المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6194 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



القطع وخفائهِ  
  
930   01:31 مساءاً   التاريخ: 31-8-2016
المؤلف : الشيخ زين الدين علي بن محمد الجبعي العاملي (الشهيد الثاني).
الكتاب أو المصدر : شرح البداية في علم الدراية
الجزء والصفحة : ص59.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علم الحديث / أقسام الحديث /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-9-2016 1199
التاريخ: 5-2-2017 2018
التاريخ: 2023-08-20 999
التاريخ: 2-9-2016 5241

   القطع وخفائهِ(1)

ثُمّ الخبر: إمَّا أن يُعلَم صِدقُه قطعاً، أَو كذبُه كذلك، أو يخفَى الأمران(2). والعِلمُ بهما: قد يكون ضروريّاً، وقد يكون نظريّاً. فهذهِ خمسةُ أقسامٍ، أشارَ إلى تفصيلها بقوله: إنَّ الخبرَ:

قد يُعلَمُ صِدقُهُ قَطعاً

 أ ـ ضرورةً

1 ـ كالمتواتر لفظاً ، وسيأتي تفسيرُهُ .

والحُكمُ بكونِ العلمِ به ضروريّاً مذهبُ الأكثر.  ومستندُهُ: أنَّه لو كانَ نظريَّاً ، لَمَا حَصَلَ لِمَن لا يكونُ من أهلِه كالصِّبيانِ والبلَّه(3) ، ولافتَقَر إلى الدَّليل ، فلا يحصلُ لِلعوامّ(4) ؛ لكنَّه حاصِلٌ لهم ، فيكونُ ضروريّاً.

 وذهب أبو الحسين البصري(5) والغزالي(6) وجماعةٌ إلى أنَّه: نظريّ ؛ لتوقُّفه على مقدِّماتٍ نظريّةٍ كـ: انتفاء المواطأة ، ودواعي الكذب ، وكون المُخبر عنه محسوساً(7) . وهو لا يستلزمُ المدّعى ؛ لأنَّ الاحتياج إلى النظر في المقدّمات البعيدة لا يُوجبُ كونَ الحُكم نظريّاً كلازم النتيجة .  ولأنَّ المقتضى لحصول هذه، العلمُ بالمُخبر عنه، دون العكس.

2 ـ وما عُلِمَ وجودُ مُخبَره (بفتح الباء) كذلك؛ أي بالضرورة ، كوجود مكّة .

ب. لا ضرورة

بمعنى(8): أو يُعلَم صِدقه قطعاً؛ لكن كسباً، لا ضرورةً؛ كـ: خبر الله تعالى، لقُبح الكذب عليه بالاستدلال، وخبر الرَّسول(صلَّى الله عليه وآله)؛ أعمّ من خبر نبيِّنا (صلَّى الله عليه وآله)، وخبر الإمام عندنا كذلك ؛ للعصمة المعتبرة فيهم(9) ، بالدليل أيضاً . وخبر جميع الأُمّة؛ باعتبار الإجماع الثابت حقيقةُ مدلوله بالاستدلال.

والخبر المتواتر معنىً كشجاعة عليٍّ وكرمهِ(10)، وكرم حاتم(11)، فإنَّه قد رُوي وقائع في شجاعته وكرمهما، وإنْ لم يتواتر كلُّ واحدٍ، لكنَّ القدر المشترك متواتر.

والخبر المحتف بالقرائن: كمَن يخبر عن مرضه عند الحكيم ، ونبضُه ولونُهُ يدُلاّن عليه ، وكذا مَن يخبر عن موت أحد ٍ ، والنّياحُ والصِّياحُ في بيته ، وكُنّا عالمين بمرضه ، وأمثال ذلك كثيرةٌ . وإنكار جماعةٍ(12) أصل العلم به ، للتَّخلُّف عنه ، خطأ ؛ لجواز عدم الشرائط في صورة التخلًف ، خصوصاً مع عدم الضَّبط لهذه الجهات بالعبارات.

وما ـ أي: الخبرُ الذي ـ عُلِمَ وجودُ مخبَره: بالنّظر؛ كقولنا: مُحمّدٌ رسولُ الله.

