المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6763 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

هـارون الرشيد
31-7-2017
Choice of Support Material for immobilisation
8-1-2021
تنزيه موسى (عليه السلام) عن الخوف
19-12-2017
التظاهر والرياء بلاء اجتماعي كبير
25-11-2014
مناطق التجارة الحرة في العالم
27-4-2021
خطبة الإمام بذي قار
1-5-2016


الغزوات التي لم يكن بها قتال  
  
2044   05:00 مساءاً   التاريخ: 4-12-2016
المؤلف : اليعقوبي
الكتاب أو المصدر : تاريخ اليعقوبي
الجزء والصفحة : ج2، ص 43- 52
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / السيرة النبوية / سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام /

وكانت غزوات فيما بين ذلك لم يكن فيها قتال. كان رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم يخرج فلا يلقى كيداً وينصرف، وإنما قدمنا ما كان فيها القتال على التي لا قتال. فيها لنفرد الغزوات التي لم يكن فيها قتال غزاة الأبواء: خرج رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم إلى ودان فرجع ولم يلق كيداً. وغزاة بواط: مثل ذلك وغزاة ذي العشيرة: من بطن ينبع وادع بها بني مدلج وحلفاء لهم من بني ضمرة وكتب بينهم كتابا، والذي قام بذلك بينهم مخشي بن عمرو الضمري.

وغزاة قرقرة الكدر: خرج رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم في طلب مكدر بن جابر الفهري، ويقال كرز بن جابر، حين كان أغار على سرح المدينة، وذلك أن أبا سفيان ضاف سلام بن مشكم، وكان سيد بني النضير، فقرأه وسقاه خمراً ثم خرج من تحت ليلته حتى مر بمكان يقال له العريض، فوجد بها رجلين من الأنصار في صور لهما من النخل فقتلهما وانصرف إلى مكة، فبلغ رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم الخبر، فبلغ قرقرة الكدر ولم يلق كيداً وانصرف.

وغزاة حمراء الأسد: خرج رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم من غد يوم أحد.

وغزاة بدر الصغرى: وهي بدر الموعد، لميعاد أبي سفيان بن حرب. فخرج رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم في شعبان في السنة الرابعة فأقام عليها ثماني ليال ينتظر أبا سفيان، ووافق السوق وكانت عظيمة، فتسوق المسلمون فربحوا ربحا حسنا، وقال المنافقون للمؤمنين حين خرجوا لميعاد أبي سفيان: قد قتلوكم عند بيوتكم، فكيف إذا أتيتموهم في بلادهم وقد جمعوا لكم، والله لا ترجعون أبدا، فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، فأنزل الله في ذلك: الذين قال لهم الناس أن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم. وانصرف رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم ولم يلق كيداً وخلفهم أبو سفيان وقال: هذا عام جدب ولا يصلحكم يا معشر قريش إلا عام خصب ترعون فيه الشجر وتشربون فيه اللبن، وإني راجع، فرجعوا بعد أن كان قد بلغ مر الظهران.

وغزاة تبوك سار رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم في جمع كثير إلى تبوك: من أرض الشام يطلب بدم جعفر بن أبي طالب: ووجه إلى رؤساء القبائل والعشائر يستنفرهم ويرغبهم في الجهاد، وحض رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم أهل الغنى على النفقة، فأنفقوا نفقات كثيرة وقووا الضعفاء. وقال رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم أفضل الصدقة جهد المقل. فأتاه البكاؤون يستحملونه، وهم: هرمي بن عبد الله من بني عمرو بن عوف وسالم بن عمير وعمرو بن الحمام وعبد الرحمن بن كعب وصخر بن سلمان. فقال ما أجد ما أحملكم عليه. وأتاه قوم من الأغنياء فاستأذنوه وقالوا: دعنا نكن مع من تخلف. فقال الله تعالى: {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (87) لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التوبة: 87، 88] وهم: الجد بن قيس ومجمع بن جارية وخدام بن خالد. فأذن لهم رسول الله، فقال الله، عز وجل: { عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} [التوبة: 43].

