المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

السموم النباتية
8-4-2016
الأثر الاجتماعي للحياء
29-1-2017
Gel-Permeation Chromatography
25-2-2018
إبراهيم بن صادق بن إبراهيم الطّيّبي.
17-7-2016
النقل النهري
11-8-2022
كعب بن عجرة
2023-03-19


اترك اللوم والعتاب  
  
5677   12:50 مساءً   التاريخ: 12-2-2017
المؤلف : محمد عبد الرسول
الكتاب أو المصدر : كيف تربي اولادك
الجزء والصفحة : ص84ـ89
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-25 1363
التاريخ: 2023-08-27 1332
التاريخ: 4-9-2020 3715
التاريخ: 18-4-2016 1990

قال احد الشبان :

(كنت في الصغر من المحافظين على الصلاة في المسجد، وذات يوم وفيما انا اصلي، لاحظت احد كبار السن يراقبني حتى فرغت من الصلاة.

فقال لي : صلاتك خطأ.. ثم بدأ يوجه لي كلاما لاذعاً، كانه سياط الجلادين، وانا غارق في صمتي اردت ان يعرفني بموقع الخطأ من صلاتي، رفض ذلك، وكل ما قاله لي هو انك خاطئ في الصلاة ومثلك لا يجوز له الحضور إلى المسجد.

عندها قررت ان اترك الصلاة في المسجد، وان اصلي في البيت وهذه الخطوة كانت الاولى لتركي الصلاة فيما بعد، وانحرافي عن طريق الاسلام، حتى هداني الله وعدت اليه ثانية).

هذه القصة ليست الوحيدة التي سمعتها، فكم من الشباب اخرجهم العتاب عن الايمان؟ ذلك ان اللوم والعتاب والانتقاد الجارح معاول هدم، لعلاقة الإنسان بقيمه ومبادئه. كما هي معاول هدم للعلاقات مع بني الإنسان.

إن ما يبعث على الاسف في مجتمعنا هو ان تصبح ظاهرة اللوم والعتاب ـ في الجانب التربوي ـ هي الطريقة المثلى لدى الاباء، حينما يريدون تربية ابنائهم.

فما يكاد الطفل يعمل خطأ بسيطاً حتى ينزل عليه احد الابوين بسلسلة من الملامة ، فينتج من هذا الاسلوب التربوي طفلا معقداً ، ثم يصبح مهزوزاً في الشخصية عند الكبر.

ذلك ان الاباء عندما يلومون الطفل دائما على اخطائه البسيطة فانه ينتج من ذلك احد امرين :

1ـ إما ان يصاب الطفل بعقدة الحقارة، فتنمو عنده هذه العقدة، ومع الكبر يصبح فردا ضعيف الثقة بالنفس، لا يستطيع اقتحام العقبات.

2ـ واما ان يصاب بعقدة اللامبالاة امام الاخطاء وهذه لا تقل خطورتها عن السابقة.

ومن هنا فان علينا ان ندرب انفسنا وعوائلنا على عدم توجيه اللوم والعتاب، حتى نساهم جميعا في بناء الأطفال بعيداً عن العيوب والعقد النفسية البغيضة.

ولنستمع إلى روايات اهل البيت (عليهم السلام) في ذلك، ولنستخلص منها الاسلوب الانجح في التعامل مع الناس والابناء حينما يخطئون او حينما لا يقومون بواجبهم بشكل جيد.

يقول الامام علي (عليه السلام) :

(عاتب اخاك بالإحسان اليه.. واربط شره بالإنعام عليه).

فاذا ارسلت ابنك إلى عمل معين، ولم يؤد ذلك بالطريقة المطلوبة فلا تصدمه بلومك وتوبيخك، انما قدم له هدية وقل له انجز العمل في المرة القادمة بصورة احسن..

ان ضميره في هذه الحالة سيؤنبه، وسيقوم على اثره بتحسين عمله واداء واجبه بشكل حسن.

يقول الإمام الباقر (عليه السلام) :

(العتاب مفتاح التقالي).

أي مفتاح التباغض والتنافس، فاذا اردت ان تحرك عواطف التباغض في علاقتك مع ابنائك فعاتبهم دائما.. والا فاترك العتاب.

وجاء في الحديث الشريف :

( لا يعتذر اليك احد الا قبلت عذره وان علمت انه كاذب).

وحينما تقبل العذر من الابناء فانت بذلك انما تحترم نفسك كما تحترم ابنائك حيث تضع نفسك فوق العتاب واللوم.

فعندما يكسر طفلك زجاجة، فلا تضربه او تلومه، وانما قل له: هذا خطأ واذا لم تفعله مرة اخرى سأعطيك جائزة واذا فعلته فسوف تخسر جائزتك لأننا سنشتري محلها زجاجة اخرى.

وقد ينفع العتاب مع الأطفال في المرة الاولى والثانية ولكنه عبر التعود عليه سيصبح ذلك امرا عاديا عندهم، ولن يجدي فيهم شيئاً.

وما اجمل قول الشاعر بشان اللوم والعتاب :

إني ليهجرني الصدق تجنباً       فـأراه ان لـهـجـره أســبـابـا

فأراه ان عـاتبـته أغـريـته        فـأرى لـه تـرك الـعتاب عتابا

وإذا ابتليت بـجاهل متحلم        يجـد المحال في الامور صواباً

أوليته من السكوت وربما        كان السكوت عن الجواب جوابا

إن افضل طريقة للعتاب، هي ترك العتاب، وقد ورد في التاريخ ان شخصا اتى إلى احد الائمة (عليهم السلام) ووجه للإمام الشتم والسباب. ولكن الامام سكت ولم يرد عليه.

