المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



آثار الحرمان على الطفل  
  
2816   09:52 صباحاً   التاريخ: 1-1-2017
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص57-61
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-7-2022 2012
التاريخ: 14-11-2017 2175
التاريخ: 18-10-2017 2473
التاريخ: 30-4-2017 2082

 

إن للحرمان آثاراً عديدة على الاطفال ذوي الاحساس المرهف، وقدرة التحمل الضعيفة، وخصوصاً الحرمان من العطف الابوي والحرمان من رؤية الاب الذي يترافق بدروه مع الشعور بعدم الامان والاستقرار، فالحرمان له آثار واعراض متعددة على النواحي المختلفة لشخصية الطفل، ومن جملتها:

1ـ على الذهن والذكاء: دلّت الابحاث على ان الحرمان والاحساس بالفشل والنقص، وخصوصاً الاحزان لها تأثير بالغ على الذكاء والذاكرة، ويسبب للطفل اعراضاً ذهنية وعقلية، ومن جملتها التخلف العقلي، وكذلك اشارات تلك الابحاث الى انه مع مرور الزمن وبسبب الاستغراق في الحزن والاسى سيضعف نمو دماغ هؤلاء الافراد، وسيقلل من مستوى ذكائهم عن اقرانهم من الافراد الذين هم في العمر نفسه.

وفي الحقيقة فإن الافراد المكبدين بالحزن والاسى، والذين ليس بمقدورهم تحمل ذلك، وتعويد انفسهم على الظروف الجديدة، لن يكونوا قادرين على ادراك جوانب وابعاد أي امر او قضية كانت، ولن يستطيعوا القيام بتصور او تفكير ذي قيمة اكبر واغنى. مما يؤدي الى ان تتوقف فعالياتهم العقلية وتستمر في جمود وسبات عقيم فتوقف عن التطور والنمو.

2ـ فيما تعلق بالتحصيل والتعليم: ان موت الاب او استشهاده سيسبب للأطفال خللاً كبيراً في مجالي التربية والتعليم، لما له من ايلام وثقل عليهم.

ليس لديهم فكرة عن الزمان والظروف لا في الصف ولا في المدرسة، وغير قادرين على تفعيل تجارب الماضي مع الحاضر، وكذلك يبدو لهم امر تذكر الماضي والربط بين الافكار امراً في نهاية الصعوبة، فقضية التعلم عند الاطفال اليائسين والمحزونين امر صعب للغاية، فهؤلاء غير قادرين على التدقيق والتركيز في الامور، والتعمق في الدرس وعاجزين عن استخلاص المعاني والنتائج الضرورية لدرس ما في الصف.

وبناءً على إحدى الاحصاءات، ذكر بأن 33% من هؤلاء الاطفال لديهم صعوبات في التعلم والدراسة، او ان حالتهم لم تكن طبيعية اثناء ذلك.

ينزعج المعلمون بسبب فشل الطلاب وعدم نجاحهم في الدراسة فيلقون باللوم والتقصير على الطالب ويقومون باستجوابه مما يزيد الامور تعقيداً، ويجعله اكثر قلقاً واضطرابا، ويساهم في زيادة حالته سوءاً، بينما سيكون للكلام اللطيف والعذب والمحاورة الهادئة و.. والخ الاثر الكبير في تهدئة الطفل وإعادة الحالة الطبيعية له.

3ـ في المقاصد والاهداف: ان اغلب هؤلاء الاطفال منشغلون بالمشاكل والصعوبات الشخصية، وبالتالي فإن فكرهم وخيالهم مشغول بشكل كامل، وليس لديهم القدرة على التخطيط لأهدافهم وغاياتهم المستقبلية والبعيدة، وفي الوقت نفسه عاجزون عن توظيف تجارب الماضي في خدمة الاهداف المستقبلية.

إن العجز عن تحديد الاهداف والمقاصد وفقدان قدرة التحمل هما بذاتهما امران سيسببان صدمات شديدة للأطفال، لان الاعتماد على الأمور الحالية والعابرة وعدم الاكتراث بالمستقبل سيسببان بدورهما عدم وعي الطفل للنتائج والعواقب السيئة التي تنتظره، وهكذا فالأطفال والناشئون بعد موت الاب سيهملون الدراسة والمدرسة، ولن يكترثوا بسلامتهم وصحتهم ونظافتهم.

4ـ التوقعات والآمال: في بعض الاحيان وبسبب الصدمات النفسية يغض الاطفال انظارهم عن ابسط الرغبات، وحتى لو كانوا جياعاً او عطاشى فإنهم يمتنعون عن طلب الخبز والماء، ولو تعرضوا لظلم او اعتداء لم يدافعوا عن حقوقهم.

وفي بعض الاحيان نرى ان العكس هو الصحيح، وتظهر عكس الحالة السابقة تماماً، هذا الامر يظهر جلياً عند الاطفال المعتادين على الدلال بشكل كبير، والذين تربوا في رغد وعناية فائقة في الاسرة، حيث يعتبر مثل هؤلاء الاطفال ان الجميع مدين لهم بالفضل، ومن الناحية النفسية فإن التوقعات والآمال لتعويض الحرمان والنقائص (واحياناً كبت الرغبات وحبسها) امر يعذبهم كثيراً، فهؤلاء الاطفال يسعون دوماً لإلهاء انفسهم حيث يقومون بالاكثار من الطعام، على عكس الاطفال الباقين الذين دمر فقدان الشهية حياتهم.