وخرج رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم غرة رجب سنة تسع واستخلف علياً على المدينة واستعمل الزبير على راية المهاجرين وطلحة على الميمنة وعبد الرحمن بن عوف على الميسرة

وخرج النساء والصبيان يودعونه عند الثنية، فسماها ثنية الوداع. وسار رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم فأصاب الناس عطش شديد، فقالوا يا رسول الله لو دعوت الله لسقانا، فدعا الله فسقاهم. وقدم رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم تبوك في شعبان فأتاه يحنه بن رؤبة أسقف أيلة، فصالحه وأعطاه الجزية، وكتب له كتاباً، وانصرف رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم فجلس له أصحاب العقبة لينفروا به ناقته، فقال لحذيفة: نحهم وقل لهم: لتنحن أو لأدعونكم بأسمائكم وأسماء آبائكم وعشائركم، فصاح بهم حذيفة. وكان خروجه في رجب وانصرف في شهر رمضان وكان حذيفة يقول: إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وقبائلهم.

الأمراء على السرايا والجيوش:

ووجه رسول الله على السرايا والجيوش الأمراء وعقد لهم الألوية والرايات. فأول ذلك حمزة بن عبد المطلب على سرية إلى ساحل البحر وقيل: أن أولهم عبيدة بن الحارث بن المطلب على سرية إلى ثنية المرة في ستين أو ثمانين راكباً من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد. فسار حتى بلغ ماء بالحجاز بأسفل ثنية المرة، فلقي به جمعاً عظيماً من قريش فلم يكن منهم قتال إلا أن سعد بن أبي وقاص قد رمى يومئذ بسهم، وكان أول سهم رمي في الإسلام، ثم انصرف القوم عن القوم، وللمسلمين حامية. وجاء المقداد بن عمرو البهراني حليف بني زهرة وعتبة بن غزوان بن جابر الحارثي حليف بني نوفل، وكانا مسلمين ولكنهما خرجا فتوصلا بالكفار، وكان على القوم عكرمة بن أبي جهل. وسعد بن أبي وقاص على سرية الخرار وهو ماء من الجحفة. فأصاب نعما لبني ضمرة، فأرسلوا إلى رسول الله فردها بالحلف الذي بينهم وبينه.

وحمزة بن عبد المطلب على سرية إلى ساحل البحر من ناحية العيص في ثلاثين راكباً من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد، فلقي أبا جهل بن هشام في ثلاثمائة راكب من أهل مكة فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني، وكان موادعا للفريقين جميعاً، وانصرف القوم بعضهم عن بعض، ولم يكن قتال: وعبد الله بن جحش بن رئاب على سرية إلى نخلة في ثمانية رهط من المهاجرين ليس فيهم أحد من الأنصار، وكتب له كتابا وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي لما أمره ولا يستكره من أصحابه أحداً. فلما سار عبد الله بن جحش يومين فتح الكتاب ينظر فيه، فإذا فيه: إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف لترصد بها قريشاً وتعلم أخبارها. فمضى ومضى معه أصحابه، لم يتخلف منهم أحد، فلما نزل نخلة مرت به عير لقريش تحمل زبيبا وأدما وتجارة، فيها عمرو بن الحضرمي فقاتلوه فأسروا منهم رجلين، فكانا أول أسير من المشركين، وأفلت القوم وأخذوا ما كان معهم، فعزل رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم خمس العير وقسم سائرها لأصحابه، فكان أول خمس قسم في الإسلام. ووجه مرثد بن أبي مرثد حليف حمزة بن عبد المطلب على سرية إلى جمع وذلك أنه قدم على النبي صلى الله عليه[وآله] وسلم نفر من العضل وديش، وهما حيان من الهون بن خزيمة، فقالا: يا رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم أن فينا إسلاماً فابعث معنا أصحابك يفقهوننا ويقرئوننا القرآن. فبعث فيهم مرثد بن أبي مرثد الغنوي وخالد بن البكير حليف بني عدي وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح العمري وزيد بن دثنة البياضي وعبد الله بن طارق الظفري وخبيب بن عدي العمري، فلما كانوا على ماء يقال له الرجيع لهذيل خرج بعض الناس حتى انتهى إلى هذيل، فقال: أن هاهنا نفرا من أصحاب محمد، هل لكم أن نأخذهم ونسلبهم ونبيعهم من قريش؟ فما راع المسلمين إلا الرجال بأيديهم السيوف. فقالوا: استأسروا فلكم العهد والعقد ولا نقتلكم ولكن نبيعكم من قريش. فنادى مرثد، وهو أمير القوم، وعاصم وخالد فصاحوا بالقوم وسلوا سيوفهم وتهيئوا للقتال، وأما خبيب وعبد الله وزيد فلانوا وأعطوا بأيديهم فقاتل أصحابهم قتالاً شديداً وقتل. مرثد وخالد بن البكير وقاتل عاصم بن ثابت حتى قتل.

