لعبت المعتزلة دورا خطيرا في تاريخ الحياة الفكرية والاجتماعية في ذلك العصر وتركت آثارا بعيدة المدى في الحياة العقلية الاسلامية كان منها تأسيس القواعد الفكرية التي قام عليها علم الكلام السني ويرى كولد زيهر : أن رجال المعتزلة هم أول من أدخلوا النزعة العقلية في الاسلام وصانوها , ولا بد لنا من وقفة قصيرة للبحث عن تأسيس الاعتزال ومبادئه وموقف الامام (عليه السلام) من قادته وغير ذلك فيما يتعلق بالموضوع.

ويرى زهدي جار الله أن الاعتزال تأسس في بداية القرن الهجري الثاني في مدينة البصرة التي كانت مجمعا للعلم والأدب في الدولة الاسلامية ولكن التحقيق أن الاعتزال كفكرة سياسية كانت أسبق من ذلك الوقت فقد تأسست حينما بويع الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) فاعتزل جماعة بيعته كسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر واسامة بن زيد ومحمد بن مسلمة الأنصاري فأطلق عليهم اسم المعتزلة كما أنهم لم يناصروا عليا في معركة الجمل وصفين واعتزل الحرب الأحنف بن قيس فقال لقومه : اعتزلوا الفتنة اصلح لكم فالاعتزال كفكرة سياسية ظهرت في ذلك الوقت أما أنها كمدرسة كلامية فقد ظهرت في أواخر القرن الأول الهجري.