أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-14
1632
التاريخ: 19-2-2022
1245
التاريخ: 2-3-2022
2326
التاريخ: 13-7-2021
4820
|
لا يعد الانسان عاملا سلبيا يعيش تحت وطئة البيئة الطبيعية في استسلام ، بل هو عامل ايجابي يؤثر في البيئة ويستغل عناصرها وفق ارادته وتبعا لقدراته ، لذلك فالإنسان عامل جغرافي ديناميكي تمثل البيئة الطبيعية بالنسبة له موجها حيث تقدم له العديد من العناصر والامكانيات التي يمكن ان يستغلها لإشباع رغباته وتحقيق حاجياته ، ولا يوجد شيء حتمي في البيئة بالنسبة للإنسان يستثنى من ذلك الضوابط الطبيعية التي تحدد الاطار الذي يمكن ان يعيش فيه الانسان ويباشر نشاطه. وللبيئة الطبيعية والانسان تأثيرات متداخلة في خلق أنماط تخطيطية محددة حتى انه يصعب تحديد متى يتوقف تأثير أحدهما ليبدأ تأثير الآخر . مثال ذلك انه عند تتبع مواقع المحلات العمرانية نجد أنه ليس بالضرورة ان تكون النشأة مرتبطة بالبيئة الطبيعية ، فاختيار الكثير من هذه المواقع في الغالب على اساس الرغبة المشتركة في الحماية والأمن والمشاركة في الشؤون العامة ، كما كان العامل البشري وراء اقامة العديد من المحلات العمرانية الحضرية – المدن – وما يتبعها من مرافق للخدمات العامة لذلك ظهرت العواصم والمدن التجارية والمدن الدينية .
ويظهر أثر العامل البشري في نشأة المدن وتطويرها عند ذكر أُثر قناة السويس التي حفرها الانسان لتصل بين البحرين المتوسط في الشمال والأحمر في الجنوب فقد تبع ذلك ظهور مدن جديدة كالإسماعيلية ، وتطور ونمو مدن قديمة كالسويس وبور سعيد ، بل أثر حفر هذه القناة امتد الى أبعد من تأثيرها على التخطيط العمراني على جانبيها الشرقي والغربي في مصر ، حيث أدى الى ازدهار ونمو عدد كبير من المدن على سواحل وجزر البحرين الاحمر والمتوسط (لاحظ أثر غلق قناة السويس بعد الحرب العربية الاسرائيلية الثالثة عام 1967 ، اذ أدى تعطل الملاحة في القناة الى اضمحلال الحركة التجارية في عدد كبير من المدن نذكر منها عدن ، جيبوتي ، مالطة ، نابولي ، بالإضافة الى المدن المصرية المطلة على القناة) ، وما قيل عن قناة السويس يقال عن قناة بنما التي ادى شقها الى ازدياد اهمية المدن المطلة على المحيط الهادي في أمريكا الشمالية والجنوبية على السواء .
ولإعداد السكان وتوزيعهم الجغرافي وكثافتهم ومستواهم الحضاري والمعيشي تأثير كبير في التخطيط العمراني لدور هذه العناصر في اعداد المحلات العمرانية وأحجامها ومدى تقاربها أو تباعدها ، وتخطيط المساكن والخدمات والمرافق العامة ، الى جانب تأثير هذه العناصر في التوسع الأفقي والرأسي للمحلات العمرانية المختلفة .
للعوامل الاقتصادية تأثير لا يمكن اغفاله في التخطيط العمراني حيث ان الحرف الاقتصادية للسكان وطبيعتها تكسب المحلات العمرانية طابعاً بنائيا خاصا يتفق ووظيفة المدينة فتركيب المدينة التجارية يختلف عن تركيب المدينة الصناعية 000 وهكذا , والمدن على اختلاف وظائفها ترتبط بمواقع جغرافية خاصة بها تحددها طبيعة الوظيفة ومتطلباتها ، وجدير بالذكر ان بعض المدن الدينية أنشئت في مواقع يصعب الوصول اليها ، الا ان حاجة السكان الى اشباع الناحية الدينية ، أدت الى بناء المدن المذكورة ، ومعنى ذلك ان الانسان نجح في اقامة مدن في مواقع مرتبطة بظواهر دينية خاصة دون اي اعتبار للبيئة الطبيعية ومعوقاتها المختلفة ، مثال ذلك مدينة تريشينو بولي في الهند ، ومدينة مالو Malo في بريتانى بفرنسا ، ومدينة سانت أومر Saint Omer التي شيدت على مجموعة من الجزر تتوسط نطاقاً من المستنقعات مدن في نطاقات كان يصعب الوصول اليها ، الى جانب صعوبة الظروف الطبيعية وخاصة ما يتعلق بخصائص المناخ ، الا ان حاجة الانسان وقدراته مكنته من تجاوز كل هذه المعوقات الطبيعية ، لذا ظهرت مدن كيروفسك في شبه جزيرة كولا وبراتسك وانجارسك في سيبيريا بالاتحاد السفويتي ، ومدن جاجنون وكارتير في لبرادور بكندا .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|