أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-8-2020
1530
التاريخ: 23-4-2019
1790
التاريخ: 20-8-2020
14136
التاريخ: 20-8-2020
1747
|
محور التدوين والفكر التاريخي:
يقول "البيروني" في حديث له عن التأريخ عند عرب ما قبل الإسلام : "وكبني إسماعيل من العرب، فإنهم كانوا يؤرخون ببناء إبراهيم وإسماعيل الكعبة، حتى تفرقوا، وخرجوا من عامة. فكان الخارجون يؤخون بخروجهم، والباقون بآخر الخارجين منهم، حتى طال الامد فأرخوا بعام رئاسة عمرو بن ربيعة المعروف بعمرو بن يحي (1)، وهو الذي يقال: إنه بدل دين إبراهيم، وحمل من مدينة "البلقاء" صنم "هبل"، وعمل إسافاً ونائلة، وذلك فيما يقال في زمن سابور ذي الاكتاف، والجمع بين رأي الفريقين في التواريخ لا يشهد لذلك.
ثم أرخوا بعام موت كعب بن لؤي إلى عام الغدر، وهو الذي نهب فيه بنو يربوع ما أنفذه بعض ملوك حمير إلى "الكعبة" من الكسوة، ووثب بعض الناس على بعض في الموسم.
ثم أرخوا بعام الغدر إلى عام الفيل، الذي رد الله فيه الحبشة القادمين لتخريب الكعبة في نحورهم، وأهلكهم عن آخرهم, ثم أرخو به إلى تأريخ الهجرة.
وبعض العرب كانوا يؤرخون بالوقائع المشهورة والأيام المذكورة بينهم، كالتي لقريش مثل يوم الفجار في الشهر الحرام، وحلف الفضول ، وهو على ان ينصروا المظلوم، إذ كانت قريش تتظالم في الحرم، وعام موت هشام بن المغيرة المخزومي إجلالاً له، وبناء "الكعبة" على حكم النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام وكالتي بين الاوس والخزرج، مثل أيام الفضاء والربيع، والرحابة ، والسرارة وداحس والغبراء، ويوم بغاث (2) و "بعاث" وحاطب ومضرس ومعبس، وكالتالي بين بكر وتغلب ابني وائل، كيوم عنيزة ، ويوم الحنو، ويوم تحلاق اللمم ، ويوم القيبات، ويوم الفصيل، وأمثال ذلك ولو كانت محفوظة على السنن الذي يجري عليه أمر التواريخ لفعلنا بها ما نريد أن تفعله بغيرها98 من امور التواريخ، لكن قيل: إن بين عام موت كعب بن لؤي وعام الغدر عشرين وخمس مئة سنة، وبين عام الغدر وعام الفيل عشر سنين ومئة سنة.
وولد رسول الله ، (صلى الله وعليه وآله وسلم) بعد قدومهم بخمسين يوماً، وبينه وبين عام الفجار عشرون سنة، وحضر النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام، فقال: لقد شهدت يوم الفجار فكنت أنبل على عمومتي، وبين عام الفجار وبناء الكعبة خمس عشرة سنة، وبين بناء الكعبة والمبعث خمس سنين.
وكذلك كانت حمير وبنو قحطان تؤرخ بتباعتها، كما كانت تؤرخ الفرس بأكاسرتها ، والروم بقياصرتها، ولكن لم يكن ملك حمير على نظام وفي تواريخهم اضطراب، غير أنا مع ذلك حصلناها في جداول مع مدد الملوك اللخميين الذين قطنوا "الحيرة"، ونزلوا بها فاستوطنوها(3).
ولو سرنا مسرى "البيروني" في قوله إن عام موت كعب بن لؤي كان قبل عام الغدر بعشرين وخمس مئة سنة، وأن عام الغدر كان قبل عام الفيل بعشر سنين ومئة سنة، تكون وفاة كعب على هذا الرأي في نحو الثلاثين والست مئة سنة قبل ميلاد الرسول، وقبل عام الفيل، أي أن وفاته تكون قد وقعت قبل الميلاد بتسع وخمسين سنة. وان عام الغدر قد بدأ بسنة 461، وانتهى بعام الفيل، فهو على حد قوله: عشر سنين ومئة سنة.
وقال الحسن بن محمد بن الحسن الديار بكري: إن العرب أرخوا بموت كعب بن لؤي إعظاماً له، إلى أن كان عام الفيل فأرخوا به، وكان بين موته والفيل فيما ذكروا : خمس مئة وعشرون سنة، كذا في الاكتفاء وفي شواهد النبوة بين موت كعب ومبعث نبينا (صلى الله وعليه وآله وسلم) خمس مئة وستون سنة"(4). ويلاحظ أن الديار بكري قد جعل هذا العدد فيما بين موت كعب ابن لؤي وما بين الفيل، وأن البيروني جعل الرقم عشرين وخمس مئة سنة، عدد السنين التي كانت بين عام موت كعب وعام الغدر، الذي لم يدرجه الديار بكري في هذا الموضع.
وروي المسعودي في كلامه على قدوم أصحاب الفيل إلى مكة: أن قدومهم كان "يوم الأحد لسبع عشرة ليلة خلت من المحرم سنة ثمان مئة واثنتين وثلاثين للإسكندر، وست عشرة سنة ومئتين من تاريخ العرب الذي أوله حجة الغدر" (5). وذكر في حديثه عن مولد رسول الله ، (صلى الله وعليه وآله وسلم): ان مولده "كان بعد قدوم أصحاب الفيل مكة بخمسين يوماً، وكان قدومهم مكة يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من المحرم، سنة ثمانة مئة واثنتين وثمانين من عهد ذي القرنين، وكان قدوم أبرهة مكة لسبع عشرة ليلة خلت من المحرم ، ولست عشرة ومائتي من تأريخ العرب الذي أوله حجة الغدر، ولسنة أربعين من ملك كسرى أنوشروان"(6)، وروى "ابن خلدون" إن مولد رسول الله(صلى الله وعليه وآله وسلم) كان "عام الفيل لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول لأربعين سنة من ملك كسرى أنوشروان، وقيل لثماني وأربعين ، وثمانمائة واثنين وثمانين لذي القرنين؟"(7).
وقد ناقض "المسعودي" نفسه في ذكره الرقم على وفق التأريخ السلوقي، المسمى عند أهل الأخبار تأريخ الإسكندر، وتأريخ ذي القرنين، ومبدؤه قبل الميلاد بثلاث مئة وإحدى عشرة سنة، فذكره "ثمان مئة واثنتين وثلاثين سنة للإسكندر" في كلامه على قدوم أصحاب الفيل إلى مكة، وجعله: "سنة ثمان مئة واثنتين وثمانين من عهد ذي القرنين" في أثناء حديثه عن مولد رسول الله (صلى الله وعليه وآله وسلم). والظاهر ان مرد هذا التناقض إلى لثمان وأربعين وثمان مئة واثنتين وثمانين لذي القرنين"، كما ذكرت ذلك قبل ، والصحيح أن العدد "اثنتان وثمانون ومئة، ولو استخلصنا منه العدد 311(8) الحاصل 571، بحسب التقويم الميلادي، وهو الرقم الشائع على أنه سنة المولد ودخول الأحباش مكة.
وقد ذكر الأجدابي أن ملك ذي القرنين، ويريد به "الإسكندر المقدوني"، كان في سنة خمسة آلاف ومئة وثمان وتسعين من سني آدم"، "وكان اول اكتوبر في تلك السنة يوم الاثنين"، "فأول شهور السنة عند الروم في حساب ذي القرنين أكتوبر، وهو تشرين الأول، وكذلك هو عند السريانيين. فكلما دخل اكتوبر . فقد مضت سنة من سنيهم، ودخلت أخرى". وذكر أن للروم" أيضاً تأريخاً آخر، ميلاد المسيح، (عليه السلام)، وأول السنة فيه ينارية، وذلك أن مولد المسيح، (عليه السلام)، كان في خمسة وعشرين من دجنبر، وهو كانون الأول في سنة ثلاث مئة واثنتي عشرة من ذي القرنين. وكان أول شهر دخل بعد مولد المسيح ينارية، فجعل اول السنة في التاريخ المنسوب إليه(9). وكان الناس يؤرخون بالتقويم الاسكندري إلى ان وضع التقويم الميلادي.
وإذا جرينا رواية المسعودي في قوله بـ "تأريخ العرب"، يكون مبدأ هذا التقويم سنة 355 للميلاد. ولقول المسعودي هذا في "تأريخ العرب" أهمية كبيرة عند المؤرخ، لأنه يشير إلى وجود تقويم لا لأهل مكة خاصة، وإنما للعرب عامة، ووجود تقويم عربي يدل على تقدم كبير في التاريخ.
والشائع أن ميلاد (صلى الله وعليه وآله وسلم) ، ودخول الأحباش مكة، كانا في السنة الأربعين من حكم "كسرى أنوشروان"، وقد كان مبدأ حكمه في أقرب الروايات إلى الصحة في 13 سبتمبر من سنة 531 للميلاد. فلو أضفنا الأربعين سنة إلى هذا الرقم ، يكون الحاصل: 571، ويمثل عام المولد وعام دخول الحبش(10).
وقد أرخ العرب الشماليون، ومنهم أهل "تدمر" ، وكذلك الآراميون، بالتقويم السلوقي، الذي التزمته الروم، متأثرين في ذلك بالثقافة الرومية، فنجد كتابة "زبد" مؤرخة بسنة 823، وهي من سني التقويم السلوقي، وتقابل سنة 512 للميلاد، وهو تقويم عمل به النصارى إلى أن استبدل به التقويم الميلادي، وهو التقويم الذي يطلق عليه : "التقويم الإسكندري" نسبة إلى الاسكندر، ويرتفع بـ 311 سنة عن التقويم الميلادي.
غير أنهم أرخوا كذلك بالحوادث المحلية الجسام التي كانت تقع عندهم ، فقد أرخ شاهد قبر "امرئ القيس" مثلاً بيوم 7 بكسلول من سنة 223، وهي من سني تقويم مدينة بصري "Bastra"، ويبدأ هذا التقويم بسنة 105 للميلاد، سنة استيلاء الرومان على المدينة، وبناء على ذلك تكون سنة وفاة هذا الملك: "ملك العرب كلهم"، سنة 238 للميلاد(11).
وأرخ النص العربي لكتابة "حران" بسنة 463 بعد مفسر خيبر بعم"(12)، ويرى الاستاذ "ليمتن" ان عبارة "بعد مفسد خيبر بعم" تير إلى غزوه قام بها أحد أمراء غسان لخيبر(13) وقد وضع هذا التأريخ على وفق تقويم "بصري" فإذا أضفنا إلى السنة المذكورة السنة 105 بعد الميلاد سنة مبدأ تقويم "بصري" يكون الناتج 568، بالنسبة إلى التقويم الميلادي.
وأرخ رجل اسمه "انعم بن قهش" تأريخ غنائمه التي غنمها بـ "سنت حرب نبط"، وقد ذهب "انولتمن" "Enoolittman" إلى أن "حرب نبط"، و"حرب النبط" هذه هي الحرب التي نشبت بين الرومان والنبط سنة 106 بعد الميلاد، حيث قضى الرومان على استقلال النبط (14) وأرخ نص دونه رجل اسمه "خل بن معن بن اعدج بن من بن مالك بن رمن ذال فخر" (15)، بسنة ثمان عشرة "بسنت ثمن عشرت"، ولم يذكر اسم التقويم المؤرخ به، ولكنه مؤرخ في الواقع على وفق تقويم "بصري" الذي مبدؤه سنة 105 بعد الميلاد. وعلى ذلك يكون تأريخ هذا النص حوالي السنة 123 – 124 للميلاد(16).
وحل رجل في موضع، وسجل فيه وقت نزوله فيه بسنة 42 ولما كان تقويم أهل هذه المنطقة هو تقويم "بصري" تكون هذه السنة معادلة لسنة 147-148 الميلادية(17)، وسجل رجل آخر اسمه: "أنعم بن أنيف"، نصه بـ "سنت مرق نبط جوذ"، أي بسنة مروق النبط من هذا الوادي"، وشير بذلك ، على ما يظهر ، إلى سنة هرب النبط من الروم سنة 106 للميلاد، فيكون تأريخ هذا النص في هذه السنة (18).
