المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



المكّي والمدنيّ  
  
1862   07:39 مساءاً   التاريخ: 31-5-2016
المؤلف : الشيخ محمد جعفر شمس الدين
الكتاب أو المصدر : مباحث ونفحات قرآنية
الجزء والصفحة : ص61-66.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / المكي والمدني /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-05 310
التاريخ: 25-02-2015 5174
التاريخ: 12-10-2014 2310
التاريخ: 27-04-2015 2067

من المعلوم أن الدعوة الاسلامية بقيادة رسول الله (صلى الله عليه واله) قد مرت بمرحلتين : سرّية ، وكانت منذ بعثته (صلى الله عليه واله) وإلى عدة سنوات تلت ، وقد آمن بالرسالة ثلة من المسلمين الأولين كان طليعتهم علي (عليه السلام) وأم المؤمنين خديجة (عليها السلام) . تلتها مرحلة الدعوة العلنية بنزول قوله تعالى : {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } [الشعراء: 214] . وقد استمرت هذه المرحلة الى نهاية حياة الرسول (صلى الله عليه واله) .

وهذه المرحلة العلنية للدعوة مرت بمحطتين رئيسيتين : مرحلة الدعوة في مكة واستمرت حوالي العشر سنين ، أمر بعدها رسول الله (صلى الله عليه واله) بالهجرة الى المدينة ، ومن الطبيعي أن يزامن مسيرة الدعوة نزول القرآن على قلب رسول الله (صلى الله عليه واله) حسب الظروف والحيثيات التي كانت تمر فيها ، ولا ريب أن وجود ظروف مختلفة رافقت الدعوة في المدينة عن تلك التي أحاطت بها في مكة ، فضلا عما اقتضاه حال الدعوة في المدينة باعتبار أن المدينة كانت مهد الدولة الاسلامية وتشكيلاتها ، وتكاثر عدد المنضوين تحت راية الإسلام ، مما

اقتضى الشروع بسن القوانين والتشريعات الإلهية لتنظيم هيكلية هذه الدولة ، وحياة المسلمين من مختلف جوانبها الفردية والاجتماعية ، ولذا نجد نوعاً من التغير في الخطاب يبن ما كان عليه في مكة في المرحلة الأولى ، وبين ما صار اليه من المرحلة الثانية في المدينة ، مما حدا بالعلماء أن يطلقوا على قسم من القرآن ، وصف المكي ، وعلى قسم آخر منه وصف المدني ، ثم راحوا ينظرون لكل من القسمين تنظيرات لا نجد مقتضياً في ما يتعلق بمادة تاريخ القرآن للدخول فيها ومحاكمتها (1) .

بعض ما ذكر من ضوابط للتمييز بين القسمين

ولا بأس بالإشارة الى بعض ضوابط وضعت من قبل العلماء للتمييز بين القرآن المكي والقرآن المدني :

1- قال البعض إن ما كان الخطاب فيه مصدراً بقوله : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ}  أو {يَا بَنِي آدَمَ } فهو مكي . وما كان مصدراً بـ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا }، فهو مدني .

وهذا الضابط – في نظرنا غير صحيح- وذلك :

أولاً : لأننا نجد آيات ثبت كونها مدنية ، ومع ذلك صدرت بـ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} ، ومنها قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} [البقرة: 21].

وقوله تعالى :{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا} [البقرة: 168]. وقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء: 1]. وغيرها .

ثانياً : هنالك آيات لم يرد فيها خطاب لا بلسان : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ}   ، ولا بلسان : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } . فهذا الضابط لا يفيد في تمييز المكي عن المدني .

2- أن ما ورد فيه تشريع فهو مدني ، وما لم يرد فيه ذلك فهو مكي .

وهذا الضابط ايضا غير صحيح ، لأننا نجد أحكاماً وتشريعات في سور مكية ، وإن كانت قليلة نسبياً ، منها قوله تعالى : {وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ } [الأنعام: 72]  . {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأنعام: 151] . {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الأنعام: 152]. {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ } [الأنعام: 152]. وغير هذه الآيات مما ورد في سورة الأنعام ، أو ما ورد في سورة الأعراف وغيرها .

