المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



هل تحوّل القرآن الكريم إلى شعار للحزن عند الموت  
  
2274   01:25 مساءاً   التاريخ: 4-1-2017
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص126-128
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-8-2019 1741
التاريخ: 2023-05-30 1109
التاريخ: 28-7-2017 2138
التاريخ: 2024-05-18 704

القرآن الكريم هو كتاب الهداية للإنسان فينير له الطريق ويفتح له أبواب المعارف ويأخذ بيده إلى الجنة.

قال تعالى:{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ}[الإسراء: 9].

وقال:{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[المائدة: 15، 16].

إن القرآن يبين صفات الله الحسنى واسماءه العظمى، ويقيم البراهين على وجوده تعالى وعلى صفاته، كما ويقيم الادلة على النبوة والإمامة ويوم المعاد والحساب والغاية التي خلق الإنسان من اجلها والدور الذي يجب القيام به في الدنيا وهو اقامة دولة الحق والعدالة والتهيؤ للرحيل إلى عالم الحساب حيث الثواب والعقاب الابديين، كما ويذكر الأنبياء وصفاتهم وسيرتهم مع اقوامهم لأخذ العبرة من حال الامم السالفة كما وصرّح بمقام الإمامة والولاية للمعصوم بعد رسول الله النبي محمد (صلّى الله عليه و آله)، وقد احتوى على الآداب ومحاسن الاخلاق والمسائل الفقهية ما يطفئ ظمأ المتعطش للحقيقة والمعرفة والهداية..

قال الإمام علي (عليه السلام) في وصفه للقرآن:(هو الفصل ليس بالهزل، هو الناطق بسنّة العدل، والآمر بالفضل، هو حبل الله المتين، والذكر الحكيم، هو وحي الله الأمين، وحبله المتين وهو ربيع القلوب، وينابيع العلم، وهو الصراط المستقيم، هو هدى لمن إئتم به، وزينة لمن تحلى به وعصمة لمن اعتصم به وحبل لمن تمسك به)(1).

وقال (عليه السلام):(عليكم بهذا القرآن احلّوا حلاله وحرموا حرامه واعملوا بمحكمه، وردوا متشابهه إلى عالمه، فانه شاهد عليم وأفضل ما به توسلتم)(2).

وهذا غيض من فيض مما نعتقده بالقرآن العظيم.

اما تلاوته عند الجنائز وفي ذكرى الأموات فإنها متمّمة لهدفه المنشود، وقد امرنا بتلاوة القرآن الكريم والتذكير به كما قال تعالى:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}[القمر: 17].

واي ظرف أفضل من هذه المناسبات الاليمة على القلوب والتي بها تكون القلوب مهيأة للموعظة والاعتبار أكثر من أي وقت آخر، حيث عندها تؤثر التلاوة اثر المطر في الأرض الجدباء وتتلقفها القلوب، التي رقّقها الفراق والحزن وكشف عنها كل الحجب، عندها يكون للتأمل والتفكر الفرصة المناسبة.

ولذا ورد استحباب قراءة سورتي (الصافات) و(يس) عند المحتضر(3).

وكذا ورد استحباب كتابة شيء من القرآن على الكفن (4).

وكذا يستحب قراءة (الحمد) و(المعوذتين) و(الاخلاص) و(آية الكرسي) عند وضع الميت في قبره(5).

وكذا يستحب قراءة (القدر) سبعا وقراءة آية الكرسي عند القيام على القبر وإهداء ثوابها إلى

الأموات(6).

وعليه، ما يتصوره البعض من تحول القرآن إلى شعار للحزن فقط هو اشتباه محض.

نعم، الحذر من ذلك مطلوب لأنه يعطل الدور الفعال للقرآن، كمن يتخذه للبركة او لشفاء المرض وهو لا يعمل بأوامره ولا ينتهي عن نواهيه، قال تعالى:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[محمد: 24].

وهذا يفتح المجال امام المؤسسات التربوية فضلا عن الفرد الهادف كي يرشِّد البرامج التربوية للقرآن الكريم ويفتح الافاق امام هذا السِّفر الإلهي الكبير، ليبقى ضمن اهدافه المرجوة في الاحزان وفي الافراح وعند الرخاء وعند البلاء على حد سواء.

______________

1ـ تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص110.

2- المصدر السابق، ص111.

3- راجع وسائل الشيعة، ج2 ص670.

4- المصدر السابق، ص758.

5- المصدر السابق، ص842.

6- المصدر السابق، ص861.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.