وأرخ نص صفوي بسنة أربع وأربعين من "سنت حرب نبط"، ويراد بـ "سنة حرب نبط"، سنة محاربة الرومان النبط وقضائهم على استقلالهم، وهي الحرب التي تغلب فيها الرومان على العرب واستولوا فيها على "بصري"، وصيروها اصمة للمقاطعة العربية، وقد كانت سنة 105، للميلاد، أو 106 بالنسبة إلى حربهم النبط، فيكون تاريخ هذا النص على هذا سنة 149، أو 150 للميلاد.
وجاء في نص ثمودي: "ذن رقش بنت عبد مناة" أي "هذه رقاش بنت عبد مناة"، وغير إلى جانب الحجر على كتابة نبطية في شاهد قبر كذلك، مفادها: أن هذا قبر رقاش بناه كعب بن حارثة بن رقاش بنت عبد مناة، أمه ماتت في "الحجر" "حجرو"، سنة 162، فيكون تاريخ هذا القبر سنة 267 للميلاد(19).
وما ذكرته من امثله يمثل نصوصاً مؤرخة بتأريخ معلوم ، يمكن الوقوف منه على زمانه وتحويله إلى ما يقابله في التقاويم الاخرى، إلا أن هناك آلافاً من الاحجار المكتوبة المؤرخة في نظر أصحابها، غير أننا لا نستطيع أن نعدها نصوصاً مؤرخة، لأن ما جاء فيها من تسجيل مثل "سنت رعى هضان"، أي " سنة رعى الضأن"، لم يقترن بتأريخ مؤرخ بتقويم. نعم، إن صاحب النص قد حضر إلى هذا المكان الذي كتب فيه نصه، ورعى فيه الضأن، ولكننا لا ندري متى كان وجوده ورعيه الضأن في هذا المكان. فلو قيده بزمان معلوم، كان في إمكاننا الوقوف عليه، ولكنه خلو منه، فهو من قبيل نصوص الذكريات وليس بنص مؤرخ بتأريخ معلوم.
وسجل رجل ذكريات بنائه "هرجم"، أي "رجام"، قبر أو ضريح، على مدفن أخته المتوفاة، ودون ذلك بكتابة صفوية على هذا النحو: "سنت تجى منمرت"، أي "سنة نجاته من النمارة"، والنمارة موضع معروف، وبه عثر على شاهد قبر "امرئ القيس"، "ملك العرب كلهم" المتوفي سنة 328 للميلاد. وهو يذكر فيه أنه فر من "النمارة" إلى قسلة "عوذ" "أل عوذ" . وكانت في النمارة حامية رومانية ، يظهر أنها احتجزته وسجنته، ولكن تمكن من الفرار من سجنه، فنجا، ووصل إلى "ال عود"، ولما كان هذا الحادث خاصاً لا يرتبط بتأريخ معروف، فلا سبيل لنا إلى تحديده بتأريخ معين(20).
وفي نص صفوي آخر: أن رجلاً اسمه "غسم بن شمت" "غاسم بن شامت" نزل في منزل "حلل هدر سنت قنس هملك آل عوذ" (21) سنة عاقب "الملك" قبيلة "عوذ" بفرض غرامة عليها، ولم يذكر النص اسم "الملك" وذهب "لتمن" إلى أن المراد به "القيصر" أو احد وكلائه، و"قنس"، بمعنى غرامة (22). و "ال" بمعنى "ال"، وهي بمعنى قبيلة في الصفوية وفي الثمودية.
ويحدثنا "مالك بن غيرايل" أنه ترقب وانتظر حتى نجى "من هلسطن"، ولم يذكر في نصه هذا من هو هذا "السلطان" وقد ذهب "لتمن" إلى أن المراد بلفظة "هسلطن"، حين حانت له الفرصة (23) وهي سنة معروفة عنده، ولكنها مجهولة عند غيره، لأنها حادثة خاصة غير مرتبطة بتأريخ معروف، وحكمها حكم النص الذي دونه "أحلم بن كاهل" "سنت رعى هضان"، "سنة رعى الضأن"، فهي سنة معروفة عنده لكنها مجهولة عند غيره (24).
وأرخ "مالك بن ابرقان" نصه الذي دونه يذكر فيه خروجه للرعي بـ "سنت سر هملك يعرض" ، أي "بسنة مسير الملك إلى العرض"، ويرى "لتمن" أن الملك المقصود هو امرؤ القيس المتوفي سنة 328 للميلاد، وكان قد خرج إلى هذه المنطقة، فنزل بها، فسجل هذا الرجل تأريخ نصه بخروجه إليها، ويرى أن موضع "العيساوي" القريب من "النمارة" هو العرض(25).
وكتبة هذه النصوص وامثالها على الاحجار الملقاة في البوادي هم من الرعاة، وتوريخهم هو كتوريخ بدو هذا اليوم، يكون بالحادث التي تقع لهم، وبالأحوال التي يرونها. أما التواريخ بالتقاويم الرسمية مثل التقويم السلوقي، فإنه بعيد عن عادة الأعراب في التاريخ، ويكون التوريخ به في حدود المستقرين سكان القرى. وأرياف الحضر والحضر في الغالب.
وأرخ أهل "تدمر"، وهم من العرب في الأصل، وكذلك أهل الحضر والنبط بتواريخ ملوكهم، مثل "الملك رب ال" ملك النبط(26) ، كالذي نجده في هذا النص: دا اركتا دى عبد عذرا برجشم لشيع القوم الها بشنت عشرين وشت لرب ال ملكاً نبطو"، ومعناه: "هذه أريكة عبد عذروا بن جشم للإله شيع القوم. صنعها بسنة ست وعشرين من ملك الملك رب ايل ملك النبط" (27) كما ارخوا بالتقويم السلوقي، واستعملوا الشهور المستعمل عندنا حتى اليوم، مثل: شباط (28) و "الول"، أيلول" وغيرهما، ففي نص أرخ بـ "الول" من سنة 443، وهي بالتقويم السلوقي، المقابلة لسنة 132 للميلاد، نجد أن "عبيدو بن غانمو بن سعدلات النبطي من عشيرة "رحو" الذي كان فارساً في حصن "عنا"، عانه، قدم "علوتا" مذبحين للإله "شيع القوم" الإله الطيب "طبا" المشكور الذي لا يشرب خمراً، لخيره ولخير إخوته، وذلك في التاريخ الذي ذكرته(29).
وبين النصوص التي عثر عليها في "تدمر" نصوص مؤرخة بالشهور التي نستعملها اليوم، مثل: أيلول و "تشري"(30) "تشرين" ، و "كنتون" ، "كانون" (31)، و "ايرا" (32) "أيار" أي "مايس" ، و "ادر" "آذار" (33) و "نيسن" (34)، أي نيسان، و "اب" أي "آب" (35) وبقية الشهور، ومؤرخة على وفق التقويم السلوقي الذي كان تقويم هذا المنطقة عامة.
أما العرب والنبط في الحجر وبصرى وبقية المواضع، فالظاهر أنهم كانوا يؤرخون بتقويم "بصرى" في الغالب، الذي يبدأ بسنة 105 للميلاد. اما ما قبل ذلك فكانوا يؤخون بالتقويم السلوقي، ففي نص نبطي: أن امرأة توفيت في "تموز" ودفنت سنة 162، وهذا الرقم هو بحسب تقويم "بصري" وتقابله سنة 267 للميلاد (36).
أما علم اهل الأخبار بالتاريخ عند أهل اليمن، فقد لخصه "البيروني" فقال : "كانت حمير وبنو قحطان تؤرخ بتبابعتها"، كما كانت تؤرخ الفرس بأكاسرتها، والروم بقياصرتها، ولكن لم يكن ملك حمير على نظام، وفي تواريخهم اضطراب. غير أنا مع ذلك حصلنا في جداول مع مدد الملوك اللخميين الذي قطنوا "الحيرة". ونزلوا بها فاستوطنوها"(37) ولم يزد على ذلك شيئاً، ولم يذكر المصدر الذي أخذ منه هذه الجداول، وفي قول "البيروني" وغيره من اهل الأخبار في التواريخ عند اهل اليمن، صحة، وفيه نقص. فقد كان أهل اليمن يؤرخون منذ القرن الثاني قبل الميلاد بتأريخ على وفق تقويم ثابت، إلا أن عمله لم يصل إلى أهل الأخبار، فلم يذكروه، وهو تقويم بقوا يؤرخون به إلى قبيل ظهور الإسلام.
وقد ذهب بعض المستعرضين إلى إن العرب الجنوبيين إنما كانوا يؤرخون بالتقويم السلوقي "الإسكندري"، وصاروا إذا وجدوا تأريخاً مدوناً بالمسند وبالتقويم العربي الجنوبي استخرجوا منه الرقم، 312، وهو فرق ما بين مبدأ التقويم السلوقي ومبدأ التقويم الميلاد، لتحويل ذلك التأريخ إلى تأريخ ميلادي، فحولوا التأريخ الوارد في نص "حصن الغراب" الذي هو "ذلتسعت وسثى وسث ماتم"، أي 669 إلى الرقم 357 للميلاد، باستخراج العدد 312 منه، وهو فرق ما بين التأريخ السلوقي والميلادي كما ذكرت (38) وهو رأي مخالف لما هو معروف عند علماء العربيات الجنوبية في الزمن الحاضر من أن التواريخ المدونة بالمسند هي تواريخ اخذت على وفق تقويم عربي جنوبي بدؤه سنة 115 أو 110 أو 109 قبل الميلاد. وعلى هذا يكون تأريخ "حصن الغراب" حصن غراب" سنة 554 أو 560 للميلاد ، لا 357.
وطريقة توصل المستعربين إلى حل مبدأ التقويم الحميري، أنهم أخذوا النصوص المؤرخة بالتقويم الحميري، وقاسوا الحوادث الواردة فيها والمعروفة عندنا والمذكورة في موارد التأريخ العديدة ومنها التأريخ الميلادي، فوجودا أن التقويم الحميري يزيد على التقويم الميلادي ب115 سنة ، أو بـ 109، فاتخذوا من ثم الرقمين المذكورين مبدأ للتقويم الحميري.
ويجب عد النص المرسوم بـ "RES 4197 BIS" من اقدم النصوص المؤرخة بهذا التقويم، وهو يتحدث عن إصلاح لمجرى ماء من قعر المجرى إلى أعلى حافيته، ويشكر صاحب النص الذي محا الزمن اسمه من الكتابة: الآلهة "عثتر شرقان"، و "عم" الإلهة الشمس" ، والهة السقي، وذلك "بخرفن ثني وسبعهن ومات خريفتم"، أي "بسنة اثنتين وسبعين ومئة من السنين (39) أي من سني التقويم، ولما كانت هذه السنة سنة سبئية، محسوبة على التقويم المتخذ عندهم منذ سنة 115 أو 109 قبل الميلاد ــ وجب استخراج هذين الرقمين من رقم السنة السبئية، فيكون الحاصل وهو 57، أو 63 ــ هو رقم السنة بالنسبة إلى التقويم الميلادي، ويكون هذا النص من النصوص المدونة في النصف الثاني من القرن الأول للميلاد، ومن أقدم النصوص المدونة فيسمونه بحسب هذا التقويم الذي ينسبه المستعربون الذين حلوا عقد إلى حمير، فيسمونه بالتقويم الحميري.
وجاء اسم الملك "ياسر يهنعم" وابنه "شمر يهرعش" في النص الموسم بـ "RES 4196"، وهو نص سجله "فرعن يزل بن ذرنح وهصبح ويعجف" قيل قبيلتي : "قشم" و "مضحيم" لطيه بئرين في مغارس أعنابهم في عهد هذين الملكين، وذلك "بورخن مذران ذلسثتعشر وثلث ماتم ذخريفتم بن خريف نبط . ."(40) أي: "بشهر مذران من سنة ست عشرة وثلاثة مئة من سني نبط"، فأرخ هذا النص بـ "نبط"، ولو استخرجنا من هذا التأريخ السنة 115 أو 109 قبل الميلاد، يكون الباقي السنة بالتقويم الميلادي، وهي سنة 201 أو 207 للميلاد، وهو تأريخه بالتقويم الميلادي.
