المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

غزوة الرجيع
11-12-2014
زراعة نبات الكمون وعمليات الخدمة
15-2-2016
الخواص الانزلاقية Creep properties
31-12-2017
علماء تربية النحل (هامبلتون ، جیمس Hambleton James I.) (١٨٩٥ - ١٩٦٩)
2024-03-06
تطور زراعة ونشأة المحاصيل
2024-09-11
العذاب الاليم الدائم
18-9-2019


التقوى والتنمية  
  
2485   12:01 مساءاً   التاريخ: 19-4-2016
المؤلف : محمد الريشهري
الكتاب أو المصدر : التنمية الاقتصادية في الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : ص308-310
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-15 191
التاريخ: 2024-08-28 241
التاريخ: 18-7-2022 1808
التاريخ: 29-6-2016 3504

 نقرأ في النصوص ذات الصلة بالمبادئ الاعتقادية للتنمية، أن الله سبحانه ضمن لثلاثة أصناف رزقهم من غير احتساب؛ بحيث تأتيهم أرزاقهم خارج نطاق الحسابات العادية، هؤلاء هم: المتقون، وأهل التوكل، والمتفقهون في الدين. يمكن القول بإزاء هذه النصوص: إن ذكر الطائفتين الثانية والثالثة جاء من باب ذكر الخاص بعد العام؛ من حيث إن التوكل و التفقه في الدين هما من اللوازم البارزة للتقوى‏؛ إذ لابد من تحقق التقوى بمفهومها الكامل من التوكل والتفقه معا.

سؤالان هامان يُثاران إزاء هذه الرؤية؛ الأول: ما المقصود من أن التقوى هي سبب للرزق من غير المسارات الطبيعية؟ ثم هل التقوى - كسبب للرزق - هي في طول العمل وبذل الجهد، أم هي في عرضهما؟

لا ريب أن الإقرار بدور تؤديه التقوى في التنمية الاقتصادية يأتي في طول العمل وامتداده لا في عرضه. ما يمكن أن يثبت هذا المدعى بوضوح هو:

أولا: السيرة القطعية لأنبياء الله ورسله الكرام وأئمة الدين، وهم الذروة في أهل التقوى والقمة الشاهقة لأهل التوكل؛ فهذه سيرتهم تشهد بنصاعة على أن مسار التقوى والتوكل في حياتهم إنما هو في امتداد العمل، لا في عرضه(1).

ثانيا: ثمّة آيات وروايات مستفيضة بل متواترة تحثّ الناس على المثابرة والعمل، وتدعو المسلمين إلى تأمين احتياجاتهم الحياتية من خلال تحمل الأذى‏ وتجشم العناء في هذا السبيل، وهي إلى ذلك تُرجع الفقر والتخلف إلى التواني والكسل، ثم تلوم من يُلقي بكلِّه على المجتمع ويكون عالة عليه، بل تلعن من يقصر في إيفاء متطلبات عائلته ولا ينهض بمسؤولية تأمين احتياجاتها، وتصفه بأنه مذنب. كل هذه تشهد على أن الدور الذي تلعبه التقوى يأتي إلى جوار العمل، لا متقاطعا معه(2).

ثالثا: ما ورد من أحاديث في تفسير الآية الكريمة:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }[الطلاق: 2، 3] هو أنصع شاهد على ما ندعيه؛(3) فحين تناهى‏ إلى سمع النبي(صلى الله عليه واله وسلم) أنّ جمعاً من الصحابة لم يدركوا مغزى‏ الآية ولم يفهموها على نحو صحيح حيث تركوا العمل وانصرفوا إلى العبادة، بعث إليهم وسألهم: «ما حمَلَكم على ما صنعتم؟».

قالوا: يا رسول الله، تُكفِّل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة.

فقال: «إنه من فعل ذلك لم يُستجب له، عليكم بالطلب!»(4).

ربما يُثار سؤال في هذه الأجواء عن طبيعة التأثير الذي يمكن أن تؤديه التقوى في التنمية الاقتصادية إلى جوار العمل؟ ثم كيف يمكن تحديد هذا التأثير ومعرفته؟

ما نستشفّه من النصوص الإسلامية أن للتقوى أثرين مهمين تنهض بهما في التنمية الاقتصادية إلى جوار العمل، هما:

الأول: أن التقوى‏ تُسبغ على العمل البركة، ومن ثم ستأتي نتائج العمل ومعطياته أعلى مما تمليه الحسابات الطبيعية، وبتعبير القرآن الكريم نفسه: ستهطل البركات الإلهية من السماء والأرض،

وتحيط بالمجتمع من كل صوب(5).

الثاني: في المواقع التي لا تفي الأسباب المادية ببلوغ المقصود وتضلّ الجهود سعيها، تطلّ التقوى‏ على الإنسان كنافذة من الغيب وكهِبَة من السماء، فيتأمّن للإنسان رزقه بغير الطرق المادية.

على هذا، لا تعد التقوى‏ إلى جوار العمل مانعا عن التنمية الاقتصادية، بل تدخل في عداد المبادئ القيمية للتنمية أيضا، ...

على أن الحكمة الإلهية قد تقتضي أحيانا أن يصل الرزق إلى إنسان من دون عمل ويجري عليه بغير جهد؛ لكي يتعرف الناس على الرازق الحقيقي بنحو أفضل أو لأي سبب آخر تقتضيه حكمته سبحانه (6). مثال هذه الحالة ما تحدث به القرآن عن السيدة مريم:{كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[آل عمران: 37].

بيد أن هذه الحالات نادرة، وهي خاضعة للحكمة الخاصة التي تمليها، ومن ثم فإن ضرورة العمل لا تتنافى‏ مع إيجاد دور للتقوى في بقية الموارد.

___________

1ـ انظر: ص 136 ، (سيرة الأنبياء والأوصياء في طلب الرزق).

2ـ انظر: ص 144 (التحذير من التواني في العمل).

3ـ انظر: ص 150، ح 388 و ص 151، ح 394.

4ـ انظر: ص 151، ح 394.

5ـ {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}[الأعراف: 96].

6ـ انظر: ص 331 (قد يجري بغير حيلة) .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.