المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

The Nucleophilic Reagent
5-1-2022
أهم الرحالة الجغرافيين عند المسلمين - المقدسي
15-7-2019
معجزته اخراج الذهب من الارض واخباره بما هو غائب
17-04-2015
الحسن بن الجهم بن بكير
14-2-2017
Morphiceptin
1-4-2019
النقل السلبي Passive Transport
10-7-2019


وصية الامام الباقر لشيعته  
  
8001   07:28 مساءاً   التاريخ: 22-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص245-249.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / التراث الباقريّ الشريف /

كان الامام أبو جعفر (عليه السلام) وسائر أئمة أهل البيت (عليهم السلام) حريصين كل الحرص على أن تكون شيعتهم مقتدين بهديهم ومتميزين في سلوكهم ، ومتورعين في مكاسبهم ومتحرجين في أمور دينهم كأشد ما يكون التحرج ليكونوا قدوة لبقية المسلمين بما يحملونه من طاقات اسلامية مشرقة تضىء الطريق وتهدى الحائر وتدلل على واقع أهل البيت (عليهم السلام) , وقد أثر عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال لبعض شيعته بما مضمونه كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا حتى يقول القائل : رحم الله جعفر ابن محمد قد أدب شيعته ورأى الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) بعض شيعته قد شذ في سلوكه وارتكب ما حرم الله فوجه (عليه السلام) إليه هذه النصيحة الرائعة قائلا له : إن الحسن من كل احد حسن ومنك أحسن والقبيح من كل أحد قبيح ومنك أقبح نظرا لاتصالك بنا أهل البيت.

أما الامام أبو جعفر (عليه السلام) فقد أهتم كأشد ما يكون الاهتمام في تربية الشيعة وتهذيبهم وقد وجه لهم النصائح الرفيعة والتعاليم الكريمة التي يجب أن يسيروا عليها ويقتدوا بها .

ان من الواجب على من انتحل مبدأ أهل البيت (عليهم السلام) أن يأخذ بهذه الوصية الخالدة ويعمل بما تضمنته من بنود مشرقة ليكون مثالا للإنسانية وانموذجا يقتدى به وهذا نص وصيته : يا معشر شيعتنا اسمعوا وافهموا وصايانا وعهدنا الى اوليائنا اصدقوا في حديثكم وبروا في ايمانكم لأوليائكم واعدائكم وتواسوا باموالكم وتحابوا بقلوبكم وتصدقوا على فقرائكم واجتمعوا على امركم ولا تدخلوا غشا ولا خيانة على أحد ولا تشكوا بعد اليقين ، ولا تولوا بعد الاقدام جبنا ولا يول أحدكم أهل مودته قفاه ولا تكونن شهوتكم في مودة غيركم ولا مودتكم في سواكم ولا عملكم لغير ربكم ولا ايمانكم وقصدكم لغير نبيكم واستعينوا بالله واصبروا فان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.

واضاف (عليه السلام) قائلا : ان اولياء الله واولياء رسوله من شيعتنا من اذا قال : صدق وإذا وعد وفى وإذا أوتمن ادى واذا حمل احتمل في الحق وإذا سئل الواجب اعطى وإذا امر بالحق فعل شيعتنا من لا يعدو علمه سمعه شيعتنا من لا يمدح لنا معيبا ولا يواصل لنا مبغضا ولا يجالس لنا خائنا ان لقي مؤمنا اكرمه وان لقي جاهلا هجره شيعتنا من لا يهر هرير الكلب ولا يطمع طمع الغراب ولا يسأل أحدا إلا من اخوانه وان مات جوعا شيعتنا من قال : بقولنا وفارق احبته فينا وادنى البعداء في حبنا وأبعد الغرباء في بغضنا.

وبهر بعض الجالسين من وصف الامام لشيعته وراح يقول له : اين يوجد مثل هؤلاء؟.

فاجابه الامام : في اطراف الارضين اولئك الخفيض عيشهم القررة أعينهم ان شهدوا لم يعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا وإن مرضوا لم يعادوا وان خطبوا لم يزوجوا وإن وردوا طريقا تنكبوا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا : سلاما ويبيتون لربهم سجدا وقياما.

وراح بعض الجالسين يندد بالشيعة ممن عاصروا الامام قائلا : يا ابن رسول الله : وكيف بالمتشيعين بالسنتهم وقلوبهم على خلاف ذلك؟

وانبرى الامام فاجابه : التمحيص يأتي عليهم بسنين تفنيهم وضغائن تبيدهم واختلاف يقتلهم اما والذي نصرنا بأيدي ملائكته لا يقتلهم الله الا بايديهم فعليكم بالاقرار اذا حدثتم وترك الخصومة فانها تقصيكم واياكم أن يبعثكم قبل وقت الأجل فتطل دماؤكم وتذهب أنفسكم ويذمكم من يأتي بعدكم وتصيروا عبرة للناظرين وان أحسن الناس فعلا من فارق أهل الدنيا من والد وولي وناصح وكافى اخوانه في الله وإن كان حبشيا أو زنجيا وإن كان لا يبعث من المؤمنين أسود بل يرجعون كالبرد قد غسلوا بماء الجنان واصابوا النعيم المقيم وجالسوا الملائكة المقربين ورافقوا الأنبياء المرسلين وليس من عبد اكرم على الله من عبد شرد وطرد في الله حتى يلقى الله على ذلك شيعتنا المنذرون في الارض سرج وعلامات ونور لمن طلب ما طلبوا وقادة لأهل طاعة الله شهداء على من خالفهم ممن ادعى دعواهم سكن لمن اتاهم لطفاء بمن والاهم سمحاء اعفاء رحماء فذلك صفتهم في التوراة والانجيل والقرآن العظيم.

ان الرجل العالم من شيعتنا اذا حفظ لسانه وطاب نفسا بطاعة اوليائه واظهر المكائدة لعدوه بقلبه ويغدو حين يغدو وهو عارف بعيوبهم ولا يبدي ما في نفسه لهم ينظر بعينه الى اعمالهم الردية ويسمع بأذنه مساوئهم ويدعو بلسانه عليهم مبغضوهم اولياءه ومحبوهم اعداءه ..

وانطلق رجل من الحاضرين فقال للامام : بأبي أنت وأمي ما ثواب من وصفت اذا كان يمشي آمنا ويصبح آمنا ويبيت محفوظا فما منزلته وثوابه؟ ..

فقال (عليه السلام) : تؤمر السماء باظلاله والأرض باكرامه والنور ببرهانه ..

فقيل للامام : فما صفته في الدنيا؟

قال (عليه السلام) : إن سئل أعطى وان دعي أجاب وان طلب أدرك وان نصر مظلوما أعز .

لا اكاد اعرف وصية أثرت عن أئمة المتقين مثل هذه الوصية الحافلة بالتعاليم الرفيعة التي تسمو بالانسان وترفعه الى أرقى ما يصل إليه الأبرار والمتقون ففيها الدعوة الى التحلي بالأخلاق الكريمة والتجنب عن مساوئ الاخلاق والتخلي عن النزعات السيئة ولو سار المسلمون على ضوئها لكانوا سادة الأمم وقادة الشعوب.

ان هذه الوصية من كنوز الاسلام وهي تحمل جوهره وواقعه وما ينشده من خير ورحمة وهدى الى الناس فمن حق كل مسلم أن يجعلها منهاجا يسير عليها في حياته .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.