5ـ في الشخصية والسلوك: تشير الابحاث التي أجريت على الاطفال المحرومين، والفاقدين للأب، بأن نمو شخصياتهم ورشدها ناقص، وسلوكياتهم ايضاً ليست على ما يرام، وذلك عندما لا يعتني بهم احد، وفي هذه الحالة تبدوا ابعادهم الحياتية والوجودية فاقدة للتوازن والانسجام، وليس لديهم القدرة على فهم المحبة وإظهارها، أي ان حالتهم ليست عادية ولا طبيعية.

وأظهرت التحقيقات التي قام بها الدكتور (جان بالبي) بأن الانفصالات الطويلة، خصوصاً في السنوات الثلاثة الاولى من عمر الطفل لها تأثير خاص وسلبي على شخصية الطفل، ومن الممكن ان تجره الى انحراف السلوك، والى التمرد، والى حالة عدم الاكتراث والشعور بالخسة والدناءة والخبث وسوء الخلق.

هناك الكثير من النماذج لمثل هؤلاء الاطفال الذين يتابعون امورهم الحياتية برغبة، ولكنهم غالباً ما يستغرقون في الخيال والاحلام، كلامهم واحاديثهم مفككة ولا اساس لها، وغير مفهومة، وسلوكهم غير متماسك ولا مترابط وكثيراً ما يثيرون الضجة لأتفه الاسباب ويصل الامر ايضاً لاختلال المشي لديهم.

6ـ الاضطراب النفسي: في الحالات الشديدة تتهيأ الظروف لظهور الاختلالات النفسية والعقدة والامراض النفسية ايضاً، وهذا الأمر ليس خاصاً بالأطفال، بل ربما تعدى ذلك الى الكبار ايضاً، فمن الممكن ان يصابوا بالفرحة، او ان يتعرض نموهم النفسي للاختلال والاضطراب، فالبعض يصاب بجنون نسج الاساطير، وهناك افراد وقعوا فريسة الاوهام والخيالات، كما ان عدم وجود القدرة النفسية على تحمل المصيبة يؤدي الى ظهور حالات التمرد وعقدة الحقارة عند بعض الاشخاص.

وكذلك فقد واجهنا اشخاصاً قد تولدت فيهم روح التفوق والتعالي، وهذا الامر بذاته يعد سبباً لظهور الاخلاق السيئة والانحرافات والمواجهات الكثيرة مع الآخرين.

7ـ الآثار الاخرى: من الاعراض والآثار التي تظهر على هذا القبيل من الاطفال نستطيع هنا ان نذكر اموراً كثيرة، مثل قرض الاظافر بالأسنان، ومص الاصابع...، والبول في سرير النوم، وحسد الاطفال الآخرين، والخوف، والخجل، وعقدة الحقارة، والكذب، والثرثرة، والشعور بالقلق، والغضب،  وارتكاب الجرائم، والاعمال الشريرة.

ان هؤلاء سيفقدون سيطرتهم على انفسهم عند رؤية هذه الحادثة وسيفقدون جرأتهم ايضاً، وربما لجؤوا للسخرية ليشعروا بالراحة والامان والسكينة، فيصبحوا كالمهرجين او المتطفلين فيسخرون من الآخرين، ويشرعون بحياكة القصص والاساطير الخيالية و.. والخ، وتدلنا هذه الامور على انهم افراد مضطربون ضائعون بين الواقع والخيال وغير قادرين على التمييز بين الخير والشر، ولا يعرفون شيئاً عن حسن الامور وقبحها.

ـ في طريق الاصلاح :

علينا ان ننتبه هنا الى امرين اثنين:

الاول: ان تلك الآثار والاعراض التي ذكرناها لن تظهر عند كل الاطفال فعلى الام ان لا تنتظر ظهور كل تلك الآثار عند طفلها، او ان تظن بأن ابنها سيبتلى بذلك حتماً.

الثاني: ان الكثير من هذه الحالات قابلة للعلاج والاصلاح.

التحذير الوحيد الذي نستطيع ذكره هنا هو ان لا تغفل وتتساهل عند ظهور بعض هذه الحالات والسلوكيات وخداع انفسنا بالجهل بوجودها، والتسامح بذلك؛ لأنه من الممكن ان يسبب هذا التساهل اشتداد الحالات السابقة واستمرارها، فيجب ان ننتبه جيداً، ونراقب سلوك الطفل بدقة، وان نهتم بالطفل اكثر من اهتمامنا بأنفسنا؛ لأن قدرتنا على العمل كبيرة بينما قدرة الطفل لا تذكر، وكذلك فإن اتلاف الوقت الكبير في اصلاح ومعالجة الطفل، ربما ادى لإصابته بصدمات وحالات اسوأ، فليعمل بقاطعية وفي الوقت نفسه فليعامل بلطف، ولتكوني - ايتها الام ـ مسلطة على نفسك، وليكن في كلامك إحكام وثقة: شجعيه وابعثي فيه القوة، صفي له الامر بأنه فاجعة مؤسفة، ولكن يمكن تحملها، ويمكنك طلب المساعدة احياناً من الطبيب النفسي، او الخبير بعلم النفس، او من شخص يعمد عليه ويوثق به لتشخيص حالته، ومنع تضرره اكثر مما هو فيه.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.