فقال له اصحابه : يا ابن رسول الله ! لماذا سكت عنه؟ فرد عليهم الامام:

ـ لقد فعلت !

ان تر العتاب افضل طريقة تعاتب بها ابنك ان حصل منه ما لا يليق ثم ان اللوم اضاعة للوقت.

كما انه بداية للفساد.

وهو حتماً لا يصلح الابناء.

واللوم يجعل الأطفال اما يشعرون بالحقارة، واما يتمتعون بمناعة امام اللوم والتقريع.

واذا احسست بالرغبة في انتقاد اطفالك ولومهم، كلا لن أنهاك بل ارجو فقط ان تقرأ هذه المقالة ـ قبل ان تنتقدهم، فهي عبارة عن مخاطبة اب ـ لابنه حيث يقول فيها :

(يا بني ! اكتب هذا وانت راقد امامي على فراشك، سادر في نومك وقد توسدت كفك الصغير، وانعقدت خصلات شعرك الذهبي فوق جبهتك الغضة.

فمنذ لحظات خلت كنت جالسا إلى مكتبتي اطالع الصحيفة واذا بغيض غامر من الندم يطغي عليّ فما تمالكت الا ان تسللت إلى مخدعك ووخز الضمير يصليني ناراً.

واليك الاسباب التي اشاعت الندم في نفسي :

اتذكر صباح اليوم؟ لقد عنفتك وانت ترتدي ثيابك تأهباً للذهاب إلى المدرسة؛ لأنك عزفت عن غسل وجهك، واستعضت عن ذلك بمسحة بالمنشفة، ولمتك لأنك لم تنظف حذاءك كما ينبغي.. وصحت بك مغضبا لأنك نثرت بعض الادوات عفوا على الارض!

وعلى مائدة الافطار أحصيت لك الاخطاء واحدة واحدة فقد ارقت حساءك والتهمت طعامك، واسندت مرفقيك إلى حافة المائدة، ووضعت نصيباً من الزبدة على خبزك اكثر مما يقتضيه الذوق!

وعندما وليت وجهك شطر ملعبك، واتخذت انا الطريق إلى محطة القطار، التفت الي ولوحت لي بيدك، وهتفت : (مع السلامة يا بابا) وقطبت لك جبيني ولم اجبك، ثم اعدت الكرة في المساء ففيما كنت اعبر الطريق لمحتك جاثيا على ركبتيك تلعب في التراب، وقد بدت على جواربك ثقوب، فأذللتك امام اقرانك، اذ سيرتك امامي إلى المنزل مغضباً باكياً. ان الجوارب، يا بني، غالي الثمن ولو كنت انت الذي تشتريها لتوفرت على العناية بها والحرص عليها.

تتصور هذا يحدث من اب ؟

ثم اتذكر بعد ذلك، وانا اطالع في غرفتي كيف جئت تجر قدميك متخاذلاً، وفي عينيك عتاب صامت، فلما نحيت الصحيفة وقد ضاق صدري يقطعك علي حبل خلوتي، وقفت بالباب مترددا وصحت بك اسالك (ماذا تريد؟!).

لم تقل شيئاً، ولكنك اندفعت إليّ، وطوقت عنقي بذراعك وقبلتني وشددت ذراعيك الصغيرتين حولي في عاطفة اودعها الله قلبك الطاهر مزدهرة لم يقو حتى الاهمال على ان يذوي بها !

ثم انطلقت مهرولا تصعد الدرج إلى غرفتك!

يا بني ..

لقد حدث، بعد ذلك ببرهة وجيزة، ان انزلقت الصحيفة من بين اصابعي وعصفت بنفسي الم عات.

يا الله ! إلى اين كانت (العادة) تسير بي؟! عادة التفتيش عن الاخطاء؟! عادة اللوم والتأنيب؟! أكان ذلك جزاؤك مني على انك ما زلت طفلاً ؟!

كلا! لم يكن مرد الامر اني لا احبك، بل كان مرده ان طالبتك بالكثير، برغم حداثتك في قرارة نفسك تعفو وتغضي.. وكان قلبك الصغير كبيرا كبر الفجر الوضاء في الافق الفسيح.. فقد بدا لي هذا في جلاء من العاطفة المهمة التي حدث بك إلى ان تندفع وتقبلني قبلة المساء !

لا شيء يهم الليلة يا بني ! لقد اتيت إلى مخدعك في الظلام وجثوت امامك موصوما بالعار.

وانه لتفكير ضعيف !

أعرف انك لن تفهم مما اقول شيئا لو قلته لك في يقظتك ولكني من الغد سأكون ابا حقا، سأكون زميلاً وصديقاً.. سأتألم عندما تنام، وسأضحك عندما تضحك، وسأعض لساني اذا اندفعت اليك كلمة من كلمات اللوم والعتاب، وسأرد على الدوام – كما لو كنت اتلو صلاتي- (ان هو الا طفل) :

لشدة ما يحز في نفسي انني نظرت اليك كرجل.. الا انني وانا اتأملك الان منكمشاً في مهدك، ارى انك ما زلت طفلا. وبالأمس القريب كنت بين ذراعي امك يستند رأسك الصغير إلى كتفها.

وقد حملتك فوق طاقتك...!

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.