أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-5-2017
7160
التاريخ: 17-2-2017
2193
التاريخ: 24-4-2017
2587
التاريخ: 5/12/2022
1502
|
إعادة البناء أو التأهيل هما نوع من قطع العلاقة مع طريقة العيش السابقة، وإيجاد الأرضية الجديدة لحياة فردية واجتماعية، كما يمكن القول إنها نوع من صياغة جديدة للطفل نسعى من خلالها لتغيير سيرة وأخلاق وطريقة تفكير واسلوب تعامل الطفل وآدابه وعاداته التي اعتاد عليها من قبل، ودفعه لقبول اسلوب جديد مدروس ومقبول، وذلك من خلال مشروع جديد وهدف محدد.
وهذا الأمر لا يختص بصغار السن، بل يشمل الكبار أيضاً، وبعبارة أخرى يجب اتباع هذا الهدف بالنسبة للشبان والكهلة أيضاً، وما أكثر الأفراد الذين نجدهم في المجتمع يسعون الى تحسين أوضاعهم، واستبدال سيرتهم الحالية بخير منها، أي انهم بادروا بأنفسهم لإصلاحها وتأهيلها، وإعادة بنائها وصياغتها بشكل أفضل.
ـ أساس التفكير بالتأهيل :
إن أساس فكرة وضع برنامج وتنفيذه هو قد يخطر ببال المربي إنه لم يكن هناك اي عمل إيجابي لتأهيل طفله، وأنه لم يُبنَ على أساس الهدف الذي حدد له، أو ان التربية والتعليم والدراسة لم يكونا كافيين للطفل، وإن المسؤولين التربويين لم يتمكنوا من إعداده بشكل متعادل ومتوازن بناء للظروف والأهداف المحددة.
ففي التأهيل تدور الأفكار أحياناً حول محور يقول : إن ذلك الطفل المنحرف لم يُربَّ ويُعد، بل أعد ونما بشكل غير موزون. وأن سيرته المنحرفة وأعماله تلك إنما كانت بسبب التربية والتعليم السيئين، وإن وضعه تماماً كوضع البناء الذي كثرت فيه الأخطاء، وأصبح الآن معرضاً للانهيار، وانهياره ذاك سيؤذي غيره أيضاً، فليس امام البنّاء سوى هدم ذلك البناء، واعادة بنائه، وهذا ما يجعل كلفة البناء الجديدة مرتفعة.
على اي حال فإن التأهيل أو إعادة البناء يكونان عندما يرى المجتمع والمربون ان ما صنعه واعده السابقون غير مقبول، ولا يرضون عن الوضع الحالي للفرد، في احد ابعاده أو في كل ابعاده الشخصية، ويسعون للاستفادة من الفرصة والظروف الموجودة والمتاحة الى اعادة بنائه وتأهيله على أساس الأهداف والسيرة التي يرون صلاحها.
ـ هدف التأهيل :
على هذا فإن هدف التأهيل هو جعل الطفل مطابقاً لظروف الحياة الجديدة، وتجديد النظر لإصلاحه أو لبنائه مجدداً في مجال طباعه وسيرته، إنقاذه من الحالة المرفوضة التي يعيشها.
لكن في اي اتجاه نريد ان نسوق أبناءنا المنحرفين؟ لا بد لنا من الإجابة قبل ذلك على الأسئلة التالية :
من هو الشخص الذي تربّى؟
من هو الإنسان الكامل والمتعادل والموزون؟
ما هي توقعاتنا من أبنائنا؟
في اي ظروف معيشية نريدهم أن يعيشوا؟
أية مواقف عليهم أن يتخذوا في مواجهة مصاعب الحياة وقضاياها؟
كيف يكون تعاملهم وعلاقتهم بالآخرين؟
وغير ذلك من الأسئلة، ومن الطبيعي أن تكون اجوبة تلك الأسئلة كامنة في جوانب الأهداف المحددة للحياة الجديدة المرجوة.
لكن ما نريده في جعل الأطفال موافقين ليس ان يتقبلوا القضايا والأمور دون اي استفسار، وأن يستسلموا للأحداث، بل إن ما نريده هو أن يتخذوا مواقف مقبولة على أساس الأهداف المقبولة في حياتهم، وأن تكون واقعية وهادفة.
إننا نريد ان يكون أبناؤنا سالمين روحاً وجسماً، وأن تكون لديهم جهوزية أداء الواجبات، وتحمل المسؤوليات. وأن تكون عواطفهم وغضبهم متعادلين، وأن تكون غرائزهم معدّلة وعلى مستوى من التربية، وأن يكون تعاملهم مع الآخرين تعاملاً إنسانياً وإسلامياً، وأن يكون لهم تجاه القضايا والمشاكل مواقف مقاوِمة وبنّاءة تساهم في حلها، وأن يكون لديهم في حياتهم الفردية والاجتماعية برنامج وسيرة مدروسة، وأن يكونوا قادرين على حل الصعاب والتغلب عليها، وأن يختاروا لأنفسهم عملاً مفيداً ومشروعاً، وأن يكونوا في سعي حثيث وتقدم دائم، وأن يحملوا المؤهلات الكافية لخوض غمار الحياة والمشاركة فيها بفعالية، وأن يدركوا أن المال والعمل والثروة هي وسائل لبلوغ الكمال والمعنويات وليست هدفاً، وأن يجاهدوا بكل قوة من أجل اكتساب الحرية والاستقلال وصونهما، ونيل الحياة الشريفة والعزيزة.
من الطبيعي اننا عندما نحس ان مثل تلك المؤهلات غير موجودة في فرد ما، وإن فيه جوانب غير مقبولة، عندئذ نجد من الضروري تأهيل ذلك الفرد، والسعي بجد لينال تلك المؤهلات والإمكانيات.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|