ولكن تأريخ نقش هجر قانية، ونقش جبل القرنين ، ونقش المعسال، أقدم في الزمن من تأريخ النقش المتقدم، إذ ان تأريخ الكتابتين: كتابة هجر ثانية وكتابة جبل القرنين أقدم من الكتابة المتقدمة عهداً، إذ كتبتا في سنة 144 من التقويم الحميري التي تقابل سنة 31 للميلاد(41)، وعل هذا تكون هذه الكتابات من أقدم ما وصل إلينا من النصوص المؤرخة، وتكون أيضاً وثيقة لا ريب فيما يجب ان يستند عليها في تثبيت حكم من ذكر في الكتابات المؤرخة عموماً من الملوك، وبموجبها يجب تصحيح الارتباك السائد بين المستعرضبين المتخصصين في العريبات الجنوبية في ترتيب أياما لملوك وزمان حكمهم.
ولدينا نص اخر وسمه العلماء بـ "CIH46"، وقد دون فيه اسم "ياسر بهنعم" وابنه "شمر يهرعش"، "ملكى سبأ وذريدان"، أي "ملكاً سبأ وذي ريدان"، وجاء تأريخه على هذا النحو: "بورخن ذمحجتن ذبخرفين ذلخمست وثمنيي وثلث ماتم بن خريف مبحض بن أبحض" (42)، أي "بشهر ذي المحجة (ذي الحجة) من سنة 385 من سني مبحض بن ابحض وتقابل هذه السنة 270 أو 276 للميلاد.
وثمة نص يعود تأريخه إلى السنة 409 للتقويم الحميري، أي إلى سنة 294 للميلاد، وقد كتب في شهر "ذمعن" من هذه السنة: "ورخهو ذمعن ذبخرفن لتسعت واربع ماتم"، بملك الملك "شمر يهرعش ملك سبأ وذريدن وحضرموت ويمنت"، ولم يرد في هذا النص اسم والد الملك "شمر يهرعش"، وو "ياسر يهنعم" المذكر في نصوص أخرى(43).
وثمة نص يعود تاريخه إلى السنة 274 أو 280 للميلاد ، وقد دون ف عهد "يسرم يهنعم" و "شمر يهرعش"، "املك سبا وذريدن" "ملكاً سبأ وذي ريدان"، وذلك "بخرفن ذلتسعت وثميني وثلث ماتم بن خريف مبحض بن ابحض"(44)، أي "بسنة تسع وثمانين وثلاثة مئة من سني مبحث بن ابحض". وأما الملك "يسرم يهنعم" ، فهو "يسرم يهنعم" الثالث بحسب ترتيب بعض المستعربين لقائمة ملوك اليمن. واما ابنه "شمر يهرعش"، فهو "شمر يهرعش" الثالث بحسب هذا الترتيب.
ويلاحظ أن هذا النص قد استعمل جملة "املك سبأ"، أي "ملوك سباً بعد اسم الملكين، والصيغة اللغوية تقضي باستعمال "ملكي" أي "ملكاً" سبأ، لأنهما ملكان اثنان، لا جملة ملوك (45).
ويعد النص المرقوم بـ "443 CIH = 150 MM" من النصوص التي تعود إلى هذا العهد، وقد أرخ بسنة تعادل السنة 281 أو 287 للميلاد(46).
ومن النصوص التي تعود إلى ما بعد أيام الملك "شمر يهرعش" النص المرسوم بـ "RES 3383"(4)، وهو نص دونه "ملك كرب يهامن" وابناه "ابكرب أسعد" "أبو كرب أسعد" و"ورامر ايمن"(47) "ذرا أمر ايمن"(48)، وقد نعتوا فيه : "بـ ملك سبا وذريدن وحضرموت ويمنت" ، وتقدموا فيه إلى الإلهة "ذسموى" أي "رب السماء" بالحمد والشكر، وذلك لقيامهم بإعمال بناء معبد هذا الإله وترميمه، بشهر سقط اسمه من النص من السنة 493، من التقويم المذكور، أي السنة 378، أو السنة 384 للميلاد.
وترك الملك: "شرحب ال ملك سبا وذريدن وحضرموت ويمنت واعربهمو طودم وتهمت" نصاً مهماً يتعلق بترميم وإصلاح "عذبو عرمن بن قرب رحيم عدى وصحو قدم عبرن" أي" ترميم العرم من قرب رحاب إلى وصاح قدام عبران". وقد ذكر فيه ما قام به من إعمال من إحكام بناء السد ومن سد الثغر التي حدثت به، ومن تطهير لقعر حوض السدّ وإصلاح للأدوية المتصلة به، وأرخ ذلك "بورخ ذثبتن ذلخمست وثلثي وخمسماتم(49).
ويقابل هذا التأريخ سنة 420 للميلاد، وذلك إذا سايرنا رأي من يجعل مبدأ التقويم السبئي سنة 115 قبل الميلاد، اما إذا أخذنا برأي من يجعل ابتداء هذا التقويم سنة 109 قبل الميلاد، فتكون السنة 535 في مقابل السنة 426 للميلاد.
ويذكر "شرحب ايل" بعد ذلك أنه قدم بردم الثغر وما تهدم من السد بمساعدة حمير وحضرموت، إذ شارك عشرون الف رجل منهم في البناء والإصلاح، مكثوا على ذلك حتى نجز كل شيء، وقوي السد وقد اصلحت أبويه وكل ما يتصل بهفرجعوا إلى ديارهم وكان الانتهاء من العمل بتأريخ ذو ددن ذو لخمست وستن وخمسماتم(50)، المقابلة لسنة 450 للميلاد، هذا إذا جعلنا مبدأ هذا التقويم سنة 115 قبل الميلاد، و 456 إذا جعلناه سنة 109 قبل الميلاد.
ويعود تأريخ النص الموسم بـ "JA 1028" إلى سنة ثلاث وثلاثين وست مئة" من هذا التقويم جاء فيه : "ورفهوا ذمذران ذثلثت وثلثي وسث ماتم"، أي "تأريخه شهر ذي مذران من ثلاث وثلاثين وست مئة"(51)، وهو نص كتب في عهد الملك "يوسف أسار يثأر". وقد نعته النص بـ "ملك كل اشعبن"، أي "ملك كل القبائل"، ولم ينعته باللقب الرسمي المقرر، وجاء في مقدمته: "ليبارك الذي له ملك السماء والأرض الملك يوسف أسار يثأر ملك كل القبائل. وليبارك الأقيال لحيعت برخم وسميفع أشوع وشرح آل شوع وشرحب آل أسعد أبناء شرحب آل يكمل من يزان وجدنم، الذين ناصروا الملك يوسف أسار يثأر في استيلائه على قلسن، وفي قتله الأحباس بظفار، وحارب وتغلب على مقاتلي الأشعرن، "الأشعريين" و "ركبان"، و"فرسان" و"مخوان" ، وتغلب على محاربي نجران، وحصن رملة مدبن "مدبان"، وجمعوا رعية الملك وهاجموا بهم "يزن"، لما حارب نجران، كان معه همدان أعرابها وحضرها ، وقوات من "ازان" وأعراب كندة "كدت"، و"مردم" "مراد" ، "مذحجم" "مذحج".
ثم تحدث عن مهاجمة الحبش من البحر للملك، وصده ذلك الهجوم، ودعوتهم إلى منازلهم بحماية الرحمن لهم، فدونوا ذلك في هذا النص بتأريخ "شهر مذران سنة 633 وتقابل هذه السنة 518، إذا عددنا مبدأ هذا التقويم سنة 115، قبل الميلاد، والسنة 524، إذا عددنا المبدأ سنة 109 قبل الميلاد.
وقد ختم النص بجملة تثير الانتباه، هي: "ورحمنن علين بن كل مخدعم ذي خمصهو وتف وسطي وقدم على سم رحمنن وتف تمم ذحضيت رب هد بمحمد(52) ومعناها "والرحمن المتعالى ينتقم من كل مخادع يردي ازالة الوقف "وتف "، الذي سطر وقدم باسم الرحمن. وتف تميم من آل حضيت "ذحضيت" " رب هد" ، سيد هود. "يهود". بمحمد، أي بجاه محمد. وقد ترجم جامة، كلمة "بمحمد" بـ By The Praisedone" أي المحمود.
ومن النصوص المؤرخة المتأخرة، النص الذي دونه "أبرهة" عند إصلاح ما تهدم من سد مأرب وتجديده، ويرمز العلماء إليه بـ "556 + 553 + 555 + 618" GI، ويعود تأريخه إلى "بورخ ذمعن . . . ثمنيت وخمسى وسث ماتم"(53)، أي إلى "شهر ذمنعن . . . من سني ثمان وخمسين وست مئة" من التأريخ الحميري، المقابلة لسنة 543 للميلاد(54). والنص: "O , M 31 المؤرخ بسنة "بخرف ذلتسعت وسثى ماتم"، أي سنة 669 من التقويم الحميري(55) المقابلة لسنة 554، أو 560 للميلاد.
ويعود تأريخي الكتابة الموسومة بـ "325 CIH = 31 SAB, DENKM " إلى السنة 669 بخرفن ذلتسعت وسثر وسث ماتم، من التقويم الحميري(56) الموافقة لسنة 554 أو 560 للميلاد، وهو على ذلك متأخر عن نص أبرهة، وقريب من أيام مولد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم).
ويلاحظ أن أقدم هذه النصوص المؤرخة، قد أرخت على وفق طريقتنا في التأريخ، بذكر السنة التي أرخ بها وموقعها من هذا التقويم، أو بذكر الشهر أولاً ثم اسم السنة التي يقع فيها هذا الشهر مع عدد السنين بالنسبة إلى التقويم. وقد ظل هذا النوع من التأريخ سارياً إلى آخر نص مؤرخ وصل إلينا، فهو يمثل الطريقة العامة التي سار عليها اهل العربية الجنوبية في التأريخ منذ اتفقوا على وضع تقويم ثابت لهم، أوله سنة 115 أو 109 قبل الميلاد، غير أن بعض النصوص أرخت كما رأينا بهذا التأريخ، ولكنها ربطت التأريخ باسم رجل، مثل "نبط"، أو "مبحض بن أبحض"، وأمثالها من النسأة وهو في رأيي مجرد إشارة إلى اسم الناسي عند القوم الذين دونوا النص. اما التاريخ أي رقم سنيه ، فهو على وفق التقويم الرسمي العام.
وليس في رواية أهل الأخبار أي نبأ يشير إلى وقوفهم على أمر هذا التقويم، حتى "وهب بن منبه"، والمعروف بأخباره عن اليمن، ومن جاء بعده من أصحاب العلم بالسجلات والمزابر والكتب القديمة وأخبار تبع، ومن بينهم الهمداني، لا نجد في أخبارهم ما يشير إلى وقوفهم على خير هذا التقويم الذي أرخ به إلى سنين قريبة من أيام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولم يرد في هذه النصوص المؤرخة اسم هذا التقويم، ولكن العلماء عثروا على نصوص مؤرخة ورد فيها بعد التأريخ اسم التقويم وهو "خريف مبحض بن ابحض"، أي "سنى مبحض بن ابحض"، فقد ورد في النص الموسوم بـ "GLASER 1594" وهو نص دون في عهد الملكين "ياسر يهنعم" و "شمر يهرعش"، ملكي سبأ وذي ريدان: ان هذا النص قد دون "بخرفن ذلتسعت وثمنيي وثلث ماتم بن خريف مبحض بن ابحض"(57) أي "بالسنة التاسعة والثمانين والثلاث مئة من سنن مبحض بن ابحض". وقد تمكن العلماء من تقدير زمن حكم الملكين الأب والأبن، بالاستناد إلى نصوص أخرى، واستنبطوا من ذلك أن هذا التاريخ أي تأريخ هذا النص يقابل التأريخ الذي توصلوا إليه من النصوص الأخرى، واستخرجوا منه الرقم 115، والرقم 109، وهو رقم مبدأ التقويم السبئي الذي وضع قبل الميلاد بالسنتين المذكورتين بحسب اختلاف وجهة نظر العلماء(58)، فكانت النتيجة أن هذا الرقم الباقي يعادل الرقم المستخرج من التقويم السبئي الغفل من الاسم، وتبين من ذلك ان تقويم "مبحض بن ابحض" هو نفس التقويم السبئي، ومبدؤه هو مبدأ تقويم سبأ نفسه، وأن تاريخ هذا النص إذن يقابل السنة 274 أو 280 للميلاد.
