أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-11-2016
600
التاريخ: 12-11-2016
767
التاريخ: 12-11-2016
604
التاريخ:
1084
|
في القرون الأخيرة السابقة للفتح العربي الإسلامي، بدأت معالم الجماعات العربية تتضح كإسم في بعض معالم اللغة العربية، في العراق والشام، رغم بقاء اللغة الآرامية كلغة الثقافة والتعبير لهذه الجماعات العربية الجديدة. ما إن انتهت الحضر في القرن الرابع حتى قامت إمارة الحيرة في نفس القرن. وبما أن الحيرة قريبة من بابل القديمة، فإنها حملت الكثير من روحها الحضارية المندثرة. فسكان الحيرة هم من العراقيين الأوائل الذين كانوا قد اعتنقوا المسيحية النسطورية، لهذا كان يطلق عليهم لقب عباد، وتعني بالآرامية (المؤمنين)، وكانت لغتهم السائدة هي الآرامية. وفيهم قال الشاعر:
يسقيـكما من بني العباد رشا منتسـب عبـده إلى الأحـد
وكانت حدود هذه المملكة تمتد من بابل إلى الفرات إلى الخليج العربي، وكانت لغتها آرامية وديانتها مسيحية نسطورية، ولعبت دورا سياسيا ودينيا وثقافيا متميزا، حيث تحولت إلى مركز جذب للكثير من الشعراء وكذلك رجال الدين المسيحيين. اختلفت الآراء في أصل عرب الحيرة، ولكن من الواضح إنهم مثل كل القبائل الكبرى في ذلك الوقت، مجموعة متحالفة من الجماعات العربية والآرامية، التي استوطنت بعد سقوط بابل. لقد حكم الحيرة 25 ملكا، وكان النعمان بن المنذر (580-602 م) آخر ملوك آل لخم في الحيرة، وقد عاصر حكم الملك الفارسي أبرويز.
وكان يسود مجتمع الحيرة مثل جميع المدن العراقية، نوع من التسامح الديني، حيث أنه كان هناك الكثير من الطوائف الدينية، بجانب الغالبية المسيحية النسطورية. فهناك بقايا الديانة العراقية القديمة بأوثانهم التي تمثل آلهة الكواكب، وبالذات أتباع مذهب عبادة القمر. وهناك أيضاً أتباع للمانوية العراقية، بالإضافة إلى أتباع المذهب المسيحي (اليعقوبي ـ المنفوزي)، كذلك اليهود والصابئة.
المسيحية في الجزيرة العربية:
ليست صدفة إن المسيحية العربية كانت بغالبها على المذهب النسطوري العراقي، لأن الحيرة كانت من المراكز المهمة في حركة التبشير بالنصرانية بين العرب. ومن الحيرة ذهب قسم من المبشرين العراقيين إلى اليمن والبحرين وعمان والأجزاء الأخرى من جزيرة العرب لنشر النسطورية العراقية.
ومن الحيرة امتدت الصلات بين قريش والعراقيين، فانعكس ذلك فيما بعد على ما بين الإسلام والمسيحية، عبر الصلات التجارية، فكان بالحيرة سراة نصارى اشتركوا مع سراة قريش في الأعمال التجارية، مثل كعب بن عدي التنوخي، وهو من سراة نصارى الحيرة، وكان أبوه أسقفاً على المدينة، وكان يتعاطى التجارة، وله شركة في التجارة في الجاهلية مع عمر بن الخطاب في تجارة البز، وكان عقيداً لهم. ومن الحيرة تعلم العرب الكتابة وتم اشتقاق الخط العربي من الخط السرياني. علماً بأنه كانت هناك خمسة أسقفيات نسطورية في أنحاء الجزيرة والخليج تابعة لكنيسة بابل.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|