المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



علة الاذان للصلاة وفصوله  
  
2861   12:59 مساءاً   التاريخ: 3-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص23-24.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

قال (عليه السّلام): فإن قال قائل: أخبرني عن الأذان لم أمروا به؟

قيل: لعلل كثيرة منها أن يكون تذكيرا للساهي و تنبيها للغافل و تعريفا لمن جهل الوقت و اشتغل عن الصلاة و ليكون ذلك داعيا إلى عبادة الخالق مرغبا فيها مقرا له بالتوحيد مجاهرا بالايمان معلنا بالاسلام مؤذنا لمن نسيها .

و إنما يقال: مؤذن لأنه يؤذن بالصلاة .

و تحدث الامام (عليه السّلام) عن الحكمة في تشريع أذان الاعلام و هي:

أ- تذكير الساهي للصلاة و تنبيه الغافل ليقوم بتأدية هذه الفريضة.

ب- التعريف بدخول وقت الصلاة ليستعد المسلمون لأدائها جماعة و فرادى.

ج- ان الأذان دعوة لعبادة الخالق العظيم و إقرار له بالتوحيد.

و حكى الامام (عليه السّلام) العلل في فصول الأذان و هي:

أ- البدء بالتكبير:

قال (عليه السّلام): فإن قال قائل: فلم بدأ فيه- أي في الأذان بالتكبير- و هو اللّه اكبر- قبل التهليل- و هو لا إله إلّا اللّه-.

قيل: لأنه أراد أن يبدأ بذكره و اسمه لأن اسم اللّه تعالى في التكبير في أول الحرف و في التهليل في آخر الحرف فبدأ بالحرف الذي اسم اللّه في أوله لا في آخره‏ .

عرض الامام (عليه السّلام) الى الحكمة في افتتاح الأذان ب (اللّه اكبر) من دون أن يفتتح ب (لا إله إلّا اللّه) و ذلك ليبتدأ الأذان و يفتتح باسمه تعالى بخلاف التهليل فإنّ اسمه تعالى يكون في الآخر و هذا غير مناسب لافتتاح الأذان.

ب- التكبير اربعا:

قال (عليه السّلام): فإن قال قائل: فلم جعل التكبير في أول الأذان اربعا؟

قيل: لأن أول الأذان انما يبدأ غفلة و ليس قبله كلام ينبه المستمع له فجعل ذلك تنبيها للمستمعين لما بعده في الأذان‏ .

الغاية من الأذان هي تنبيه المسلمين للاستعداد للصلاة و جعل فيه التكبير اربعا لهذه الغاية كما يقول الامام (عليه السّلام)

ج- فصول الأذان مثنى:

قال (عليه السّلام): فلم جعل- أي الاذان- مثنى مثنى؟

قيل: لأن يكون مكررا في آذان المستمعين مؤكدا عليهم إن سها أحد عن الأول لم يسه عن الثاني و لأن الصلاة ركعتان ركعتان و لذلك جعل الأذان مثنى مثنى .

إنّ في كل فصل من فصول الأذان دعوة إلى الخير و دعوة إلى الفلاح و النجاح فتكرارها إنما هو لأجل تثبيت هذه المفاهيم في أذهان السامعين.

د- الشهادتان:

قال (عليه السّلام): فإن قال قائل: فلم جعل بعد التكبير شهادتين؟

قيل: لأن أول الايمان انما هو التوحيد و الإقرار للّه عزّ و جلّ بالوحدانية و الثاني الإقرار للرسول (صلّى اللّه عليه و آله) بالرسالة و إنّ طاعتهما و معرفتهما مقرونتان و إن أصل الإيمان انما هو الشهادة فجعل الشهادتين في الأذان كما جعل في سائر الحقوق شهادتين فاذا أقر للّه بالوحدانية و أقر للرسول بالرسالة فقد أقر بجملة الايمان لأن أصل الإيمان انما هو الإقرار باللّه و برسوله .

و يفتتح الأذان بعد التكبير بالشهادتين: الشهادة للّه تعالى بالوحدانية و الشهادة للنبي (صلّى اللّه عليه و آله) بالرسالة و هما أصل الإسلام و شعاره فمن قال بهما فتترتب عليه آثار الاسلام فيحقن دمه و ماله كما أنّ سائر الحقوق تثبت بشهادتين فكذلك الإسلام يثبت بالشهادتين.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.