أما الملك "يسرم يهنعم"، فهو "يسرم يهنعم" الثاني . واما ابنه "شهر يهرعش"، فيجب أن يكون "شمر يهرعش" الثالث في تصنيف بعض علماء العربيات الجنوبية لملوك اليمن(59).
وأرخ العرب الجنوبيون بأيام حكم ملوكهم، كالذي نراه في النص:
RES 2869)) (60) حيث جاء فيه: "بيوم اليفع يشر ملك معنم"، أي: بيوم اليفع بشر ملك معين"، وخطل ما في هذا التاريخ وضعفه ان الكاتب له اعتمد على معرفة القوم لحكم هذا الملك يوم دونه، ولم يشعر ان هذه المعرفة ستموت، وأن الذين] تون بعده مثلنا ، سوف يحرمون من الوقوف على حقيقة أيام حكم الملك "اليفع يشر"، فلم يفدنا هذا التوريخ لهذا السبب شيئاً في استنباط أيامه منه، وهذا هو فساد توريخ القدماء بهذا الأسلوب من التأريخ.
وأرخو بعلية القوم، وبسادة القبائل، كما جاء في نص معيني "بورخه ذطنفت ذكبره ايتم ذعرقن"(61): " بورخ ذطنفت ذكبر ايتم ذعرقن"(62) أي: "بشهر ذي طنفت من كبارة ايتم ذو عرقن"، او بعبارة اخرى: بتاريخ ذي طنفة من حكم الكبير ايتم ذو عرقان"، وما جاء في النص: "MM 221" "بورخ دثا ذخرف الوهب بن تبع كرب بن يهسحم"، ومعناه: "شهر دثا من سنة الوهب بن تبع كرب بن يهسحم" ، او "بتأريخ دثا من سنى حكم او سيادة الوهب بن تبع كرب بن يهسحم".
وأرخ النص: "658 JAM" بسنى "تبع كرب بن وددال بن حزفرم الثالث"، أو "بالسنة الثالثة من سني تبع كرب بن وددل ال بن حزفرم". وقد كتب هذا النص في عهد "شمر يهرعش بن ياسر يهنعم"، سبأ وذي ريدان (63).
ونجد في النص "314 + 954 CiS" "ان الشرح يحضب، وأخاه يازل بين "ملكي سبأ وذي ريدان قد انتصرا على "شمر ذي ريدان" في السنة السادسة من سني "تبع كرب بن وددايل" من "آل حزفرم"(64).
ولدينا كتابات أرخت برجل اسمه "وددال بن ابكرب بن كبر خلل اربعن"، فقد جاء في النص المؤرخ به: "ذخرف وددال بن ابكرب بن كبر خلل اربعن"(65) ومعناها: "من سنة وددايل بن ابكرب من آل كبير خليل الرابع"، أو "من سني وددايل بن أبو كرب من آل الكبير خليل الرابع، ولدينا كتابة أخرى أرخت بسني "كبر خلل السادس"، فقد جاء في النص : "613 JAM" "بورخ ذمليت ذخرف وددال بن ابكرب بن كبر خلل سدثن(66)، ومعنى الجملة: "بشهر ذملية من سنى وددايل بن أبيكرب من آل كبير خليل السادس، أو "بشهر ذو ملية من سنة وددايل بن أبيكرب من آل كبير خليل السادس"، أو "بالسنة السادسة من شهر ذي ملية من سني وددايل بن أبي كرب من آل خليل".
وقد أرخت الكتابة "615 JAM بتأريخ "وددال" وبتأريخ "نشاكرب بن معد كرب"، فقد جاء فيها: أن "أسعد يزيد" وأخاه وولديه وهم سادة "اقينم" "اقيان"، أقيال "أقول" قبيلة "بكل" "بكيل"، المكونين لربع مدينة "شببم" أي "شباب"، وهم "مقتت" الملك "نشأ كرب يا من يهر حب" ملك سبأ وذي ريدان ابن الشرح يحضب ويازل بين ملكي سبأ وذي ريدان، قدموا إلى "المقه ثهوان" "بعل أوام" تمثالاً ذهب، عن "عشرة" المستحق عن حاصل "سقى" وناتج "ودعت"، وكل من مزارع ومراعي الأودية، والأرضين المسقية وكل مدينة تابعة لبيتهم: "بيت ذكبر اقينم"، "بيت كبير أقيان"، وذلك "الخرف وددال بن ابكرب بن كبر خلل سدثن ولخرف نشا كرب بن معد كرب بن ذحذمت ثلثن" (67)، "بسني وددايل بن أبكرب من آل كبير خليل السادس، ولسنى نشأ كرب بن معد كرب من آل ذي حذمة الثالث"(68)، ولكنني لا استعبد أن يكون المراد من الرقم، السادس، عدد سني حكم وددايل، فيكون المراد من العبارة: "بسنة وددايل بن ابكرب السادسلا"، أو "لسنة وددايل بن ابكرب السادسة"، و"لسنة نشأ كرب بن معد كرب من آل حذمت الثالثة"، أو "وللسنة الثالثة من سني نشأ كرب بن معد كرب من آل حذمة"، فيكون الرقم رقم سني الحكم. وقد يكون المراد به الشخص، كأن يكون المراد به: "وددايل بن أبكرب" السادس، من أسرة كبير خليل، و"نشأ كرب بن معد كرب" الثالث، من أسرة حذمة، ليتناسب الترقيم مع الشخص، لأنه يتناسب مع المعنى أكثر مما لو جعلناه: "نشأ كرب بن معد كرب من آل حذمة الثالث" ، أو "من حذمة الثالثة".
ومعنى هذا أن هذين التقويمين يمثلان تأريخاً واحداً، وان زمان "وددال بن ابكرب بن كبر خلل" "وودايل بن أبي كرب بن كبر خليل"، و السادس من أسرة "خلل" "خليل"، يطابق زمان "نشأ كرب بن معد بيكون بن حذمة"، وهو الثالث في عائلة "حذمة"، وإذا صح هذا الرأي، فإنه يساعد في دراسة هذين التقويمين اللذين يمثلان تقويمي "آل خليل" و "آل حذمة".
وأرخت كتابة بـ "ذخرف ودداال بن ابكرب بن حذمت"، وقد كتبت هذه الكتابة تحذيراً لمن يزيلها عن موضعها، أو يزيل تأريخها، أو يعبث بالمكان ، وهددت من يخالف ذلك بغرامة مقدارها: "خمس رضيم" أي خمس قطع رضية من النقود، أو خمسين قطعة "سبطم" سبطة عن كل شخص(69).
وأرخت كتابة أخرى بـ "ورخ ذابهى ذخرف وددال بن ابكرب بن حذمت ثكمتن(70)، أي "بشهر ذي أبهى من سني وددايل بن ابكرب من حذمت ثكمة".
وقد كان هؤلاء "مقتوين" للملك "نشا كرب يا من يهرحب ملك سبأ وذريدن بن الشرح يحضب، ويازل بين ملكي سبأ وذريدن"، وهو الملك الذي مرّ ذكره قبل قليل في النص "JAM 615" وهو ابن الملك "الشرح يحضب". ففي هذا النص أسماء ثلاثة لقبوا بـ "ملك سبأ وذي ريدان" في زمن واحده نشأ كرب، وأبوه الشرح يحضب، ويازل بين . والغريب أن هذا النص أي نص أرياني 26، وكذلك النص الذي قبله، وقد أرخاً بحكم رجال، ولم يؤرخا بالتقويم الذي تحدثت عنه، أي التقويم الذب مبدؤه سنة 115 أو 109 قبل الميلاد، مع أن أصحاب الكتابين من موظفي الملك المقدمين!
وأرخ "سعد أوم أسعد" وأخوه "أحمد ازاد" وهما من "بني سادن" و "ومحيلهم"، "محيل" ، "محيل" أقبال "بكبل "، "ربعن ذريت" المكنون لربع ذي رقدة، أو "المرابعون لذي ريدة"، وفاء نذرهم الذي قدموه إلى الإله "المقه ثهوان" "بعل اوام"، وهو صنم من ذهب، عن عشرة الذي عشروه من استحقاقه من نعمة التي أنعم بها عليهم في موسمي "الدثا"، "الربيع"، و"الصراب"، وذلك "بخرف معد كرب بن تبع كرب بن حزفوم سبعن" ، أي "بسنة معد يكرب بن تبع كرب من حزفر السابع"(71) ولا أستبعد احتمال تفسير الجملة على هذا النحو: "بسنة معد كرب بن تبع كرب السابعة، من آل حزفر"، أو "بسنة معد كرب بن تبع كرب من حزفر السابعة "أي بالسنة السابعة من حكم معد كرب بن تبع كرب الذي هو آل حزفر، أي من حزفر، وأرخ في نص كتب في تحديد موقع "بورخ ذدونم ذرشوت وددال بن هلك أمر بن حزفرم"(72)، أي : "بشهر ذي دوآن ف عهد كهانة وددايل بن هلك أمر" ؛ فهو من "آل حزفر" وأرخ نص "99 – CIH 131 GI" بـ "خرف وددال بن حيوم حزفرم"، أي "بسنة وددايل بن حيوم من آل حزفر"، وهو نص دونه رهط من "بني مرثد"، يناجون فيها إلههم "المقه بعل أوم" أن يستمر بمننه عليهم، بمباركة أشجارهم وزرعهم وبالإكثار من حاصل أثمارهم، وبمنحهم الصحة والعافية والخير العميم(73).
وأرخ النص الموسوم بـ "GLASER 1591" بـ "ذخرف بانم بن . . ."(74)، أي "بسنة بأن". وقد سقط من الكتابة اسم والد "بانم"، ولا يعرف شيء في الزمن الحاضر عن سني "بانم"، فلا نستطيع تحديد زمن لهذا التأريخ، ولا نعرف كذلك شيئاً من أمر سني "ابن كبشم" "ذخرف بن كبشم"، "ابن كبش" المؤرخ به في النص الموسوم "1592 GLASER" ، الذي كتب عند بناء بيت، فذكر فيه أنه كمل بـ "ذخرف بن كبشم"، أي "بسنة ابن كبشك"، أو "بسني ابن كبش"، وقد يكون المراد "بسني آل كبش"، أي ان كلمة "كبش" هي اسم قبيلة (75).
وأرخ في نص بشهر ذي ددان "ورخ ذددن" من "سني أبي كرب بن ودكرب بن فضحم" "ورخذددن ذخرف ابكرب بن ود كرب بن فضخم" "سني أبكرب بن ودده كرب من فضحم"، وليس لنا علم بفضحم "فضح" "فضاح" في نص آخر دونه السبئيون "شعبن سبا"، لتقديمهم نذراً إلى الإله "المقه"، لأنه اجاب دعاءهم بأن يرسل الغبث إليهم، فنزل "ببرق دثا ذخرف معد كرب بن سمهكرب بن فضحم"، أي بالبرق الذي هو عندهم سيماء المطر من موسم الربيع من سني معد يكرب بن سمهكرب من فضحم (76).
وأرخ الملك "يكرب ملك وتر ملك سبا بن يدع ال بين ملك سبا" في أمره الذي أبلغه قبائل سبأ، بشأن الخراج والجباية "بيوم ثمنيم ذفرع ثنى ذخرف نشا كرب بن كرب خلل"، أي "باليوم الثامن من ذي فرع الثاني، سنة نشا كرب بن كرب من خليل".
وأعلن هذا الأمر وأسمع للناس "سمعم ذت علم" بعد ان شهد عليه جماعة من الشهود ذكروا في نهاية القانون دلالة على صحته(77).
وأرخ الملك "شعرا وتر" ملك سبأ، وهو ابن "علهن نهفن" "علهان نهفان" ملك سبأ، نذره الذي قدمه للأله "المقه" "بورخ ذالالت ذخرف وددال بن حيوم بن كبر خلل خمسن"، أي "بشهر ذالالت من سنى وددايل بن حيوم من كبراء خليل الخامس"، أو "بشهر ذي الالهة من سنة وددايل بن حيوم بن كبير خليل الخامس(78)، كما ورد فيه اسم "ورخن علن" ، أي "الشهر علان"، والشهر "ذابهى" من السنة نفسها (79).