وزيد بن حارثة الكلبي مولى رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم على سرية إلى قردة. لما انصرف رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم من بدر الصغرى، ميعاد أبي سفيان، هابت قريش أن يأخذوا طريقهم إلى الشام على بدر، فتركوا ذلك الطريق وسلكوا طريق العراق، فخرج أبو سفيان وأبو العاص بن الربيع في عير قريش في مال كثير إلى الشام، فبعث رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم فأصابهم وما فيها. وخرج القوم هاربين: أبو سفيان وأصحابه، فسبقوهم، فقدم زيد بذلك المال وأسر معاوية بن المغيرة بن أبي العاص جد عبد الملك بن مروان، وقيل إنه قدم به. وأقبل أبو العاص بن الربيع حتى دخل المدينة فاستجار بزينب ابنة رسول الله، فلما صلى رسول الله الغداة نادت زينب، إلا إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع. فقال رسول الله حين انصرف: أسمعتم؟ قالوا: نعم! قال: قد أجرت، من أجارت، أن أدنى المؤمنين يجير على أقصاهم. وقام فدخل عليهما فقال: لا يفوتنك، أكرمي مثواه. ورد عليه ما أخذ له، فرجع إلى مكة فرد إلى كل ذي حق حقه ثم أسلم ورجع إلى رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم فرد عليه زينب بالنكاح الأول.

وأيضاً زيد بن حارثة على سرية إلى الجحوم أو الجموم، فأصاب امرأة من مزينة يقال لها حليمة فدلتهم على محلة من محال بني سليم فأصابوا في تلك المحلة نعما وأسارى. وكان في أولئك الأسارى زوج حليمة. فلما قفل بها وهب رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم للمزينية زوجها ونفسها.

ومرة أخرى لزيد على جيش إلى جذام. وكان ابن خليفة الكلبي لما انصرف من عند قيصر مر بأرض جذام فأغار عليه الهنيد بن عارض الجذامي فسلبه ما كان معه، وأدركه نفر من المسلمين فاستنقذوا ما أخذ منه فدفعوه إلى دحية. فوجه رسول الله زيد بن حارثة فسبى وقتل وأخذ الهنيد وابنه فضرب أعناقهما. ووجه أيضاً زيداً على جيش إلى وادي القرى، وكانت أم قرفة ابنة ربيعة ابن بدر قد زوجها مالك بن حذيفة بن بدر، بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم بأربعين رجلاً من بطنها وقالت: ادخلوا عليه المدينة. فبعث رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم زيد بن حارثة في خيل فلقيهم بوادي القرى فهزم أصحابه وارتث زيد من القتلى، فحلف ألا يغسل ولا يدهن حتى يغزوهم. فسأل رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم أن يبعث به إليهم، فبعثه في خيل عظيمة فالتقوا بوادي القرى فاقتتلوا قتالاً شديدا فهزمت بنو فزارة وقتلوا وسبيت يومئذ أم قرفة فقتلها قتلاً عنيفاً، شقها بين بكرين. وأما ابنتها فوقعت في سهم قيس بن المحسر فاستوهبها رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم منه لخاله حزن بن أبي وهب بن عائذ بن عمران بن مخزوم، فولدت عبد الرحمن بن حزن.

