المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تجميع المهارات كلها معاً  
  
1865   11:51 صباحاً   التاريخ: 1-12-2016
المؤلف : د. برناردوجيه
الكتاب أو المصدر : كيف تخلص طفلك من الخجل
الجزء والصفحة : ص68-71
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-7-2022 1810
التاريخ: 20/11/2022 1139
التاريخ: 19-3-2022 1813
التاريخ: 15-9-2021 1905

حدث لي مؤخراً موقف أوضح لي كيف يمكن لكل تلك المهارات الحياتية أن تجتمع معاً ليكون الطفل سعيداً وواثقاً من نفسه ومتمتعاً بصحة جيدة. عندما كنت أتناول العشاء في منزل أصدقائي في مزرعة الألبان الخاصة بهم فوجئت بالموقف الذي وجد (ستيفن) البالغ من العمر أحد عشر عاماً نفسه فيه.

مثل العديد من أطفال المزرعة، فان (ستيفن) مشترك في جمعيات زراعية، حيث يتجمع مع الأطفال ذوي الاهتمام المشترك ويتمكن من تعلم المزيد عن النباتات والحيوانات، وهي معرفة سيحتاجها في المستقبل. ولقد فاز (ستيفن) بالفعل بجائزة أفضل مربٍّ للعجول، علاوة على العديد من الجوائز الأخرى في المسابقات المحلية. وظاهرياً لا تمثل المسابقات مشكلة بالنسبة له لأنه يعمل حقاً باجتهاد في تربية العجول بشكل جيد ويتمرن على عرضها قبل الذهاب لأي مسابقة.

ولكن (ستيفن) الآن يواجه عائقاً جديداً تماماً – يتمثل في أنه يجب عليه إلقاء خطاب عن العجول أمام لجنة التحكيم بالإضافة الى أنه يجب عليه السفر الى عاصمة الولاية من أجل تلك المسابقة وهو شيء لم يفعله أبداً من قبل.

وقد اعترفت لي والدته (ليندا) أن (ستيفن) يعاني من مشكلة كبيرة بشأن إلقاء الخطب، ولكنها هي وزوجها كانا يعتقدان أن التجربة ستكون مفيدة لابنهما، وتوصلا لأسلوب يساعده على اجتياز التجربة. أولاً قاما بتذكير (ستيفن) أنه لو أراد المشاركة في المسابقة يجب عليه أن يقوم بالعمل الإعدادي بنفسه، مثلما كان يفعل بالضبط عندما يعرض عجلاً للبيع. وبدلاً من القيام بالعمل نيابة عنه لكي يحصل على انتصار أجوف لا قيمة له، أعطيا (ستيفن) دفتراً لتدوين كتاباته وأبحاثه وأخبراه أن يقوم بجمع أكبر كمٍّ ممكن من المعلومات.

بدأ (ستيفن) في البحث وتدوين الملاحظات والتدريب والمراجعة بشكل متكرر. ثم قالت لي (ليندا): (لا يصيب (ستيفن) التوتر عند التدريب أمامنا، ولكنه ينتابه القلق قليلاً من فكرة إلقاء الخطاب أمام هيأة التحكيم).

فكرت في أن (ستيفن) يجب أن ينتقل للمستوى التالي عن طريق إلقاء الخطاب أمامي، ولذلك اقترحت أن يفعل ذلك معنا بعد تناول الحلوى، ولقد قاوم الفكرة في البداية ولكنه لم يستطع المقاومة الى النهاية، وأمسك بدفتره وكان صوته يرتعش في بادئ الأمر ولكنه أصبح أقوى حينما واصل إلقاء خطابه. ولم يشعر بالخجل عندما حييناه، وأعترف أيضاً بأن بعض مقترحاتنا كانت نافعة أيضاً.

ومع اقتراب موعد المسابقة حاولت (ليندا) وزوجها التخفيف من توتر (ستيفن). وعلى الرغم من أنه كان واثقاً من نفسه بشأن إلقاء الخطاب، إلا أنه وجد أنه من المخيف أن يسافر ويقابل كل أعضاء جمعيات النباتات والحيوانات. لذا قررت (ليندا) أن (ستيفن) يحتاج فقط للقليل من المساعدة بخصوص نظرته للمنافسة.

قالت (ليندا): (تحدثت اليه عن ذلك الأمر وما تمنيت أن يفهمه هو أنه من المهم أن يفوز ولكن الأكثر أهمية هو أن يقوم بعمل مشروع رائع ويجتاز تجربة المنافسة. وأخبرناه أننا فقط نريده أن يجتاز التجربة ولا يجب عليه أن يكون مثالياً، وليس من العيب أن يذهب الى هناك ولا يقول أي شيء فلا بأس في ذلك أيضاً).

ذهب (ستيفن) الى المسابقة مسلحاً بتشجيع والديه وثقته في خطابه المعد جيداً. وعلى الرغم من أنه لم يفز إلا أنه حاز على المجد والشهرة كواحد من أصغر المتسابقين الذين قاموا بعمل رائع، ولاحقاً أخبر أباه بأنه يريد الذهاب للمعسكر الصيفي لمحبي النباتات والحيوانات لكي يوثق علاقاته مع الأصدقاء الذين تعرف عليهم في المسابقة، والأكثر من ذلك أن (ستيفن) شعر بأنه أنجز شيئاً لأنه منذ بضعة شهور كانت فكرة إلقاء الخطاب تصيبه بالفزع.

أنا أحب تلك القصة ليس فقط لأن (ستيفن) ولد لطيف من عائلة لطيفة، ولكني أحب الأسلوب الذي استخدم به (ستيفن) المهارات الحياتية لكي يتصرف بطريقة تنم عن المسؤولية ويواجه التحديات بشجاعة وبمثابرة. فقد استطاع بمساعدة والديه أن يحل مشكلة التفكير في كيفية إلقاء الخطاب، وتغلب على الكثير من الإحباط عندما شعر بالضجر من التدريب ومراجعة خطابه، وقام بتنمية الاهتمام الاجتماعي عن طريق مشاركة أقرانه بمواهبه، وأصبح أكثر وعياً بذاته عن طريق تغيير صورته الذهنية عن نفسه من مجرد طفل يجيد عرض عجوله الى طفل يستطيع التحدث بطلاقة وفصاحة عن عجوله أيضاً.

وخلال كل هذا الجهد كان والدا (ستيفن) يرشدانه بلطف ولكن بطريقة فعالة، وأنا معجب بهما لأنهما يشاركان ابنهما ويتواصلان معه دائماً بطريقة لائقة. فلقد وجدا المستوى المناسب من المشاركة وهو ما يجب أن يجده كل الآباء – فهو شيء بين الإفراط والتفريط أو مساعدته في كل شيء دون تدخل مباشر وصريح. علاوة على ذلك فلقد استمعت (ليندا) وزوجها لـ (ستيفن) وقاما بتهيئة الجو الذي يتقبل الأخطاء، وبذلك قاما بإرسال الإشارات الصحيحة عن إمكانيات (ستيفن) في الحياة وقدرته على مواجهة التحديات الأصعب. وبفضل والديه فقد عرف أن لديه الكثير ليقدمه للآخرين ويمكنه الوصول للناس الذين سيساندونه ويشجعونه ولن يترك بعض القلق يمنعه من الإقدام على تحقيق أي هدف يضعه لنفسه، وتلك هي الدروس التي أتمنى أن تعلمها لطفلك الخجول.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.