وأغرب من ذلك أنك تقرأ في نص دونه "نشا كرب يا من يهرحب ملك سبا وذريدن بن الشرح يحضب ويازل بين ملكي سبا وذريدن"، أي الملك المذكور يقدم نذراً، هو تمثال من ذهب، إلى معبد "المقه ثهوان" "بعل مسكتويثو بران" لأنه اجاب دعاءهم، واستجاب لسؤالهم الذي سألوه، وذلك "بورخ ذهسبس ذخرف سمكرب بن اكرب بن حذمت ثلثن"(80)، أي "بشهر ذهبس من سنة سمكرب بن اكرب من آل حذمة الثالث، أو "بشهر ذهوبس من سنى سمكرب بن اكرب الثالث"، فالملك هو صاحب الكتابة ، وقد أرخ بالتقويم المحلي، مع أن المفروض أن يؤرخ بالتقويم الرسمي العام, وأرخ النص الذي دونه "يرم ايمن" و"برج يهرحب" ابتا "اوسلت رفشن" من همدان، قيلاً قبيلة "سمعى" اقول شعبن سمعى ، المكونة لثل "حشدم" حاشد ، بـ "خرف ثوبن بن سعدم بن يهشحم"(81) أي بستة ثوبان بن سعد بن يهشحم" وقد دون هذا النص عند انتهاء الحرب العامة التي عمت الأرض، وبين كل الملوك والجيوش "وكون بكل ارضن بين كل املكن واخمسن"، وعقد الصلح وعودة الأمن إلى الربوع المتحاربة.
وفي نص وسمه العلماء بـ "452 A" ذكر لمدينة "صنعو" ذحجرن صنعو"، وسبأ وقبيلة "فيشن" "فيشان"، وذلك في عهد الملك: "هلك امر بن كرب ال وتريهنعم ملك سبا وذريدان" ، "هلك أمر بن كرب ايل وتر يهنعم، ملك سبأ وذي ريدان". وقد أرخ بشهر تلف اسمه في النص، من سنى "أبكرب بن سمه كرب بن حزفرم"، "بورخ ... بخرف ابكرب بن كسمه كرب بن حزفرم"، ولا نعرف شيئاً من أمر هذا التأريخ الذي أرخ به النص، إلا أن ورود اسم الملك "كرب ايل وتر يهنعم ملك سبأ وذي ريدان" فيه، قد يعطينا رأيا عن تأريخه بالنسبة إلى التقويم الميلادي ، فقد حكم هذا الملك بين السنة 60 والسنة 70 من الميلاد. إما ابنه "هلك امر"، فلم يلقبه النص باللقب الملكي الذي يأتي عادة بعد اسم الملك. فهو لهذا يدل على أن "كرب ايل وتر يهنعم" كان هو الملك وحده في الحكم . وإذا فرضنا استناداً إلى نصوص أخرى أنه حمل لقباً ملكياً فيما بعد ، أي صار ملكاً. فإن عهده يجب أن يكون في نحو السنة 80 للميلاد(82).
وأرخ النص "1369 GI بــ "ورخ شورم ذخرف لحيعث بن ينعم" (83)، أي "بشهر شورم من سنى لحيعثت بن ينعم"، ولا نعرف من امر شهر "شورم" شيئاً، فهو يرد هنا لأول مرة، ولعل له صلة بـ "شيار" من شهور الجاهلية(84).
وأرخ القانون الذي أصدره الملك : "شهر هل بن ذراكرب ملك قتبن"، "ملك قتبان"، في تنظيم الزراعة والاتجار بالأرض وفي أمر الجباية، بتأريخ: "ورخس ذعم خرف ابعلى بن شحن قدمن"، أي "بشهر ذعم من العام الأول من سنى ابعلى بن شحز"(85)، وهو رجل لا نعرف من أمره شيئاً يذكر.
وولاد في كتابة "ابنه" أن "شكحم سلحن بن رضون" "شكم" أو شكيم ، ابن سلحان أو "سلحين"، أبن "رضوان"، قد انجز ما أمره به سيده "يرعش بن ابيع مكرب حضرمت" " يرعش بن أبيع مكرب حضرموت"، من بناء سور لحصن "قلت" وأبراج لحماية حضرموت من الحميريين، وأنه قد قام بكل ما كلف بعمله في السنة الثانية من سنى "يشرح آل ذعذذم"، بسنتين وثلاثة شهور، وبـ 120 عاملاً عملوا تحت يديه(86).
ويعرف هؤلاء الأشخاص، الذي أرخ بأيامهم، بـ "Eponumates"، عند العلماء، وقد حصلوا على أسماء عدد منهم من جمعهم النصوص المدونة بهم، مثل : "نبط"(87)، و "ممبحض ب ابحض"(88)، و "تبعه كرب بن وددال بن حزفرم" (89)، و "لحيعثت بن ينعم"(90)، و "ثوبن بن سعدم بن يهشحم (91) بــ "ابكرب بن سمه كرب بن حزفرم"(92)،
وبـ "بانم" الذي سقط اسم أبيه من الكتابة(93)، وبـ "ايتم ذعرقن"(94) و "الوهب بن تبع كرب بن يهسحم"، وبـ (95) "معد كرب بن تبع كرب بن حزفرم"(96)، وبـ "الكرب بن معدال بن يهسحم"(97) ، وبـ "تبع كرب بن وددال بن حزفرم الثالث"(98) وبـ "الكرب بن معدال بن كبر خلل"(99)، وبـ "وددال بن ابكرب بن حذمت"(100)، و "عم علي بن رشمم" من "فقعن" "فقعا"(101)، و "موهبم ذ ذرحن"(102)، و "غث ال" من "بيحن" "بيحان"(103) و "وددال بن هلك امر بن حزفرم"(104)، و"وددال بن ابكرب بن حيوم بن حزفرم"(105)، و"ابعلى بن شحز قدمن"(106).
ويظهر من مراجعة هذه الأسماء ان عدداً منها ينتسب إلى أسرة واحدة، أو طبقة واحدة، مثل: "حزفرم" و"حذمت" و"كبر خلل" "كبير خلل" و "يهشحم" "يهسحم"، و "مبحض بن ابحض"، وهي أسر معروفة مشهورة لها في النصوص ذكر ومكانة.
ونجد بعض هذه الأسماء قد رقم له برقم، ففي النص "6، 653 JA" نجد: خرف ذخرف تبع كرب بن وددال بن حزفرم ثلثن" ، بمعنى "بسنة من سني تبع كرب بن وددال بن حزفرم الثالث"، ومعنى هذا أن "تبع كرب" هذا سبقه اثنان عرفاً بالاسم نفسه، فهو الثالث بالنسبة إليهما في درجة التسلسل. ونجد أحدهم، وهو "وددال بن اب كرب" من "ال خليل" وقد نعت بـ "سدثن"، أي بالسادس(107)، مما يدل على أنه قد سبق بخمسة أشخاص عرفوا بالاسم نفسه، فهو سادسهم بالتسلسل، وهكذا.
وهذا الترقيم وإن كان خالياً من التأريخ، يفيدنا في دراسة تواريخ هؤلاء المؤرخ بهم، ودراسة من ذكر معهم في النصوص، ونستنبط بذلك تواريخهم من ورود أسماء المعروفين منهم في نصوص مؤرخة.
غير أن بعض علماء العربية الجنوبية لا يقرون هذا الرأي، فيرون أن هذه الأرقام لا تشير إلى ترقيم الأشخاص لتمييز المتأخر منهم عن المتقدم عليم، وإنما تشير إلى سني حكم المذكورين ، وتوليهم عملهم، فـ "تبع كرب بن وددال بن حزفرم" الثالث، هو نفس "تبع كرب بن وددال بن حزفرم سدثن" السادس، ولفظة "ثلثن"، أي "الثالث" إنما تعنى السنة الثالثة من تولي "تبع كرب" عمله وفي جملته النسئ، وأن لفظة "سدثن"، لا تعنى السادس، وإنما تعنى السنة السادسة من توليه العمل، وهكذا قل عن بقية الأرقام(108).
واستعملت بعض الكتابات لفظة "بخرف" "بن خزف"، أي بسنة وبسني في التوريخ، كما في هذه العبارة: "بخرف بمعد كرب بن تبع كرب بن حزفرم"(109) ومعناها: "بسنة معد كرب بن تبع كرب من آل حزفر"، أو "بسني معد كرب بن تبع كرب بن حزفر"، وكما في هذه العبارة: "بخرف الكرب بن معدال بن يهسحم"(110)، ومعناها: "بسنى الكرب بن معد ايل من آل يهسحم "، أو "بسنة الكرب بن معد ايل من يهسحم"، وكما في جملة : "بخرف ثوبن بن سعدم بن يهسحم"(111) ومعناها: "بسني ثوبان بن سعد من آل يهسحم". و"بن خريف بن محبض بن ابحض"(112) و "ريفتم بن خريف نبط"، و "خرفتم بن خرف نبط" ، و"ذبخرفن ذل بن خرف مبحض بن ابحض"(113) وهكذا ومعنى هذا بسنة تقويم الفلان المذكور، أو بسنيه:
وتدل هذه المعايير دلالة لا ريب فيها على وجود عدد من التقاويم ، كان العرب الجنوبيون يؤخون بها، وان هذا التقاويم قد نسبت إلى أشخاص بأعيانهم، توارث بعضهم القيام، بها أباً عن جد، وفي أسرة معينة، ويبه هذا ما يذكره أهل الأخبار عن "النسأة" الذين كانوا ينسؤون الشهور إلى الإسلام، حيث نزل تحريم "النسيء" في الآية: { إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ }(114)، فهؤلاء نسأة العرب الجنوبيين، كانوا يقومون بالتوقيت، وبتثبيت الشهور، وتعيين أيام الأعياد وأوقات العبادة، فلعملهم طابع ديني كذلك، ولهذا وصف بعضهم بـ "رشو" أي كاهن، وأشير إلى كهانتهم بلفظة "رشوتهو"، أي "كهانته" في بعض النصوص.
وقد جادت النصوص المؤرخة بأسماء عدد من الشهور، ويقال للشهر "ورخ" في العربية الجنوبية، واللفظة بمعنى "قمر" كما أن لفظة الشهر تعني القمر، وتعني العدد المعروف من الأيام في عربيتنا، وذكر أن الشهر: الهلال، والعرب تقوم رأيت الشهر، أي رأيت هلاله(115)، ووردت لفظة "شهر" في العربية الجنوبية بمعنى الهلال، أي أول يوم ظهوره، وقد أرخ به، إذ هو خير علامة هادية للأعراب تفيد بداية الشهر، ولذلك قالوا: "بيوم شهرم ويوم ثنيم ذنم"(116) أي: "بيوم الهلال، ويوم المطر الثاني، أو بعبارة أخرى: "يوم الإهلال، وزمان سقوط المطر الثاني".
ويظهر من دراسة أسماء الشهور أن منها كان مستعملاً عند معين، ومنها ما كان مستعملاً عند سبأ، او عند قتبان، أو عند حضرموت، وأن منها شهوراً وردت في نصوص قديمة، ثم انقطع ذكرها إذ لم ترد أسماؤها في الكتابات المتأخرة، وأن منها ما نراه في الكتابات المتأخرة، ولا نجد له وجوداً في الكتابات القديمة، مما يحمل على الظن بأن هذه الشهور هي شهور حديثة، قد تكون اخذت أماكن الشهور القديمة نتيجة للتطورات الحضارية التي طرأت على العربية الجنوبية، في النواحي الدينية أو الاقتصادية، أو الاجتماعية وما شابه ذلك، وهي تطورات كانت بالطبع مستمرة على وفق سنة التطور التي هي من نواميس التأريخ البشري، إذ تأتي الأجيال الجديدة في كل نواحي الأرض وبين كل الأمم بخلق جديد لا يرضى عنه المتقدمون في السن، ولكنهم يغلبون على أمرهم، ثم يأتي الجبل الجديد ليأخذ محل الجيل القديم، وهكذا تكون البشرية في تقدم مستمر مع تقدم الزمن واستمرار الحياة، تقدم نحو تسخير الطبيعة لخدمة الإنسان، فلا خوف على الإنسان ما دام حياً يدب على هذه الأرض، وربما على الأجرام الاخرى في المستقبل.
