أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2016
170
التاريخ: 16-10-2016
375
التاريخ: 17-10-2016
251
التاريخ: 17-10-2016
247
|
العصر "الحجري ــ المعدني" الوسيط:
1ـ دور حلف:
عد دور حلف، الطور الأول مما أطلقنا عليه اسم "العصر الحجري ــ المعدني" الوسيط (Middle chalcolihic)؛ ويلي دور حلف من حيث التسلسل الطبقي والزمني طور سامراء الذي تكلمنا عليه.
أما سمع فقد اشتق من اسم التل المسمى "حلف" أو "خلف" ، وهو موضع أثري كبير يطل على الخابور، بالقرب من قرية "رأس العين"، على الحدود التركية السورية، وعلى بعد نحو (140) ميلاً شمال غربي نينوى. وقد تحرك فيه بعثة أثرية ألمانية برئاسة الباحث الأثري "فون أوبنهايم" (von Oppenheim) قبل الحرب العالمية الأولى، وكشفت عن بقايا أثرية مهمة منها ما يعود إلى مملكة آرامية ازدهرت في المنطقة في القرن العاشر ق.م، كانت عاصمتها "كوزان" أو "كوزانا" (Guzan) وهو اسم تل حلف القديم. ومن ناحية الموضوع الذي بين أيدينا عثر المنقبون على طبقات أثرية تقع تحت القصر الملكي وجد فيها نوع من الفخار المصبوغ الجميل، هو الذي أطلق عليه من بعد ذلك اسم فخار حلف. ولأن فخاريات عصور ما قبل التأريخ لم تكن قد نالت آنذاك الاهتمام اللازم من الباحثين ولتأخر النشر عن هذا الفخار إلى عام 1931(1)، فلم يعرف عن تأريخه وتسلسله الحضاري إلا من بعد ذلك العام، إذ إن التحريات الأحرى التي تلت النشر عنه واهتمام الباحثين بآثار ما قبل التأريخ، وضعت دور حلف والفخار الذي يميزه في موضعه الصحيح بين أدوار ما قبل التأريخ التي اتفق الباحثون على تسميتها وتسلسلها الحضاري في الثلاثينات من هذا القرن. فقد اكتشف فخار حلف في جملة مواقع أثرية منها نينوى(2) وتل الأربجية(3) وتل جغاربازار(4) وتبه كورا(5) وغيرها.
إن أبرز ما تمتاز به آثار دور حلف أواني الفخار الجميلة ذات النقوش الزاهية المصبوغة بعدة ألوان (Polychrome) مثل الأصفر والبرتقالي والأحمر والأسود على أرضية من الطين المفخور. والواقع أن براعة صنع هذا الفخار وجودة تزويقه تضاهي أجمل ما صنع من الفخار الملون في تأريخ الحضارات القديمة. ومما يزيد الإعجاب بها أن الأواني الفخارية قد صنعت باليد حيث لم يستعمل دولاب الخزاف بعد، وكلن رقة هذه الأواني وجودة طينتها وانتظام أشكالها ما زالت كما قلنا مدعاة للدهشة والإعجاب. وصنعت أنواع عديدة من الاواني مثل الأقداح (Pots) ذات الرقاب المفلطحة والجرار المقرفصة (Squat) والأباريق والدوارق (Beakers) والصحون والأطباق وغيرها. اما الزخارف فهي ذات أشكال متناسقة جميلة، وقوامها الأشكال الهندسية كالمثلثات والمربعات والمعينات والخطوط المتصالبة وأشكال المراوح او أشكال المحار المروحي (Scallop) والدوائر الصغيرة، والأشكال النباتية والحيوانية مثل الازدهار والاطيار الحاطة والغزلان ورؤوس الثيران المرسومة بصورة مختصرة تخطيطية (Bukranium)، ومن الأشكال الخاصة الفأس ذات الرأسين وما يسمى بالمربع المالطي (Maltese Square) (وهو مربع في كل من زواياه الأربع مثلث صغير).
اختلف الباحثون في أصل فخار حلف (6)، ويرد عن الموضوع احتمالان أحدهما الأصل السوري والاحتمال الثاني الذي نرجحه أنه من أصل محلة (7) من شمالي العراق ولا سيما منطقة نينوى، يؤيد ذلك وجد تراث قديم في شمالي العراق في صناعة الفخار الملون، مثل فخار دور حسونة وسامراء.
وإذا سلمنا بهذا الأصل فإن انتشاره في العراق لم يصل إلى المنطقة الوسطى منه، إذ لم يعثر عليه في سامراء كما ذكرنا. كما ان الاطوار الاولى منه متصلة بفخار دور سامراء. ولكنه انتشر انتشاراً بعيداً إلى الجهات الغربية بامتداد طرق القوافل التجارية المؤدية عبر الفرات والجزيرة إلى منطقة البحر المتوسط. وقد وجدت في منطقة الخابور عدة مواضع أثرية كشف فيها عن فخار حلف مثل تل "براك" و "جغاربازار" وتل حلف (وهو التل الذي اشتق منه اسم هذا الدور كما بينا" ، وانتشر كذلك عن طريق نهر البليخ حيث وجد فخاره في الموضع المسمى "تل أسوط" وعن طريق كركميش (جرابلس الآن) إلى بلاد الشام وكيليكية في الاناضول. كما وجد في عدة أماكن على ساحل البحر المتوسط مثل "أوغاريت" القديمة (رأس الشمرا، بالقرب من اللاذقية).
ومن الطريف ذكره بصدد اصل فخار حلف أن بعض الباحثين ذهب، قبل أن يثبت زمن هذا الفخار، إلى أنه من أصل إغريقي(8)، ومع أن هذا الرأي أصبح باطلاً الآن ، بيد أن شبه حلف بالفخار اليوناني أمر يسترعي الانتباه. وإلى ذلك فإن الأبنية المستديرة المسماة "ثولوس" (Tholos) التي عثر عليها من دور حلف في شمالي العراق لها ما يضاهيها في جزيرة قبرص وكريت في تأريخ متأخر عن زمن حلف العراقي. وكذلك في بلاد "مسينية " أو " مكينية" (Mycenae). يضاف إلى ذلك استعمال بعض الدمى والرموز الدينية التي وجدت من دور حلف مثل الدمى التي تمثل "الإلهة ــ الأم" (Mother Goddess) والحماية والفأس ذات الرأسين أو الحدين ورأس الثور (Bukranium). وقد وجد مثل هذه الرموز في كريت وبلاد الأناضول مما قبل العهد الحثي. وبالنظر إلى قدم فخار حلف وسيقه في زمن بعشرات القرون فيسوغ للباحث أن يعكس ذلك الرأي القديم عن أصل فخار حلف، وإرجاع تلك التأثيرات الحضارية في هذه المناطق إلى طور حلف في شمالي العراق.
ويتميز دور حلف في تأريخ حضارة وادي الرافدين بأن فيه ظهرت بداية التعدين واستعمال المعادن، ولا سيما النحاس والرصاص، وقد تقدم فن التعدين خطوات أخرى في الأدوار التي أعقبت عصر حلف.
وتشير سعة القرية التي كشفت عن بقاياها في تل الأربجية (القريب من الموصل) إلى تقدم القرى الفلاحية من ناحية الاتساع والتنظيم وأساليب البناء، وأصبح البعض منها، ولا سيما الأربجية السالفة الذكر، أقرب ما تكون إلى مدن صغيرة تقدم فيها بنات بيوت السكني وترتيبها وتنظيمها في شوارع مبلطة بالحجارة الطبيعية، ومع أن الطين بقي المادة الشائعة في بناء البيوت إلا أنه ظهر كذلك استعمال اللبن وبوجه خاص في قرى منطقة الخابور.ويتفرد دور حلف عن أطوار العصر الحجري المعدني بنوع غريب من الأبنية هي الأبنية المستديرة التي ذكرناها باسم "ثولوس" (Tholos وجمعها Tholi) والتي قلنا إنها تضاهي أبنية القبور "المسينية" التي يرجع زمنها إلى عصر متأخر عن دور حلف. وقد وجد عشرة أبنية منها في تل الأربجية من طول حلف الوسيط، وقوامها، كما قلنا، أبنية مستديرة تبلغ أقطارها من 5 ونصف إلى 7 أمتار، ثم ازدادت سعتها في الطبقات التالية من الأربجية إلى 5 ، 16 و 19 متراً، وهي مشيدة من الطين على هيئة خلايا وأسسها من الحجارة، ويظن أنها كانت تسقف بقباب معقودة، ووجد للبعض منها مدخل أمام البناء على هيئة حجرة مستطيلة. ولكن لم يعثر في أي منها على بقايا عظيمة بخلاف ما يماثلها من الأبنية "المسينية" اتي قلنا إنها كانت قبوراً، ولم يهتد الباحثون حتى الآن إلى تفسير واضح لوظيفة هذه الأبنية في شمالي العراق، وقد رجح أن يكون الكبير منها الموجود في مركز قرية الأربجية نوعاً من المعابد أو المزارات الدينية. كما فسرها البعض بأنها لم تكن سوى طراز خاص من دور السكني، وان الكبير منها كان بمثابة النادي أو "المضيف" للمجتمع الفلاحي، ولعل ما يؤيد ذلك أن الأنواع، الجديدة المكتشفة في تركية (في الموضع المسمى ترلو) ثبت أنها بيوت للسكنى.
وقد امكن تقسيم دور حلف ولا سيما في الأربجية، كما ذكرنا في أول كلامنا على العصر الحجري ــ المعدني، إلى ثلاثة أطوار يمثل كلاً منها عدداً من طبقات السكنى ونوعاً خاصاً من فخار حلف. وقد أطلق على هذه الأطوار:
(1) طور حلف القديم: ويشمل الطبقات البنائية في تل الأربجية مما قبل الطبقة العاشرة،
(2) طور حلف الوسيط: وتمثله الطبقات (7-10)،
(3) طور حلف المتأخر: وتمثله الطبقة السادسة.
ونختتم كلامنا على دور حلف بذكر أبرز المواد الأثرية بالإضافة إلى الأواني الفخارية التي تكلمنا عنها، فمنها انواع مهمة من القلائد أو الدلايات (Pendants) المصنوعة من حجر "الاستيتايت" الأخضر (Steatite) والأقراص الحجرية الصغيرة المنقوشة بخطوط مستقيمة أو متقاطعة. والمرجح أنها كانت تستعمل لختم "السدادات" الطينية الخاصة بالجرار فتكون بذلك أقدم نوع من الأختام المنبسطة (Stamp seals) التي سبقت في الظهور والاستعمال الأختام الاسطوانية (Cylinder seals) وهي الاختام التي ظهرا في الأطوار الاخيرة من دور الوركاء الذي سيأتي الكلام عليه. ومن المواد المميزة أيضاً رؤوس الدبابيس الحجرية (Mace heads) والعوذ الحجرية (Amulets) المصنوعة على هيئة رؤوس الثيران، والدمى المصنوعة بشكل الحمامة وكذلك الدمى التي أشرنا إليها باسم "الإلهة ــ الأم" المصنوعة بهيئة امرأة بدينة تصع يديها على ثدييها المبالغ في كبرهما، وجسمها مزين بخطوط ونقط يظن أنها نوع من الوشم (Tatto).
2 – دور العبيد:
تأريخ الاكتشاف والتسمية:
وجدت بعثة التنقيبات البريطانية في "أور" في أثناء تحرياتها في عام 1927 – 1926(9) في الموقع الأثري المسمى "العبيد" (نصير عبد) القريب من "أور" (على بعد نحو 4 أميال إلى الشمال الغربي) نوعاً من الفخار الملون عد عند اكتشاف أقدم نوع من الفخار ويمثل أول دور للاستيطان البشري في السهل الرسوبي، وأطلق عليها اسم دور "العبيد" نسبة إلى ذلك التل الذي ذكرناه. ثم أعقبت اكتشافات اخرى لفخار دور العبيد في أنحاء كثيرة من العراق، في الشمالي والجنوب؛ ففي الأعوام 1949-1946 قامت مديرية الآثار التنقيبات في الموضع المسمى "أبو شهرين" (أريدو القديمة" على بعد نحو 25 كم جنوب غربي أور). ووجدت نوعاً جديداً من الفخار في طبقات أثرية من "أريدو" تحت الطبقات التي وجد فيها فخار العبيد في الموقع نفسه (10)، أي ان فخار "أريدو الجديد أقدم زمناً من فخار العبيد، وعد هذا الفخار الجديد دوراً جديداً من أدوار ما قبل التأريخ عهود الاستيطان في الجنوب. وقد سبق لبعثة التنقيبات الألمانية في الوركاء أن عثرت في عام 1937-1935 على نوع آخر من الفخار اسمته فخار "حاج محمد" نسبة إلى الموضع المسمى "حاج محمد" او "قلعة حاج محمد" الواقع على ضفة الفرات غير بعيد عن موقع الوركاء وبالقرب من قلعة حاج محمد شيخ قبيلة الجوابر(11). وقد وجد هذا الفخار تحت طبقة من الترسبات الغرينية يبلغ ثخنها زهاء عشر أقدام، ولكنه كان يظهر إلى العيان في جرف شاطئ النهر إبان انحسار ماء الفرات، ومما لا شك فيه أن يكون موضع الاكتشافات هذا بقايا مستوطن من عصور ما قبل التأريخ سبق دور "العبيد"، ولكن ارتفاع مستوى الأرض بفعل الترسبات الغرينية جعله مطموراً تحت سطح الأرض، وقد وجد فخار "حاج محمد" في "أريدو" في طبقة أثرية تقع فوق طبقات فخار "أريدو" وتحت طبقات فخار العبيد، فيكون التسلسل الأثري لهذه الانواع الثلاثة من الفخار ابتداء من أسفل الطبقات على الوجه الآتي: أريدو ــ حاج محمد ــ العبيد. ثم اكتشف في عام 1960 في الموضع المسمى "رأس العمية" بالقرب من "كيش" نوع رابع من الفخار شبيه بفخار "حاج محمد" ولكن ارتثي أن يكون احدث منه ومشتق منه(12). وبعد دراسات وبحوث ن الموضوع في الستينات من هذا القرن صار معظم الباحثين يميل إلى عد ما كان يسمى دور "أريدو" طوراً قديماً من أطوار دور العبيد في الجنوب، وأصبح هذا الدور يقسم الآن إلى الأطوار الأربعة التالية:
1ـ العبيد الأول= طور "أريدو".
2- العبيد الثاني= طور فخار حاج ورأس العمية.
3- العبيد الثالث= ما كان يسمى سابقاً دور العبيد القديم.
4- العبيد الرابع= ما كان يسمى سابقاً دور العبيد المتأخر.
ويعاصر العبيد الأول والعبيد الثاني دور حلف في شمالي العراق، وقد سبق أن جعلنا دور حلف والعبيد والثاني تؤلف ما سميناه بالعصر الحجري ــ المعدني الوسيط. اما العبيد الثالث والعبيد الرابع ودور الوركاء القديم (الطبقات 8-12 من الوركاء) والوركاء الوسيط (الطبقات 6-8 من الوركاء) فقد جعلت كما مرّ بنا سابقاً الدور الأخير من العصر الحجري المعدني(13).
أريدو:
تقع مدينة "أريدو" (أبو شهرين) الآن في شبه صحراء رميلة، بيد أنها لم تكن كذلك في العصور القديمة، إذ تشير الأدلة الآثارية إلى أن مجرى نهر الفرات القديم أو فرعاً منه كان يرويها من بعد مروره بمدينة "أور" القريبة منها (نحو 25كم إلى الشمالي الشرقي). وأبرز ما يشاهد الآن من بقايا المدينة بضعة مرتفعات تغطيها الرمال وبقايا البرج المدرج (الزقورة) الذي يرجع في أصله البعيد إلى العصر الشبيه بالكتابي، ولكن شيد بالآجر بشكله التأريخي في عهد سلالة "أور" الثالثة ( في حدود 2100ق.م)، كما يدل على ذلك الآجر المختوم بأسماء ملوك هذه السلالة. واشتهرت مدينة "أريدو" في تأريخ حضارة وادي الرافدين ومآثرها الدينية بكونها مركز عبادة الإله الشهير "أنكي ــ أبا" إله الحكمة والمعرفة الذي اشتهر في العقائد الدينية وفي الآداب والأساطير.
وأبانت التحريات الآثارية التي قامت بها مديرية الآثار(1949 – 1946) أن أريدو كانت، بحسب معرفتنا الراهنة، أقدم مواضع الاستيطان في السهل الرسوبي الجنوبي، وذكرت المدينة في أثبات الملوك السومرية على انها أولى المدن الخمس التي حكمت فيها سلالات من الملوك في عصر ما قبل الطوفان(14). وكشفت التنقيبات التي نوَّهنا بها عن بقايا تسع عشرة طبقة أثرية أو دور سكني. وتنظيم هذه الطبقات ابتداء من الطبقة السفلى 19 (الكائنة فوق الأرض البكر) في الأدوار الحضارية التالية:
1ـ الطبقات 15-19: طور " أريدو" ، الذي سبق أن ذكرنا أنه سمي بدور العبيد الأول.
2- الطبقات 12-14: طور فخار حاج محمد، وهو الطور الذي أطلق عليه مع فخار رأس العمية "العبيد الثاني".
3- الطبقات 8-11: فخار العبيد المألوف الذي كان يسمى العبيد القديم ثم الآن "العبيد الثالث" .
4- الطبقات 6-7: فخار دور العبيد المتأخر (العبيد الرابع الآن).
5- الطبقات 1-5: دور الوركاء والأطوار التالية ويضمنها عصر فجر السلالات.
ويبدو من نتائج التحريات السالفة الذكر ان السكني العامة في "أريدو" انقطعت تقريباً من بعد دور الوركاء، واقتصرت حياة المدينة على جملة بنايات رسمية ومعبدية للموظفين ورجال الدين التابعين لمعبد "أي ــ آبسو"، معبد الإله "أنكي ــ أيا". وقد وجدت بقايا قصر كبير يرجع في زمنه إلى عصر فجر السلالات الثالث، واستمر المعبد والزقورة وما يتبعها من أبنية إلى العصور التأريخية التالية، كما يدل على هذا ما ذكرناه من أن زقورة المدينة (برجها المدرج) قد شيدت في عهد سلالة أور الثالثة (2004-2112 ق.م)، واستمرت الإشارات التأريخية في النصوص المسمارية إلى معبد المدينة في كتابات الملوك من العهود التأريخية التالية وفي مقدمتها شريعة "حمورابي" (1750 – 1792ق.م).
وإذا اسثنينا الطبقة التاسعة عشرة التي لم يعثر فيها على بقايا من الأبنية الامر الذي يشير إلى سكني الأكواخ، فقد وجدت في الطبقات التالية بقايا مساكن مشيدة من الطين ثم من اللبن، وكان لأحد هذه الأبنية قوس معقود باللبن من دور الوركاء.
وكشفت التحريات عند زاوية الزقورة عن سلسلة المعابد شيّد بعضها فوق بعض، أي إن المعبد الجديد كان يقام فوق أنقاض المعبد الأقدم منه. ويرجع أربعة من هذه المعابد إلى دور "أريدو" (العبيد الأول) ويرجع البعض الآخر إلى طور حاج محمد (العبيد الثاني)، ثم العبيد الثالث والرابع ودور الوركاء. وكان المعبد السادس عشر (من الطبقة السادسة عشرة) أحسن تلك المعابد حفظاً، ويلاحظ فيه تقدم في البناء، حيث شيّد باللبن، وقوامه حجرة مربعة تقريباً تحتوي على دكة القرابين (Offering table) ومذبح المعبد (ِAltar). وتمتاز جدران المعبد بما يسمى بالطلعات والدخلات (Butterss. Recess) وهي الخاصية المعمارية التي ظلّت ملازمة لطراز العمارة في معابد حضارة وادي الرافدين إلى آخر عهودها التأريخية. وتزداد إمارات التقدم المعماري في بناء المعابد التالية، فقد ازداد المعبد الخامس عشر سعة وحجماً، وعندما تصل إلى معابد أطوار العبيد التالية (المعابد: 9-11) نجدها مما يصح أن يطلق عليها مصطلح المباني "التذكارية" (Monumental buildings)، حيث شيّدت باللبن المنتظم وأقيمت فوق دكاك أو مصاطب منحدرة الارتفاع، ويرقى إليها بمنحدرات ترابية (Ramp). وفي وسع الباحث أن يعد هذه المعابد المقامة فوق مرتفعات اصطناعية أصل الزقورات (جمع زقورة أي البرج المدرج)، وهي الأبنية الدينية المرتفعة التي تميزت بها حضارة وادي الرافدين منذ مطلع العصور التأريخية. واستمر تشييد المعابد فوق المصاطب المرتفعة في "أريدو" في دور الوركاء التالي لدور العبيد.
ووجدت في معظم المعابد السالفة الذكر كميات كثيرة من عظام السمك، يمكن تفسيرها على أنها القرابين التي كانت تقدم إلى إله المدينة الذي لا شك في أنه كان الإله "أبا ــ أنكي" حيث استمرت عبادته في المدينة إلى العصور التأريخية، وكانت "أريدو" أشهر مراكز عبادته.
انتشار دور العبيد ومجمل خصائصه الحضارية:
وجدت الآثار المختلفة الممثلة لدور العبيد (بأطواره الأربعة التي يقسم إليها الآن) في جميع أنحاء العراق؛ على أن العبيد في شمالي العراق، وهو ما يطلق عليه اسم "العبيد الشمالي"، يختلف من بعض الوجوه عن العبيد الجنوبي. ويمكن القول إنه في الأجزاء الوسطى والجنوبية من العراق قامت المدن التأريخية المشهورة فوق بقايا قرى من دور العبيد كما تشير إلى ذلك التحريات الآثارية التي تمت في مثل هذه المدن، نخص بالذكر منها "أور" و "أريدو" ولجش (لكش) و "نفر" و "الوركاء" وغيرها، بالإضافة إلى المواضع الأثرية الكثيرة التي سجل المسح الأثري فيها وجود فخار دور العبيد(15)، ومثل ذلك يقال بالنسبة إلى المواقع الأثرية الكثيرة في شمالي العراق مما سبقت الإشارة إلى بعضها . وسنخصص وصفاً لأحد المواقع الشمالية وهو "تبه كورا" بصفته إحدى قرى العبيد الشمالي. ووجدت آثار طور العبيد المختلفة في عدة جهات من الشرق الأدنى، ومنها بلاد إيران وبلاد الشام. وتم في السنوات القليلة الماضية مسح أثري لآثار العبيد في بعض جهات المملكة العربية السعودية ولا سيما الأجزاء الساحلية من الخليج. وسجل أكثر من سبعة عشر موضعاً أثرياً في الجهات الداخلية على بعد نحو 40 ميلاً من السواحل، وجد فيها فخار العبيد من أطواره المختلفة. والجدير بالذكر بهذا الصدد أن آثاراً من دور "جمدة نصر" وعصر فجر السلالات وجدت في واحة " البريمي" (أبو ظبي"، كما عثر على معبد من عصر فجر السلالات في البحرين (البعثة الأثرية الدنيمركية 1961-1954)(16).
وبعد هذا الموجز عن مدى انتشار دور العبيد مذكر مجمل صفة آثار هذا الدور ولا سيما أونيه الفخارية المميزة. وأول ما نذكر أن فخار العبيد بوجه عام من النوع الملون ولكنه أحادي اللون (Monochrome)، وقوام الزخارف في أوانيه الفخارية خطوط سود مائلة إلى الزرقة أو سمر أو حمر فاتحة، أما سطح الإناء فإنه ذو لون مخضر (مائل إلى الخضرة) أو أصفر فاتح (Buff)، وهي مفخورة (مشوية) بدرجات عالية من الحرارة. هذا ولا يندر وجود أوانٍ مزينة بأشكال بعض النباتات والحيوانات. كما أن طائفة من الأواني قد صنعت بنوع خاص من دولاب الخزاف أو ما يسمى "القرص" (Tournette) إذ لم يستعمل دولاب الخزاف الصحيح. هذا محمل وصف فخار كل دور من أدواره الرجوع إلى النشرات الخاصة المثبتة في آخر هذا الفصل. أما موجز فخار طور "أريدو" فإنه يشترك مع فخار العبيد العام بكونه ملوناً بلون واحد، ولونه في الغالب أسمر غامق (لون الشكولاتة) ومزين بخطوط صغيرة وبأشكال المربعات والمثلثات الصغيرة والخطوط المنكسرة ضمن خطوط أفقية متوازية، وتشبه هذه الأطرزة في شكلها العام أطرزة فخار دور "سامراء"، ويرجح أن يكون النوعان من الفخار متعاصرين تقريباً. ووجدت في الطبقة (19) (أولى طبقات أريدو) والطبقات 17 و 15 الأطباق الخاصة بتقشير الحبوب (Husking trays) الشبيهة بأطباق دور حسونة، الأمر الذي يشير إلى قدم دور "أريدو". اما فخار "حاج محمد" (أي دور العبيد الثاني الممثل في "أريدو" بالطبقات 12-14) فلونه في الغالب قاتم ضارب إلى الحمرة الأرجوانية، ويظهر على الإناء بريق معدني من جراء ثخن طلائه، ولكن قعر الإناء ذو لون ضارب إلى الصفرة. ووجد نوع من الأواني على هيئة الطاسات (Bowls) العريضة تشبه الصحون التي وجدت من آخر أطوار حلف، وهي كذلك مزينة من الداخل بشبكات من المربعات والمثلثات.
وإذا كان فن التعدين ولا سيما تعدين النحاس قد كان في مراحله الأولى في دور حلف، فتوجد شواهد على تقدمه في دور العبيد ولا سيما الأطوار الاخيرة منه حيث وجدت آلات واضحة مثل الفؤوس كما تشير إلى ذلك الفأس المكتشفة في "تبه كورا" القريبة من الموصل.
وتدل بقايا القرى التي جرى التحري فيها في جنوبي العراق وشماليه مثل "أريدو" والعقير و "تبه كورا" على اتساع القرى في دور العبيد وتقدم بناء المساكن وازدياد استعمال اللبن المنتظم في البناء، كما أن كثيرة القبور وعدد دور السكني تدل هي الأخرى على تكاثر سكان القرى. فقد وجد مثلاً ما لا يقل عن ألف قبر في "أريدو" من دور العبيد. وقد فرز بعض القبور في "أريدو" وجعلت على هيئة مقبرة للقرية خارج حارات السكن، وهو قبور منتظمة مبنية باللبن وقد توصف الجثث فيها على ظهورها.
ومما توصف به التحريات التي كانت تجري للكشف عن دور العبيد بوجه خاص وأدوار عصور ما قبل التأريخ بوجه عام أن معظمها لم يتم بأسلوب التنقيبات الأفقية المنتظمة أي الكشف عن حارات السكني طبقة من بعد طبقة،وإنما أجريت بطريق حفر الجس (Test Pits) العميقة أي الحفر العمودي كما تم في "أور" و "الوركاء" ونفر و نينوى وغيرها، يستثنى من ذلك عدد قليل من المواضع التي طبقت فيها طريقة التنقيبات الأفقية في مقدمتها "أريدو" وتبه كورا والعقير، وإذ كنا قد تكلمنا على أريدو فيحسن أن نوجز نتائج التحريات في كل من العقير وتبع كورا بصفتهما أمثلة على قرى عصر العبيد، موضوع بحثنا.
العقير:
ففي موقع العقر (الواقع على بعد نحو 50 ميلاً جنوب بغداد في جزيرة ما بين النهرين السفلى) كشفت مديرية الآثار العراقية (1941 – 1940)(17) هن قرية أنموذجية من دور العبيد (دور العبيد الثالث والرابع). ما وجد معبد من طور الوركاء الاخير سيأتي وصفه في كلامنا على العصر الشبيه بالكتابي. لقد شيدت بيوت هذه القرية العبيدية من اللبن وبنيت على جانبي دروب أو أزقة، ويحتوي البيت الواحد على عدة حجرات ذات تخطيط منسق نوعاً ما. ووجدت نماذج للتنور الشبيه بالتنور العراقي الحديث. واستعمل فلاحو هذه القرية المناجل والفؤوس المصنوعة من الفخار المشوي شياً جيداً، حيث لم ينتشر استعمال معدن النحاس على مقياس كبير، كما استعملوا فلاحو هذه القرية المناجل والفؤوس المصنوعة من الفخار المشوي شياً جيداً، حيث لم ينتشر استعمال معدن النحاس على مقياس كبيرة، كما استعملوا الحجارة الطبيعية في صنع أدواتهم الزراعية المحدودة مثل رؤوس المحاريث، ولم يكن المحراث المعدني الكبير قد شاع استعماله. ووجدت كذلك إبر من العظم وأقراص للمغازل الأمر الذي يشير إلى تقدم فن الحياكة والنسيج.
ويجدر أن ننوَّه في ختام كلامنا على دور العبيد بالاتصالات التجارية بين وادي الرافدين وبين الأقطار الخارجية منذ عصور ما قبل التأريخ لجلب المواد الضرورية التي استعملها سكان العراق القديم؛ ومع أن تلك الاتصالات كانت تتم بالدرجة الأولى بالطرق البرية بيد أنه وجدت إمارات آثارية تشير إلى أن بعض تلك الاتصالات كان بطريق البحر، ونذكر بهذه المناسبة نموذج القارب المصنوع من الفخار الذي وجد في "أريدو" من أطوار العبيد الأخيرة. وأن "أريدو" و "أور" القريبة منها لم تكونا بعيدتين عن ساحل الخليج العربي، وقد سبق أن ذكرنا في الفصل الاول المخصص للمقدمة الجغرافية احتمال اتصال هاتين المدينتين بالخليج عن طريق هور كبير كان يمتد في عصور ما قبل التأريخ إلى هذا الجزء من جنوبي العراق. ونعبد إلى الأذهان بهذه المناسبة ما سبق أن ذكرناه من الاكتشافات الآثارية الجديدة في سواحل الجزيرة العربية والعثور على اطوار العبيد المختلفة. ولعل تلك الاتصالات قد بلغت جهات الهند الشرقية (وادي نهر السند)، وهي الاتصالات التي اتضحت أكثر في العصور التأريخية التالية.
