المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

النهي عن الشيء يقتضي فساده أم لا
3-8-2016
صورة إخبارية
25-7-2020
اكتشاف الكبريت
21-5-2018
معنى كلمة خصف
18/10/2022
قم لا تعادون شيئاً مما قد فعلت
11-7-2017
العوامل الطبيعية المؤثرة في الإنتاج الزراعي العوامل المناخية - درجة الحرارة
1-5-2021


مفهوم إعادة البناء أو التأهيل  
  
3943   01:36 مساءً   التاريخ: 17-2-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص33 ـ 36
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

إعادة البناء أو التأهيل هما نوع من قطع العلاقة مع طريقة العيش السابقة، وإيجاد الأرضية الجديدة لحياة فردية واجتماعية، كما يمكن القول إنها نوع من صياغة جديدة للطفل نسعى من خلالها لتغيير سيرة وأخلاق وطريقة تفكير واسلوب تعامل الطفل وآدابه وعاداته التي اعتاد عليها من قبل، ودفعه لقبول اسلوب جديد مدروس ومقبول، وذلك من خلال مشروع جديد وهدف محدد.

وهذا الأمر لا يختص بصغار السن، بل يشمل الكبار أيضاً، وبعبارة أخرى يجب اتباع هذا الهدف بالنسبة للشبان والكهلة أيضاً، وما أكثر الأفراد الذين نجدهم في المجتمع يسعون الى تحسين أوضاعهم، واستبدال سيرتهم الحالية بخير منها، أي انهم بادروا بأنفسهم لإصلاحها وتأهيلها، وإعادة بنائها وصياغتها بشكل أفضل.

ـ أساس التفكير بالتأهيل :

إن أساس فكرة وضع برنامج وتنفيذه هو قد يخطر ببال المربي إنه لم يكن هناك اي عمل إيجابي لتأهيل طفله، وأنه لم يُبنَ على أساس الهدف الذي حدد له، أو ان التربية والتعليم والدراسة لم يكونا كافيين للطفل، وإن المسؤولين التربويين لم يتمكنوا من إعداده بشكل متعادل ومتوازن بناء للظروف والأهداف المحددة.

ففي التأهيل تدور الأفكار أحياناً حول محور يقول : إن ذلك الطفل المنحرف لم يُربَّ ويُعد، بل أعد ونما بشكل غير موزون. وأن سيرته المنحرفة وأعماله تلك إنما كانت بسبب التربية والتعليم السيئين، وإن وضعه تماماً كوضع البناء الذي كثرت فيه الأخطاء، وأصبح الآن معرضاً للانهيار، وانهياره ذاك سيؤذي غيره أيضاً، فليس امام البنّاء سوى هدم ذلك البناء، واعادة بنائه، وهذا ما يجعل كلفة البناء الجديدة مرتفعة.

على اي حال فإن التأهيل أو إعادة البناء يكونان عندما يرى المجتمع والمربون ان ما صنعه واعده السابقون غير مقبول، ولا يرضون عن الوضع الحالي للفرد، في احد ابعاده أو في كل ابعاده الشخصية، ويسعون للاستفادة من الفرصة والظروف الموجودة والمتاحة الى اعادة بنائه وتأهيله على أساس الأهداف والسيرة التي يرون صلاحها.

ـ هدف التأهيل :

على هذا فإن هدف التأهيل هو جعل الطفل مطابقاً لظروف الحياة الجديدة، وتجديد النظر لإصلاحه أو لبنائه مجدداً في مجال طباعه وسيرته، إنقاذه من الحالة المرفوضة التي يعيشها.

لكن في اي اتجاه نريد ان نسوق أبناءنا المنحرفين؟ لا بد لنا من الإجابة قبل ذلك على الأسئلة التالية :

من هو الشخص الذي تربّى؟

من هو الإنسان الكامل والمتعادل والموزون؟

ما هي توقعاتنا من أبنائنا؟

في اي ظروف معيشية نريدهم أن يعيشوا؟

أية مواقف عليهم أن يتخذوا في مواجهة مصاعب الحياة وقضاياها؟

كيف يكون تعاملهم وعلاقتهم بالآخرين؟

وغير ذلك من الأسئلة، ومن الطبيعي أن تكون اجوبة تلك الأسئلة كامنة في جوانب الأهداف المحددة للحياة الجديدة المرجوة.

لكن ما نريده في جعل الأطفال موافقين ليس ان يتقبلوا القضايا والأمور دون اي استفسار، وأن يستسلموا للأحداث، بل إن ما نريده هو أن يتخذوا مواقف مقبولة على أساس الأهداف المقبولة في حياتهم، وأن تكون واقعية وهادفة.

إننا نريد ان يكون أبناؤنا سالمين روحاً وجسماً، وأن تكون لديهم جهوزية أداء الواجبات، وتحمل المسؤوليات. وأن تكون عواطفهم وغضبهم متعادلين، وأن تكون غرائزهم معدّلة وعلى مستوى من التربية، وأن يكون تعاملهم مع الآخرين تعاملاً إنسانياً وإسلامياً، وأن يكون لهم تجاه القضايا والمشاكل مواقف مقاوِمة وبنّاءة تساهم في حلها، وأن يكون لديهم في حياتهم الفردية والاجتماعية برنامج وسيرة مدروسة، وأن يكونوا قادرين على حل الصعاب والتغلب عليها، وأن يختاروا لأنفسهم عملاً مفيداً ومشروعاً، وأن يكونوا في سعي حثيث وتقدم دائم، وأن يحملوا المؤهلات الكافية لخوض غمار الحياة والمشاركة فيها بفعالية، وأن يدركوا أن المال والعمل والثروة هي وسائل لبلوغ الكمال والمعنويات وليست هدفاً، وأن يجاهدوا بكل قوة من أجل اكتساب الحرية والاستقلال وصونهما، ونيل الحياة الشريفة والعزيزة.

من الطبيعي اننا عندما نحس ان مثل تلك المؤهلات غير موجودة في فرد ما، وإن فيه جوانب غير مقبولة، عندئذ نجد من الضروري تأهيل ذلك الفرد، والسعي بجد لينال تلك المؤهلات والإمكانيات.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.