أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-11-2016
560
التاريخ: 12-11-2016
1498
التاريخ: 12-11-2016
227
التاريخ: 5-7-2019
619
|
مهما يكن من أمر، فإن "كسرى أبرويز" قد طلب من "إياس بن قبيصة الطائي" أن يجمع ما خلفه النعمان وأن يرسله إليه، ومن ثم فقد بعث "إياس" إلى "هانئ بن مسعود" أن يرسل إليه ما استودعه النعمان إياه، فأبى هانئ ذلك، وغضب كسرى، وهنا أشار عليه أحد أعداء بني شيبان وسائر بكر بن وائل، أن ينتظر ريثما ينزل القوم "ذي قار"(1)، فيبعث إليهم من يأخذهم بالقوة، وهكذا ما أن يحين الحين، حتى يرسل إليهم كسرى من يخيرهم بين ثلاث، أحلاهن مر، الاستسلام، أو الرحيل عن الديار، أو الحرب، وكان رد العرب أن السيف هو الحكم، وهكذا وقعت الواقعة وأبلى العرب بلاء حسنا، وكتب لهم -ولأول مرة- نصرا مؤزرا على الفرس(2).
ويختلف المؤرخون في زمن موقعة ذي قار هذه، فذهب فريق إلى أنها إنما كانت يوم مولد المصطفى -صلوات الله وسلامه عليه و على آله- ومن ثم فإن هناك رواية تذهب إلى أنه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: "هذا أول يوم انتصف فيه العرب من العجم وبي نصروا"، بينما ذهب رأي آخر إلى أنها إنما كانت سنة أربعين لمولد النبي الأعظم –عليه وعلى آله الصلاة والسلام- وذهب رأي ثالث إلى أنها إنما كانت في العام الثالث من مبعث المصطفى -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- هذا وقد رأى فريق رابع إلى أنها كانت بعد الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة، على أن فريقا خامسا إنما يرى كانت بعد موقعة بدر الكبرى مباشرة، وربما بعدها بأشهر معدودات(3)، فإذا كان صحيحا ما ذهبنا إليه من قبل في هذه الدراسة من أصحابنا الأخباريين إنما يضعون تاريخ معركة ذي قار، فيما بين الأعوام 571م، 611م، 613م، 624م.
ويذهب "روتشتاين" إلى أن موقعة ذي قار، إنما كانت حوالي عام 604م، بينما يتجه "نولدكه" إلى أنها ما بين عامي 604، 611م(4)، والعام الأخير هو الذي يميل إليه "نيكسون"(5)، وأما "كوسان ده برسيفال"(6) فالرأي عنده أنها حدثت في يناير من عام 611م، وهو ما تميل إليه الغالبية العظمى من المؤرخين(7).
ويميل أستاذنا الدكتور عبد العزيز سالم إلى أن الموقعة إنما حدثت حوالي عام 609م -أو بعد ذلك بأشهر- معتمد في ذلك على أن المصادر تكاد تجمع على أن مبدأ النبوة إنما حدث على رأس أربع سنين من ملك "أياس بن قبيصة"، وروى قوم أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قد بعث وهو في الأربعين من عمره الشريف، ولما كان من المعروف أن الرسول –عليه وعلى آله الصلاة والسلام- قد انتقل إلى الرفيق الأعلى في 12 ربيع الأول سنة 11هـ "8 يونيه 632هـ، وهو في سن الثالثة والستين على أرجح الآراء(8)، فإن بعثته تكون قد حدثت في سنة 609م، وهو ابن أربعين سنة، وتكون وقعة ذي قار قد حدثت بعد سنة 609م، بقليل، أو على أبعد تقدير في سنة 610م(9).
وأيا ما كان تاريخ موقعة ذي قار، فقد تولى ملك الحيرة بعد "إياس" اثنان من قبل ملك الفرس، كان آخرهما "المنذر الخامس" -الملقب بالمغرور- ثم سقطت الحيرة تحت أقدام خالد بن الوليد في سنة 13هـ "633م"، على أيام أبي بكر الصديق "11-13هـ-632-634م"(10) وإن كان هناك من يرى أن الفرس قد أقاموا إلى جانب "إياس" مقيما فارسيا، يشرف على مهام الحكومة، بل إن ملوك الفرس سرعان ما ألغوا نظام الإمارة العربية وولوا من قبلهم حكاما من الفرس، يخضع لهم زعماء العرب، وأن الأمر قد استمر كذلك حتى الفتح الإسلامي في عام 633م(11).
