بعد هذه الحياة الدنيوية، ولم يهيئوا انفسهم لها. في عالم البشر قليلون هم الاشخاص الذين لا تحصل لهم حالة الوحشة والاضطراب من سماع خبر الموت، وأقل منهم بكثير عدد اولئك الذين يهيئون انفسهم لذلك العالم من الآن، او الاشخاص الذين يعيش هذا التصور في داخلهم، وهو انهم سوف يموتون في الغد، والخوف من الموت هو بسبب التصورات الوهمية التي توجد عند الانسان عن الموت. فلو اعتبرنا الموت بمثابة نوع من الولادة، للانتقال من هذا العالم الى ذلك العالم، ولو كان حقيقة الحياة الخالدة للروح واضحة لنا لربما قلت ونقصت درجة خوفنا وذعرنا من الموت، كما ان الخوف من الموت ينشأ عن أننا لا نعرف شيئاً عن وضع وظروف العالم الآخر، ولا نعرف كيف سيكون حالنا في ذلك العالم. وربما اننا نعلم بما زرعناه في هذا العالم وماذا سنحصد في ذلك العالم. وعلى اية حال اكثرنا يعتبر الموت قضية مدهشة وغير مأنوسة ومرافقة للإحساس بالخطر. نريد ان لا نموت ودون ان نفكر في شأن الغد، نريد ان يتأخر الموت ودون ان نحسب ونفكر، لو مضى اليوم فماذا سيكون شأن الغد؟

ـ الطفل وقضية الموت :

يحمل الطفل في ذهنه صوراً مختلفة عن الموت، ويبدأ هذا الامر عنده في سن الثالثة من عمره، لأنه قبل ذلك العمر لا يمكنه إدراك معنى الموت، فابتداءً من هذا السن يبدأ مشهد تشييع الجنائز والبكاء والنحيب بإثارة فضوله ولفت انتباهه، كذلك ما يدور بين شخصين من حديث حول الموت، والصور التي في ذهنه عن الموت والحياة تتعلق بعوامل عديدة من قبيل السن والافكار، ودرجة تعلقه بالفقيد الغالي وألمه وعذابه الشخصي طيلة مدة حياته و ..الخ.

وإذا سمع هؤلاء الاطفال خبراً او حديثاً ممن حولهم حول الموت، فإنهم يرغبون بشغف وإصرار بمعرفته؟ ومعرفة كيف هو الشخص الميت؟ وماذا يعني الموت؟ وما هي اسراره.

إحساس الموت بالنسبة للطفل يتقارن مع عشرات الألغاز والاسرار غير القابلة للحل والفهم. ربما حضر قرب جنازة الاب واصر على ان يستيقظ ويرافقه، دون ان يعلم ان البكاء والتضرع لا يفيدان شيئاً مع الموت.

وبالتدريج عن طريق سماع خبر موت الاعزاء، وتوضيحات الآخرين حول ذلك، ورؤية الجنازة والقبر ودفن بعض من يعرفهم وحتى رؤية موت فراخ الحمام والطيور.

فإنه من خلال ذلك وبشكل او آخر يتعرف على ظاهرة الموت، ولكنه مع ذلك لا يستطيع ان يفهم المسألة، او ان ينسى توقفه وانتظاره لرجوع الميت.

ـ الآراء في المراحل المختلفة :

كما ذكرنا سابقاً فإن صور الموت والافكار عنه مختلفة عند الطفل. وعلى العموم فإنه يدرك معنى الموت عندما يدرك معنى الحياة، ويفهم ان كل شيء ـ ومن جملة ذلك حياة الإنسان ـ له آفات ويحصل هذا الإدراك والفهم للطفل في السنوات بين الثالثة والسادسة من عمره.

ولو شاهد في الثالثة او الرابعة حصول حادثة موت في الاسرة او في مكان آخر، يحصل له

حب معرفة واطلاع ممزوج بنوع من الخوف، وتكون الحادثة بالنسبة له مقلقة وصعبة، والاطفال في السنوات بين الثالثة والخامسة يعتبرون الموت او يظنون انه نوع من النوم، وان الميت لا بد وان يستيقظ في وقت ما، او انهم يظنون ان الاب او الام (الميت منهما) قد ذهب في سفر بعيد ولا بد ان يرجع يوماً ما. وانتظار رجوعه بالنسبة للطفل يكون على نحو الجد وعلى شكل امنية.

ويصبح الطفل اكثر واقعية بالنسبة لقضية الموت في حدود السابعة من عمره فيدرك ان هذا الامر سوف يأخذ بتلابيب الجميع، ويصبح الطفل اكثر قدرة على التحكم بإحساساته وضبطها.

ويكون تشخيص الاختلاف بين الروح والجسد بالنسبة للطفل في السنوات بين الثامنة والعاشرة صعباً، ولا يمكنه ان يفهم ان الانسان عندما يموت لا يحصل له اي تغيير سوى ان روحه التي هي العامل المحرك لوجوده تنفصل عن البدن.

فهم الطفل للموت في السنوات بين الثامنة والعاشرة فهم مزعج ومؤلم ملؤه المرارة وتوقعه بعودة الميت الى البيت والحياة لا يزال قائماً لديه، ولكنه اخف درجة من السابق. وابتداءً من سنوات العاشرة والحادية عشر يصبح تصوره عن الموت انه ذو طبيعة قاسية وخشنة ودون رحمة، وبالتدريج يزول إحساسه وأمنيته بالرجوع، ويطمئن الى ان الفقيد الغالي لن يرجع بعد ذلك.

ـ الخوف من موته :

يتصور الطفل أنه لن يموت حالياً، وطريقة تفكيره هي ان الموت لن يُنزل به ضرراً، وبهذا الشكل فإن الخوف من الموت بالنسبة لنفس الطفل ليس من الاسباب التي تتسبب بإيجاد القلق، وعلى الاقل فإنه حتى السادسة من العمر يجد نفسه معفياً منه. كما ان نفس موت الاب ام الام وليس مخفياً لنفس الطفل، وإذا كان الطفل قلقاً فذلك لأجل الفراق الآني او لأجل تعرض تلبية متطلباته الآنية للخطر.

وبالتدريج وعلى اثر ما يراه وما يسمعه يفهم الطفل أن الموت يمكن ان يعرض له ايضاً، وعلى هذا الاساس يحصل له احساس الفقدان او الخسارة، ويرى نفسه في ظروف الموت، وأنه ميت ولا يستطيع الكلام كالموتى، ولا العمل ولا اللعب ولا الاكل، ولا.. الخ

وحتى الآن لا يزال متردداً في التصديق، فلا يمكنه أن يصدق ان الموت يعرض للجميع وكل ظنه ان الجميع يطلبون رضاه حتى الموت، وان الموت قليل الضرر والاذى بالأطفال الا ان يكون الطفل شقياً.

إن سن الثامنة من العمر هو مرحلة الخوف من الموت، وهذا الخوف والذعر من الموت شديد ومثير للاضطراب لدرجة جعلت المتخصصين يسمون هذه الفترة من عمر الطفل بأنها (سن الاضطراب والخوف من الموت) حيث يفكر الطفل بنفسه كثيراً ويخاف من موته او موت والديه كثيراً. وفي الوقت نفسه الذي يرى فيه أنه لا بد ولا مفر من الموت، لا يريد ان يتقبله، ويريد أن يتخلص منه بالإصرار والالتماس.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.