وقد يُعلم كذبه كذلك:

أي: بالضرورة، أو النظر. وأمثلتهما تُعلم بالمقايسة على السابق.

أ ـ فالمعلومُ كِذبه ضرورةً: ما خالفَ المتواتر ، وما عُلِمَ عدمُ وجود مخبره ضرورةً: حِسّياً ، أو وجدانيّاً ، أو بديهيّاً.

ب ـ و[المعلومُ كِذبُه] كَسباً: الخبرُ المخالِفُ لِمَا دَلَّ عليه دليلٌ قاطعٌ بالكسب. ومنه الخبر الذي تتوفّر الدّواعي على نقله ولم ينقل كسقوط المؤذّن عن المنارة، ونحو ذلك(13).

وقد يحتمل الخبر الأمرين:

الصِّدق والكذبُ، لا بالنظر إلى ذاته؛ إذ جميع الأخبار تحتملها كذلك، كأكثر الأخبار؛ فإنَّ الموافقَ منها للقسمين الأوّلين قليل(14).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) الذي في النسخةِ الخطِّـيَّة (ورقة 6 ، لوحة 1 ، سطر 12): (ثم الخبر) فقط ؛ بدون: (الحقل الخامس: في القطع وخفائه).

(2) ينظر: كتابُ الكفاية في علمِ الرواية، للخطيب البغدادي، ص17.

(3) في الخبر: (أكثرُ أهل الجنّة البُلَّه). البُلّه: جمع الأبله، وهو الذي فيه البَلَه (بفتحتين)؛ يعني الغفلة . والمُراد: الغافِل عن الشّر ، المطبوع على الخير . وقيل: البُلَّه ـ هنا ـ : هم الذين غلَبَتْ عليهم سلامةُ الصدور ، وحُسنُ الظنِّ بالناس ؛ لأنَّهم غفلوا عن دُنياهم ، فجهلوا حِذق التصرُّف فيها ، وأقبلوا على آخرتهم فشغلوا أنفسهم بها ، واستحقّوا أن يكونوا أكثر أهل الجنّة . فأمَّا الأبله الذي لا عقل له ، فليس بمُراد . مجمع البحرين: 6/ 343.

(4) العامّة: خَلافُ الخاصّة، والجمع: عوامّ؛ مثل: دابّة ودوابّ، ومنه: (نتوب إليك من عوامّ خطايانا). والنسبةُ إلى العامّة: عاميّ ؛ والهاء في: عامّة ، للتأكيد . وقوله: (لا يُعذّبُ اللهُ العامّةَ بعمل الخاصّة) ؛ أي لا يُعذّبُ الأكثر بعمل الأقلّ . وفي الحديث: (خُذ ما خالف العامّة) يعني: أهل الخلاف، وقد ذهب عامّة النهار؛ أي جميعه . مجمع البحرين: 6/ 124.

وأقولُ: العوام كذلك: مَنْ لم يبلغوا مرتبة الاجتهاد كما في قوله(عليه السلام): (.... وأمَّا مَن كان من الفقهاء صائناً لنفسه ، حافظاً لدينه ، مخالفاً على هواه ، مطيعاً لأمرِ مولاه ؛ فلِلعوام أن يقلِّدوه ؛ وذلك لا يكون إلاّ بعض فقهاء الشيعة لا كلّهم) . ينظر: الاحتجاج للطبرسي: 2/ 263 ـ 264 ، ووسائل الشيعة: 18/ 94 ، وتفسير العسكري ، ص141.

والنتيجة ـ فيما يبدو ـ أنَّ العوامّ: مَنْ هُم دون المستوى المطلوب ؛ إنْ في عمق ثقافتهم ، وإنْ في حذق تصرُّفهم . وبتعبير آخر: مَن هم في مهامِّ الحياة في مرحلةِ التقليد، لا التحقيق.