ومرة على جيش الطرف إلى بني ثعلبة في خمسة عشر رجلاً، فهربت الأعراب وخافوا أن يكون رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم سار إليهم، فأصاب من نعمهم عشرين بعيرا ولم يكن بينهم قتال.

والمنذر بن عمرو الأنصاري على سرية إلى بئر معونة. وذلك أن أسد بن معونة قدم على رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم بهدية من قبل عمه أبي براء بن مالك ملاعب الأسنة، وأهدى له فرسين ونجائب، وكان صديقا للنبي. فقال رسول الله: والله لا أقبل هدية مشرك. فقال لبيد بن ربيعة: ما كنت أرى أن رجلاً من مضر يرد هدية أبي براء. فقال: لو كنت قابلاً من مشرك هدية لقبلتها منه. قال: فإنه يستشفيك من دبيلة في بطنة قد غلبت عليه. فتناول رسول الله جبوبة من تراب فأمرها على لسانه ثم دفها بماء ثم سقاه إياه، فكأنما انشط من عقال. وكان أبو براء سأل رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم أن يبعث إليه بنفر من أصحابه ليفقهوهم في الدين ويبصروهم شرائع الإسلام، فقال رسول الله: إني أخاف أن يقتلهم بنو عامر، فأرسل أبو براء انهم في جواري. فبعث إليه المنذر بن عمرو ونفرا من أصحابه في تسعة وعشرين عامتهم بدري. فأغار عليهم عامر بن الطفيل وتابعه ثلاثة أحياء من بني سليم رعل وذكوان وعصية فلذلك لعنهم رسول الله، وأقبل عامر إلى حرام بن ملحان، وهو يقرأ كتاب رسول الله، فطعنه بالرمح. فقال: الله أكبر فزت بالجنة. واقتتل القوم قتالاً شديدا وكثرتهم بنو سليم، فقتلوا من عند آخرهم ما خلا المنذر بن عمرو فإنه قال لهم: دعوني أصلي على أخي حرام ابن ملحان. قالوا: نعم. فصلى عليه ثم أخذ سيفا وأعنق نحوهم فقاتلهم حتى قتل. وقال الحارث بن الصمة: ما كنت لأرغب بنفسي عن سبيل مضى فيه المنذر، والله لأذهبن فلئن ظفر لأظفرن ولئن قتل لأقتلن. فذهب فقتل وأعتق عامر بن الطفيل أسعد بن زيد الديناري عن رقبة كانت على أمه.

وبعث جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة إلى البلقاء من أرض الشام فأصيبوا بمؤتة.

وبعث رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم غالب بن عبد الله الكلبي إلى بني مدلج وهم حلفاؤه وهم الذين قال الله فيهم: أو جاءوكم حصرت صدورهم فقالوا: لسنا عليك ولسنا معك، ولم يجيبوه، فقال الناس: أغزهم يا رسول الله. فقال: أن لهم سيداً أديبا لن يأخذ إلا خيرة أمره، وإنهم إذا نحروا ثجوا وإذا لبوا عجوا، رب غاز من بني مدلج شهيد في سبيل الله.

وبعث نميلة بن عبد الله الليثي إلى بني ضمرة فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم فقال: يا رسول الله قالوا لا نحاربه ولا نسالمه ولا نصدقه ولا نكذبه. فقال الناس: يا رسول الله أغزهم. فقال: دعوهم فإن فيهم عددا وسؤددا، ورب شيخ صالح من بني ضمرة غاز في سبيل الله.

وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى بني الديل فرجع فقال: يا رسول الله أدركتهم فلولا وجثتهم حلولا، دعوتهم إلى الله ورسوله فأبوا أشد الإباء. فقال الناس: أغزهم يا رسول الله. فقال رسول الله: دعوا بني الديل، إياكم! إلا أن سيدهم قد صلى وأسلم فيقول: أسلم، فيقولون: نعم.

