أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-3-2018
1121
التاريخ: 23-10-2014
2608
التاريخ: 29-3-2017
2961
التاريخ: 22-10-2014
1015
|
...إن الإنسان إذا قرأ كتاب نفسه التي هي أقرب المخلوقات إليه، واشتغل بتلاوة آياته وتأمل فيها، يعلم أن مبدء وجوده وتكونه، إنما هو جوهر التراب ونقاوته التي جذبها أصول النباتات والأشجار من الأرض وصارت غذاء لها، ثم تصورت بصورة الأوراق والحبات والفواكه، ثم صار تلك النباتات والحبات غداء للحيوانات، وجملة من الحيوانات مع الفواكه وبعض النبات والحبات تصير غذاء للإنسان وبعد ما صار ذلك الغذاء في معدة الإنسان مطبوخا ومنهضما، انتقل جوهره بوسيلة الأمعاء، والعروق الدقيقة الجاذبة النابتة منها، إلى الكبد، وبعد جريانه في عروق دقيقة كثيرة مفروشة في جرم الكبد، ينقلب إلى الدم، ثم تصير تلك العروق متحدة وعرقا واحدا يطلع من حدبة الكبد، وينتهي إلى العرق المسمى بالأجوف الصاعد والنازل، ثم من ذلك العرق يجري الدم إلى القلب والرية، ومن القلب يجري في العرق النابت من القلب، (وهو قوس يسمى باليونانية آورطى، ومنه يسري بوسيلة الشريانات إلى جميع الأعضاء وأجزاء البدن، فيأخذ كل عضو وجزء قسطه من ذلك الدم، ويتغذى به، وتأخذ القوة المغيرة، منه ما تجعله منيا، وبتوسط قوة الشهوة، وآلة التناسل، ينتقل إلى الرحم، فيصير فيه بعد تحولات وانقلابات إنسانا كاملا أي تام الأعضاء والجوارح والقوى اللازمة له في تحصيل معاشه ومعاده، فهل العاقل المنصف، يجوز أن هذه الخلقة العجيبة المحيرة للعقول، مع هذا النضد والترتيب المستحسن، وجدت من طبع مادة نطفة - مع صورة ما - التي تكون متحولة على سبيل الدوام من صورة إلى صورة أخرى، بلا شعور، ولا إرادة، ولا قدرة حتى تصل إلى مرتبة الجنين - ولا يكون كل صورة أيضا علة لصورة تليها، لأن كل صورة جديدة لاحقة، توجد عند زوال سابقتها، والمعلول لا يكون باقيا عند زوال علته -؟ حاشاه عن مثل هذا التوهم الباطل، وهل الإنسان العاقل إذا رأى مجسمة إنسان أو حيوان بلا روح، أو صورة واحد منهما المنقوشة على جدار، أو قرطاس، يحتمل ويجوز أن أمثال هذه حصلت من غير صائغ وصانع ومصور؟ وكم من فرق بين هذه الأمثلة، وبين المخلوقات ذوات الأرواح والقوى، المصنوعة بالصنع الإلهي، والقدرة الأزلية ؟ نعم : إذا لم يكن للمرء عين صحيحة فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر وإذا أراد مصور أن يحكي صورة إنسان، أو حيوان، فكم يحتاج إلى تهيئة ألوان من المداد، وأقلام صغيرة، وكبيرة، لحكاية ما أراد تصويره؟ فجلت وعظمت قدرة الخالق العظيم، كيف أوجد أشكال الحيوانات، والانسان، والأشجار، والرياحين الغير المحصورة المتنوعة، بلا مداد، ولا أقلام محسوسة، في ظلمات البطون، والأرحام، وغيرهما، بقلم القدرة النافذة في ذوات الموجودات، وبواطن المخلوقات. ولنذكر في المقام، تقريبا للمرام: رواية شريفة، رواها المحدث التقي المجلسي (قدس سره) في المجلد الثاني من البحار (كتاب التوحيد) باب إثبات الصانع، عن كتاب الاحتجاج، وهي أنه دخل أبو شاكر الديصاني - وهو زنديق - على أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال له: يا جعفر بن محمد، دلني على معبودي، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أجلس - فإذا غلام صغير، في كفه بيضة يلعب بها - فقال أبو عبد الله (عليه السلام )، ناولني يا غلام البيضة، فناوله إياها، فقال أبو عبد الله (عليه السلام ): يا ديصاني، هذا حصن مكنون، له جلد غليظ، وتحت الجلد الغليظ جلد رقيق، وتحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة، وفضة ذائبة، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة، ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة، فهي على حالها، لم يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن إصلاحها، ولم يدخل فيها داخل مفسد فيخبر عن إفسادها، لا يدرى للذكر خلقت أم للأنثى، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس، أترى لها مدبرا؟ قال فأطرق مليا، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأنك إمام وحجة من الله على خلقه، وأنا تائب مما كنت فيه .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|