وقد تجمعت من دراسات العلماء لكتابات المسند مجموعة من أسماء الشهور، القديمة، أعني الشهور التي وردت مدونة في كتابات المسند القديمة التي ثبت بالدليل العلمي أنها من كتابات ما قبل الميلاد، من مثل نوع الخط، وطريقة حفرة على الحجر، ومن مثل طريقة التدوين، فالكتابات المدونة بطريقة حلزونية وهي الكتابات التي يبدأ فيها السطر الأول من اليمن إلى اليسار، فإذا انتهى بدأ السطر الثاني من اليسار نحو اليمين، وهكذا حتى انتهاء الكتابة هي كتابة قديمة، كتبت في رأي العلماء الدارسين لموضوع الخط العربي الجنوبي قبل الميلاد، ومن مثل الحكم على قدم الكتابة بدراستها بطرق مختبرية مضمونة النتائج بحيث، تكون نسبة الخطأ فيها معدومة أو قليلة، فكتابات مثل هذه تعد كتابات قديمة، وتعد الشهور المذكورة فيها شهوراً قديمة كذلك، وقد حصلنا منها على أسماء عدد من الشهور.
أما كتابات ما بعد الميلاد، ولا سيما الكتابات القريبة من الإسلام فهي متأخرة عن الكتابات المذكورة، ولها خصائص جديدة، وقد حصل العلماء بدراستهم إياها على أسماء لم يعثر عليها في الكتابات المتقدمة، أغلب الظن أنها ظهرت في هذا الزمن. ولذلك لتدوينها ولدراستها أهمية كبيرة عند دراسة التقاويم عند العرب الجنوبيين، ونظراً لظهورها في ظروف اختلفت عن الظروف السابقة. فإنها قد تفيدنا في تقديم معارف جديدة عن التطورات الفكرية و المادية التي حدثت في جزيرة العرب فيما بين الميلاد وظهور الإسلام.
ولما دخل الإسلام اليمن، كان اليمنيون قد تأثر واقبله بالعربية الشمالية، بدليل ما نراه من دخول ألفاظ وتراكيب، عربية شمالية على لغة المسند، وظهور أثر ذلك في الكتابات، وزاد هذا الأثر بدخولهم في الإسلام واتخاذهم العربية الشمالية عربية لهم، حلت محل عربياتهم القديمة، وبمرور الزمن قل عدد من كان فقه العربيات اليمنية، حتى تضاءل كثيراً، وإن بقيت بقايا منها حتى اليوم في المجتمعات الشعبية وفي المجتمعات المنعزلة بحكم موقعها الجغرافي، وهو أثر تضاءل وتضاءل في هذا الزمن بسبب تقدم الثقافة، ونشر تعليم القراءة والكتابة.
وقد بقيت بعض أسماء الشهور العربية الجنوبية عالقة بالأذهان حتى في الإسلام، فجاءت منظومة في قصيدة لـ "البحر النعامى" من اهل صنعاء، ومن أسرة حميرية تعرف بـ "آل ذي نعمة"(117)، "آل ذي نعامة"(118)، ومن رجال المئة السادسة الهجرية، وقد تضمنت هذه القصيدة الشهور الحميرية مبتدأة بشهر "ذو الصراب"، وهو في مقابل "ذصربن" المذكور في المساند، وزمانه شهر "اكتوبر" "October" ، وهو "تشرين الأول" في تقويمنا المألوف، يليه: "ذو المهلة"، ويقابل "ذمهلتن" في المسند، ويقابله "November" الذي هو "تشرين الثاني" عندنا" ثم "ذو الآل"، وهو "ذالن" في الكتابات ، ويقابله "ديسمبر" "December" الذي هو "كانون الأول" عندنا. ثم "ذو الدثاء"، وهو شهر "ذدثا" في المسند، ويقابله شهر "Junuary"، أي "كانون الثاني". ثم "ذو الحلة"، ويقابله "ذحلتن" في المسند ، وهو "Februry"، أي شباط، ثم "ذو معون"، وهو "ذمعن" في الكتابات، ويقابل شهر "March" الذي هو "آذار"، ثم "ذو الثابة" وهو "April" أي "نيسان". ثم "ذو المبكر" وهو "ذمبكرن" وهو "May" "أي مايس ويسمى ايار ثم "ذو القباظ"، وهو شهر "ذقيظن" في المسند" ويقابل "June" الذي هو حزيران، ثم "ذو مذران" الذي هو "ذمذرن" "ذمذران" في المسند، وهو "July" أي "تموز". ثم "ذو الخراف"، وهو "ذخرفن"، ويقابل شهر "AUGUST" أي "آب" ، ثم يليه "ذو علان"، وهو "علن" في المسند ، ويقابل "September"، أي أيلول(119).
وقد أحسن البحر النعامي وجاد بتثبيته أسماء الشهور على وفق تسلسلها الطبيعي وعلى وفق الشهور "الرومية" أي الشهور المستعملة عند الأوربيين، ثبتها بقصيدة نظمها ذكر فيها مع كل شهر ما يقابله من شهور الروم، وما ينبت فيه من نبات أو يؤكل فيه من اكل ، وما يتعلق به من أمور تخص الزرع والفلاح، مثل فلاحة الأرض وأشهر التسميد والغرس والحصاد وأيام موسمي المطر الربيعي والخريفي في اليمن.
وقد تحدث المستعرب "بيستن" "A, F, L, Beeston"، في بحثه عن التقويم الحميري، عن هذه القصيدة ، ونقل منها أسماء الشهور وما يقابلها بالشهور الغربية، ثم أفضل الأستاذ القاضي محمد بن علي الأكوع الحوالي، فأتحفنا بنص كامل لها، نشره في مجلة "الإكليل" اليمنية(120)، فأحسن بعمله هذا إلى العلم وأجاد.
وقد لاحظت أن الاستاذ الفاضل الأكوع لم يرجع إلى المساند ، أو إلى بحوث المتخصصين مثل "ركمنس" و "بيستن" في ضبط أسماء الشهور في هذه القصيدة المهمة التي أفضلت علينا في تعيين مواضعها من مواضع الشهور التي يستعملها معظم أهل العالم العربي، فابتعدت بذلك عن الأصل، فجعل "ذدثا" مثلاً، وهو ما ذهب إليه بيستن ، وهو الصحيح، والظاهر أن ناسخ القصيدة قد استعجل في النسخ فاستعمل حرف الباء في مكان الثاء، وهذا أمر كثير الوقوع.
وحبذا لو أعاد الاستاذ الأكوع النظر في القصيدة، وضب شهورها ضبطاً صحيحاً، استناداً إلى المساند، وإلى المساند، وإلى السنة المزارعين في هذا اليوم، وشرح كلمها اليمني القديم، ليفهم قارئها ما ورد فيها من كنز عن تراث اليمن العزيز فيما قبل الإسلام ، وفي عهد "البحر النعامي".
ومبدأ السنة الحميرية على ما جاء في هذه القصيدة هو "ذو الصراب" أي شهر تشرين الأول، ونهايتها "ذو علان"، وبهذا التشخيص الدقيق أفادنا "البحر النعامي" فائدة كبيرة في الوقوف على السنة الحميرية التي بقي المزارعون حتى اليوم يسيرون على منوالها، ويستعملون أسماء شهورها وإن كانت قد حرفت بعض التحريف عن الأصل(121).
ولا ينحصر فضل هذه القصيدة على تشخيص الشهور الحميرية، وتثبيت مواضعها لأول مرة، على وفق الشهور المألوفة المعروفة بأسم العرب اليوم، بل لها فضل آخر فيما قدمت إلينا من صورة للتقاليد والرسوم الشعبية التي كان الناس يراعونها في أيامهم وشهورهم، مثل إقدامهم على اكل انواع خاصة بها من الأطعمة، وابتعادهم عن أكل انواع اخرى ، وكذلك في مسألة اوقات إتيان النساء، في أوقات تفضل على غيرها، والتقيؤ بعد الجماع في شهر "ذي الصراب":
ففي ذي الصراب فكن طالباً *** للمس نسائك لا للقحــــــــاب
لما تستحل ولا تطلبــــــــــن *** حراماً فتجزى بســوء العقاب
وأكثر من القيء بعد الجماع *** وكـــل من كراث كأكل الغراب
بحل الدنان ودع ما حــــــلا *** وما كان من صالح في ثياب(122)
كما شخص لنا شهور العمل عند المزارعين، فذكر وقت الحصاد، لمختلف الزرع، وذكر موسم البذر وغرس الأشجار، ومواسم تسميد التربة ومواد التسميد وذكر أنواع المزروعات التي تزرع في اليمن، ومنها الذرة، وطرق إرواء الأرض، وأساليب الحراثة، وغير ذلك مما له علاقة بالوضع الاقتصادي في اليمن.
وفي القصيدة ألفاظ يمنية قديمة، ومصطلحات كانت تستمل قبل الإسلام، تقدم للباحث في نصوص المسند مادة طيبة في فهم هذه النصوص.
وقد ورد اسم "ذمهلتن" ، وهو من شهور سبأ المتأخرة في النص:
"545 jam" ويظن ان "ذمحجتن" المذكور في "Corpus"، إنما هو هذا الشهر، وقد التبس الأمر على الناشر فتصور حرف "اللام" حرف "ج" وبين الحرفين تقارب في أبجدية المسند، فكتب "ذمحجين" بدلاً من "ذمهلتن"(123).
وقد قرأ البعض اسم لشهر "ذالن"، على هذه الصورة: "ذا اللاتن" وصيروه "شهر الآلهة"، وإنما هو "ذالن"(124) أي اسم شهر(125). وجاء في النص: "6 و 642 jam" اسم شهر "ذال ال ت" ، "ذالالت"(126) ، قد تكون له صلة بالآلهة، وورد اسم هذا الشهر: "بورخ ذالالت "في النص رقم 11 من نصوص الأرياني(127).
وقرأ اسم الشهر: "ذحلتن"، على هذه الصورة: "ذحجتن"، وذلك بسبب الشبه بين حرف "اللام" وهو حرف "الجيم" في المسند(128). ولكن ورده في القصيدة الزراعية باسم "ذو الحلة" ، يؤيد أن الشهر هو "ذ حلتن"، لا "ذحجتن".
وقد جاء في شرح القصيدة وبعد ذكر شهر "ذي الدباو" ما يأتي: "ذو الحلة، وهو شباط ويسمى ذو الدثى".
وذو الحلة بكسر الحاء، وهو ما يسميه الرعايا السبع، وفي أمثالهم: حيث ما حلت السبع حليب، لأنه مظنة هطول الإمطار وفيه تغرس الأشجار المثمرة التي منها الكروم والفواكه كلها ويزرع فيه الدثى"(129).
وفي قوله: "ويسمى ذو الدثى". وهم، لأن "ذو الدثى" هو شهر "ذدثا" أو "ذو الدثا" ، والظاهر انه زلة قلم وسبق لسان.
ولم يكن الشهر "ذمبكرن" معروفاً في المسند القديم، وقد جاء اسمه مدوناً في النص الذي نشره: G, Garbini))(130).
واما أشهر "ذقيظن"، فهو "ورخ ذ قيظن" في الكتابات المتقدمة، فيظهر أنه بقي معروفاً إلى آخر التدوين بالمسند.
والشهر "ذمذران" "ذمذرن"، من الشهور الواردة في الكتابات المتأخرة، وقد أرخ به في نص من أيام الملك: "مرثد الن ينف، ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابها في الأطواد والتهائم"، وختم النص بجملة: "ورخهو ذ مذرن"، أي : "تأريخه ذو مذران"(131) فكلمة "ورخهو" هنا بمعنى "تأريخه"، ومن هذا الأصل وردت كلمة "تأريخ" بمعنى التوقيت بالمعنى من المصطلح في هذا اليوم، كما أرخ به النص الموسم بـ "1038 ja"، المدون في عهد الملك "يوسف إسار يثار"، ويعود تأريخه إلى شهر مذران من سنة 633 للتقويم الحميري، المصادفة لسنة 528 للميلاد.
ويعد الشهر: ذخرف من الشهور الواردة في النصوص المتأخرة كذلك(132).
وجاء اسم الشهر: "ذثبتن"، "ورخ ذثبتن" في النص المدون في عهد الملك "شرحب ال" ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم في الأطواد والتهائم" وهو ابن الملك "أبو كرب أسعد" "ابكرب اسعد"، الحامل لهذا اللقب كذلك، وهو نص يذكر أن العمل انتهى بشهر ذو ددن ذو لخمست وسثى وخمسماتم"، أي "وتأريخه ذو ددان من سنة 565، وتعادل هذه السنة : 450 للميلاد، وقد كتب هذا النص عند ترميم الملك لسد مأرب(133).
