المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الاودية الجليدية او الثلاجات الالبية
9/9/2022
المضايق البحرية (البسفور والدردنيل)
13-4-2016
القصد المتعدي أساس للمسؤولية
24-3-2016
The Magnetic Bottle
21-12-2020
‏المستضدات (الانتيجينات) Antigens
9-3-2017
صناعة زيت الزيتون
12-9-2016


الطفل والقراءة  
  
2145   01:27 مساءاً   التاريخ: 13-12-2016
المؤلف : عبد التواب يوسف
الكتاب أو المصدر : تنمية ثقافة الطفل
الجزء والصفحة : ص67-70
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

... يهمني في البداية ان اشير الى (نحو حملة قومية ووطنية لغرس عادة القراءة عند الاطفال)، و(من أجل ان تؤتي شجرة القراءة ثمارها)، وتتضمن الكثير من سبل تحبيب الاطفال في القراءة.. وقد اعتمدت هنا على عدد من الكتب التي تعمقت في موضوع تنمية قراءات الاطفال ليصبحوا قرّاء محبين مغرمين عائقين للكتاب على مدى العمر، ولتصبح القراءة بالنسبة اليهم كالغذاء والماء والهواء.. والسبيل الى ذلك واضح : ان نبدأ مبكرين معهم، على ان نكون قدوة لهم، وهذا لا يكفي، اذ لا بد من جهد يبذل، وهو مهما كان ثقيلا ومرهقا الا انه يستحق ان نقوم به، لان ثماره اكثر من رائعة، والكتاب رافد يثري قارئه على مدى العمر، وهو سيد ادوات المعرفة، وهو يضاعف حياته ليجعلها اكثر من حياة، يعيشها مع السطور المطبوعة التي تنفذ الى العقل والوجدان معا.. وبودي ان اشير الى ان قراءة هذه الورقة، وحدها، لا تكفي، ولا بد من الرجوع الى الاوراق السابقة التي تعد جزءا لا يتجزأ من سلسلة تستهدف وضع اقدام ابنائنا على طريق القراءة ليمضوا فيه قدماً..

ـ تعلم الطفل للقراءة كتعلمه الجلوس والمشي :

يبدأ الطفل حياته، كفرد، مستلقيا في فراشه، او في حضن امه.. ونبدأ في تدريبه على ان يجلس، بأيدينا وبالوسائد، الى ان يعتمد على نفسه في ذلك.. ثم يحاول ان يقف على قدميه، مستندا الى شيء ما، الى ان يتمكن من الوقوف وحده.. ويبدأ بعد ان يتعثر بعض الوقت.. ثم يتعلم كيف ينطلق ويجري، وبأقصى سرعة.. وهناك دائما دوافع للرضيع على الجلوس، ثم الوقوف، فالمشي، ثم الجري.. وهذه هي الخطوات نفسها التي يجب ان نلتمسها ونتبعها مع القراءة الى ان يصبح حافزه اليها ودافعه نحوها قدرته الخاصة ورغبته الجادة، على ان تنبعث من داخله...

والسؤال الذي يطرح باستمرار :

كيف نجعل ذلك طبيعيا، تلقائياً؟ وكيف نحببه ـ وسط الاسرة - في القراءة، كشيء ممتع، محبب، يصل الى حد الغرام المستمر، بل والعشق الصوفي؟

والعبارة التي تصدرت حديثنا هنا منحوتة على جدار مصري فرعوني تؤكد على ان الانسان منذ فجر التاريخ قد سعى الى هذا الهدف الجليل، وبحث عن سبيل تحقيقه، وعمل من اجله.. والطفل قد يترك ليعيش في غياهب الامية، وقد يتعلم القراءة، ولكنه لا يحسنها، وربما يكون قد تعلمها بقدر كاف، لكنه لا يقبل عليها، ويبدي بوضوح عزوفه عنها، وعدم الميل اليها.. وفي هذه الحالة ما من احد قادر على ان يحببه فيها ، ويربطه بها قدر الاسرة، والابوين بالتحديد.. وهو اذا ما اصبح طفلا قارئا نشعر بالاطمئنان نحو تعليمه، ودراسته؛ لان القراءة مفتاح النجاح الى كل المواد التي يتلقاها في مدرسته، أيا كانت. وكثيرون يفشلون في الرياضيات لسبب بسيط، هو انهم لا يفهمون مسائلها، ويحدث الشيء نفسه بالنسبة الى العلوم التكنولوجيا، فضلا عن العلوم الاجتماعية والآداب، والفنون وما الى ذلك...

القراءة مدخل للتعليم، واوسع ابوابه، وسوف تثير لديهم كماً كبيرا من الفضول كلما اقبلوا عليها، وسوف تفتح شهيتهم اليها كما يحدث من رائحة الطعام. وكلما زاد حب الاستطلاع لديهم، زادت قراءاتهم، وتحسنت، وراحوا يتعرفون على عالمهم بصورة افضل، وثريت حياتهم بشكل اكبر، واكتسبوا من المهارات ما يعينهم على صياغة مستقبلهم.

وكما تنمو العضلات بالتدريب والرياضة، ينمو العقل وقواه بفضل القصف الذهني الذي تحدثه القراءة المتوالية في شتى الموضوعات، لكي يصبح قارئا على مدى العمر كله، ويصبح الكتاب مصدرا للمعرفة، ورفيقا مستمرا فيه متعة وسلوى ؛ لأن الكتب تقوم بتكثيف الافكار، وبلورة الآراء، واثارة المشاعر والاحاسيس بما بعد اضافة حقيقة لحياتنا وايامنا على هذه الارض، بجانب تراكمها طبقات فوق طبقات بصورة تصبح معها منجما او كنزا يمكن لصاحبه ان يسحب منه ما يشاء ساعة ان يشاء.. ويقول (الدوس هكسلي) : (ان من يعرف كيف يقرا، تصبح لديه القدرة على تحقيق ذاته، والرقي بنفسه، ومضاعفة اساليب حياته، وادراك اسباب وجوده، بجانب ان ذلك يجعل ايامه مليئة وثرية وشائقة وهامة وجديرة بان تعاش).




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.