وبعث رسول الله عبد الله بن سهيل بن عمرو العامري إلى بني معيص ومحارب ابن فهر ومن يليهم من السواحل في خمسمائة، فلقيهم على المدثراً. فلما واقعهم دعاهم إلى الإسلام، فجاء معه نفر فقال رسول الله: ها قطيعة الأيمان كجذع النخل حلو أوله حلو آخره.

وبعث أبا عبيدة بن الجراح على جيش إلى ذات القصة، وكان بها قوم من محارب وثعلبة وأنمار. فخرج أبو عبيدة وأصحابه يسيرون ليلتهم حتى أصبحوا. فلما أبصر القوم بهم هربوا وخلفوا إبلهم فغنموا الأموال وأخذوا رجلاً واحداً فأتوا به رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم فخمس رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم فأخذ الخمس وفرق الباقي على أصحاب السرية، وأسلم الرجل فتركه.

وعمر بن الخطاب على جيش إلى زبية قريبة من الطائف فلم يلق كيدا. وعلي بن أبي طالب[عليه السلام] على جيش إلى فدك. وبلغ رسول الله أن بها جمعاً يريدون أن يمدوا يهود خيبر، فسار علي بن أبي طالب[عليه السلام] الليل وكمن النهار حتى صبحهم فقتلهم. وأبا العوجاء السلمي على سرية، فاستشهد كل من كان في السرية فلم ينصرف منهم أحد. وعكاشة بن محصن بن حرثان الأسدي أسد بن خزيمة، على سرية إلى الغمرة. وأبا سلمة بن عبد الأسد بن هلال المخزومي إلى قطن. ومحمد بن مسلمة الأنصاري أخا بني حارثة على جيش إلى القرطاء من هوازن. وبشير بن سعد الأنصاري على سرية إلى فدك فأصيب أصحابه جميعاً ولم يرجع منهم أحد. ثم بعث إليهم غالب بن عبد الله الملوحي، فجاء بمرداس ابن نهيك الفدكي. ومرة أخرى إلى صروحان من أرض خيبر. وعبد الله بن رواحة الأنصاري على سرية إلى خيبر مرتين، أحداًهما إلى أصحاب اليسير بن رزام اليهودي وأصحابه، وكان يجمع غطفان لغزو رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم].

وعبد الله بن أنيس الأنصاري إلى خالد بن سفيان بن نبيح يجمع لرسول الله[صلى الله عليه وآله وسلم] الناس ليغزوه، فقتله، ويقال لم تكن سرية إنما كان وحده.

وعيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري على جيش إلى بلعنبر فأصابهم وهم خلوف، فجاء بسباياهم فطرحهم في المسجد. فركب إليه رجالاتهم، فلما دخلوا المسجد صاحوا: يا محمد اخرج إلينا. وكان فيهم بسامة بن الأعور وسمرة ابن عمرو، قال الله، عز وجل: ولو انهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم فخرج إليهم رسول الله، فسألوه وطلبوا إليه أن يحكم سمرة بن عمرو وأن يهب لهم ثلاثاً ويؤخر ثلاثاً ويأخذ ثلاثا، فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم قال: من أراد أن يعتق من ولد إسماعيل فليعتق من هؤلاء.

وكعب بن عمير الأنصاري على سرية إلى ذات أطلاح، ويقال ذات أباطح، فاستشهدوا جميعاً ولم يرجع من السرية أحد. وبعث رسول الله عمرو بن العاص على جيش إلى ذات السلاسل من أرض الشام، وبها ناس من بني عذرة وبلى وقبائل من اليمن، وكان معه أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح، وأعطاه مالا وقال: استنفر من قدرت عليه. فلما شارف القوم نهاهم ألا يوقدوا نارا فشق ذلك على المسلمين لشدة القر، فقال: قد أمركم رسول الله أن تسمعوا لي وتطيعوا. فكلموا أبا بكر في ذلك فأتى عمرا فلم يأذن له. فصاح به أبو بكر: يا ابن بياعة العباء اخرج إلي، فأبى. قال: يا ابن دباغة القرظ اخرج إلي، فأبى. فلما كان في السحر أغار بهم فأصاب وظفر، فقال لأبي بكر: كيف رأيت رأي ابن بياعة العباء؟ وصلى عمرو بن العاص بالناس وهو جنب، فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم أخبره أبو عبيدة بن الجراح، فقال عمرو: يا رسول الله كان البرد شديداً ولو اغتسلت لمت، فضحك رسول الله.