____________
(1) ذي قار: ماء لبكر بن وائل قريب من الكوفة بينها وبين واسط، و"حنو ذي قار" على ليلة منه، وفيه كانت الموقعة المشهورة بين بكر بن وائل والفرس "ياقوت 4/ 293، الطبري 2/ 207، وكذا G. Rothstien, Op. Cit., P.121." ومن ثم فإنه يسمى كذلك "يوم حنو ذي قار" أو قرار، ويوم الجبايات ويوم العجر ويوم الغدوان ويوم البطحاء ويوم ذي قار، وكلهن حول ذي قار، دارت فيهن معارك ختمت بذي قار، فنسبت المعركة إليها "البكري 3/ 1043، المعارف ص260، تاريخ الطبري 2/ 193، 2/ 207-210، ابن الأثير 1/ 488-489".
(2) تاريخ الطبري 2/ 206-212، ابن الأثير 1/ 482-490، المعارف ص260 ياقوت 4/ 293-294، الميداني 2/ 216، الشعر والشعراء 1/ 375، مروج الذهب 2/ 78، أيام العرب في الجاهلية ص25-39، تاريخ الأمم الإسلامية 1/ 32، 41، صبح الأعشى 1/ 2-3، الاشتقاق ص208، الأغاني 2/ 127، تاريخ اليعقوبي 1/ 224، أبو الفداء 1/ 101، العمدة لابن رشيق 2/ 169، 218، شعراء النصرانية، ص137، الأمالي 1/ 169-171، البكري 3/ 1042-1043، ابن خلدون 2/ 267-268، حمزة الأصفهاني: المرجع السابق ص91، جرجي زيدان: المرجع السابق ص221، جواد علي 3/ 293-294، سعد زغلول: المرجع السابق ص230-2310 ريجيسي بلاشير: المرجع السابق ص61.
(3) ياقوت 4/ 293-294، أبو الفداء 1/ 101، مروج الذهب 1/ 306-307، 2/ 78، التنبية والإشراف ص207-208، تاريخ اليعقوبي 1/ 215، تاريخ ابن خلدون 2/ 268، 271، نهاية الارب للقلقشندي ص457، ابن الأثير 1/ 482-483، تاريخ الطبري 2/ 307، البكري 3/ 1043، المحبر ص360، جرجي زيدان: المرجع السابق ص222، جواد علي 3/ 294، سعد زغلول: المرجع السابق ص231.
(4) جواد علي 3/ 294، وكذا Rothstein, Op. Cit., P.123
(5) R. Nicholson, Op. Cit., P.70
(6) لاحظ أن "كوسان ده برسيفال" -وكذا جوستاف لوبون -إنما يؤرخون للمولد النبوي الشريف بيوم 27 أو 29 أغسطس 570م "جوستاف لوبون: حضارة العرب ص129 وكذا
وكذا Caussin De Perceval, Op. Cit., I. P.283
(7) Caussin De Perceval, Op. Cit., I. P.184
وانظر: بلاشير: المرجع السابق ص61، سعد زغلول: المرجع السابق ص231.
(8) راجع ما كتبناه سابقا في هذه الدارسة عن المولد النبوي الشريف وأنه عاش 63 عاما قمريا بالكامل، أي أكثر من61 عاما شمسيا، وأن البعثة كانت في عام 611م، أو بعد ذلك بعدة أشهر.
(9) عبد العزيز سالم: المرجع السابق ص371-372، حمزة الأصفهاني: المرجع السابق ص98، أنساب الأشراف ص579، أشد الغابة 1/ 53، ابن هشام 1/ 249.
(10) تاريخ الطبري 3/ 344-346، ابن الأثير 2/ 384، الأغاني 14/ 48، المحبر ص360-361، حمزة الأصفهاني: المرجع السابق ص74-75.
(11) P.K. Hitti, Op. Cit., P.84
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|