وقد جاء في نص "ابرهة" الشهير بعض أسماء الشهور التي أرخ بها في النص، وهو : "بورخ في ذقيضن لسبعت وخمسى وست ماتم"، أي : "بتأريخ ذو القيظ من سنة سبع وخمسين وستمائة"، وذلك وفقاً للتقويم الحميري، كما ورد فيه اسم شهر "ذمذرن"، "بورخ ذمذرن ذلسبعت"، أي "بتأريخ ذي مذران لسبعة"، ويريد بهذا الرقم السنة المذكورة من التأريخ الحميري، أي سنة 657 . . . كما ورد فيه الشهر: "صربن"، "ذو صربان"، "ذو الصراب" واسم الشهر: "ذددن"، والشهر: "ذمعن" الذي كتب به النص، حيث ختم بجملة: "بورخ ذمعن ثمنيت وخمسى وست ماتم"، أي: " بتأريخ ذي معان من سنة 658، أو "بشهر ذي معان من سنة 658"، وهذه السنة محسوبة على حساب التقويم العربي الجنوبي.
وللمزارعين في العربية الجنوبية تقويم فلكي "Sidereal Calender" يسيرون عليه، على وفق النجوم، يقسم السنة ثمانية وعشرين شهراً، مدة كل شهر ثلاثة عشر يوماً، وهو ما زال مستعملاً بينهم، وقد ذهب "رودو كناكس" "Rhoadokanakis" إلى احتمال كونه من بقايا تقويم عربي جنوبي كان العرب الجنوبيون يسيرون عليه قبل الإسلام. ورأى أن "ذفرع" و "ذجبي" "ذا جبو"، لا يمثلان شهرين من شهور السنة، وإنما يمثلان وقتاً من أوقات العمل والزرع ، بالمصطلح المستعمل الآن في العربية الجنوبية، أي جزئين من 28 جزء من أجزاء السنة (134). وذهب "بيستن" إلى احتمال تقسيم العرب الجنوبيين الشهر ثلاثة أقسام كل قسم منها عشرة أيام(135).
ويرى "رودو كناكس" أن سنة العمل عند القبائل تبدأ باليوم الأول من "ذفرعم"، "ذفرع" ، "ذو الفرع"، وتمتد إلى اليوم السادس من "ذفقحو" ويرى أن السنة عند الفلاحين، 360 يوماً، أما الأيام الباقية ــ وهي ما بين 6,5 فتضاف إلى أحد الأشهر، فتكون السنة بهذا العمل سنة شمسية كاملة. ويحتفل الفلاحون عند انتهاء تقويمهم الزراعي بانتهاء السنة، فيعيدون حينئد عيداً يسمونه "مصب"، "مصوب".
ويعد شهر "فرعم" الشهر الأول من السنة الزراعية، إذ تزهر الأشجار، وتظهر الأوراق، فهو شهر الربيع، وتختلف هذه السنة عن سني التقويم الرسمي الذي تسير علي الحكومة في جبابة استحقاقها من حاصل الزرع(136).
وقد وردت في كتابات المسند أسما شهور، جاءت في أكثر من لهجة من لهجات العربية الجنوبية، وأسماء شهور جاءت في لهجة واحدة، مثل لهجة سبأ او معين، أو قتبان، وهكذا فهي من شهور أصحاب هذه اللهجات التي ترد فيها. ومن الشهور التي وردت في أكثر من لهجة واحدة شهر: "ذ دثا"، إذ ورد في نصوص معينية وسبئية، والشهر: "ذ سحر"، وقد جاء اسمه في نصوص سبئية وفي نصوص قتبانية، والشهر "ذ ابهى" وقد ذكر في نصوص معينية، وفي نصوص سبئية، وأخرى قتبانية"(137).
ومن الشهور التي ترد في الكتابات السبئية بصورة خاصة، "ذ دنم"، "ذ دونم" "ورخ ذ دنم"، : "ذخيلم" ، "ذنسور"، و"ذ فلسم"، "ورخ ذ فلسم"، و"ذقيضن"، "ذ قيظن"، بـ "ذ صربن"، "ورخ صربن"، و "ذ الالت"، و "ملت"(138)، و "ذعثتر"، و "ذموصبم"، و "ذمخضدم"(139).
وتعد الشهور: "ورخ ذ داون"، و : "ورخو ذحجتن"، و : "ورخ ذخرف"، و "ورخو ذ مذرن" ، " ورخو مذران" ، "ورخن ذ مهلتن"، و "ورخن ذ مهلتن"، و "رخن ذمحجتن" ، و " ورخ ذ معن" ، و "ورخ ذثبتن" من الشهور السبئية المتأخرة(140) .
ومن الشهور المذكورة بصورة خاصة في الكتابات المعينية: "ذ اثرت" ، "ذو العثيرة" ، "دحضر" ، و "ذ ابرهن" ، و "ذ طنفت" ، و "ذ نور"، و "ذ سمع"، و "ذشمس " و "ذابهى" ، و "ذ دثا"(141).
أما الشهور المذكورة في الكتابات القتبانية بصورة خاصة، فهي: "ذبرم" ، "ورخس ذبرم" ، و "ذبشحم" " ورخس ذبشحم" ، "ذ مسلعت" ، " ورخس ذمسلعت" ، و "عم" ، "ورخس عم" ، و "ذتمن" ، "ورخس ذتمنع" ، و "ذ فرعم" ، "ورخس ذ فرعم" ، "ذ فقهوا" ، "ورخس ذفقهو"(142).
ومن الشهور الواردة في النصوص الحضرمية: "ذ صيد" ، "ورخس ذصيد"(143)، ولعله شهر القنص والصيد، وقد كانت للحضارمة وما زالت تقاليد وأعراف خاصة بالصيد، ويجعلون منه نصيباً لآلهتهم وورد في نص وسم بـ "1361 GLASER" ان على أصحاب النص أن يذبحوا بقرهم "بقرهموا" في شهر "صيد" "بورخ صيدم"(144)، وأن يحسموا ما عليهم ، مما يدل على أنه شهر الزلفى إلى الآلهة.
ويلاحظ ورود لفظتي "قدمن" و "اخرن" بعد اسم بعض الشهور، كما في : "ورخ ذنسور قدمن" و "ورخ ذنسور اخرن" ، و "ورخس ذبرم قدمن" ، و "ورخس ذبرم اخرن"(145)، ومعناها : "شهر ذو نسور الاول" و "شهر ذو نسور الثاني"، أو "شهر ذو نسور الآخر"، و "شهر ذو برم الأول" ، و"شهر ذو برم الثاني" ، و"شهر ذو برم الآخر" ، وذلك كما نقول في عربيتنا "شهر ربيع الأول" ، و"شهر ربيع الآخر" ، و "جمادى الأولى" ، و "جمادى الآخرة" ، في التقويم الهجري، و "كانون الأول" و "كانوا الثاني" في التقويم الميلادي، ومعنى هذا ان العرب الجنوبين، كلهم أو بعضهم، كانوا قد استعملوا اسماً واحداً لشهرين، وللتفريق بينهما أطلقوا لفظة "قدمن" ، أي الأول والمتقدم، بعد اسم الشهر، لتمييزه عن سميه الشهر التالي له، الذي قيل له "اخرن" ، أي الآخر.
والعرب الجنوبيون مثل العرب الشماليين وغيرهم، استعملوا التقويم القمري والتقويم الشمسي معاً، بدليل ما نجده في الكتابات من أسماء شهور لها صلة بحالة الجو، مثل شهر "ذقيضن" ، "ذقيظن" ، ومعناه: "شهر القيظ" ، والقيظ: الحر، وصميم الحر، ومثل: "ذ دثا" ، ومعناه: "شهر الربيع" ، وشهر "ذ صربن" ، أي "ذو الصراب" ، وهو شهر الحصاد، وما زال أهل اليمن يطلقون على موسم حصاد الذرة "الصراب"، وهو من شهور الخريف ، ويقابل "October" ، أي "تشرين الأول" في حسابنا، و "ذمذرن" ، "ذمذران" ، ومعناه: شهر البذور، أي بذر البذور في الأرض، فلاسمه إذن صلة بالمواسم الثابتة.
ويظهر أن سنة العرب الجنوبيين ، كانت تتكون من 360 يوماً، مقسمة إلى اثني عشر شهراً، ولأجل جعل هذه السنة سنة ثابتة كاملة، متفقة مع الدورة السنوية الحقيقية للأرض ، عالجوا ذلك بالكبس، إما بكبس بقية الأيام على السنة نفسها، ويتم ذلك في كل سنة، وإما بإضافة شهر إضافي إلى التقويم القمري في نهاية كل ثلاث سنين(146).
وهناك شهر اسمه "بين خرفنهن"، أي "بين الشهرين"، ربما يشير إلى الكبس، وإضافة شهر بين الشهرين، لتكون السنة سنة شمسية كاملة ، وذلك بعد المدة اللازمة لإصلاح التقويم، ليكون مطابقاً لدورة الأرض حول الشمس(147)، وقد كان العبرانيون يضيفون شهراً إلى تقويمهم بسبب أن الشهور الاثني عشر القمرية لم تكن إلا 354 يوماً الثامن من الأسبوع الثاني من سنة نشأ كرب من كبراء خليل"، وقد فسرت جملة "ذ فرع بأسبوع، باعتبار أنه فرع، أي جزء من الشهر، وفسرها أحمد حسين شرف الدين بشهر، فقال: "وكان هذا في اليوم الثامن من الشهر الثاني من سنة نشأ كرب بن كبر خليل".
ونجد في كتب أهل الأخبار واللغة أسماء أيام ذكر أن العرب كانت تسمى بها أيام الأسبوع في جاهليتها، وهي: "شيار" ويراد به الأحد، وأهون، "اوهن"، ويراد به يوم الأثنين، وجبار ويراد به الثلاثاء، ودبار ويراد به الأربعاء، ومؤنس ويراد به الخميس، وعروبة "العروبة" ويراد به الجمعة(148).
ولم يشر أولئك العلماء إلى القبائل التي كانت تتكلم بهذه الأسماء، وقد ذكر بعض علماء اللغة ان الجمعة كانت تسمى "عروبة" ، وهو اسم قديم لها، وكأنه ليس بعربي. يقال: "يوم عروبة، ويوم العروبة، والأفصح أن لا يدخلها الألف واللام" ، وذكروا أن "كعب بن لؤي" جد رسول الله، (صلى الله عليه وآله وسلم)، اول من جمع يوم العروبة، وكانت قريش تجتمع إليه في هذا اليوم فيخطبهم، فسمي "يوم العروبة" : "يوم الجمعة" بذلك(149).
يتبين مما تقدم ان العرب من حيث استعمالهم التقاويم الثابتة كانوا يستعملون التقويم السلوقي، وهو التقويم الذي وضعه السلوقيون خلفاء الإسكندر، وطبقوه في بلادهم، فانتشر في العربية الشمالية وأرخو به، ثم إن أهل "بصرى" والنبط، اتخذوا من استيلاء الرومان على "بصري" وقضائهم على استقلال النبط مبدأ التاريخ، فأرخوا بسنة 105 فما بعدها، وعرف هذا التأريخ بتقويم "بصرى". اما الشهور، فكانت الشهور الشائعة يومئذ في بلاد العراق والشام. وما تزال مستعملة حتى اليوم.
أما العربية الجنوبية، فقد كانت قد كونت لنفسها وحدة ثقافية خاصة بها، فكان لها شهورها وكان لها تقويمها، وعلينا اليوم واجب البحث عن كتابات جديدة يكشف عنها في الحجاز وفي نجد والخليج، لنرى التقويم الذي اتبعه قدماء أهل هذه البلاد، ودرجة صلته بالتقاويم المذكورة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الصواب: "عمرو بن لحي"، لا "عمرو بن يحيى" وهو من خطأ النساخ على ما أظن، حولوا كلمة "لحي" إلى "يحيى" إذ لا يعقل وقوع البيورني في هذا الخطً، "وهو عمرو بن ربيعة ، وهو لحي بن حارثة بن عامر الأزدي، وهو أبو خزاعة ". وكانت ام عمرو بن لحي، فهيرة بنت عامر عمرو بن الحارث بن عمرو الجرهمي، ويقال: قمعة بنت مضاض الجرهي"، الأصنام، لأن الكلبي ص6 وما بعدها، ابن هشام 1/82، اخبار مكة، للأزرقي 1-46، الاشتقاق 276، المفصل في تأريخ العرب قبل الإسلام 6/77.
