المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

التركيب الاهتزازي للحزم الالكترونية
17-1-2021
تفسير ظاهرة المد والجزر عند روبرت غروستيست (القرن 13 م)
2023-07-12
مجلة متخصصة
18-7-2019
معنى كلمة جول
16/11/2022
تقسيم المدينة
31-1-2016
المعاد الجسماني
26-09-2014


خبره (عليه السلام) مع ذي الثدية  
  
6699   10:09 صباحاً   التاريخ: 5-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج7,ص97-99.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

ذو الثدية هو الخويصر التميمي حرقوص بن زهير المعروف بذي الثدية من رؤوس المنافقين والمارقين من الإسلام وهو الذي قال للنبيّ (صلى الله عليه واله) حينما كان يقسّم المال أعدل فغضب النبيّ (صلى الله عليه واله) وقال : ويلك من يعدل إذا لم أعدل!

وروى أنس قال : كان في عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) رجل يعجبنا تعبّده واجتهاده فذكرناه لرسول الله (صلى الله عليه واله) باسمه فلم يعرفه فبينما نحن نذكره إذ طلع الرجل علينا فقلنا هو هذا فقال : إنّكم لتخبروني عن رجل أنّ في وجهه لسفعة من الشّيطان ؛ فأقبل حتى وقف عليهم ولم يسلّم فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) : انشدك الله هل قلت : حتّى وقفت على المجلس ما في القوم أحد أفضل منّي أو خير؟ 

قال : اللهمّ نعم ؛ ثمّ مضى يصلّي فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : من يقتل الرّجل؟

قال أبو بكر : أنا فدخل عليه فوجده يصلّي فقال : سبحان الله!! أأقتل رجلا يصلّي وقد نهى رسول الله (صلى الله عليه واله) عن قتل المصلّين وقفل راجعا إلى النبيّ (صلى الله عليه واله) فقال له : ما فعلت؟

قال : كرهت أن أقتله وهو يصلّي وقد نهيت عن قتل المصلّين فندب رسول الله (صلى الله عليه واله) أصحابه ثانيا فانبرى عمر وقال : أنا فمضى إليه فوجده واضعا جبهته لله فكره أن يقتله فرجع إلى رسول الله (صلى الله عليه واله)  ؛ فقال له : مهيم؟ قال عمر : وجدته واضعا جبهته لله فكرهت أن أقتله فندب رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى قتله فانبرى إليه الإمام (عليه السلام) فوجده قد خرج فأقبل إلى النبيّ (صلى الله عليه واله) فأخبره بخروجه فقال : لو قتل ما اختلف من أمّتي رجلان .

لقد انطوت نفس ذي الثدية على الكفر وكان إسلامه ظاهريا وقد تمرّد على الإمام (عليه السلام) الذي هو نفس رسول الله (صلى الله عليه واله) حسبما دلّت عليه آية المباهلة فقد أعلن العصيان المسلّح على حكومة الإمام (عليه السلام) في حرب النهروان وهو من أعلام الخوارج ولمّا انتهت الحرب وسقطوا قتلى في أرض المعركة طلب الإمام من أصحابه أن يلتمسوا له ذا الثدية فبحثوا عنه فلم يجدوه فأخبروا الإمام بذلك فأمرهم ثانيا بالبحث عنه قائلا : ما كذبت ولا كذّبت على محمّد (صلى الله عليه واله) وإنّه لناقص اليد ليس فيها عظم في طرفها حلمة مثل ثدي المرأة عليها خمس شعرات أو سبع رؤوسها مقصعة.

وأمر الإمام بإحضار جثّته فلمّا مثلت أمامه كشفوا عن يده فإذا ليس له يد وإنّما على منكبه ثدي كثدي المرأة وعليه شعرات سود تمتدّ حتى تحاذي بطن يده الاخرى فإذا تركت عادت ولمّا رأى الإمام ذلك خرّ لله تعالى ساجدا  لقد تحقّق ما أخبر به الإمام في شأن ذي الثدية وكان ذلك ممّا عهد به رسول الله (صلى الله عليه واله) اليه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.