فالتحذير : تنبيه المخاطب على امر مكروه ليجتنبه.

والاغراء : تنبيه المخاطب على امر محمود ليفعله .

 آ- اما التحذير فله اساليب اشهرها :

1- اياك ومتصرفاتها، مع ذكر معطوف بعدها نحو : اياك والشر ! او بدو ن العطف كما في قوله :

فاياك اياك المراء فانه         الى الشر دعاء وللشر جالب ⁽¹⁾

 2- اياي وايانا مع ذكر معطوف بعدها. وهو استعمال قليل، ومنه قول عمر : (لتذك لكم الاسل والرماح، وياي وان يحذف احدكم الارنب).

3- اياه ومتصرفاتها مع ذكر معطوف بعدها، كما في قول بعضهم : (اذا بلغ الرجل الستين فاياه وايا الشواب) (2). وهذا استعمال قول جدا.

4- ذكر الاسم معطوفا عليه اخر، نحو : راسك والسف ! اهلك والليل !

5- تكرار الاسم نحو : الضيغم الضيغم ! راسك راسك ! والعامل في هذه الضروب الخمسة واجب الاستتار.

ص152

6- الا يكون هناك عطف ولا تكرار، نحو نفسك الشر ! الاسد! فهذا الاسلوب الاخير يجوز في عامله الاستتار والظهور.

وجمهرة النحويين يجعلون كل هذه الاساليب من قبيل الانشاء، أي الانشاء الطلبي، بتقدير عامل طلبي مناسب، نحو : احذر بادر، باعد، نحِّ.

ب – واما الاغراء فهو نقيض التحذير، ولا يتصور مع (ايا) بضروبها الثلاثة ؛ لأنها التزمت في التحذير.

وعلى هذا فالأساليب التي تصح في هي :

1- اسلوب العطف، نحو المروءة والنجدة !

2- اسلوب التكرار، كقوله :

اخاك اخاك ان من لا اخا له          كساع الى الهيجا بغير سلاح(3)

وهذان الاسلوبان يتحتم فيهما اضمار العامل : الزم، او نحو ذلك.

3-   اسلوب الافراد، نحو : الصلاة جامعة ⁽⁴⁾.

 المراجع :

سيبويه 1 : 138 – 141 ابن يعيش 2 : 25-30 الرضى 1 : 165-168 الشذور 265 – 269 ابن عقيل 2 : 235 – 236 التصريح 2 : 193 – 195 الاشموني والصبان 3 : 187 – 194 الهمع 1 : 169 – 170.

ص153

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) للفضل بن عبدالرحمن القرشي، كما في الخزانة 1 : 265. وانظر سيبويه 1 : 141.

(2) ويروى : (وايا السوءات) كما في الصبان. قال الاشموني : (والتقدير فليحذر تلاقي نفسه وانفس الشواب). وقال الصبان: (فحذف الفعل مع فاعله، ثم تلاق، ثم نفس، فانفصل الضمير وانتصب. واقام ايا مقام انفس).

(1) البيت لمسكين الدرامي، كما في الخزانة 1 : 466. ونسبه الاعلم في شرح شواهد سيبويه 1 : 129 الى ابراهيم بن هرمة القرشي.

(2) قال الاشموني : (الصلاة نصب على الاغراء بتقدير احضروا، وجامعة حال. فلو صرحت باحضروا جاز).