أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-8-2016
3611
التاريخ: 22-8-2016
3401
التاريخ: 18-8-2016
3016
التاريخ: 21-8-2016
3115
|
كان الامام أبو جعفر (عليه السلام) وسائر أئمة أهل البيت (عليهم السلام) حريصين كل الحرص على أن تكون شيعتهم مقتدين بهديهم ومتميزين في سلوكهم ، ومتورعين في مكاسبهم ومتحرجين في أمور دينهم كأشد ما يكون التحرج ليكونوا قدوة لبقية المسلمين بما يحملونه من طاقات اسلامية مشرقة تضىء الطريق وتهدى الحائر وتدلل على واقع أهل البيت (عليهم السلام) , وقد أثر عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال لبعض شيعته بما مضمونه كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا حتى يقول القائل : رحم الله جعفر ابن محمد قد أدب شيعته ورأى الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) بعض شيعته قد شذ في سلوكه وارتكب ما حرم الله فوجه (عليه السلام) إليه هذه النصيحة الرائعة قائلا له : إن الحسن من كل احد حسن ومنك أحسن والقبيح من كل أحد قبيح ومنك أقبح نظرا لاتصالك بنا أهل البيت.
أما الامام أبو جعفر (عليه السلام) فقد أهتم كأشد ما يكون الاهتمام في تربية الشيعة وتهذيبهم وقد وجه لهم النصائح الرفيعة والتعاليم الكريمة التي يجب أن يسيروا عليها ويقتدوا بها .
ان من الواجب على من انتحل مبدأ أهل البيت (عليهم السلام) أن يأخذ بهذه الوصية الخالدة ويعمل بما تضمنته من بنود مشرقة ليكون مثالا للإنسانية وانموذجا يقتدى به وهذا نص وصيته : يا معشر شيعتنا اسمعوا وافهموا وصايانا وعهدنا الى اوليائنا اصدقوا في حديثكم وبروا في ايمانكم لأوليائكم واعدائكم وتواسوا باموالكم وتحابوا بقلوبكم وتصدقوا على فقرائكم واجتمعوا على امركم ولا تدخلوا غشا ولا خيانة على أحد ولا تشكوا بعد اليقين ، ولا تولوا بعد الاقدام جبنا ولا يول أحدكم أهل مودته قفاه ولا تكونن شهوتكم في مودة غيركم ولا مودتكم في سواكم ولا عملكم لغير ربكم ولا ايمانكم وقصدكم لغير نبيكم واستعينوا بالله واصبروا فان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين.
واضاف (عليه السلام) قائلا : ان اولياء الله واولياء رسوله من شيعتنا من اذا قال : صدق وإذا وعد وفى وإذا أوتمن ادى واذا حمل احتمل في الحق وإذا سئل الواجب اعطى وإذا امر بالحق فعل شيعتنا من لا يعدو علمه سمعه شيعتنا من لا يمدح لنا معيبا ولا يواصل لنا مبغضا ولا يجالس لنا خائنا ان لقي مؤمنا اكرمه وان لقي جاهلا هجره شيعتنا من لا يهر هرير الكلب ولا يطمع طمع الغراب ولا يسأل أحدا إلا من اخوانه وان مات جوعا شيعتنا من قال : بقولنا وفارق احبته فينا وادنى البعداء في حبنا وأبعد الغرباء في بغضنا.
وبهر بعض الجالسين من وصف الامام لشيعته وراح يقول له : اين يوجد مثل هؤلاء؟.
فاجابه الامام : في اطراف الارضين اولئك الخفيض عيشهم القررة أعينهم ان شهدوا لم يعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا وإن مرضوا لم يعادوا وان خطبوا لم يزوجوا وإن وردوا طريقا تنكبوا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا : سلاما ويبيتون لربهم سجدا وقياما.
وراح بعض الجالسين يندد بالشيعة ممن عاصروا الامام قائلا : يا ابن رسول الله : وكيف بالمتشيعين بالسنتهم وقلوبهم على خلاف ذلك؟
وانبرى الامام فاجابه : التمحيص يأتي عليهم بسنين تفنيهم وضغائن تبيدهم واختلاف يقتلهم اما والذي نصرنا بأيدي ملائكته لا يقتلهم الله الا بايديهم فعليكم بالاقرار اذا حدثتم وترك الخصومة فانها تقصيكم واياكم أن يبعثكم قبل وقت الأجل فتطل دماؤكم وتذهب أنفسكم ويذمكم من يأتي بعدكم وتصيروا عبرة للناظرين وان أحسن الناس فعلا من فارق أهل الدنيا من والد وولي وناصح وكافى اخوانه في الله وإن كان حبشيا أو زنجيا وإن كان لا يبعث من المؤمنين أسود بل يرجعون كالبرد قد غسلوا بماء الجنان واصابوا النعيم المقيم وجالسوا الملائكة المقربين ورافقوا الأنبياء المرسلين وليس من عبد اكرم على الله من عبد شرد وطرد في الله حتى يلقى الله على ذلك شيعتنا المنذرون في الارض سرج وعلامات ونور لمن طلب ما طلبوا وقادة لأهل طاعة الله شهداء على من خالفهم ممن ادعى دعواهم سكن لمن اتاهم لطفاء بمن والاهم سمحاء اعفاء رحماء فذلك صفتهم في التوراة والانجيل والقرآن العظيم.
ان الرجل العالم من شيعتنا اذا حفظ لسانه وطاب نفسا بطاعة اوليائه واظهر المكائدة لعدوه بقلبه ويغدو حين يغدو وهو عارف بعيوبهم ولا يبدي ما في نفسه لهم ينظر بعينه الى اعمالهم الردية ويسمع بأذنه مساوئهم ويدعو بلسانه عليهم مبغضوهم اولياءه ومحبوهم اعداءه ..
وانطلق رجل من الحاضرين فقال للامام : بأبي أنت وأمي ما ثواب من وصفت اذا كان يمشي آمنا ويصبح آمنا ويبيت محفوظا فما منزلته وثوابه؟ ..
فقال (عليه السلام) : تؤمر السماء باظلاله والأرض باكرامه والنور ببرهانه ..
فقيل للامام : فما صفته في الدنيا؟
قال (عليه السلام) : إن سئل أعطى وان دعي أجاب وان طلب أدرك وان نصر مظلوما أعز .
لا اكاد اعرف وصية أثرت عن أئمة المتقين مثل هذه الوصية الحافلة بالتعاليم الرفيعة التي تسمو بالانسان وترفعه الى أرقى ما يصل إليه الأبرار والمتقون ففيها الدعوة الى التحلي بالأخلاق الكريمة والتجنب عن مساوئ الاخلاق والتخلي عن النزعات السيئة ولو سار المسلمون على ضوئها لكانوا سادة الأمم وقادة الشعوب.
ان هذه الوصية من كنوز الاسلام وهي تحمل جوهره وواقعه وما ينشده من خير ورحمة وهدى الى الناس فمن حق كل مسلم أن يجعلها منهاجا يسير عليها في حياته .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|