المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

محل الالتزام التجاري
2-5-2017
مقدونيا وفليب المقدوني
16-10-2016
سد الاحتياجات الأساسية لدى الأطفال
22-8-2022
Collapsed Star
14-8-2016
دراسة عدد من الطرائق العددية لبعض المعادلات التفاضلية الصلبة
6-8-2017
الإمام علي (عليه السلام) في سورة البقرة
2024-06-14


بِروا... تُبَروا ، علاقة جدلية  
  
1673   01:34 مساءاً   التاريخ: 7-12-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص294-296
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

 من الأمور التي تحصل عادة وهي من الحكم والسنن التي يجب الالتفات إليها, موضوع تختصره عبارة كما تُعامِل تُعامَل, وقد ثبت لنا ذلك من خلال دارسة حالات الأولاد العاقين بوالديهم إذ تبين لنا من خلال التقصي ان كثيرا من الحالات التي يكون فيها الأب يعقه ابنه, أن هذا الأب كان في أيام شبابه عاقا بوالديه, ما يؤكد مسألة العقاب في الدنيا للعاق لوالديه..., وهذا الأمر تحدثت عنه الاحاديث الشريفة أيضا فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله:(بروا آباءكم يبركم أبناؤكم, وعفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم)(1).

فإن العاق بوالديه عليه أن يتوقع مستقبلا أن يعقه ابنه فهذه سنة في الكون ولعله العقاب الآجل على ما فعله وقد اختبرت الامر عمليا من خلال أسئلة وجهتها لأكثر الآباء الذين كانوا يتابعون مشكلتهم مع أبنائهم لدي فوجدت إن نسبة عالية منهم كانوا عاقين لوالديهم, وكثيرا منهم تحدثوا عن هذا الموضوع ابتداء من دون سؤال منا فكانوا يقولون نحن نستأهل ذلك لقد أرانا الله سبحانه وتعالى نتيجة عقوقنا لوالدينا من خلال عقوق أبنائنا لنا .

باختصار مسألة بر الوالدين مسألة مهمة أعطاها الشارع الكريم رعاية خاصة فجعل بر الوالدين أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله عز وجل في حين اعتبر العقوق أكبر الكبائر بعد الشرك بالله سبحانه وتعالى , ويجب على الإنسان أن يعامل والديه بالحسنى فلا يسيئ إليهم بكلمة حتى لو كانت بمستوى أف ولا بنظرة فيها غضب أو إساءة ولا بتصرف يؤدي الى انزعاجهم , بل يجب على الأولاد الإنفاق على أبويهم ورعايتهم في أثناء عجزهم ولو يقضوا لهما حاجتهما الخاصة ولا يمنن بما يفعلان فهذا أقل الواجب وبفعلهم له لا يكونوا قد وفوا لأمهم ساعة قضتها في ليل مظلم أمام سريرهم عندما مرضوا ويكفي أن أمك وأباك عندما رعياك فعلا ذلك وهما يتمنيان حياتك أما أنت فإنك تفعل ذلك وأنت تتمنى موتهما والفارق بين الثمنين كبير وأوضح من أن يبين .

يجب على الأولاد البحث عن الطريقة المثلى التي يقومون بها ببر والديهم, وإذا ما تعارض  ذلك مع حق الآخرين فيجب أن يفتش الأبناء عن مراعاة التوازن الذي قد يكون صعبا في بعض المجالات بين حفظ حق الآخرين كالزوجة مثلا وبين حفظ حق الوالدين الذي هو في مطلق  الأحوال أعظم عند الله سبحانه وتعالى وأهم .

_______________

1ـ الكافي ج 5 ص554  .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.