[1] روى هذه الخطبة الحفاظ وأئمة الحديث في مجاميعهم كسليم بن قيس ] كتاب سليم بن قيس الكوفي ص 238 [ ، ومحمّد ابن يعقوب الكليني ] الكافي ج 2 ص 226 باب المؤمن وعلاماته وصفاته [ ، وابن أبي الحديد المعتزلي ] شرح نهج البلاغة ج 2 ص 527 طبع مصر [ .
قال السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب : " تسمى هذه الخطبة بخطبة همام وهي من خطبة عليه السّلام المعروف ، وقد رويت بأسانيد مختلفة ، وطرق شتى ، فممنّ رواها قبل الشريف الرضي أبان بن أبي عياش - كما
في كتاب سليم بن القيس الهلالي : ص 211 - ورواها الصدوق باسناد ذكره في " الأمالي " ص 340 في المجلس الرابع والثلاثين ، الذي أملاه يوم الثلاثاء ، الثامن عشر من رجب ، سنة ثمان وستين وثلاثمأة أي قبل إن
يتخطى الشريف الرضي التاسعة من عمره الشريف وقبلهما ابن قتيبة روى جملة منها في كتاب الزهد من
كتب " عيون الأخبار " م 2 - 352 ، ورواها الحرّاني في تحف العقول " ص 159 إلى غير هؤلاء ، هذا قبل
الرضي أما بعده ، فقد رواها جماعة من العلماء بأسانيد وصور تعرف منها على أنهم لم يأخذوها عن " النهج "
منهم سبط ابن الجوزي في " التذكرة " ص 148 نقلها من رواية مجاهد عن ابن عباس بصورة أخصر ، وابن
طلحة الشافعي في " مطالب السؤل " ج 1 ص 151 من قوله عليه السّلام ( المؤمنون أهل الفضائل ) ، إلى قوله
سلام الله عليه : ( يمسي وهمه الشكر ويصبح وشغله الذكر ، وزاد على رواية الرضي ( أولئك الآمنون
المطمئنون الذين يسقون من كأس لا لغو فيها ولا تأثيم ) .
ثم رواها بصورة أخرى عن نوف قال : عرضت حاجة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فاستتبعت اليه جندب بن زهير ، والربيع بن خثيم وابن أخيه همام بن عبادة بن خثيم ، وكان من أصحاب
البرانس المتعبدين فأقبلنا اليه فألفيناه حين خرج يؤم المسجد ، فأفضى ونحن معه إلى نفر متدنين قد أفاضوا
في الأحدوثات تفكهاً ، وهم يلهى بعضهم بعضاً ، فاسرعوا اليه قياماً وسلموا عليه ، فرد التحية ثم قال : من
القوم ؟ فقالوا : أناس من شيعتك يا أمير المؤمنين ، فقال لهم خيراً ثم قال : يا هؤلاء مالي لا أرى فيكم سمة
شيعتنا ، وحلية أحبتنا ؟ فأمسك القوم حياءً ، فأقبل عليه جندب والربيع فقالا له : ما سمه شيعتك يا
أمير المؤمنين ؟ فسكت فقال همام ، وكان عابداً مجتهداً - أسألك بالذي أكرمكم أهل البيت وخصكم وحباكم لما أنبأتنا بصفة شيعتك ، فقال : لا تقسم فسأنبئكم جميعاً ، ثم ذكر الموعظ بتفاوت يسير مع رواية الرضي ، وذكر في آخرها صيحة همام وموته وغسله وصلاة أمير المؤمنين عليه السّلام عليه وروى الكراجكي في " كنز الفوائد " ص 31 مثله مسنداً " ( مصادر نهج البلاغة وأسانيده ج 3 ص 65 ) .