(5) محمّد بن عليّ الطبيب ، أبو الحسين ، البصري ؛ أحدُ أئمّة المعتزلة ، وُلِدَ في البصرة وسكَنَ بغدادَ ، وتُوفِّي بها سنةَ 346هـ . قال الخطيب البغدادي: (له تصانيف وشُهرة بالذّكاء والدّيانة على بدعته) . من كتبه: المعتمد في أصول الفقه ـ خ . ينظر: الأعلام: 7/ 161.

(6) محمّد بن محمد بن محمّد الغزاليّ الطوسيّ ، أبو حامد ، حجّة الإسلام . له نحو مئتي مصنّفٍ . مولده ووفاته في الطابران 450هـ ـ 505هـ. رحل إلى نيسابور ، ثُمَّ إلى بغداد ، فالحجاز ، فبلاد الشّام ، فمصر ، وعاد إلى بلدته . نسبته إلى صناعة الغزل ؛ عند مَن يقوله بتشديد الزّاي ، أو إلى غزالة من قُرى طوس ، لمَن قال بالتخفيف . من كتبه في أُصول الفقه: شفاء الغليل ـ خ ، والمستصفى ـ ط ، والمنخول ـ خ . ينظر: الأعلام: 7/ 247 ـ 248.

(7) وقال المدديّ: للاطّلاع على مذهب الغزالي في ذلك ، يُراجع: المستصفى: 1/ 132 ـ 134 ، 140 ، فقد أعترف فيه بأنَّ حصولَ العلم بالمتواتر ضروريّ بمعنى ، وإن كان غير ضروريّ بمعنىً آخر ؛ وفي الحقيقة يُفَصِّل بين معاني الضروريّ.

(8) في النسخة الخطِّـيَّة (ورقة 6 ، لوحة ب ، سطر 11): (أو يُعلم صِدقه) فقط ؛ بدون: (ب. لا ضرورة، بمعنى).

(9) مرجع الضمير: الأنبياء والأئمة. خطِّـيَّة الدكتور محفوظ، ص6.

(10) هو ابنُ أبي طالب (عليه السلام). وُلدَ يوم الجمعة في 13 رجب، بعد ولادة النبيِّ بثلاثينَ عاماً، أشهر كُناه: أبو الحسن، أشهر ألقابه:
المُرتضى . أوّل مَن آمن برسالة محمّد(صلَّى الله عليه وآله) ، واختصَّه النبيُّ بالأخوَّة حين آخى بين المُسلمين . أمَّره النبيُّ(صلَّى الله عليه وآله) في كثير من غزواته وسراياه . مُدِح في كثير من آيات القرآن العظيم ، وعلى لسان النبيّ في أحاديثه الشّريفة . بُويع له بالخلافة في غدير خم في يوم 18 ذي الحجة ، سنة 10 من الهجرة ، وتسلَّمها سنةَ 35 هجريّة . وبعد ذلك بخمس سنوات استشهد في عاصمة حكمه الكوفة ، سنة 40 للهجرة ؛ بضربةٍ الخارجيّ عبد الرحمن بن ملجم المرادي ، ليلة 19 رمضان ، أثناء أداء فريضة الفجر ؛ ودُفن في الغريّ . من كلماته: قيمةُ كُلّ امرئٍ ما يُحسنه . سرّك دمُك، فلا تجرينَّه إلاّ في أوداجك . يُنظر: لمحاتٌ من تأريخ أهل البيت ، ص17 ـ 21.

(11) حاتِم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج الطائيّ القحطاني ، أبو عدي ، فارس ، شاعر ، جاهلي ، يُضرب المثل بجوده . كان من أهل نجد ، وزار الشّام ، فتزوَّج ماويَّة بنت حجر الغسَّانيَّة ، ومات في عوارضَ (جبل في بلاد طيٍّ) سنةَ 46 هـ . شعره كثير ضاعَ معظمه ، وبقي منه ديوانٌ صغير ـ ط . ينظر: الأعلام: 2/ 151.

(12) قال المدديّ: منهم السيِّد المرتضى ، اختاره في: الذريعة إلى أصول الشريعة/ 2/ 517 ـ 518.

(13) يُنظر: الكفاية في علم الرواية ، ص17.

(14) ينظر: المصدر نفسه ، ص18.

 

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)