أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2016
2375
التاريخ: 12-4-2017
2114
التاريخ: 30-9-2019
3127
التاريخ: 2023-10-12
1371
|
يفسر علماء النفس دوافع تصرفات الإنسان وسلوكه على أساس غير الغرائز , وهي اشباع الحاجات النفسية , أي الرغبات الطبيعية لدى الكائن الحي التي يهدف من ورائها إلى تحقيق التوازن النفسي والانتظام في الحياة فهي محركات للسلوك , ولا تخرج في معناها وطبيعتها عن مفهوم الغرائز , لكن عددها أقل من عدد الغرائز .
تعريف الحاجة : هي حالة من النقص والافتقار يصاحبها نوع من التوتر والضيق لا يلبث أن يزول عندما تلبي الحاجة (1) سواء أكان هذا النقص مادياً أو معنوياً , داخلياً أو خارجياً . وكثير من علماء النفس يستخدمون مصطلح(حاجة) على أنه مصطلح مرادف (للدافع) بوجه عام فيقولون إن أغلب الناس ـ إن لم يكونوا جميعاً ـ لديهم حاجة إلى الأمن, وحاجة إلى تقدير الآخرين لهم (التقدير الاجتماعي) , والحاجة إلى الإفصاح عن الذات وتوكيدها , والحاجة إلى سلطة ضابطة موجهة , والحاجة الى الحب المتبادل. هذا بالاضافة الى الحاجة الجنسية، أي الدافع الجنسي ،والحاجة إلى الطعام (دافع الجوع) ,والحاجة الى الشراب(دافع العطش) ولا يوجد اتفاق عند علماء النفس في عدد الحاجات النفسية عند بني البشر.
وهناك فريق من العلماء يخترع الحاجات إلى حاجة واحدة , وهي الحاجة إلى الامن فقط , وهذا الاختراع يجعلها غير مفيدة من الناحية العملية الشاملة لنواحي فهم السلوك , ومحاولة توجيهه في الفرد (2) .
ويذهب بعضهم إلى أن الحاجات النفسية أربعة , وقد ارجعوها جميعاً إلى أصل غريزي (3) :
ــ حاجة الانسان إلى الطمأنينة ومرجعها إلى غريزة البقاء.
ــ حاجة الانسان إلى المغامرة ومرجعها إلى غريزة الاستطلاع .
ــ حاجته إلى الحب المتبادل , ومرجعها إلى الغريزة الجنسية .
ــ حاجته إلى تقدير الآخرين , ومرجعها إلى غريزة السيطرة .
وقد زاد آخرون هذه الحاجات تفصيلا فقالوا إنها ست, وهي (4) .
أ ـ حاجته إلى الطمأنينة .
ب ـ حاجته إلى الحب المتبادل .
جـ حاجته إلى تقدير الآخرين .
د ـ حاجته إلى الحرية .
هـ ـ حاجته إلى سلطة ضابطة موجهة .
و ـ حاجته إلى النجاح .
كما أورد آخرون تصنيفاً آخر للحاجات, واعتبروها سبع حاجات وسميت بالحاجات الاجتماعية.
ومن الأهمية بمكان توجيه الحاجات النفسية , بدلا من قمعها أو إطلاق العنان لها والتوجيه نوعان.
النوع الأول : ويدعى التوجيه عن طريق التنشيط والتثبيط , ونقصد بالتنشيط عند تربية الطفل أن نشجعه على إشباع ميوله, ما دام اتجاهها مرغوباً فيه , كالحاجة إلى المعرفة , والتفهم والذي ينطوي على حب الاستطلاع , وذلك عن طريق الإثابة المادية أو المعنوية .
أما التثبيط في تربية الطفل , فتعني إشغاله عن اشباع ميوله غير المحببة بطرق وقائية , أو تعني منعه عن تلبية هذه الميول بطرق علاجية .
والتربية المعاصرة تحاول وقاية الأطفال من السلوكيات السيئة , بإزالة أسبابها , وتهيئة الظروف التي تعمل على حسن السلوك , لذا فهي تقوم على التوجيه والإرشاد.
أما طرق التثبيط الوقائية فلا تضمن وقاية جميع الأطفال من الاتجاهات الخاطئة دائماً .
النوع الثاني: وهو طريقة تحويل المجرى, والذي يعني توجيه الميول عند الأطفال من وجهة غير مرغوب فيها إلى وجهة مرغوب فيها. فعلى سبيل المثال ان الطفل الذي تشتد عنده الحاجة إلى القوة والنفوذ أو السيطرة , نجده يحاول ملاكمة أصحابه , وقد يتطاول بالضرب على من هم أصغر منه سناً وأضعف منه بنية . فدور المربي هو أن يحاول تحويل مجرى هذه الحاجة وذلك عن طريق الإشراك في النشاطات المختلفة كالألعاب الرياضية , أو عن طريق ادخال هؤلاء الأطفال في الفرق الكشفية , أو وضعهم في أدوار يقومون بها بحماية الصغار من عدوان المعتدين , وبمضي الزمن شيئاً فشيئاً يتحقق من المواقف الجديدة افضليات حسنة تتغلب على سيئات المواقف القديمة , وربما يصبح الطفل من أبطال الرياضة , أو من انصار الدفاع عن الضعفاء المظلومين , وبهذه الطريقة قد تحول مجرى حاجات غير مرغوب فيها إلى حاجات مرغوب فيها يفضلها المجتمع .
____________
1ـ د. أحمد عزت راجح: أصول علم النفس, مرجع سابق, 95.
2ـ عبد العزيز القوصي : مرجع سابق , ص90 .
3ـ C.M. Fleming : The social psychology of education . 1944 , chap . IV
4ـ عبد العزيز القوصي , مرجع سابق , ص90 , ايضاً : جورج شهلا وآخرون : الوعي التربوي , مرجع سابق , ص86 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|