3- إن ما فيه كلمة (كلا) فهو مكي . وهذا الضابط صحيح الى حد بعيد ، حيث نجد في معجم ألفاظ القرآن الكريم كلمة (مكي) أمام كل آية ورد فيها اللفظ (كلا) .

ولكن يرد على هذا الضابط أنه لا يفيد في تشخيص مكية الآية أو مدنيتها مما لم يرد فيه كلمة (كلا) مع أنها كثيرة جداً ، فأين نصنفها ؟

وعلى ضوء ما ذكرناه من عدم سلامة هذه الضوابط ، ننبه على أن تمييز المكي من المدني لابد فيه من الرجوع الى المأثور ، وما نقل عن ثقة الصحابة ممن عرفوا بعلم القرآن ، وما نجده من روايات في ذلك عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) .

وما نرجح ونراه محققاً للغرض ، القول بأن القسم المكي من القرآن هو ما نزل قبلا لهجرة النبوية ، والقسم المدني هو ما نزل بعدها ، سواء نزل ذاك أو هذا في مكة أو خارجها ، أو في المدينة أو خارجها أثناء معارك الإسلام مع الشرك والكفر . والمشهور – بناء على رواية عن ابن عباس- أن عدد السور المدنية ثمان وعشرون سورة ، وعليه فيكون الباقي سوراً مكية ، وعددها ست وثمانون سورة بما فيها سورة الحمد ، لأنها كما عليه أكثر المفسرين نزلت بمكة ، وقد سقطت في قائمة ابن عباس .

وما ذكرناه من ضابط للمكي والمدني ، يجعلنا نميل الى الحذر مما نجده في كثير من المصاحف ، من استثناء بعض الآيات من سور مدنية على أنها مكية وبالعكس ، وذلك لعدم الدليل الموثوق على مثل هذا الاستثناء ، اللهم إلا اجتهادات وآراء لبعض الأشخاص ، ويساورنا الشك في أن بعض الكذابين أرادوا وربما بتدخل من بعض السلاطين – أمويين وبعاسيين- أن يحرفوا بعض الآيات عن سبب نزولها الحقيقي في علي (عليه السلام) – مثلا – ليجعلوها مزية لشخص آخر .

وأوضح شاهد يؤكد شكنا ويؤيد حذرنا ، هو ما نسب الى مقاتل والكلبي- وهما من مفتري أهل السنة- أنهما ذهبا الى استثناء آية واحدة في سورة الرعد التي هي سورة مكية بشهادة ابن عباس التي ينقلها عنه مجاهد ، وهذه الآية هي قوله تعالى :

{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } [الرعد: 43] .

حيث ذهب مقاتل والكلبي أنها مدنية (2) ، لأنها نزلت في عبد الله بن سلام الذي أسلم بعد الهجرة ، فلا يمكن بزعمهما أن تكون مكية ، فاقتطعا هذه الآية من سورة كل آياتها مكية ، ليجعلوها مدنية ، وادعوا نزولها في شخص أسلم بعد الهجرة ليتم لهم ما أرادوا من حرفها عمن نزلت فيه في مكة وهو علي (عليه السلام) . كما دلت على ذلك جملة من الروايات وردت من طرق الشيعة ومن طرق أهل السنة . إذ وردت في بصائر الدرجات عن الإمام الباقر (عليه السلام) ، وفي الكافي وغيرهما ، كما وردت في كتاب المناقب لابن المغازلي الشافعي (3) ، وفي شواه التنزيل للحسكاني(4) ، وفي خصائص النسائي(5) ، وفي الجامع لأحكام القرآن للقرطبي(6) ، وفي ينابيع المودة للقندوزي(7) ، وفي تفسير الثعلبي . وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور ، عن ابن المنذر ، عن الشعبي أنه قال : (ما نزل في عبد الله بن سلام شيء من القرآن) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع في الضوابط التي أوردت لتمييز المكي عن المدني في القرآن الكريم كتاب البرهان للزركشي 1/187 – 205 .

(2) بل ادعى ابن تيمية إجماع العلماء على أنها مدنية وهو واضح البطلان .

(3) رقم الحديث/ 361 .

(4) الجزء 1/ 308 .

(5) صفحة/ 26 .

(6) 9/636 .

(7)  طبع اسلامبول ، ص102 و105 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .