الحالات المرضية البكتيرية : الحالة الثامنة والسبعون

امرأة تبلغ من العمر ستون سنة حضرت للعيادة وهي تعاني من توعك وغثيان وفقدان الشهية. منذ عشر سنوات تم إيوائها المستشفى حيث كانت تعاني من خلل في الاورطة aortic root تم إصلاح هذا العيب بنجاح وذلك بإعادة الصمام الأورطي ومنذ ذلك الحين وهي تتمتع بصحة جيدة بالرغم من انها لم تبدأ في علاجها المانع للتجلط لقلة إمكانياتها المالية. بفحصها سريرياً تبين ان حرارتها بلغت 38 درجة مئوية ومتوردة ولا تبدو انها في صحة جيدة ومعدل النبض بلغت 110 درجة مئوية كما أن ضغط الدم بلغ 80/60 mm Hg وبفحص التسمع auscultation تبين وجود طقطقة في الصمام المرقع a prosthetic valvular click وهمس انقباضي a systolic murmur  أما الصدر والبطن فهم في حالة سليمة. وكانت نتائج التحاليل كما في الجدول التالي.

الأسئلة :

1- ما تشخيصك المحتمل لهذه الحالة المرضية وما هي الاستقصاءات الأخرى المفيدة في التشخيص ؟

2- ما هي الكائنات الممرضة الاكثر شيوعاً في إحداث مثل هذه الحالة المرضية؟

3- ما هي الخطوات الضرورية لعلاج هذه الحالة المرضية؟

4- ما هي المضاعفات التي قد تنتج من جراء هذه الإصابة المرضية؟

الإجابة :

1- من المحتمل ان تشخص حالة هذه السيدة على انها حالة التهاب بطانة القلب حيث سبق لهذه المريضة ان اجري لها عملية ترقيعية لتركيب صمام أورطي artificial aortic valve حيث يعتقد انه السبب في ظهور الحمى وكذلك الهمس murmure الذي سمع أثناء الفحص التسميعي وفي مثل هذه الحالة المرضية ما لا يقل عن ثلاثة مجموعات من عينات الدم التي يتم تجميعها في أوقات مختلفة لضمان زيادة فرصة تحديد وجود هذا الكائن الممرض كما يجب إجراء تخطيط صدى القلب echocardiogram حيث أنه اداة تشخيصية فعالة.

2- يعتبر الجنس البكتيري Streptococci والذي تشكل جزءاً من الفلورا الطبيعية للفم المسبب الرئيسي لإلتهاب بطانة القلب إلا أنه ومع ازدياد اجراء العمليات الجراحية الترقيعية للقلب مثل عمليات استبدال الصمامات اصبح للنوع البكتيري St. aureus  وكذلك الجنس البكتيري coagulase negative Staphylococci(CNS) دوراً كبيراً في إحداث الإصابة بالتهاب بطانة القلب ويعتبر الجنس البكتيري المعروف بــ (CNS) المسبب الرئيسي في التهاب بطانة القلب عند المرضى الذي خضعوا لعملية استبدال الصمامات وهناك مجموعة اخرى من الكائنات الدقيقة التي قد تسبب هذا النوع من الالتهابات مثل العصويات البكتيرية السالبة لصبغة جرام. ومن غير المعتاد أن تكون الإصابة فطرية وأغلب حالات إصابات التهاب بطانة القلب تكون بسبب مر روماتيز الصمام rheumatic valve disease وذلك كنتيجة للحمى الروماتيزمية. حدوث الإصابة البكتيرية بالنوع البكتيري S. aureus خلال إجراء العملية الجراحية يؤدي إلى الإصابة بالتهاب بطانة القلب خلال الأشهر الاولى التي تلي العملية الجراحية وغالباً ما تظهر خلال الأسابيع الأولى وعلى العكس من ذلك فقد تحدث في وقت لاحق كما في هذه الحالة المرضية وهي نتيجة لتعفن الدم الذي أدى لوصول النوع البكتيري S. aureus للصمام وفي هذه الحالة فإن الأعراض المعتادة قد لا تظهر على المريض.

3- من الضروري جداً ان يتم تشكيل فريق عمل يشارك فيه الطبيب والجراح واخصائي التحليل الجرثومي خلال المراحل الاولى من الإصابة حيث قد يتطلب الامر إزالة الصمام الملوث إذا لم تتم الاستجابة للعلاج بالمضاد الحيوي.

4- من اهم المضاعفات التي تلي الإصابة بالتهاب بطانة القلب هو تكون الخراج في الصمام وبطانة القلب وقد ينجم عن ذلك تكون الخراج في الكلى والدماغ ومن النادر حدوث هذا الخراج في العظام.