المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مائة واثنا عشر حكما في الاذان والإقامة
2023-02-11
وصايا علي لولده الحسن (عليهما السلام)
19-10-2015
مقدمة في طبيعة المنظومة ومفهومها
2023-05-04
علامات استفهام و تعجب
31-3-2021
التنفيذ عن طريق القضاء لازالة التجاوز.
8-6-2016
التعامل مع العائلة
19-12-2021


الكذب والصدق مع الأولاد  
  
2098   11:15 صباحاً   التاريخ: 25-7-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص114-116
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-28 512
التاريخ: 24-5-2017 5211
التاريخ: 15-12-2020 2770
التاريخ: 15-6-2022 1555

يجب على الأهل الانتباه إلى أن الأولاد تماماً كالإسفنجة تمتص كل ما يكون حولها من ماء ، وهم كالأرض الخصبة القابلة لأن يزرع فيها أي شيء , وعليه فإنهم ملزمون بعدم الخطأ معهم , في كل تصرفاتهم , لذلك فإنهم لا يجوز لهم أن يكذبوا عليهم , بل أن يكونوا في كل تصرفاتهم صادقين من دون أدنى مواربة وتحايل .

عندما تَعِد ابنك بأنك ستأتي له بهدية إن هو نجح في المدرسة , ثم عندما ينجح لا تحضر له هذه الهدية فإنك تعلمه الدرس الأول بالكذب . فإن قلت : ماذا لو لم أكن قادراً على الإتيان له بالهدية التي وعدت ؟ قلت : يجب أولاً : أن تدرس إمكانياتك قبل أن تعده , فإن كنت غير قادر على ذلك فلا تعده من أول الأمر وإن كنت قادراً ولكن طرأ عليك العجز فيجب عليك إن لم تكن قادراً على الاستدانة لتنفيذ وعدك له , أن تضع ابنك بالصورة وتوضح له أنك وقعت في عجز وستقوم بالإيفاء بوعدك له بعد الانتهاء من هذه المشكلة وتجدد القدرة على شراء الهدية التي وعدته بها .

وهذا الأمر حذر منه الإسلام لآثاره السلبية على التربية ؛ لأن موضوع الصدق والكذب هما من أهم العناوين التي حث الإسلام على الانتباه إليها , وحذر من وقوعنا فيها , ودعانا لأن نُعَلّم أولادنا بأنها تشكل خطراً على مستقبلهم يجب عليهم عدم الوقوع فيه. فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله:

(إن الكذب لا يصلح منه جد ولا هزل , ولا أن يعد الرجل ابنه ثم لا يُنجز له , إن الصدق يهدي الى البِر , وإن البر يهدي الى الجنة , وإن الكذب يهدي الى الفجور , وإن الفجور يهدي الى النار)(1) .

وفي هذا الحديث إشارة الى وجوب ترك الكذب ولو مزحاً , وقد حدد الحديث الشريف موضوع الكذب على الولد تحديداً لأهميته , فالولد لا يعرف ما إذا كان الأب مازحاً , أو جاداً في كذبه ، لذا فعلى الأهل أن ينتبهوا الى عدم الكذب جادين أو هازلين . وإذا ما فعلوا ذلك فلا يلومون أولادهم بعد ذلك أن كذبوا , فهم من أعطاهم الدرس الأول للكذب .

وهنا لا بد من الإشارة الى مسألة مهمة جداً وهي ما يحيكه الأطفال عادة من قصص يختلقونها من نسج خيالهم , فمن قبيل المثال قد يأتي الولد ليقول إنه طار في السماء كما سوبرمان , أو قتل الغول , أو حمل المبنى , وهذا الأمر إن مر على قاعدة أنه طفل لا يحاسب على كلامه فإنه يُساهم في تعويده على الكذب ، ولا بد من أن يُفّهم هذا الولد بأن هذا غير صحيح ولكن من دون صدمه , بل لا بد من إفهامه واقع الحال وأنه كإنسان لا يستطيع الطيران ولكي يقبل الفكرة تقول له إني أنا أباك الكبير لا أستطيع ذلك وليس الأمر ضعفاً , بل هو تعبير عن قدرتي كإنسان طبعاً لا بد من اختيار الأسلوب الذي يتناسب مع عمره .

____________

1ـ كنز العمال الجزء 3 ص 622 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.