المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الخائفين‏  
  
1300   11:27 صباحاً   التاريخ: 22-7-2016
المؤلف : العلامة المحدث الفيض الكاشاني
الكتاب أو المصدر : الحقائق في محاسن الاخلاق
الجزء والصفحة : ص.168-170
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10/10/2022 1844
التاريخ: 16-8-2019 2172
التاريخ: 17-1-2022 2076
التاريخ: 2023-03-25 1233

أن الخوف لا يتحقق الّا بانتظار مكروه ، و المكروه إما ان يكون مكروها في ذاته كالنار و إما أن يكون مكروها لأنّه يفضي إلى المكروه كما تكره المعاصي لا دائها إلى مكروه في الآخرة و لا بد لكلّ خائف من أن يتمثل في نفسه مكروه من أحد القسمين و يقوى انتظاره في قلبه حتى يحترق قلبه بسبب استشعاره ذلك المكروه ، و مقام الخائفين يختلف فيما يغلب على قلوبهم من المكروهات المحذورة.

أما الخائفون ممّا يغلب على قلوبهم من المكروه لغيره لا لذاته.

فمنهم من يغلب عليه خوف الموت قبل التوبة ، أو خوف نقض التوبة ، أو خوف ضعف القوة عن الوفاء بتمام حقوق اللّه ، أو خوف زوال رقة القلب و تبديلها بالقساوة أو خوف الميل عن الاستقامة ، أو خوف استيلاء العادة في اتباع الشهوات المألوفة ، أو خوف أن يكله اللّه إلى حسناته التي اتكل عليها و تغرّر بها في عباد اللّه أو خوف البطر بكثرة نعم اللّه عليه ، أو خوف الاشتغال عن اللّه بغير اللّه ، أو خوف الاستدراج بتواتر النعم ، أو خوف انكشاف غوائل طاعته حتى يبدو له من اللّه ما لم يكن يحتسب أو خوف تبعات النّاس عنده في الغيبة و الخيانة و الغش و إضمار السوء ، أو خوف ما لا يدري أنّه يحدث في بقيّة عمره ، أو خوف تعجيل العقوبة في الدّنيا و الافتضاح قبل الموت ، أو خوف الاغترار بزخارف الدنيا ، أو خوف اطلاع اللّه على سريرته في حال غفلته عنه ، أو خوف الختم له عند الموت بخاتمة السّوء ، أو خوف السّابقة التي سبقت له في الأزل.

فهذه كلها مخاوف العارفين و لكل واحد منها خصوص فائدة و هو سلوك سبيل الحذر عمّا يفضي إلى المخوف ، فمن يخاف استيلاء العادة عليه فيواظب على الفطام عن العادة ، و الذي يخاف من اطلاع اللّه على سريرته يشتغل بتطهير قلبه عن الوساوس و هكذا إلى بقية الاقسام.

و أغلب هذه المخاوف على المتقين خوف الخاتمة  ، فان الأمر فيه محظور و أعلى الاقسام و أدلها على كمال المعرفة خوف السابقة ، لأن الخاتمة فرع السّابقة تنفرع عنها بعد تخلل أسباب كثيرة فالخاتمة تظهر ما سبق في القضاء في ام الكتاب.

و إليه الاشارة بما رواه الصّادق (عليه السلام) قال: «خطب رسول اللّه (صلى الله عليه واله) النّاس ثمّ رفع يده اليمنى قابضا على كفه ثمّ قال : أتدرون أيّها النّاس ما في كفي؟ , قالوا : اللّه و رسوله أعلم ، فقال (صلى الله عليه واله): «أسماء أهل الجنّة و أسماء آبائهم و قبائلهم إلى يوم القيامة ، ثم رفع يده الشّمال فقال : أيّها النّاس أتدرون ما في كفي؟ قالوا : اللّه و رسوله أعلم فقال : أسماء أهل النّار و أسماء آبائهم و قبائلهم إلى يوم القيامة ثمّ قال : حكم اللّه و عدل حكم اللّه و عدل حكم اللّه و عدل فريق في الجنّة و فريق في السّعير»(1).

و عنه (عليه السلام) قال : «يسلك بالسّعيد في طريق الأشقياء حتى يقول الناس ما أشبهه بهم بل هو منهم ، ثمّ يتداركه السّعادة ، و قد يسلك بالشقي طريق السّعداء حتى يقول النّاس ما أشبهه بهم بل هو منهم ثمّ يتداركه الشقاء  إن من كتبه اللّه سعيدا و إن لم يبق من الدّنيا إلا فواق ناقة(2) , ختم له بالسعادة»(3).

و أما الخائفون ممّا يغلب على نفوسهم من المكروه لذاته.

فمنهم من يغلب عليه سكرات الموت و شدته ، أو سؤال منكر و نكير ، أو عذاب القبر ، أو هول المطلع ، أو هيبة الموقف بين يدي اللّه و الحياء من كشف الستر و السؤال من النقير و القطمير ، أو الخوف من الصراط و حدّته و كيفية العبور عليه ، أو الخوف من النّار و أغلالها و أهوالها ، أو الخوف من الحرمان عن الجنة دار النعيم و الملك المقيم و من نقصان الدرجات أو الخوف من الحجاب عن اللّه و هو أعلاها رتبة و هو خوف العارفين و ما قبل ذلك خوف العابدين و الزاهدين و كافة العاملين.

و لا يخفى أن فضيلة الشي‏ء بقدر اعانته على السعادة و لا سعادة كسعادة لقاء اللّه و لا وصول إليها إلا بتحصيل محبته و الانس به في الدّنيا ، و لا تحصل المحبّة إلّا بالمعرفة ، و لا تحصل المعرفة إلا بدوام الفكر، و لا يحصل الانس إلا بالمحبّة و دوام الذكر ، و لا يتيسر المواظبة على الذّكر و الفكر إلا بانقلاع حبّ الدّنيا من القلب ، و لا ينقلع ذلك إلا بترك لذات الدّنيا و شهواتها ، و لا يمكن ترك المشتهيات إلا بقمع الشهوات ، و لا تنقمع الشهوة بشي‏ء كما تنقمع بنار الخوف.

فالخوف هو النار المقمعة للشّهوات فاذن فضيلته بقدر ما يحرق من الشهوة و بقدر ما يكفّ عن المعاصي و يحثّ على الطاعات ، و يختلف ذلك بحسب اختلاف درجات الخوف كما بينّاه.

_________________

1- انظر المحجة : ج 7 , ص 274 , و سنن الترمزي : ج 8 , ص 308 , و إحياء علوم الدين : ج 4 , ص 48.

2- وفي حديث عيادة المريض : العيادة فدر فواق ناقة ، الفواق كغراب و بالفتح ما بين الحلبتين من الوقت لانها تحلب فتترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب ، او ما بين فتح يدك و قبضها على الضرع م.

3- انظر المحجة : ج 7 , ص 274 , و إحياء علوم الدين : ج 4 , ص 148.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.