(2) "ويوم بعاث، بضم الباء: يوم معروف ، كانت فيه حرب بين الاوس والخزرج في الجاهلية، ذكره الواقدي ومحمد بن إسحاق في كتابيهما، قال الأزهري: وذكر ابن المظفر هذا في كتاب العين، فجعله يوم يغاث وصحفه، وما كان الخليل، (عليه السلام)، لخفى عليه يوم بعاث، لأنه من مشاهير أيام العرب، وإنما صحفه الليث وعزاء إلى الخليل نفسه، وهو لسانه، "الليث": يوم بغاث: يوم وقعة العرب، ومن قال "بغاث" فقد صحف" لسان العرب 2/117، بعث 2/119، بغث.
(3) البيروني ، الآثار الباقية ص34 وما بعدها.
(4) تأريخ الخميس 2/153.
(5) مروج الذهب 2/54، طبعة دار الاندلس.
(6) مروج الذهب 2/274.
(7) ابن خلدون: العبر 2/710.
(8) 312 في بعض روايات أهل الأخبار.
(9) الأزمنة والأنواء، أبي إسحاق إبراهيم بن اسماعيل المعروف بابن الاجابي ص52 وما بعدها.
(10) The Noldeke Yeschicthe der perser und araber zur der sasaneden, S, 428, anhang A.
(11) Francois NAU, Les Arabes christens, p, 32, Dussaud arabsen Syrrie Avant Islaam, Paris, 1907, p, 35 m, RES, 483, Die Araber, II, S, 321.
رينة ديسو، العرب في سورة قبل الإسلام ص36 وما بعدها.
Ledembarski, Ephenmeris, II, S, 34, Peiser die Arabisch Von En – New ara in, Orientalist Letelist, Litteratur, VI, 15, Col, 277 – 281.
(12) بعم، أي بعام، بسنة.
(13)Rivista Degli OrientaliI , 1931, p, 195.
(14) وسيكون رمزه E, Littmann, Thamod und Safa LEIPEY 1940, S, 122 Littmann.
(15) "خل" خليل بن معن بن أعدج بن معن بن مالك بن رومان من آل فهر Littmann, S, 123.
(16) Littmann, S, 124.
(17) LI Littmann, S, 124.
(18) Littmann, S, 54.
(19) Littmann, S. 28.
(20) Littmann, S, 125.
(21) المصدر نفسه، ص126.
(22) كذلك.
(23) Littmann, S, 125.
(24) Littmann, S, 127.
(25) Littmann, S, 126
(26) Ephe, I, S, 320.
(27) Ephe, I, S, 332, F.
(28) Ephe, I, S, 345, F.
(29) Ephe, I, S, 345, F.
(30) Ephe, II, S, 271,3.
(31) Ephe, II, S, 270.
(32) Ephe, II, S, 272, I.
(33) Ephe, II, S, 278.
(34) Ephe, II, S, 281.
(35) المصدر نفسه ص309.
(36) Ephe, III, S, 84, F.
(37) الآثار الباقية 1/33 وما بعدها.
(38) J. H, Mardtmann nd D. H, Muller, Saboishe Aboishe Denhmoler Wine 1883, S, 86.
(39) Res 4197 BIS, SE 128.
(40) RES 4196, SE 105, Hermann, V, Wissmann, Zur, Yeschichte und Lavdeskunde von Alt- Sudarabies, Wien, 1964, S, 51.
(41) الإكليل، العدد 3، أكتوبر 1979م، ص30 وما بعدها.
(42) CIH 46 = Ylaser 799, Sammlung Eduard, VII, S, 51, BY, Brigite Schaffer, Wien, 1972, Jamme, Sabaean Inscriptions, P, 353.
(43) دراسات يمنية عدد (3)، اكتوبر 1979م) ، ص49.
(44) Yi 1594 – A492.
(45) Samm, VII, S, 47. 4.
(46) Le museon, 1969, 3-4, p, 484.
(47) RES 3383.
(48) "ورا امر أيمن" في قراءة.
RES 3383, Ylaser, Yalaser, Yalaser, ALT, Naser, 591, Skimme, I, S, 14, Dammberuch, S, 41.
(49) Lemuseon, 1950, 3-4, P, 270, 1964, 3 – 4, P. 492.
(50) شرف 3/96.
(51) A, Jamme, W, E, Sabaean and Hasaean SouthArabia, Rom, 1966, P, 40, 10, 11.
(52) JA 1028 11-12.
(53) السطران الاخيران: 135، 136 من النص .
(54) Glaser Zwei Inschirften UBer Den Dammbruch von Marib, Sm 68.
مجلة المجمع العلمي العراقي، كتابة أبرهة، المجلد الرابع، الجزء الأول، 1956م، ص186.
(55) J. H. ortmann und D, H Muller, Sabaisxhe Denkwaber, S, 86, 87.
(56) Nicolas Rhodekankis Studien Zur Lexikographi und Grammatik Des Altsudaralischen, II, S, 42.
(57) Glaser 1594 – A 492, Samm, VII, S, 45.
(58) Albright, In Jorn Amer, Or, SOC, 73, 1953, 37, B, H, V, Wissmann Zur Geschicht und Landeskunde von Altsudarabischen, Wien, 1964, S, 50.
(59) Samm , VII, S, 47.
(60) Res, 2869.
(61) Res, 3608.
(62) Beesron, P, 26.
(63) JA 653, 5-6 Sabaean Inscriptions From Mahrambigism pp, 158.
خرف ذخرف تبع كرب بن وددال بن حزفرم ثلثن.
Hermann V, Wissmann zur Geschichte unf Landeskunder von Alt, - Sudarabien, S., 51.
(64) H. Wissmann zur Geschichte und Landeskunder von Alt, - Sudarabien, Wien, 1964, S, 52.
(65) Jam, 618, 10.
(66) أرياني Jam 613, 9-11. 138.
(67) Jam 615.
(68) Jammi, Sabaean Inscriptions, p, 112.
(69) CIH 380, 6, IV, II, P, 36, STUDI, I, S, 67.
(70) N. R. Rhodokanakis Studi, II, S, 141, Morditmann, Epigr, S, 76, F, CIH, 380.
(71) مطهر علي الأرباني، في تأريخ اليمن، ص140.
(72) Prideaux = Zdmg, 29, 600, 11, N, Rhodkannokis, HODOKANOKIS, Wissmann Zur Geschichte unf Landeskunder von Alt, - Sudarabien, II, S, 75.
(73) GI, 131 = CIH 99.
(74) Glaser 1591= A 489, 4.
(75) Glaser 1592 = A 490, 4, Samm, VII, S, 44.
(76) تأريخ اليمن الثقافي 3/69 وما بعدها.
(77) تاريخ اليمن الثقافي 3/58.
(78) الارباني، تاريخ اليمن الثقافي 3/4.
(79) المصدر نفسه.
(80) Academie Des Inscriptions I get Belles – Letters Corbus des Inscriptions et Antiquites sud Arabs, Tome, I, Section, I, 1977.
وسأرمز إلى النص برقمه المذكور في هذا الكتاب: 10175.
(81) GI 1359 = A 333 A, B, C, Samm, IV, S, 51, 14.
(82) Samm, I, S, 53, F.
(83) GI 1369, 6.
(84) Samm, IV, S, 41.
(85) N, Rhodokanakis, Katab, II, S, 5, 1396, = SE 83.
(86) نص ابنة،N, Rhodokanakism II, S, 48 Hommel, Chrestomathis, S, 119, F.
(87) H, V, Wissmann, Zur Geschte und Landeskunde von Alt – Sudarabien – Wiem, 1964, S, 50.
(88) Aibright, In Journ, Ameri, Or, SOC, 73, 1953, 37 B. ANM, 4.
(89) JA 653 8, Zur, S, 51.
(90) Samm, IV, S, 41, GI 1369, 6.
(91) Samm, IV, S, 51, 14.
ويلاحظ أن بعض المراجع كتبت "يهسحم" بدلاً من يهشحم، مثل MM 44 والمختصر لكويدي ص22، وبعضها "يهشحم".
(92) A, 452, Samm, VII, S, 53, 6.
(93) GI 1591, S, Samm, VII, S, 43.
(94) RES 3608.
(95) Beeoton, P, 26.
(96) شرف 750.
(97) MM 44.
(98) JA 653, 5 – 6 Sabaean Inscriptions From Mahran Bilqis, pp, 150.
(99) Jam 618, 10.
(100) CIH 380, 6, IV, II, P, 36, Studi, I, S, 67.
(101) السطر الثاني والعشرون من النص: GI2566
(102) GI 1610.
(103) RES 3693.
(104) N, Rhodokanakism studi, II, S, 75, Prideaux3 = Zdmg. 600, 11.
(105) GI, 131, CIH 99.
(106) N, Rhodokanaki KARaramanische Text zur Bodenuirts – Chaft, II, S, 5.
(107) JA 615, 14.
(108) H, V, Wissmann Issmann, Zur Gescichte und Laudeskinde, S, 51, F.
(109) شرف 3/75.
(110) MM 44.
(111) كويدي، المختصر ص22.
(112) CIH 46, GI 799, SAMM, VII, S, 51, Damme, Sabeaen Inacriptions, P. 535.
(113) CIH 46, RES 3866, Beeston, P, 36.
(114) سورة التوبة، الآية: 37.
(115) اللسان 4/432، شهر.
(116) Jam 651. 19.
(117) A, F, L, Beeston New Light on the Himgartic Calender P, I.
(118) الغكليل العدد 3، 4 ، من السنة الاولى، 1981م، ص11، من مقال للقاضي محمد بن علي الأكوهع الحوالي، بعنوان: قصيدة البحر النعامي في الأشهر الحميرية وما يوافقها من أغذية، ص9 وما بعدها.
(119) A, F, L, Beeston New Light on the Himgartic Calender,, P, I, IN Arabian, I, EDIted by, R, b, serjant, and R, I, bidwell, 1974.
(120) الجزءان 3، 4، السنة الأولى، 1981م، ص9 وما بعدها.
(119) الإكليل، الجزء المذكور من ص11 إلى ص17.
(120) وكانون من بعده ذو الدباوي فدارهما بالكسا والجباب الإكليل ص12.
(121) الإكليل: الجزءان 3، 4، من السنة الأولى، 1981م.
(122) الإكليل، الجزء المذكور ص12.
(123) Beeston, P, 2.
(124) Rep 4157 " ورخن ذالن"، "شهر ذوالن".
(125) Beeston, P,2.
(126) Saba, Inscriptions, p, 141.
(127) مطهر علي الأرياني، في تأريخ اليمن، ص64، فقرة أولى.
(128) Beeston, P, 2.
(129) مجلة الإكليل، العدد نفسه ص13 وما بعدها.
(130) Mm 81, c 44, 8.
(131) تأريخ اليمن الثقافي 3/92.
(132) Beeston, p, 3.
(133) تأرخي اليمن الثقافي 3/95 وما بعدها.
(134) Beeston, P, 4, R, B, Serjeant, Star Calendars and in Almanar fron Southe West Arabia, in Anthropos. 49. 1959, S, 433.
(135) Beeston, P, 5.
(136) Rhodokanakis Kataba TextA, II, S, 19.
(137) Rhodokanakis, Kataba, II, S, 141, SAB, Denkm, 21, CIH, 380.
(138) Beeston, P, 12.
(139) CIH 841.
(140) Beeston, P, 13.
(141) Beeston, P, 10.
(142) Rhodokanakis, kataba, Text I , S, 96, II, 5, Glaser, Die Inscgrif Van der Mauer von Kolan – Tamava, 1924, S, Beeston, P, 11, F.
(143) Beeston , P, 15.
(144) Glaser 1609, Beeston, Sola, S, 36.
(145) Glaser 1609, Beeston, PP, 11,13 RWP, 3688, 3879, Rhodokanakis,, Die InscririftIn der Maur von Kohlan – Timav, 1924, S, 52, FF.
(146) Beeston, P, 18.
(147) Beeston, P, 18.
(148) المخصص 9/42، أسماء الايام في الجاهلية، نهاية الارب، للنميري، 1/142، مروج الذهب 2/110، الآثار الباقية 1/64، الأيام والليالي، للفراء ص6.
(149) السلان 1/593، عرب، تاج العروس 1/373، عرب.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|