فسيولوجيا النظر 

لكي يستطيع الحيوان تمييز وتحديد حجم وشكل ولون ما ينظر إليه.

يتطلب الأمر دخول الاضاءة من خلال طبقات العين المختلفة لتستقر في النهاية على الشبكية. تختلف شدة الانعكاسات الضوئية بحسب اتجاه الضوء إلى العين. الاضاءة العمودية تمر مباشرة إلى داخل العين بدون تعرضها للانعكاس، بينما الاضاءة غير العمودية تمر بعدد من الانعكاسات حتى تصل الشبكية.

تمر الاضاءة من خلال القرنية، والخلط المائي، والسائل الزجاجي، تتجمع الصورة على الشبكية في شكل مصغر ومقلوب. يتم نقل الصورة في شكل سيالات عصبية بواسطة العصب البصري إلى المنطقة البصرية بالدماغ. يتم ذلك، بسبب التغيرات الكيميائية التي تتم داخل العصي والمخاريط. تحتوي هذه الأجسام على صبغات تتأثر بالاضاءة وهي التي تتعرض لهذه التفاعلات.

الاختلاف الوحيد بين تركيب العصي والمخاريط يكمن في جزء الأوبسين Opsin من الصبغة وهو يمثل الجزء البروتيني للصبغة.

يتكون الرودبسين Rhodopsin من بروتين يسمى السكوتوبسين Scotopsin والصبغة الكاروتينية السيس – رتينين Cis- Retinene.

رودوبسين ⇔ السين ريتنين + بروتين السكوتوبسين

يمتص الرودبسين الاضاءة ويتم تحويل (السيس – رتينين) إلى (ترانز – رتينين) بالإضافة إلى تكوين مركب (السكوتوبسين).

يعتبر هذا التفاعل أساس تكوين فرق الجهد وانبعاث السيالة العصبية على أغشية المخاريط.

يتحول الترانز – ريتينين مرة ثانية إلى (سيس – ريتينين) بواسطة الأنزيم (الأيزوميريز).

يتحد (السيس – ريتينين) مع السكوتبسين لتكوين جزيء جديد من الرودوبسين.

تستطيع العينيان التكيف مع التغير في شدة الاضاءة من كثافة ضوئية منخفضة إلى كثافة ضوئية عالية، والعكس. فمثلا عند الخروج من الظلام الدامس إلى الاضاءة الساطعة، نجد أنه يتم اختزال المواد الكيميائية داخل المخاريط والعصي إلى (الأوبسين) والريتينين لتقليل حساسية العين للإضاءة بالإضافة إلى تصغير فتحة الحدقة بواسطة انعكاس عصبي يتم داخل العضلات الدائرية المحيطة بالحدقة وذلك لتقليل كمية الإضاءة الداخلة إلى العين.

أما عندما، ينتقل الحيوان من الاضاءة إلى الظلام كما في ساعات الغروب، يتحول كل من الأوبسين والريتينين وفيتامين أ إلى الفوتوبسين Photopsin، وبذلك تستطيع العين التقاط المستويات الضعيفة من الاضاءة. وساعد في ذلك أيضاً توسع فتحة الحدقة بسبب الانعكاس العصبي للعضلات المحيطة بالحدقة.