قرية "تبه كورا" :
من القرى النموذجية التي تناولتها التنقيبات الأفقية أي الكشف عن حارات دور السكني بحسب طبقاتها، الموضع الذي سبقت الإشارة إليه باسم "تبه كورا"، الواقع على بعد نحو 15 ميلاً شمال شرقي الموصل. وقد أسفرت التحريات التي قامت بها جامعة "بنسلفاتية" الأمريكية برئاسة الأستاذ "سبايزر"(18) Speiser) (1938 – 1931)) عن إظهار عشرين طبقة أثرية أو دور سكني ، تبدأ أزمانها من دور حلف الذي تكلمنا عنه سابقاً في منتصف الألف الثاني ق.م، حيث الفخار "الحوري" والآشوري من العصر الآشوري الوسيط(19). أما دور العبيد، موضوع بحثنا، فإنه ظهر في الطبقة التاسعة عشرة ويستمر إلى الطبقة الثالثة عشرة، حيث عثر فيها على الأواني الفخارية الخاصة بدور العبيد، ولا سيما دور العبيد الثالث والرابع. وشيّدت بيوت هذه القرية، كما في بيوت دور العبيد الجنوبية بآجر اللبن، ولكن إلى ذلك استعملت الحجارة أيضاً. ويمتاز العبيد الشمالي، كما تمثله "تبه كورا"، بكثرة ما يسمى بالأختام المنبسطة (Stamp seals) المصنوعة من انواع الأحجار المختلفة، في حين أن استعمالها في العبيد الجنوبي كان نادراً تقريباً، وقد نقشت بصور مبسطة من الحيوانات والصور الآدمية التقريبية. كما أن الادوات المصنوعة من النحاس أوضح وأكثر منها في العبيد الجنوبي، حيث لم يعثر لحد الآن على أدوات نحاسية واضحة لعله بسبب ملوحة التربة في الأجزاء الجنوبية من العراق. وقد سبق أن ذكرنا الفأس النحاسية التي وجدت في "تبه كورا" كما وجدت ثلاث أدوات اخرى هي مخيط (ِAwl) وحلقة و "زر". وبالإضافة إلى معدن النحاس وجدت خزر من الذهب، وقد وجد خيط أو سلك من الذهب في أور.
ووجدت في تبه كورا ثلاثة معابد (الطبقة 13)، وهي تضاهي بعض معابد "أريدو" من الدور نفسه. وإلى جانب ذلك عثر في الطبقة نفسها على بناءين مستديرين من النوع الذي سميناه "ثولوس" (Tholos) الذي شاع في قرية الأربجية من دور حلف السابق لدور العبيد، الأمر الذي يشير إلى استمرار بعض العناصر الحضارية من دور حلف إلى دور العبيد. ومثل ذلك يقال في دمي الطين التي تمثل " الإلهة ــ الأم" وهي جالسة على غرار دمى دور حلف فلا تشبه ما شاع في العبيد الجنوبي، حيث تمثل على هيئة امرأة نحيفة (هيفاء) ورأسها أشبه ما يكون برأس الحية، ومثل شعرها بطيات من القبر. ويجدر أن نشير بهذا الصدد إلى أن هناك نوعاً آخر من دمى الطين الممثلة على هيئة امرأة تحمل على صدرها طفلاً، مما يشبه "الأم والطفل" في الرموز المسيحية الدينية.
وبخلاف المقبرة التي وجدت في "أريدو" المخصصة خارج دور السكني والمشيدة باللبن من دور العبيد مما أشرنا إليه في كلامنا على "أريدو"، كانت القبور في قرية تبه كورا من الدور نفسه عبارة عن "حفر دفن اعتيادية) حفرت خارج المعابد ووضعت الجثث فيها وهي ملمومة (Contractes) . اما الأطفال فكانوا يقبرون في جرار أو أوان كبيرة من الفخار. ولعل هذا يشير إلى أن العييديين الشماليين ظلوا محافظين على طائفة من تراث أسلافهم من دور حلف رغم انتشار جماعات من اهل العبيد الجنوبي إلى الشمال.
ومما لا شك فيه أن الزراعة اتسعت في هذا العصر، وأصبحت بالدرجة الأولى زراعة ري ولا سيما في السهول الرسوبية الوسطى والجنوبية. وبما أن دور العبيد أقدم زمن للاستيطان في هذه الأقسام من العراق فكانت زراعة الري أولى تجارب ومحاولات لمشاريع الري قام بها العبيديون الجنوبيون بوجه خاص، وكانت في مقدمة العوامل التي حفزت الإنسان على تنظيم المجتمع وظهور المعالم الأولى من نظام الحكم، مما سنتطرق إليه مرة أخرى. وكان لظهور المعبد منذ دور العبيد أثر مهم في التنظيمات الإدارية التي أعقبت عصر العبيد ملامح نظام المدينة المعبدية والحكومية والعبدية. وعلى هذا فإن ظهور المعابد على عصر العبيد واستمرارها في الوجود والتطور والاتساع في الحجم والتنظيم والنفوذ يسوغ للباحث عد عصر العبيد بداية ما يسمى بالحضارة السومرية التي ازدهرت في مطلع الألف الثالث ق.م وهذا يضعف رأي من ذهب من الباحثين إلى جعل بداية حضارة وادي الرافدين منذ دخول السومريين المزعوم إلى العراق في الأطوار الأخيرة من دور الوركاء.
____________
(1) سمي المكتشف " فون أوبنهايم" هذا النوع من الفخار "الفخار المصبوغ" أو "الملون" (Buntkeramik):
Von Oppenheim, Dar Tell Halaf, (1931).
Von Oppenheim, Tell Halaf, Die Praehistorischen Funde (1943).
(2) راجع:
R. C. Thomson and Mallowan, @the British Excavations at Nineveh'' In the Annals of Archaeology and Anthropology , XX , (1933).
(3) انظر:
Mallowan and Rose in IRAQ, II, (1935).
(4) Mallowan in IRAQ, III, (1936). IBID, IV, (1937).
(5) A. J. Tobler Excavations at Tepe Gawram (1950
(6) عن الآراء المختلفة حول أصل فخار حلف انظر:
Ann Perkins, The Comparative Archaeology of Early Mesopotamia, (1947), 43ff.
(7) راجع:
R. C. Thomson Mallowan, "the British Excavations at Nineveh" In The Annals of Archaeology and Amthropology, XX, (1933).
(8) R. Dussaud in SYRIA, XX, (1931), 92ff,
(9) Hall and Woolley, Al-'Ubaid . Ur Excavations, I, (1927).
(10) عن نتائج التنقيبات في "أريدو" راجع التقارير الأولية المنشورة في مجلة "سومر"، المجلد الثالث (1947) والمجلد الرابع (1948) والمجلد السادس (1950).
(11) (1953) G. Ziegler, Die Keramik von der Qal'at Haggi Muhammad,
(12) اكتشف هذا الفخار في "رأس العمية" السيد "ستروتاك" انظر:
D. B. Stronach in IRAQ, 23, (1961), 95ff.
(13) تكرر خلاصة أدوار العصر الحجري المعدني:
1ـ العصر الحجري ــ المعدني القديم:
أ ـ دور حسونة.
ب ـ دور سامراء.
2- الحجري ــ المعدني الوسيط:
أ- دور حلف.
ب ـ دور العبيد الأول = دور "أريدو" (أريدو الطبقات 15-19).
جـ ـ دور العبيد الثاني = حاج محمد ورأس العمية (أريدو : الطبقة 12-14).
3- الحجري المعدني الأخير:
أ- العبيد الثالث (العبيد القديم سابقاً. أريدو: الطبقات 8-9). في العبيد و "أور" وتبه كورا" (الطبقات 17-19).
ب ـ العبيد الرابع (العبيد الأخير سابقاً): في أريدو، الطبقات 6-7 والوركاء (الطبقات 15-18) وتبه كورا (الطبقات 13-16).
جـ ـ الوركاء:
1ـ الوركاء القديم: الوركاء، الطبقات 8-12. وأريدو، الطبقات 4-5، وتيه كورا (الطبقات 13أ – 12).
2- الوركاء الوسيط: الوركاء (الطبقات 6-8)، وأريدو (الطبقات 2-3)، وتبه كورا (11أ – 11).
3- الوركاء الأخير: الوركاء الطبقات 5 و 4أ، 4ب، 4جـ.
وقد جعل هذا الدور من الوركاء أول أطوار العصر الشبيه بالكتابي أو الشبيه بالتأريخي.
(14) انظر الفصل التالي (الخامس) الخاص بعصر فجر السلالات.
(15) نشير بوجه خاص إلى تحريات مديرية الآثار الخاصة بتسجيل المواقع الأثرية في سائر أنحاء القطر. راجع آخر النشرات التي أصدرتها هذه المديرية عام 1970. وننوه كذلك بالتحريات التي تمت في منطقة مندلي والكشف عن أطوار العبيد. راجع:
Josan Oates in IRAQ, XXX, (1968), Iff. IBID., XXXI, (1969), 115ff.; SUMER, 22, (1966), 15ff.
(16) عن نتائج هذه التحريات راجع البحوث التي ألقيت في المؤتمر الدولي المنعقد في البحرين عام 1970 عن موضوع الآثار الآسيوية، والمنشورة خلاصتها في :
Edith Porado in Artibus Asiae, XXXIII, (1971).
ونشرت هذه البحوث في مجلة: Archaeology, 23, (1970), 334ff.
وراجع أيضاً: Geofrey Bibby, Looking for Dilmun , (1969).
(17) عن نتائج تنقيبات مديرية الآثار في العقير راجع:
S. Lloyd and F. Safar in JNES (1943).
وعن موجز فخار العبيد من أطواره المختلفة انظر:
Edith porada in Ehrich, Chronolgies in Old Worls Archaeology, (1965), 133f.; 149ff
(18) انظر نتائج التنقيبات في تبه كورا في:
A. J. Tobler, Escavations at Tepe Gawram (1956).
(19) ندرج فيما يأتي خلاصات الطبقات في تبه كورا:
دور حلف: الطبقات 19-20.
دور العبيد: الطبقات 13-19.
دور الوركاء: الطبقات 9-13.
دور جمدة نصر: الطبقات 8-9.
عصر فجر السلالات والعصور التأريخية التالية الطبقات 7-8.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|