وعبد الله بن أبي حدر الأسلمي على سرية إلى أضم، فلقي عامر بن الأضبط الأشجعي، فحمل عليه محلم بن جثامة بن قيس فطعنه فخاصمه عيينة ابن حصن إلى رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم بديته فعجل نصفاً وأخر نصفاً. فقام إليه محلم بن قيس فقال: يا رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم استغفر لي. قال: قتلت مسلماً، لعنك الله! فما لبث بعدها إلا خمساً حتى مات.

وعبد الرحمن بن عوف على سرية إلى كلب، وعممه رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم بعمامة سوداء وأسدلها بين يديه ومن خلفه وقال: هكذا فاعتم فإنه أشبه وأعرف، وأمره أن فتح الله عليه أن يزوجه ابنة سيدهم، ففتح الله عليه فتزوج تماضر بنت الأصبغ التي صولحت عن ربع الثمن عن ثمانين ألف دينار.

وأمر علي بن أبي طالب حين خرج إلى تبوك... وكان المهاجر بن أبي أمية أميره على صنعاء وزياد بن لبيد البياضي على حضرموت وصدقاتها وعدي بن حاتم على صدقات طيء ومالك بن نويرة اليربوعي على صدقات حنظلة والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم على صدقات بني سعد وعلي ابن أبي طالب إلى أهل نجران بجمع صدقاتهم وأخذ جزيتهم وخالد بن الوليد على سرية إلى دومة الجندل وعتاب بن أسيد بن أبي أمية على مكة وأبو سفيان ابن حرب على نجران ويزيد بن أبي سفيان على تيماء وخالد بن سعيد بن العاص بن أمية على صنعاء، فقبض النبي[صلى الله عليه وآله وسلم] وهو عليها، وعمرو بن سعيد بن العاص بن أمية على قرى عربية وأبان بن سعيد بن العاص بن أمية على الخط بالبحرين والوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق. وكذب عليهم وقد جئنا بحديثه في غزاة بني المصطلق، والعلاء حليف سعيد بن العاص على الغطيف بالبحرين ومعيقيب ابن أبي فاطمة الدوسي على الغنائم وأبو رنم الغفاري أميره على المدينة حين غزا خيبر، ويقال أبو رهم كلثوم بن الحصين الغفاري وأبو رهم الغفاري أيضاً على المدينة في غزاة الفتح وأميره على الموسم، والناس بعد على الشرك، عتاب بن أسيد، فوقف عتاب بالمسلمين ووقف المشركون على حدتهم، وأبو بكر أميره على الموسم في سنة تسع وبعض الناس مشركون، فوقف أبو بكر بالمسلمين ووقف المشركون ناحية على مواقفهم.

وفي تلك السنة وجه علي بن أبي طالب بسورة براءة فأخذها من أبي بكر، فقال أبو بكر: يا رسول الله! هل نزل في شيء؟ فقال: لا، ولكن جبريل قال لي: لا يبلغ هذا إلا أنت أو رجل من أهلك. فقرأها على أهل مكة، ويقال قرأها على سقاية زمزم. وأمن فنادى أن من كان له عهد من رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم في تأجيله أربعة أشهر فهو على عهده ومن لم يكن له عنده عهد فقد أجله خمسين ليلة. وأميره على صلاة وفد ثقيف عثمان بن أبي العاص الثقفي ومعاذ بن جبل على بعض اليمن وعلى المقاسم يوم بدر محمية بن جزء بن عبد يغوث الزبيدي حليف بني جمح وأسامة بن زيد مولى رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم على جيش إلى ناحية الشام، فأنفذه أبو بكر بعد وفاة رسول الله. وكان أبو بكر وعمر في الجيش وكان رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم إذا بعث السرايا والجيوش قال: اغزوا بسم الله، في سبيل الله، وقاتلوا من كفر بالله، لا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً.

ووجه رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام. فوجه عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى، وكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله إلى الناس كافة لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين فأسلم تسلم، فإن أبيت فإن عليك آثام المجوس.

وكتب إليه كسرى كتاباً جعله بين سرقتي حرير وجعل فيهما مسكاً، فلما دفعه الرسول إلى النبي صلى الله عليه[وآله] وسلم فتحه فأخذ قبضة من المسك فشمه وناوله أصحابه، وقال: لا حاجة لنا في هذا الحرير، ليس من لباسنا، وقال: لتدخلن في أمري أو لآتينك بنفسي ومن معي وأمر الله أسرع من ذلك. فأما كتابك فأنا أعلم به منك، فيه كذا وكذا، ولم يفتحه ولم يقرأه. ورجع الرسول إلى كسرى فأخبره، وقد قيل إن كسرى لما وصل إليه الكتاب وكان... راع أدم قده شتورا، فقال رسول الله: يمزق الله ملكهم كل ممزق.

ووجه دحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر وكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى. أما بعد فإني أدعوك بداعية الإسلام فأسلم تسلم، ويؤتك الله أجرك مرتين {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64] فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين.

فكتب، هرقل: إلى أحمد رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم الذي بشر به عيسى من قيصر ملك الروم: أنه جاءني كتابك مع رسولك وإني أشهد أنك رسول الله صلى الله عليه[وآله] وسلم نجدك عندنا في الإنجيل، بشرنا بك عيسى بن مريم وإني دعوت الروم إلى أن يؤمنوا بك فأبوا، ولو أطاعوني لكان خيراً لهم، ولوددت أني عندك فأخدمك واغسل قدميك. فقال رسول الله: يبقى ملكهم ما بقي كتابي عندهم.

ووجه عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي وشجاع بن وهب إلى الحارث ابن أبي شمر الغساني وحاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية وجرير بن عبد الله البجلي إلى ذي الكلاع الحميري والعلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي من بني تميم بالبحرين وعمار بن ياسر إلى الأيهم بن النعمان الغساني وسليط بن عمرو بن عبد شمس العامري إلى ابني هوذة بن علي الحنفي باليمامة والمهاجر بن أبي أمية إلى الحارث بن عبد كلال الحميري وخالد بن الوليد إلى الديان وبني قنان وعمرو بن العاص إلى جيفر وعباد ابني الجلندا إلى عمان، وكتب إليهم جميعا بمثل ما كتب به إلى كسرى وقيصر، وسليم بن عمرو الأنصاري إلى حضرموت.

وبعث قوماً من أصحابه في قتل قوم من المشركين. فوجه عمرو بن أمية الضمري بقتل أبي سفيان بن حرب فلم يقتله. وبعث محمد بن مسلمة وأبا نائلة سلكان بن سلامة وعباد بن بشر وأبا عبس بن جبر والحارث بن أوس في قتل كعب بن الأشرف اليهودي فقتلوه في النضير. وبعث عبد الله بن رواحة إلى اليسير بن رزام اليهودي الخيبري فقتله. وبعث عبد الله بن عتيك وأبا قتادة ابن ربعي وخزاعي بن الأسود ومسعود بن سنان وابن عتيك أميرهم في قتل سلام بن أبي الحقيق فقتلوه بخيبر. وبعث في قتل ابن أبي حدعة وقال للموجه: أن أصبته حياً فاقتله وأحرقه بالنار، فأصابه قد لسعته حية فمات. وبعث عبد الله بن أبي حدرد في قتل رفاعة بن قيس الجشمي فقتله، وبعث علي بن أبي طالب في قتل معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية فقتله.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).